البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من بوسعه مواجهة هذا الإرهاب

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3981


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هذا سؤال يفتح دون تحفظ جنباته للرياح كما يقول الشاعر الفرنسي سان جون بيرس

تعب العالم بما في ذلك مؤسسات العدل الدولية في قضية ومرافعة لا نهاية لها : ما هو الإرهاب ومن هو الإرهابي. ولكن هذه الموضوعة تبقى على أية حال فقرة على رأس جدول الأعمال.

بتقديرنا أن الدول العظمى، لا تريد التوصل إلى تحديد دقيق ملزم للإرهاب، ذلك أنها لا تريد أن تلتزم بشيئ وتضع نفسها تحت طائلة القانون، ومن ذلك رفض الولايات المتحدة التوقيع على الاتفاقيات الجنائية الدولية، وهناك الكثير جداً من الجدل يدور حول هذه القضية بالذات في مؤتمرات القانون الدولي، دون التوصل إلى تعريف مفهوم دقيق. فالغرب يريد أن يبقى هو من يحتكر وضع القواعد وهو من يحتكر تفسيرها ثم هو من ينفذ الأحكام والقرارات، فكما يحتكر الاقتصاد، يحتكر السياسة، ويحتكر القرارات.

لا يمكن لأحد أن يحسبنا مؤيدين للإرهاب لا في الماضي ولا في الحاضر، فنحن نعمل في مجالات سياسية علمانية، نؤمن بحقوق متساوية للبشر بصرف النظر عن العرق والدين والمعتقد، ولكن ليس كل من يقول الحق متهم ... عشرات من المفكرين والاساتذة في القانون والفلسفة والسياسة والاقتصاد أمثال: أوسكار لانجة، بيير جاليه، توماس سنتش، نعوم شومسكي، بول باران، البيركان، بول سويزي، وآخرون كثيرون جداً في أوربا وأميركا، ومنهم من أصدر كتاباً في ألمانيا شارك في وضعه العديد من الأساتذة والصحفيين والمفكرين والفنانين بعنوان (Not in our Nahme) يعترفون يدينون الجرائم التي ترتكبها حكوماتهم في بلداننا بذرائع شتى، وحضرت شخصياً مؤتمراً دولياً في كلية الحقوق بروما / إيطاليا، ومؤتمراً مماثلاً في كلية الحقوق جامعة همبولت / برلين حول جرائم الاحتلال في العراق وأفغانستان حضره كبار أساتذة الفلسفة والقانون الأوربيين، الإيطاليون والألمان والأوربيون، أدانوا إدانة صريحة لا لبس فيها جرائم البلدان الغربية التي ترتكبها في بلداننا .

حروب التوسع وبسط الهيمنة تجري منذ عقود، قادت لتداعيات متفاوتة حتى عندهم كما في بلداننا، تنعكس بصور وأشكال متفاوتة: ففي بلدان الغرب التي يشارك جنودنا في حملات الغز والحروب، تحدث سنوياً حوادث القتل العشوائي (Running Amok) وغالباً يقوم بها (المتأثرين نفسياً) من المشاركين في الحروب في فيثنام والشرق الأوسط، كما تحدث في أوربا وأميركا تحولات اجتماعية عميقة المدى، تظهر تداعياتها في المعطيات الاجتماعية(انتشار تعاطي المخدرات، تناول الكحول بأفراط، الدعارة، تصاعد الجرائم وغيرها ..)، وتنعكس التطورات السياسية في صناديق الانتخابات بظواهر عديدة أبرزها تقدم لقوى اليمين والفاشية.

لسنا ممن يقبل أن تنسف طائرات ويقتل أبرياء، بما في ذلك أيضاً من يشتمون رموزنا ويتعمدون إهانتنا، لا نقبل أن تواجه الإساءة بالإساءة، وقلة الأدب والحياء بمثلها، والشتيمة قلة تهذيب وبدائية بصرف النظر عن ماركة ربطة العنق التي يرتديها، لذلك فنحن نميز بدقة تامة بين النضال الوطني والإرهاب، والثقافة عن الخرافة. ولكن للأسف أن معسكرنا ... أقصد معسكر القوى الوطنية والتقدمية اليوم ضعيف على المدى الحالي لأسباب تاريخية لا علاقة لها بالضبط بالتفوق الصاروخي الأمريكي أو الروسي أو الغربي عامة، فنحن أقوياء بالحق والحجة التاريخية وهذه القيم أسلحتها بعيدة المدى، ولكنها منتصرة حتماً.

ولكي ننتقل إلى الجانب الموضوعي من البحث، فلكي تنهي الإرهاب لابد من أن تقتلع أسبابه وبواعثه، ولكي تواجه من يبحث عن الموت، ينبغي أن تمنحه الأمل. الإرهاب بتقديري هو ردة فعل عكسية على عدد لا يحصى من الجرائم ترتكب يومياً، بحجة إجهاض خطر الإرهاب، أو استباق الخطر، فيصنعون بذلك بأنفسهم أسباب الخطر ويوفرون أجواء الإرهاب. يهيمنون على المجتمع الدولي ويرسمون خطوط حدود دول وأمم كما يرونها وكما تناسب مصالحهم، ويفرضون إرادتهم على العالم.

من يصرخ ويشكو الإرهاب يمارس الإرهاب بأضعاف مضاعفة، جيوشهم تنتشر في إرجاء العالم قتلاً وتخريباً ونهباً وسلباً، يقتلون بالألوف بل بمئات الألوف، ويملئون الدنيا ضجيجاً لمقتل العشرات .. قذفوا على العراق في حرب ظالمة ما قدرة 250 قنبلة ذرية وألوف من الصواريخ العابرة للقارات، ولكن من العيب أن تحتج، أو أن تغضب، أو أن ترد على الصاروخ بصفعة. ولكن هناك من يرى الحقيقة كلها، الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري يقول بعد اعتداءات باريس في نوفمبر: نحن السبب في الإرهاب وليس الإسلام، ويقول في مقابلة تلفازية علنية: لماذا عندنا اليوم مشاكل مع الإرهاب، المسلمون ليسوا حمقى، نحن نخوض الحروب في بلدانهم.

هذا يعني أن حكماء أوربا بدؤأ يدركون المأزق الذي أدخلتهم فيه الإدارة الأمريكية وما تزال تتخبط فيه. واليوم تحديداً يعيد دومنيك فليبان إلى الأذهان حكمة الموقف الفرنسي في عدم الموافقة على شن الحرب ضد العراق، حرب ستلد حروباً عديدة، صراع هويات لهيبها يستعر، ولا يوجد من هو بعيد عنها، وحمل في آخر لقاء تلفازي له بعد أحداث باريس السياسة الغربية وحملها مسؤلية خلق بؤر عديدة في أرجاء العالم، وداعس وليد مشوه لرفض السياسة الغربية التي وصفها بالمتغطرسة والمتقلبة. بدؤا بأفغانستان والصومال ثم العراق ثم ليبيا ثم مالي ثم ... حتى أصبح لديهم 15 يؤرة ملتهبة. ناهيك عن الجرح الأكبر الذي لا يأتون على ذكره فلسطين ..!

بالتأكيد لا نقبل بإسقاط طائرة ركاب كائن من يكون ركابها، ومن أي الجنسيات، فهم أبرياء عائدون بفرح من إجازة، ولكن كيف سيكون حكمنا على من يتبجح بأنه أطلق 72 صاروخاً من بحر قزوين على حلب ..! أهو استعراض للقوة الهمجية أم أنه إرهاب حضاري مبهر مودرن حديث أم ماذا ..؟ الرد على الإرهاب هو سياسي / اقتصادي / فكري، ولكن ليس عسكري بأي حال. **

هذا الإرهاب هو جنون الموت، الإمبريالية الجديدة ... إمبريالية العولمة، ورأسمالية الدولة المعاصرة هي من قادت إليه وأطلقته، فكما يقول المثل العراقي الحكيم : هذا الغيم جلب هذا المطر ....

-----------------
د. ضرغام الدباغ
* الأمين العام للمجلس السياسي العام لثوار العراق.
** في اليوم الذي تلا هذه المقابلة أطلقت روسيا رشقة صواريخ جديدة على سوريا عبر أجواء عدة دول

مقابلة مع إحدى القنوات التلفزية بتاريخ 20 / تشرين الثاني /


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإرهاب، أحداث باريس، تنظيم الدولة، الدولة الإسلامية، داعش، الغرب الكافر، العراق، سوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، رمضان حينوني، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، د- محمد رحال، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، وائل بنجدو، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، خبَّاب بن مروان الحمد، د - الضاوي خوالدية، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، عزيز العرباوي، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، د- محمود علي عريقات، أبو سمية، صفاء العربي، عمار غيلوفي، د. أحمد بشير، فتحي العابد، أنس الشابي، ياسين أحمد، فهمي شراب، محمود سلطان، د - مصطفى فهمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، الناصر الرقيق، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، صالح النعامي ، د - عادل رضا، محمد العيادي، صلاح المختار، مجدى داود، كريم السليتي، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، نادية سعد، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، محمد يحي، محمد شمام ، منجي باكير، طلال قسومي، الهيثم زعفان، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، رافع القارصي، صباح الموسوي ، د. أحمد محمد سليمان، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، سلوى المغربي، صلاح الحريري، محمد اسعد بيوض التميمي، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، محمد أحمد عزوز، حسن عثمان، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، المولدي الفرجاني، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - شاكر الحوكي ، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، خالد الجاف ، سامح لطف الله، إيمى الأشقر، سلام الشماع،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة