البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مواقف تربوية من التراث - قصة أم سلمة ووفاة أبي سلمة رضي الله عنهما

كاتب المقال أ.د/ أحمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5680


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قال تعالى : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
( العنكبوت : 2 – 3 )

قال سفيان بن عيينة رحمه الله في قوله تعالى : {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} ( السجدة :24 ) قال : لما أخذوا برأس الأمر ( أي الصبر ) جعلناهم رءوساً.

******************

- الحياة الدنيا في التصور الإسلامي ،
- الصبر والاسترجاع عند المصائب ،
- جزاء الله للصابرين بغير حساب ،
- المرأة وصدمة ومصيبة وفاة الزوج ،
- فضل الاسترجاع وموقف المسلم من المصائب ،
- ضوابط قرآنية للسلوك الإنساني ،
- من القواعد القرآنية في المعاملات ،
- الابتلاء سنة ماضية ،
==============================
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي خلق الخلق ، وأرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، سبحانه أوجد البشر في هذه الحياة الدنيا ولم يتركهم سدى ، بل بين لهم سبيله الهادي إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة ، فأرسل لهم رسلا مبشرين ومنذرين ، وجعلهم قدوة لأممهم ، وأنزل عليهم كتبه تحمل منهج السماء لضبط حركة حياتهم على مراد الله تعالى ، فشرع الرسل ينفذون شريعة الله تعالى في الأرض ، ويرفعون معالم الحياة الكاملة التي تجمع بين سعادة الدارين ، وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين ، سيدنا ونبينا محمد الذي ادى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، واقام قواعد التوحيد ، وهدم الشرك ، وجاهد في الله حق جهاده ، وبنى دولة الاسلام على منهج الله عز وجل ، وعلى اله وصحبه اجمعين ، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ،

أما بعد :
* الحياة الدنيا في التصور الإسلامي ،

فمن المعلوم أن الحياة الدنيا في التصور الإسلامي لا تخلو من المنغصات والابتلاءات ، فهي بطبيعتها دار اختبار وابتلاء ، ولا تدوم على حال ، وانها دار ممر عبور ، لا دار مقر واقامة وسرور ، والإنسان فيها عرضه للمنغصات والآلام ، والأكدار والمصائب التي تأتي ابتلاء من الله تعالى لخلقه ، فلقد بيّن الله سبحانه وتعالى حكمته من خَلقِ السماوات والأرض ، وخلقِ ما على الأرض من الكائنات ، وخَلقِ الموتِ والحياة ، وهي الابتلاء للجن والإنس ، كما قال سبحانه وتعالى : {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} ( هود : 7 ) ، وقال تعالى : {إنا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} ( الكهف : 7 ) ، وقال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} ( الملك : 2 ) ، فعُلم من هذه الآياتِ أن الله خلق ما خلق لابتلاء العباد ليتبين من يكونُ منهم أحسنَ عملاً، ويظهرُ ذلك في الواقع حقيقة موجودة، بل بيّن سبحانه في كتابه أن ما يجري في الوجود من النعم والمصائب لنفس الحكمة وهي الابتلاء الذي يُذكر أحياناً بلفظ الفتنة، قال الله تعالى : {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} ( الأنبياء : 35 ) ، وقال تعالى: {أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} ( العنكبوت : 2 ) ، فبهذا الابتلاءِ يتبينُ الصادقُ من الكاذبِ، والمؤمن من الكافر مما هو معلوم للرب قبل ظهوره في الواقع، وقد أخبر سبحانه وتعالى في موضع من القرآن أنه خلقَ الناسَ ليختلفوا ويكونُ منهم المؤمن والكافر، ويترتبُ على ذلك ما يترتبُ من ابتلاءِ الفريقين بعضهم ببعض، قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} ( هود : 117، 118 ) ، وقال تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين} ( الأنعام : 53 ) ، وقال تعالى: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض} ( محمد : 4 ) ،
ولقد عرض القرآن نماذج لتلك الابتلاءات التي يلاقيها الانسان في الحياة ، ورسم لنا الحق جل جلاله في كتابه الكريم معالم الطريق في التعامل مع ما يتعرض له الانسان من ألوان الابتلاءات والمصائب ، فأمر عباده بالتحلي بالصبر والتسليم والرضا بقضاء الله وقدره ، ووعد بجليل الأجر والثواب وحسن الجزاء في الدنيا والآخرة للصابرين ، فقال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}( البقرة : 155 – 157 ) ،
أي : ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف ، ومن الجوع ، وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها ، أو ذهابها ، ومن الأنفس : بالموت أو الشهادة في سبيل الله ، وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب ، بقلَّة ناتجها أو فسادها ، وبشِّر - أيها النبي - الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة ، واعلم أن من صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم شيء يكرهونه قالوا : إنَّا عبيد مملوكون لله تعالى ، مدبَّرون بأمره وتصريفه ، يفعل بنا ما يشاء ، وإنا إليه راجعون بالموت ، ثم بالبعث للحساب والجزاء ، أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة منه سبحانه ، وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد.
ولننظر كيف كان حال الرعيل الأول من المسلمين( من الصحابة الكرام ) في تعاملهم مع ما يواجهونه من ابتلاءات ، وما يقابلونه من عقبات ومنغصات ، لنقتدي بهم ، ونسير على نهجهم ،
وثمة قصة عن أم سلمة (1) رَضِيَ اللَّهُ عَنْها؛ حملتها لنا كتب السنة الموثوقة ، حين مات زوجها أبو سلمة (2) وهو من هو رضي الله عنه ، كان صحابيا جليلا ، وكان ملء السمع والبصر ، ولما مات عنها ، جزعت عليه أم سلمة جزعا شديدا ، وحزنت عليه كأقصى ما تحزن المرأة على وفاة زوجها ، فقيل لها : يا أم سلمة قولي: ما علمنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، قالت: وما علمكم؟ قالوا: " قولي : إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها " ، فاسترجعت ، ورضيت بقضاء الله تعالى وقدره ، وقالت ما قيل لها، فإذا بها بعد انقضاء عدتها ، يذهب إليها النبي خاطبا، فقيل لها: أوجد من هو خير من أبي سلمة أم لم يوجد؟ قالت: ما كنت لأتسامى أي أتوقع مثل هذا الموقف " ، وتزوجها خير خلق الله تعالى ، وأصبحت أما للمؤمنين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،
ويروى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أنها قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا حَضَرْتُمْ المَيِّتَ فَقُوْلُوا خَيْراً فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُوْلُوْنَ" ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ! كَيْفَ أَقُوْلُ ؟قَالَ: "قُوْلِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَأَعْقِبْنَا منهُ عُقْبَى صَالِحَةً"، فَأَعْقَبَنِي اللهُ خَيْراً مِنْهُ، رَسُوْلَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم " (3) ( رواه ابن ماجه ، حسنه الالباني ) ،

- قال صاحب " التمهيد " : " عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي فِيهَا ، وَأَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا ، قَالَتْ ( أي أم سلمة ) فَلَمَّا احْتَضَرَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ ( أي زوجها ) قَالَ ( أي أبو سلمة ) اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ مِنِّي ،فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي فِيهَا ، فَكُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ وَأَبْدِلْنِي خَيْرًا مِنْهَا قُلْتُ وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ ؟ فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى قُلْتُهَا ، قَالَ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ فَرَدَّتْهُ ، ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ فَرَدَّتْهُ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَهَا ، فَقَالَتْ مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ومرحبا بالله ورسوله ، اقرئ رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامَ ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى ( أي شديدة الغيرة ) ، وأنا مصبية( أي لدي أولاد وصبيان صغار ) وليس أحد من أوليائي شَاهِدًا ، قَالَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي غَيْرَى فَإِنِّي سَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَك ،ِ وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي مُصْبِيَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَكْفِيكِ ، وَأَمَّا أَوْلِيَاؤُكِ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَاهِدًا وَلَا غَائِبًا إِلَّا سَيَرْضَانِي، فَقَالَتْ لِابْنِهَا قُمْ يَا عُمَرُ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَوَّجَهَا ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنِّي لَا أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ أُخْتَكِ فُلَانَةً جَرَّتَيْنِ وَرَحًى وَوِسَادَةً " ، قَالَ أَبُو عُمَرَ( صاحب التمهيد ) لَيْسَ فِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ مَعْنًى يُشْكِلُ ، وَلَا مَوْضِعٌ تَنَازَعَهُ الْعُلَمَاءُ فِي التَّأْوِيلِ ، وَإِنَّمَا هُوَ دُعَاءٌ وَاسْتِرْجَاعٌ وَتَعَزٍّ ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ : " إِنَّا لِلَّهِ أَيْ نَحْنُ لِلَّهِ وَعَبِيدٌ وَخَلْقٌ خَلَقَنَا لِلْفَنَاءِوَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " أَيْ إِلَيْهِ نَصِيرُ وَإِلَيْهِ نَرْجِعُ لِأَنَّهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ إِلَيْهِ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ، وَالْخَلْقُ كُلُّهُ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمَوْتِ وَالرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ ، أَيْ فَمَا لَنَا نَجْزَعُ مِمَّا لَا بُدَّ لَنَا مِنْهُ وَلَا مَحِيدَ عَنْهُ ، وَهَذَا أَحْسَنُ شَيْءٍ وَأَبْلَغُهُ فِي حُسْنِ الْعَزَاءِ ، وَفِيهِ إِيمَانٌ وَإِخْلَاصٌ وَإِقْرَارٌ بِالْبَعْثِ وَالْحَمْدُ لله (4) ،

نحن أمام موقف من المواقف الخالدة في تاريخنا الإسلامي ، بطلته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، يسجل لنا هذا الموقف قصة واقعية عكست نوعا من المشاعر الإنسانية التي تظهر في المواقف الصعبة التي يمكن أن يواجهها الإنسان في هذه الحياة ، فما بالنا إن كانت صاحبة تلك المواجهة امرأة ، ولذلك فنحن نبرز عدة ملاحظات تربوية في هذا الموقف :

* المرأة ومصيبة وفاة الزوج :
- نحن أمام امرأة عادية من جمهرة النساء ، لكنها تتميز بأنها مسلمة ، ومن جيل الصحابيات الكريمات عليهن رضوان الله تعالى ، هذا الجيل الذي تلقى الإسلام والقرآن الكريم غضا طريا من نبعه الصافي ، وتلقى السنة النبوية المباركة من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعلم من مدرسة النبوة كيفية تطبيق النصوص المقدسة على أرض الواقع ، وتحويلها إلى سلوك فعلي يميز المسلم عن غير المسلم ، في مواجهة مواقف الحياة ، إنهاالصحابية " أم سلمة " أصيبت بأكبر مصيبة يمكن أن تصاب بها المرأة ، وهي وفاة زوجها ، إنها أصعب وأقسى تجربة حزن يمكن أن تواجهها المرأة ، حزنت أم سلمة على وفاة زوجها الذي كان ملئ السمع والبصر ، والذي يتضح من تفاصيل القصة أنها كانت تحبه حبا جما ، وله في نفسها مكانة مرموقة ، وترك لها صبيانا منه ، ولذلك كان من الطبيعي أن تحزن عليه حزنا شديدا ، وتجدر الإشارة إلى أن المصيبة هي كل ما يؤذي الإنسان ويصيبه ، سواء في نفسه ، أو ماله ، أو ولده ،
* فضل الاسترجاع وموقف المسلم من المصائب :
- أنها كانت قد سمعت – وقبل هذه الواقعة – حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، روته هي عنه فيما بعد يقول فيه كما جاء في صحيح مسلم : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ اجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا " ، وهو حديث يرسم الطريق لأهل الابتلاءات والمصائب حينما تقع ، ويبين لنا جزاء الإسترجاع عند المصائب (هو قول المصاب إنا لله وإنا إليه راجعون كما بين القرآن الكريم :{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة : 156 ) ، فقد جعل الله عز وجل كلمات الاسترجاع هذه الجامعة لمعاني الخير ملجأ وملاذا لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين من الشيطان لئلا يتسلط عليهم فيوسوس لهم بالأفكار الرديئة، فيهيج ما سكن ، ويظهر ما كمن ، فإن قوله (إنا لله): إقرار بالعبودية والملك لله، ولله المالك أن يفعل في ملكه ما يشاء ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى بناته معزيا: " إن لله ما أخذ وله ما أعطى (5) " ،

وقوله :{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}: إقرار بأن الله يميتنا ثم يبعثنا، فله الحكم في الأولى ، وله المرجع في الأخرى، واعتراف بأن المصابين لا بد أن يرجعوا إلى الله فيجازيهم على سخطهم إن سخطوا، وعلى صبرهم إن صبروا (6).

ومما تضمنته الآيات الكريمات منفوائد: أن الصابرين حقا هم المسترجعون، فمن لوازم الصبر الاسترجاع ، ولقد وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد يحصل بالصبر والاسترجاع منزلة عالية في الجنة، كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد (رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، وحسنه الألباني )
وهكذا فإن من ثمرات الاسترجاع بالإضافة إلى الصلوات من ربهم ، والرحمة ، والهداية ، نيل عظيم الأجر والثواب من عند الله، وإخلاف الله للمبتلى أو المصاب خيرا مما ابتلى به كما سنرى ،
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال " نعم العدلان ونعمت العلاوة للصابرين " ، إشارة إلى قوله تعالى : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ( البقرة :155 – 157) ، ويعني بالعدلين ما يوضع على جانبي سنام البعير: الصلوات والرحمة ، وأما العلاوة : فهي ما توضع بين العدلين وهي الزيادة في الحمل على العدلين وتوضع فوق سنام البعير ، وهي هنا الهداية :{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ، أي أن هؤلاء أُعطُوا ثوابَهم وزِيدُوا أيضًا " ( أخرجه الحاكم في "المستدرك" بإسنادٍ صحيحٍ ) ،

تجربة واقعية لأم سلمة :

- لم يدر بخلد أم سلمة وهي تسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث المذكور آنفا أنها ستواجه موقفا صعبا يوما ما تحتاج فيه إلى تطبيق هذا التوجيه النبوي الكريم ، فها هو زوجها أبو سلمة تحضره الوفاة ، وتسمع منه أم سلمة – كما جاء في رواية الامام مالك – دعاءه وهو يحتضر " اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ مِنِّي " ، إنه الإيمان ، وقوة اليقين ، وسلامة الطوية ، وقوة العلاقة التي تربطه بشريكة الحياة ، فهو يدعوا الله بدعاء نادرا ما يلتفت إليه أحد في دنيا الناس اليوم ، إنه يسأل ربه الكريم بعد أن أيقن أنه سيفارق الحياة أن يخلفه في أهله بخير منه ، يقوم على شؤونهم ويوفر لهم الرعاية والحماية من غوائل الحياة ، ويموت أبو سلمة رضي الله عنه ، وتعيش أم سلمة مشاعر الفقد وألم الفراق ، وهنا تتذكر أم سلمة ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول من أعماق قلبها المفعم بالايمان وهي تواجه تلك المصيبة : " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي فِيهَا ، أو – كما في رواية أخرى : اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها " وتعطينا أم سلمة لمحة عن حالها ومشاعرها وما كانت تفكر فيه وهي تواجه هذا الموقف فتقول : " .....فَكُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ وَأَبْدِلْنِي خَيْرًا مِنْهَا ، ( أو واخلفني خيرا منها ) قُلْتُ وَمَنْ هو خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ ؟ ( وفي رواية : أنها قالت : أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) ، فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى قُلْتُهَا " ،وفي رواية : " ثُمَّ عَزَمَ اللهُ لِي فَقُلْتُهَا " ،هي إذا لا ترى بعد أبي سلمة من هو خير منه من الرجال حتى يحل محله ، فماذا حدث ؟؟

* أخلف الله أم سلمة بأكرم خلق الله محمد جزاء الصبر والاسترجاع والصبر والرضا والاتباع :

وتمر الأيام ، ويحدث مالم يكن في الحسبان ، وما لم تتوقعه أم سلمة ، إذ أنها لما انقضت عدتها ( عدة وفاة زوجها ) – كما في رواية الامام مالك رحمه الله خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته فَرَدَّتْهُ ، ثُمَّ خَطَبَهَا عُمَرُ ابن الخطاب فاروق هذه الامة رضي الله عنه فَرَدَّتْهُ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَهَا ، فَقَالَتْ مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ، ومرحبا بالله ورسوله ، لا إله إلا الله ، ها هي أم سلمة تعيش أروع لحظات حياتها على الإطلاق وهي تستقبل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئها أن رسول الله يخطبها لنفسه ، أي كرم إلهي هذا ، وأي عطاء رباني ، وأي منحة تلك التي انبثقت من براثن المحنة ، رسول الله يخطبها لنفسه لتكون زوجة لخاتم الأنبياء والمرسلين ، لخير خلق الله على الإطلاق ، لسيد الخلق وحبيب الحق !! فمهما كان تقديرها لأبي سلمة رضي الله عنه ، وحبها له ، وتعلقها به ، ومهما كان سمو مكانته عندها ، وعلو منزلته ، وسبقه للإسلام ، وسبقه للهجرة ، وجهاده في سبيل الله تعالى في بدر ، فأين ذلك كله من مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته ، وفضله عند الله تعالى ، ومكانته عند المسلمين ،
يا لعطاء الله ،ويا لحسن جزاء الصبر والرضا والتسليم ، يقول " ابن القيم " رحمه الله معلقا على هذه الواقعة : " فانظر عاقبة الصبر والاسترجاع ، ومتابعة الرسول ، والرضا عن الله إلى ما آلت إليه، وأنالت أم سلمة نكاح أكرم الخلق على الله (7).
وهكذا مات الزوج الحبيب ، وحزنت أم سلمة وجزعت لفقده ، ولكنها وهي من الرعيل الأول من النساء المسلمات ، ما تسخطت على قدر الله وقضائه ، فما شقت جيبا ، ولا لطمت خدا ، ولا دعت بدعوى الجاهلية (8) ، بل تلقت الصدمة العنيفة بالصبر والاسترجاع والاحتساب والرضا ، فكان الجزاء الإلهي أن أخلف الله لها من هو خير من أبي سلمة آلاف المرات ، أخلف لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " ،

* أم سلمة عقل وافر، ورأي راجح :
وعلى الرغم مما ذكرناه من قسوة المحنة ( وفاة زوجها أبو سلمة ) وشدتها على أم سلمة – وعلى أي امرأة في الوجود – وعلى الرغم من روعة المنحة ( قرار الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يريد زواجها ) وجلالها وما فيها من مفاجأة جعلت قلبها يكاد يطير من السعادة والفرح ، ظل عقلها في الحالتين يقظا متألقا ثابتا فما طاش في الأولى يأسا وقنوطا ، وما طاش في الثانية بطرا وغرورا ، وهو ما نلمسه بوضوح وجلاء من رد فعلها عندما جاءها رسول (9) رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلنها برغبة رسول الله في خطبتها ، فكان ردها بمنتهى العقل والحكمة والثبات ، وتقدير الموقف ، والتفكير المتأني في العواقب ، وبعد النظر ، والتزام الصدق والوضوح والصراحة الكاملة ، وهو ما أثبتته الروايات ، قالت : " اقرئ رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامَ ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى ( أي شديدة الغيرة ) ، وأنا مصبية ( أي لدي أولاد وصبيان صغار ) وليس أحد من أوليائي شَاهِدًا " ، ترى لو كانت إحدى نساء عالمنا اليوم هي من عاشت هذا الموقف ، ترى هل كانت ستقف عند هذه الأمور وتفكر فيها بل وتعلنها بهذه الصراحة والوضوح ، أم أنها ستحرص كل الحرص على أن تغتنم الفرصة وتفوز بالمنحة التي هيأها الله لها بزواجها من رسول الله ، إنه والله لدرس عظيم ، فما منعتها المفاجأة السارة ، من أن تقف أمام بعض الأمور التي ظنت أنها قد تعوق تحقيق الأمل الذي لاح أمام ناظرها ، فأعلنتها دون مراوغة ، أو مخادعة ، ففي رواية أنها قالت : وددت ولكنه يمنعني أني امرأة غيرى، وأني امرأة مصبية، وقد أصابتني السن " ، فنحن إذا أمام عدة أمور تمنعها من الموافقة ، كانت تلك الأمور كالتالي :
الأمر الأول : أنها امرأة " غيرى " ، أو " غيور " ، أي شديدة الغيرة ، وتلك صفة طبيعية فيها وهي تخشى أن يترتب على تلك الغيرة ما لا يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم فهي تصرح بتلك الصفة قبل أن يتم الزواج ،
الأمر الثاني : أنها امرأة مصبية ( أي لديها صبية صغار يحتاجون إلى رعايتها وعنايتها ) ، - وفي رواية : إن لي بنتا - وتخشى أن يشغلها هذا عن الوفاء ببعض الحقوق التي يتعين عليها الوفاء بها للزوج الذي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
الأمر الثالث :أنها سيدة متقدمة في السن ، حيث كان سنها قريباً من خمس وثلاثين سنة عندما تزوّجها النبي الكريم سنة أربع للهجرة ،
الأمر الرابع : أنه ليس أحد من أوليائها شَاهِدًا ( أي حاضرا ) ليشهد زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
* الرسول صلى الله عليه وسلم يفند تلك الأسباب :
تقول الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال :" أما السن فقد أصابني الذي أصابك - أي كلاهما في السن سواء- وأما الغيرة فسأدعو الله ليذهبها عنك، وأما صبيانك فأضمهم إلي فأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وفي رواية : " أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها " ،وَأَمَّا أَوْلِيَاؤُكِ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَاهِدًا وَلَا غَائِبًا إِلَّا سَيَرْضَانِي ،
فلما علمت أم سلم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، َقَالَتْ لِابْنِهَا : قُمْ يَا عُمَرُ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَوَّجَهَا ، فتزوجها صلى الله عليه وسلم ،
وأخيرا نشير إلى مجموعة من الحقائق المرتبطة بهذه الواقعة :

- أن أبو سلمة زوج أم سلمة هو أخ الرَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرضاعة ،قال بعض أهل العلم : وفي زواج الرَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من " أم سلمة " رفع للحرج عن الرجل اذا أراد أن يتزوج من زوجة أخيه بعد وفاته ،
- كانت أم سلمة رضي الله عنها أخر من مات من أمهات المؤمنين ، فتوفيت سنة إحدى وستين من الهجرة ، وعاشت نحواً من تسعين سنة ،
- فضل الاسترجاع والرضا بقضاء الله وقدره ، والتسليم لأمر الله تعالى ، وكيف أن الله يبدل المصاب الذي يسترجع خيرا مما فقد ، ويمن عليه بحسنالخلفوالعوض ،فقديعوَّضمنفقدحبيباًبآخرأفضلمنه ،وقديعوَّضمنفقدولداًبولدأبرَّمنهوأنفع ،وكمفيثناياالمحنمنمنح! فعلى المؤمن أن يربي نفسه على الصبر وتحمل الصدمات والمصائب مع الاحتساب والرضا ،مععدمالاستعجال ؛فعنأبيهريرةرضياللهعنهأنرسولاللهصلىاللهعليهوسلمقال : " يستجابلأحدِكُممالميَعْجَلْ ،يقول : دعوتُفلميُستْجبلي " ( متفق عليه ) ،وعلى المؤمن أن يحرص على الإلحاحعلىاللهفيالمسألة ،وألّاييأسالداعيمنالإجابة ،ولايسأمالرغبة ،فإنهيستجابله ،أويكفرعنهمنسيئاته ،أويدخرله " (10) ،

- أن الاسترجاععندوقوعالمصيبةمنالعباداتالتينسيهاكثيرمن الناس وأغفلوها في حياتنا المعاصرة ،

- أن الصبر عند الصدمة الأولى : فلق روي عَنْأَنَسٍرضي الله عنه قَالَ : " مَرَّالنَّبِيُّصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَبِامْرَأَةٍتَبْكِيعِنْدَقَبْرٍفَقَالَ : " اتَّقِياللَّهَوَاصْبِرِي "قَالَتْ : إِلَيْكَعَنِّيفَإِنَّكَلَمْتُصَبْبِمُصِيبَتِيوَلَمْتَعْرِفْهُ، فَقِيلَلَهَا : إِنَّهُالنَّبِيُّصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَ ،فَأَتَتْبَابَالنَّبِيِّصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَفَلَمْتَجِدْعِنْدَهُبَوَّابِينَفَقَالَتْ : لَمْأَعْرِفْكَ ،فَقَالَ : " إِنَّمَاالصَّبْرُعِنْدَالصَّدْمَةِالْأُولَى " ( متفق عليه ) ، ولذلك قيل : من لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم، فكما أن البهائم تكون مستسلمة لقضاء الله عز وجل وقدره ولما هي فيه، فالناس بعد ذلك يستسلمون لا محالة بفعل مرور الزمن ، ولكن الصبر الحقيقي الذي يثاب عليه المرء إنما يكون عند الصدمة الأولى.
قال الشاعر:
إذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارْضَ بِهِ ... إن الذِي يكشفُ البلوَى هو اللهُ
إذا قَضَى اللهُ فاستسلم لِقدْرتِه ... مَا لامرِئٍ حيلةٌ فيما قَضَى اللهُ

- قال سليمان بن القاسم: كل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر (11)
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " إنه تعالى جمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم ، وهي: الصلاة منه عليهم ، ورحمته لهم، وهدايته إياهم ، قال تعالى : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ( البقرة : 155 – 157 ) ، وقال بعض السلف وقد عُزِّي على مصيبة نالته فقال : ما لي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال ، كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها؟! " (12)
ولله در من قال :صابر الصبرَ ، فاستغاث به الصبرُ ، فصاح المحب بالصبر: صبرا ،

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،
صلى عليك الله جل جلاله ***ما لاح نور في البروق اللُّمَّع

*********

الهوامش والاحالات :
============
(1) – هي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة أم سلمة (61 هـ) ، هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ( أبوها أحد أجود رجال العرب ) ، أم سلمة القرشية المخزومية ، بنت عم خالد بن الوليد ، وبنت عم أبي جهل عدو الله ، أبـوها يلقب بــ ( زاد الراكب ) فكل من يسافر معه يكفيـه المؤن ويغنيه000 ، هي أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تزوجها في جمادى الآخرة سنة أربع ، وقيل سنة ثلاث ، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن أبي سلمة ، وفاطمة الزهراء. وروى عنها عدد من الصحابة والتابعين ، كانت ممن أسلم قديما هي وزوجها ( أبو سلمة ) وهاجرا إلى الحبشة ، وقيل إنها أول ظعينة دخلت المدينة ، ويقال : إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأولية ، كانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع والعقل البالغ ، والرأي الصائب ، وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها ، وصواب رأيها ، كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتحاكمن إليها لعلمهن ببراءتها من الغيرة وذلك بفضل دعائه صلى الله عليه وسلم لها ، كانت آخر أمهات المؤمنين موتا وذلك آخر سنة إحدى وستين بعدما جاءها نعي الحسين بن علي رضي الله عنه ،
أنظر :
- محمد بن سعد بن منيع الهاشمي أبو عبد الله ( 168- 230 ) : " الطبقات الكبرى " ، تحقيق : زياد محمد منصور ، مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة ، 1408هـ ، ج8 ، ص ص : 86 – 96 ،
- الإمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (701 ، 774 هـ ) : "البداية والنهاية " ، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية ، دار هجر ، 2008م ، ج8 ، ص : 217 ،

(2) – هو الصحابي الجليل :أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالِ بْنِ عبد الله بن عمر بن مخزوم. واسم أبي سَلَمَة عَبْد الله ، السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، أَخُو رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الرَّضَاعَةِ وَابْنُ عَمَّتِهِ بَرَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ ، أسلم أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا ، قَالُوا : وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ فِيهِمَا جَمِيعًا مُجْمَعٌ عَلَى ذَلِكَ فِي الرِّوَايَاتِ ، وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ لِلْهِجْرَةِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ ، وقيل أنه قَدِمَ المدينة لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، فَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِ مَنْ قَدِمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَنَزَلُوا فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَبَيْنَ آخِرِهِمْ شَهْرَانِ ، شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا ،
مَاتَ لِثَلاثِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ ، وقيل َلَمَّا قَاظَتْ نَفْسُهُ بَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ فَأَغْمَضَهُمَا ، ودعا له بقوله : " أاللَّهُمَّ أفسح له في قبره وأضيء لَهُ فِيهِ. وَعَظِّمْ نُورَهُ وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ وَاخْلُفْهُ فِي تَرِكَتِهِ فِي الْغَابِرِينَ وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الرُّوحَ إِذَا خَرَجَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى شُخُوصِ عَيْنَيْهِ؟ " ،
أنظر : - محمد بن سعد بن منيع الهاشمي أبو عبد الله ( 168- 230 هـ ) : " الطبقات الكبرى " ، تحقيق : زياد محمد منصور ، مكتبة العلوم والحكم ، المدينة المنورة ، 1408هـ ، ج3 ، ص ص : 183 ،
(3) - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي ( ت : 748هـ) : " سير أعلام النبلاء " ، دار الحديث ، القاهرة ، 1427هـ-2006م ، ج3 ، ص : 100 ،
(4) - أنظر : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي ( ت : 463هـ) : " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ، تحقيق : مصطفى بن أحمد العلوي ، محمد عبد الكبير البكري ، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية ، المغرب ، 1387 هـ ، ج3 ، ص ص : 138 – 139 ،
(5) – متفق عليه ، رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز)، الباب (32)، الحديث رقم 1284، ج 3 ص 151. رواه مسلم في صحيحه في كتاب (الجنائز)، باب (البكاء على الميت)، ج 6 ص : 224 ، ونصه في البخاري من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : " أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه : أن ابنا لي قبض فأتنا ، فأرسل يقرئ السلام ويقول : إن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل عنده بأجل مسمى ، فلتصبر ولتحتسب ، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينا ، فقام ومعه سعد بن عبادة ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ورجال ، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال : حسبته أنه قال : كأنها شن - ففاضت عيناه ، فقال سعد : يا رسول الله ، ما هذا؟ فقال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
(6) - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي ، ( ت : 671 هـ) : " الجامع لأحكام القرآن " ، تحقيق : هشام سمير البخاري ، دار عالم الكتب ، الرياض ، المملكة العربية السعودية ، 1423 هـ ، 2003 م ، ج 2 ، ص : 119.
(7) - شمس الدين محمد بن أبى بكر بن قيم الجوزية : " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " ، تحقيق : إسماعيل ابن غازي مرحبا ، مجمع الفقه الإسلامي بجدة ، جدة ، السعودية ، 1429هـ ، ص : 85 ،
(8) – ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " ( متفق عليه ) ،
(9) – جاء في بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليهخ وسلم أرسل إليها أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له


(10) - أبوعمريوسفبنعبداللهبنعبدالبرالنمري : " الاستذكار " ،تحقيق : سالممحمدعطا،محمدعليمعوض،دارالكتبالعلمية – بيروت،الطبعةالأولى، 1421 هـ - 2000م، ج2 ، ص : 526 ،
(11) - شمس الدين محمد بن أبى بكر بن قيم الجوزية : " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " ، تحقيق : إسماعيل ابن غازي مرحبا ، مجمع الفقه الإسلامي بجدة ، جدة ، السعودية ، 1429هـ ، ص : 85 ،
(12) – أنظر :
- شمس الدين محمد بن أبى بكر بن قيم الجوزية : " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " ، تحقيق : إسماعيل ابن غازي مرحبا ، مجمع الفقه الإسلامي بجدة ، جدة ، السعودية ، 1429هـ ، ص : 57 ،
- محمد بن أبي بكرابن قيم الجوزية : " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين " ، تحقيق : محمد حامد الفقي ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط2 ، 1393 هـ - 1973م ، ج2 ، ص : 152 ،

******************




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التراث، مواقف تربوية، السيرة، علوم التربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-08-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، يزيد بن الحسين، أبو سمية، د - محمد بنيعيش، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مراد قميزة، طلال قسومي، صباح الموسوي ، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، صالح النعامي ، كريم السليتي، ياسين أحمد، د- جابر قميحة، أنس الشابي، نادية سعد، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، محمد العيادي، إيمى الأشقر، محمد يحي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بوادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، د- هاني ابوالفتوح، فتحـي قاره بيبـان، عمر غازي، محمد الياسين، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، كريم فارق، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، محمود طرشوبي، عراق المطيري، محمد شمام ، الناصر الرقيق، د - الضاوي خوالدية، مصطفى منيغ، عواطف منصور، مصطفي زهران، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، تونسي، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، مجدى داود، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، رمضان حينوني، سفيان عبد الكافي، محمد الطرابلسي، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، د - صالح المازقي، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، سلوى المغربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، حميدة الطيلوش، فتحي الزغل، خالد الجاف ، د - مصطفى فهمي، صفاء العربي، صلاح المختار، محمد أحمد عزوز، فهمي شراب، د.محمد فتحي عبد العال، حاتم الصولي، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة