البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حماس، التغيير ومغزاه

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2970


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أواخر الأسبوع الماضي، سمحت حركة حماس لرئيس الوزراء السابق "سلام فياض"، بالوصول إلى قطاع غزة، في أول زيارة له للقطاع، منذ أن استولت على مقاليد الحكم في منتصف 2007، بحجّة أن أبواب القطاع مفتوحة على مصارعها لكل الفلسطينيين على حدٍ سواء، وذلك في أعقاب الدعوة الكبيرة، المُقدمة له من طرف القيادي في الحركة د/"حمد يوسف"، من أجل عقد لقاء مفتوح، بخصوص توضيح رؤيته لإنهاء الانقسام الحاصل في الصف الفلسطيني.

فصائل وشخصيات سياسية فلسطينية، وبضمنها حركتي فتح وحماس، لم تكف عن إخراج المواقف الصاخبة باتجاه تلك الزيارة، وسواء المعبّرة عن الرفض والمعارضة، أو تلك التي اقتصرت على الاحتجاج أو الاندهاش، هذا إضافة إلى جملة الاستغرابات، التي طافت في الشارع الفلسطيني ككل، برغم ما تم الإعلان عنه من أن الزيارة لا شأن لحماس بها، بدليل إحجامها رسميّاً عن الالتقاء به، وهناك مسؤولين كبار من داخلها، طالبوا صراحةً، بإسقاط حصانته تمهيداً لاعتقاله ومحاكمته، كما عصف بزيارته آخرون من حركة فتح وأحجموا عن لقائه، برغم حصوله على تنسيقات مسبقة مع قادتها داخل القطاع.

تجيئ تلك المواقف، بناءً على ما كانت تعتبره حماس، من أنه واحداً من مؤسسي الانقسام، حتى برغم انتمائه للطريق الثالث، حيث ساهم بفاعلية في تعميقه، وأظهر اهتماماً كبيراً، بشأن تحريك حملات أمنية قاسية، ضد عناصرها وكوادرها بالضفة الغربية، وأنه هو من دأب على تنفيذ أجندة السلطة وحركة فتح بحذافيرها، منذ اعتلائه سدة الوزراء في منتصف يونيو 2007، حتى بدا لدى الكثيرين، وكأنه أكثر فتحاويّا من الفتحاويين أنفسهم، إضافة إلى ما اعتبرته بأنه أمريكي الثقافة والمزاج، وبأنه هو من أتى بالجنرال الأميركي "كيت دايتون" لتجهيز أجهزة أمنية للعمل في مواجهتها، ولتعميق مسألة التنسيق الأمني لصالح إسرائيل، ووصل بها إلى وصفه بالسياسي والاقتصادي الفاسد.

وإن كان ليس رسمياً، فإن حركة فتح، لم تكن أقل قساوةً في موقفها، من تلك المواقف المنزلقة من اتجاه حماس، فقد استلم "فياض" - رغماً عنه- كميّة عارمة وكبيرة من انتقاداتها واتهاماتها المختلفة، وبخاصةً الموبقة منها، والتي على رأسها، ارتمائه بأحضان حماس، وبرغبته في رسم اسمه من جديد على الساحة السياسية الفلسطينية بواسطتها.

موقف حركة فتح لـ "فياض" كان تراكمياً، بناءً على الخلافات معه، والتي كانت قد بدأت قبل عامين من الآن تقريباً، برغم شغله رئاسة الوزراء آنذاك، باعتباره غريباً عن الحركة وينشط ضد رغباتها، إضافة إلى اعتباره من قِبل قياديين فيها، بأنه كان نذير بؤس عليهم وعلى الحركة ككل، حيث اتهموه بأنه سعى لإبعادهم عن صنع القرار، وبأنه هو من ساعد في تركيز السلطة في يد حماس، الأمر الذي عجّل بسقوطه، حتى في لحظة انتهاء اللقاء الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بالرئيس الفلسطيني "أبومازن" الذي نقل رغبة واشنطن الجامحة، كي يظل "فياض" في منصبه.

وكانت أعقب ذلك السقوط، قيام السلطة على غلق مكاتبه، ومؤسسة (فلسطين الغد)، التي يديرها، وأوعزت إلى التحقيق معه، بتهم متعددة، وعلى رأسها: المحاولة في نسج تحالفات موسّعة مع القيادي المفصول من حركة فتح "محمد دحلان".

من جانبه وفي ظل حذره من تعكير الرافدين، لم يبخل الرجل بنشر آرائه حول المصالحة الوطنية، بل كان فياضاً أمام الحاضرين من المثقفين والكتاب والمحللين والإعلاميين الفلسطينيين، حيث تمحورت حول ضرورة وحدة التمثيل الاساسي، باعتبارها منطلقاً للحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال توسيعها بانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكل المكونات التي ترغب في دخولها، بعيداً عن الحسابات الخاصة أو التي تنطلق من المصالح، كما وتُنبّه إلى ضرورة الإعداد لصيغة تفاهمات من أجل استعادة الوحدة، وفي ضوء أن هناك تحديات كبيرة، تتطلب صياغة برنامج متوافق عليه، يحدد الاهداف الوطنية، ويحدد اللغة التي تُمكّن من مخاطبة المجتمع الدولي.

آراء "فياض" التي جاء من أجل الإدلاء بها، لم تكن هي المعنيّة، لدى حماس على الأقل، باعتبارها (مُعادة) أو تم ترميمها، وكانت وسيلة الكونفرانس كفيلة بنقلها من غير تعبٍ ولا نصبٍ ولا تكلفة، بدل كل هذه الضجة الفائضة، لكن كان هناك مغزىً واحداً على الأقل، رغبت حماس في توضيحه أمام الكل، والذي يُفيد بأنّها كهينة ومُتغّيرة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فتح، دحلان، السلطة الفلسطينية، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عراق المطيري، عمر غازي، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، فهمي شراب، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، عواطف منصور، كريم السليتي، مراد قميزة، صلاح الحريري، صفاء العراقي، محمد الياسين، د. خالد الطراولي ، إياد محمود حسين ، طلال قسومي، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حميدة الطيلوش، رضا الدبّابي، عبد الله زيدان، أحمد ملحم، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، محمد أحمد عزوز، محرر "بوابتي"، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، د- جابر قميحة، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بن موسى الشريف ، سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، مجدى داود، صفاء العربي، محمود سلطان، ياسين أحمد، سيد السباعي، وائل بنجدو، أ.د. مصطفى رجب، نادية سعد، فتحي الزغل، حسن عثمان، علي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، عزيز العرباوي، عبد الله الفقير، أبو سمية، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، د - مصطفى فهمي، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، د- هاني ابوالفتوح، سلوى المغربي، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلام الشماع، أنس الشابي، علي الكاش، صلاح المختار، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، الهيثم زعفان، الناصر الرقيق، صباح الموسوي ، فتحي العابد، مصطفى منيغ، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، سامر أبو رمان ، جاسم الرصيف، د - عادل رضا، العادل السمعلي، ضحى عبد الرحمن، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، منجي باكير، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة