البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حماس وغُرماء من الحجَر

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3681


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


طالما تحدثت حركة حماس عن علاقات متنامية مع الجانب المصري، وتحديداً بالمؤسسة المخابراتية، وطالما تعِب لسانها من التأكيد بأن حدودها مع مصر مضبوطة، وطالما أعلنت براءتها عمّا نُسب إليها بشأن ضلوعها في أحداث مُعادية، وتحدثت عن استعدادها للتعاون مع المؤسسات الرسمية المصرية، بشأن أيّة مواضيع سياسية وأمنية، لكن كل ذلك لم يشفع لها لدى المصريين في شيء، وحتى هذه الأثناء، بما يوحي أن هناك استمراراً للحال في المستقبل أيضاً، إذ ليس من الصعب التنبؤ بنتيجة كهذه، وفي ضوء أن حماس كما في المُخيّلة المصرية، تشكل الشرّ الكبير للأمن القومي المصري، ربما يفوق الأخطار الخارجية – الإسرائيلية- كما ينشر الإعلام المصري على الأقل.

فشل إعلانات حماس، لم يُشكل مفاجأة لأحد، باعتبارها من جملة الإعلانات العديدة السابقة، التي أهملها الجانب المصري لأجل فرض إجراءات جديدة ضدها، بدءاً بالإجراءات الماديّة، التي اتخذتها مؤسسة الرئاسة، الحكومة، المخابرات، ومؤسسة الجيش على نحوٍ خاص، ومروراً بالهيئتين الإعلامية والقضائية، وأخيراً الإجراءات المعنوية الآتية من قِبل شرائح مهمّة من الشعب المصري، وسواء كانت مسلمة وقبطيّة وأقليّات أخرى.

جاء الإفشال المصري، من خلال المضيّ قُدماً في عدم الانتباه لأية خطوة حمساوية، بسبب أنها غير منسجمة معها، ولا تتوافق مع مسيرتها المتصلة بعلاقاتها الخارجية، ربما فاق التغاضي الإسرائيلي، عن أيّة دعوات محلية وخارجية، التي تُكالب بالكف عن محاصرة القطاع، وتخفيف العبء الحياتي لسكّانه، باعتبارها الغريم الأصلي لدى الحركة الحمساوية وأتباعها على الأقل، ومن ناحية أخرى فإن القيادة المصرية تفضّل السلطة الفلسطينية، التي تُعتبر بالنسبة لحماس من غرماء البطن، وأكثرهم شِدّة ضدها، كونها شرعية وأكثر انسجاماً مع الرؤى المصرية، وهناك مستقبل وافر في تنمية علاقات أكبر.

ويجيء السبب الأكبر في تحقيق تلك الأفشال، هو مُضي الجانب المصري في اتخاذ إجراءات صارمة، القصد منها التضييق على الحركة، برغم تراخي اقتصاديات القطاع إلى مستويات متدنية، من خلال سعيه إلى تغليق المنفذ الأوحد- معبر رفح-، وتقنين حركة التنقل باتجاهه، إلى الدرجة الأدنى، وبما تتطلبه الحالات الإنسانية فقط، وخلال فترات مرتبطة بالحالة الأمنيّة.

كما مثّلت الإجراءات الكفاحية المختلفة، بشأن هدم الأنفاق داخل منطقة الحدود، الفشل الأعظم بالنسبة لحماس ولسكان القطاع بشكلٍ عام، كونها الإجراءات الأصعب على مدى تاريخ العلاقات المصرية - الحمساوية، حيث أن جميع الإجراءات التي اتخذها نظام الرئيس السابق "حسني مبارك" بشأنها، كانت أكثر رحمة ورأفة، برغم استخدامه أسافين فولاذيّة تنحدر إلى أعماق التربة، لشل حركتها ووقف حياتها.

كلما مرّ الزمن، وطالت العلاقات الفاترة بينهما (كدولة وكحركة)، وكثُرت الإجراءات المترتبة عليها، اتضحت الصورة أكثر، وهي أن المعركة المصرية المعقدة ضد حماس لن تكون هادئة، وفي ظل أن علاقاتها المتورّدة على نحوٍ ما، مع جهات عربية وخارجية هي بالنسبة إلى مصر خارجة عن الصف وغير مرغوبة لديها، ما دامت ماضية على مسيرتها بعيداً عن الواقع الذي فرضته الأوضاع الدولية، فقبل البت في استرجاع أي علاقات معها، يتوجب عليها الاستجابة للشروط المصرية، بما فيها التخلّي عن حركة حماس.

من السهل علينا أن نتفهم الواقع الحاصل بالنسبة لمسيرة العلاقات السيئة ولنقل الصراعية بينهما، باعتباره أسهل من الهرولة وراء آمالٍ عِجاف، برغم قيام كل منهما بالإعلانات (أحياناً) بأن حماس مُتعاونة، وبأن مصر متعاونة أيضاً، لكن هذه لا تعدو كونها مجرّد إعلانات مُخدّرة، تهدف إلى الطمأنة، أو لخدمة أهداف مُعينة وحسب، فالقضية معقدة جداً، ولا تريد مصر تفكيكها، بل إنها تسعى إلى مواجهتها، فالالتزامات المقطوعة عن الواقع التي بُذلت في المعركة الصداميّة، تجعل من الصعب جدا، إنشاء واقعاً سياسياً هادئاً على الأقل.

كما أن دعوات حماس القديمة والمتجددة، والتي لم تهدأ في إرسالها للقيادة المصرية، بشأن وقف تشديد حصارها على القطاع، ووقفها لإجراءاتها الصعبة على الحدود، وخاصة بالنسبة لحفر القناة المائية بمحاذاتها، باعتبارها تضر بتاريخ مصر وشعبها، إضافة إلى الأضرار البيئية الناتجة عنها، بدت كالخيط الرفيع الذي لا يمكن إدخاله في الصخر، باعتبارها لدى المصريين، تدخّلاً سافراً في الشأن الاقتصادي على الأقل، وفي ضوء أن إجراءاتها حتى بغض النظر عن الجوانب الأمنية والجنائية، فإنها تحفُل بمشروعات اقتصادية ضخمة ستساعد في تنمية الاقتصاد المصري والسيناوي على وجهٍ خاص.

ناهيكم عن مجموع الإشارات الإسرائيلية المُشجّعة، والتي ما فتئت تُشيد بتلك الإجراءات ليلاً ونهاراً، وتأمل على كافة الاتجاهات بنجاحها وتوفيقها على الدوام، باعتبارها تساعد على بسط الأمن، وتساهم في استتباب الهدوء، ويجدر بنا عدم نسيان الرؤيا الفلسطينية – الرئاسية-، والتي تؤكّد دوماً، بأن ما يجري على الحدود من إجراءات ضد الأنفاق، هو ضرورة فلسطينيّة ومصريّة في آنٍ واحد.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، حماس، السلطة الفلسطينية، الجماعات السلفية، السلفية الجهادية، الجماعات الجهادية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-09-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن عثمان، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، سلوى المغربي، د. أحمد بشير، علي عبد العال، د- محمد رحال، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، د - الضاوي خوالدية، خالد الجاف ، المولدي الفرجاني، محمد شمام ، عمر غازي، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، أبو سمية، كريم السليتي، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، مصطفى منيغ، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، رافع القارصي، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، رمضان حينوني، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهادي المثلوثي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، د - عادل رضا، فتحـي قاره بيبـان، العادل السمعلي، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، سلام الشماع، سليمان أحمد أبو ستة، ماهر عدنان قنديل، صباح الموسوي ، تونسي، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، عراق المطيري، إسراء أبو رمان، إيمى الأشقر، الهيثم زعفان، كريم فارق، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، أحمد ملحم، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، سيد السباعي، عواطف منصور، صلاح المختار، مجدى داود، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، محمد العيادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يحيي البوليني، منجي باكير، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، حسن الطرابلسي، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، محرر "بوابتي"، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة