البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

جيش من البطالين ...السياسيين

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5925


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عندما أشاهد السيد أحمد نجيب الشابى أشفق عليه، فالرجل في هذا السن المتقدمة يستحق العطف و يثير الشفقة و كثيرا من الدعاء ، ف’أنداد’ السيد نجيب ينعمون منذ سنوات بالتقاعد المبكر و كثير منهم يمارسون هواية لعب الورق أو رياضة المشي البطيء في ساعات المساء المتأخرة على شواطئ بعض المدن الساحلية الرائعة ، فالسن لها أحكامها كما يقال، يجادل السيد نجيب بأنه ما زال في ريعان الشباب، و لا يعانى من العنوسة السياسية كما يظن بعض الخبثاء، و بأن هذا الشباب الوقاد هو من يجعله يعمل و يربط الاجتماعات بالموائد السياسية بالبرامج التلفزيونية و الإذاعية، هكذا دون انقطاع و دون أن يتناول أي منشط مهما كان نوعه، و حتى نمسك الخشب، نحن نشفق على السيد نجيب من هذا ‘النشاط ‘ ليس من باب التشجيع على البطالة السياسية و لكن من باب احترام الأرقام و احترام المشاهد كما يقال .

لقد أنتج الواقع السياسي التونسي مفارقات على غاية من الغرابة، فأغلب الساسة الذين ينشطون الساحة السياسية اليوم و على مدار الساعة قد تجاوزوا سن التقاعد المهني و السياسي دون أن يحققوا طموحاتهم باعتلاء كراسي السلطة و هو المطمح الأول و الأخير لكل رجل سياسة في العالم مهما كانت توجهاته، فاسطوانة خدمة الشعب و الشعور بأوجاعه و العمل على توزيع الثروات و الحد من البطالة هي منتجات سياسية تايوانية تزين تصريحات و خطب و مقالات السياسيين لكنها بلا طعم و لا رائحة و أحيانا بلا لون، و حين أشاهد السيد البحري الجلاصى يتحدث بتلك اللغة الصارخة الهجينة عن أوجاع الشعب أكاد أصاب بالغثيان، فالشعب قد أصبح بالنسبة للبعض حصان طروادة الذي تختفي وراءه الشعارات الزائفة و الأطماع السياسية الأنانية الحقيرة كل ذلك للوصول إلى كرسي الحكم و لو على جثث العاطلين، لكنها السياسة في أبشع مظاهرها حين تستعمل لتبييض المال الفاسد و الاغتسال من جنابة النظام السابق .

تتكرر يوميا أفعال إجرامية خطيرة و من يتمعن في المشهد بكل تضاريسه المختلفة لا يستنتج سوى أن هناك أيادى بعض العاطلين عن العمل سياسيا من يقفون وراء الستار لتحريك همجية الشارع و استحثاث كبته الاجتماعي و السياسي الدفين لاختلاق بؤر توتر أحيانا في ‘ولاية’ حي التضامن التي تتحرك بأمر الخليفة حماد الجبالى ، و أحيانا في الجنوب بوحي جنوني من الرئيس السابق محمد المرزوقي الداعية الحقوقي الذي باع شرفه في واقعة تسليم البغدادي المحمودى، و أحيانا أخرى في مناطق ساحلية بإيعاز من تجار المحرمات المختلفة من تجارة الرقيق الأبيض إلى تجارة المخدرات و السلاح مرورا بالتجارة في قوت الشعب أو ما يسمى تعففا بالسلم الاجتماعية، هؤلاء ‘ الكبار’ أو الحيتان الكبيرة كما يحلو لبعض الظرفاء توصيفهم هم من يحركون الشارع في كل الاتجاهات الخاطئة و يطالبونه دائما بأن ينزل للشارع ليخفف عن نفسه وطأة الرحمان من التعبير مقابل لمجة ‘مريضة’ و قارورة كوكا كولا .

من المثير للحزن و الشفقة حقا أن نجد السيد مصطفى بن جعفر المتحصل على صفر مكعب في كل مراحله السياسية المختلفة جالسا في قناة خاصة بصدد طرح ‘أفكاره’ مستعينا بذاكرته ‘ القديمة’ مع أن الشارع الشعبي قد بصق على هذه الأفكار التي تعود إلى ما قبل عصر الكتابة المصرية القديمة و لم يعد يريد سماعها حتى لا يصاب بالغثيان و تصاعد منسوب الكولسترول، يريد الرجل من السامعين أن يصدقوا أنه يملك الحل لأوجاع الوطن المختلفة و هو الذي بقى ثلاثة سنوات في تحرير دستور عقيم ( دستور جوان ) شهد الجميع بأنه أكبار ‘ انجاز’ مكلف في تاريخ البشرية و كان من الأحرى أن نكتفي بنقل أي دستور من أي دولة غربية بمجرد نقرات على صديقنا القوقل الشهير، لكنه الغباء و التنكيل بالمواطن و العبث بالمال العام حين يعشش في أفكار كبار السن و بعض المتمعشين من السياسة على حساب المصلحة العامة .

لقد كان على السيد محمد عبو أخذ نصيب من الراحة، و قد طالبه الشعب من خلال حجب الأصوات عن حزبه و صوته في الانتخابات السابقة بالاستراحة و التقاعد المبكر خاصة بعد أن كان جزءا من منظومة الصمت القاتل على اغتيال الشهداء شكري بلعيد و محمد البراهمى و لطفي نقض و على جريمة الاعتداء على ولاية كاملة بسلاح الرش، لكن الرجل و في إحدى إطلالاته يفاجئ الشعب بمولود غض سماه على بركة الله ‘ التيار الديمقراطي ‘ دون أن يدرك أن التيار لا يمر و أن التيار قد جرفه إلى مستنقع السقوط دون أن يدرى و أن ديمقراطيته المزعومة لم تعد تنفع بعد أن تركت الترويكا الحاكمة في عهده الديمقراطية لتشتغل على إدخال الإرهاب و أدواته إلى تونس، و تنشغل عن هموم المواطنين بتسفير أبناءنا للمحرقة السورية و بناتنا للمحرقة الجنسية، هذا كله و التيار و الديمقراطية غائبان عن الساحة خاصة بعد إن أنشغل السيد الأمين العام للتيار بافتعال واقعة ‘وينو البترول ‘ عن واقعة إجحاف رجال التعليم في حق مستقبل أبناء تونس، لكنها السياسة السياسوية في أبشع مظاهرها حين تستبد بالمستبدين المنشغلين بالانتهازية و الأنانية على حساب المصلحة العامة للشعب المرفق.

ليس غريبا أن بات البشر في تونس يذبح بعضه بعضا، فاللغة العفنة لهؤلاء السياسيين قد أدت إلى كل الشرور و الكراهية و الحقد في نفوس المتابعين الذين ثاروا على وضع بائس ليجدوا شلة من الفاسدين المخضرمين ترتدي الملابس الأنيقة و تتعطر بأفخر العطور الباريسية تعتلى سدة الحكم و المشهد من جديد لتحرمهم من الهواء و تنحر أحلامهم المتواضعة، و إذا قدر لذلك ‘ القصاب’ الذي باع الشعب لحم الحمير طيلة فترة ما بعد الثورة أن يتحصل على كم من الأموال ‘ الفاسدة ‘ فان هؤلاء السياسيين لا يقلون انتهازية عن باعة لحم الحمير بل لنقل بمنتهى الاحتقار و الألم أنه لا أحد يشك بأن هؤلاء الساسة قد أكلوا لحم الحمير لذلك نرى بعضهم حمير سياسة لا يدركون أن ساعة الرحيل قد أتت من زمان و أن الشعب قد سئم لغة الحمير و لحم الحمير ، فهل سيرحلون ...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، نجيب الشابي، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-10-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، محمد العيادي، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، طلال قسومي، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الرزاق قيراط ، فوزي مسعود ، صلاح المختار، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، سيد السباعي، محمود سلطان، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، عبد الله الفقير، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، تونسي، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، كريم السليتي، عبد الله زيدان، د - محمد بنيعيش، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، د. طارق عبد الحليم، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عزيز العرباوي، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، فهمي شراب، كريم فارق، حاتم الصولي، ياسين أحمد، نادية سعد، وائل بنجدو، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، علي الكاش، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، د - محمد بن موسى الشريف ، عواطف منصور، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، يحيي البوليني، عراق المطيري، مجدى داود، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، صالح النعامي ، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، أنس الشابي، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامح لطف الله، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، أبو سمية، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، د. أحمد محمد سليمان، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، إيمى الأشقر، الهيثم زعفان، محمد الياسين، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، يزيد بن الحسين، رافع القارصي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة