البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

جولة في غانيه تال – جـ 4 -

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3755


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان غياب آخر دبابة إسرائيلية عن أنظار مواطني القطاع الذين احتشدوا بكثافة بمحاذاة حدود المستوطنات، بمثابة جرس الانطلاق لمارثون فلسطيني مفتوح، نحو إمكانية الفوز بما يمكن الفوز به، من تلك الأشياء التي تركها المستوطنون، أو الجيش الإسرائيلي على حدٍ سواء، حيث لم تمضٍ ساعةً أو بعض الساعة، حتى أصبحت تلك المستوطنات أثراً بعد عين، وصل الأمر في نهاية المطاف، حتى إلى تقطيع الإسفلت ونقله إلى أماكن آمنة، وكان الدال عليها، هو علامات قليلة لا يلمحها سوى المتمرسون فقط.

الشرطة الفلسطينيّة اضطرّت إلى تغيير موقفها، بشأن إعلانها عن أنها سيقوم بالتصدّي لأيّة أفعال غير منتظمة، من خلال إطلاقها جملة من التحذيرات، بعدم اقتراب المواطنين من حدود المستوطنات، وذلك للمحافظة على النظام العام، وللتحذير من نتائج قد تضر بهم، كأن تكون هناك أجسام زرعها المستوطنون أو لتواجد بقايا من مخلفات الجيش الإسرائيلي، لتترك كلٌ في وجهته، إلاّ من بعض العراقيل الصغيرة، التي كانت مهمّتها توضيح بعضاً من الهيبة فقط، لكن كان واضحاً بأنها سلّمت أمرها إلى الله، بعد أن فشلت في إثباتها.

لم يكتفِ المواطنون باغتنام الأشياء المتروكة والتي كانت متواجدة بكثافة وفي كل مكان، بل قاموا بمحاولات الاستيلاء على الأراضي التابعة لتلك المستوطنات، باعتبارها أراضٍ حكومية – لا تزال مسجّلة باسم المندوب السّامي البريطاني - من خلال وضع أيديهم عليها، وذلك بعد معارك ومغامرات طاحنة بينهم أنفسهم، حتى أصبح بعضهم - الأقوياء – في عداد الإقطاعيين ولو إلى أجلٍ قريب، في أعقاب بسطهم سيادتهم على حفنة من الأفدنة، بعد أن كان لا يتحصّل إلاّ على قليلٍ من الأرض المسجّلة والمملوكة باسمه.

من داخل إسرائيل، وردت اتصالات متسائلة، فيما إذا بقيت المستوطنات كما هي؟ وكان الجواب كما يلي: للأسف (لا) لأنها لم تبقَ على حالها، إذ ليس هناك مجال للإنكار، سيما وأن الطائرات الإسرائيلية المسيّرة، التي ما كسلت برهة واحدة، عن التجوال في أعالي الجو، كانت تعرض صوراً متحرّكة إلى العالم ساعة بساعة توضّح بجلاء قطعة الأرض المحترقة، فضلاً عن جحافل الصحافيين الذين يصطحبون أطناناً من الكاميرات والمجاهر الرقميّة وعلى اختلافها، لأجل رصد الأحداث أولاً بأول، فمنها ما ترصد أعمال الخراب والدمار، ومنها ما ترصد السرور الفلسطيني لبلوغ بعضاً من أمانيه، أو لجلاء المستعمر الصهيوني عن جزءٍ مهم من أرضيه.

جميعها باءت بالفشل، عمليات الترقيع (الكسولة)، التي اتبعتها السلطة الفلسطينية، لأن تعود المستوطنات إلى سابق عهدها من العزّ والنماء، فبعد أن كانت تعول أكثر من 10 آلاف من المستوطنين اليهود الذين يشكّلون سكان تلك المستوطنات، ومثلهم أو أكثر من الفلسطينيين الذين يعتاشون منها، فهي لم تعُد تُدر ايّة دخول، لأنها ببساطة تم تحييدها، بسبب أنها لم تكن تشكل شيئاً ذا قيمة لديها ولا لدى أصحاب المال الماكثين في شمال القطاع وتحديداً في محافظة غزة، بسبب وقوعها في الجنوب، ولأن الجانب الزراعي بشكلٍ خاص، لا يحتل جزءاً من مركز الشعور لديهم، كالجانب الصناعي الذي يمتهنونه منذ الأزل، أو كالجانب التجاري الذي يحافظون عليه بشدّة، مع أن هناك نسبة من صغار المستثمرين كانوا قد وصلوا بالفعل إلى العمل، لكن الحظ لم يحالفهم.

تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن أكثر من 90% من تلك المستوطنات، تقع في منطقة الجنوب (الفقيرة بلا حدود)، والتي تبدأ من الأطراف الجنوبية لمحافظة دير البلح في الشمال إلى أطراف محافظة رفح الشمالية، وقد كانت أربع مستوطنات كبرى من مجموعة (غوش قطيف) تجثم على أراضي خانيونس- في الوسط – وهي (نيتسر حازاني، غانيه تال، نافيه ديكاليم، كاديد) إضافة إلى بؤر استيطانية صغيرة (ترفيهية، تقع على شاطئ البحر، أو ما هي نقاط مصلحيّة يقيم عليها بعض الأفراد المستوطنين).

من الأمور اللافتة، أنه وبعد عشرة أعوام من استلامها في العام 2005، وعلى الرغم من إطلاق اسم (المحررات) عليها (ككل) بدلاً من المستوطنات، إلاّ أنه لم يتم تغيير أسمائها لدى عامة الناس على الأقل، حتى خلال حكم حركة حماس للقطاع، حيث لم يتم التطرق لهذا الموضوع بشكلٍ جدّي، كما لم يتم تكثيف عملية الترقيع، لأجل نهضة المنطقة على الأقل، وإن كانت هناك بعض المبررات القوية لديها، والتي تتصل بالحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وتداعياته، أو التي تتصل بعزوف المستثمرين عن الاحتكاك بها.

لكن تلك المبررات لم تكن فاعلة أمام الكثيرين من الناس، فضلاً عن أنها لم تسلم من الانتقاد الحاد ومن تحميلها المسؤولية أيضاً، وسواء كان ذلك خلال هبوط الأسعار أو ارتفاعها، باعتبارها السبب في خسران المزارعين عند هبوط الأسعار ترتيباً على فيضان إنتاجها، وكسر المستهلكين عند ارتفاع الأسعار، لتعمّدها جفاف ذلك الإنتاج.
حتى هذه الأثناء وبعد جولة بسيطة في داخلها، لا تُعتبر المحررات (ككل) مُجدية، لا لخزينة حماس ولا حتى لسكان الجنوب أيضاً، وبالمقابل، وعلى الرغم ممّا هي عليه من الشح والقلّة، فإن اليمين الإسرائيلي لا يزال مكلومًا، بسبب حنينه لأرض إسرائيل، وبسبب فشله من نوال الهدف من تركه لها وانسحابه منها، وكما يقول زعيم اليمين في إسرائيل "نفتالي بينت" ألماً وحسرة: بدلاً من الشرعيّة، حصلنا على تقارير وسلسلة لا تنتهي من العمليات الميؤوس منها، وبدلاً من الأمن حصلنا على صواريخ على مطار بن غوريون، وبدلاً من التطوير حصلنا على دارفور.
وختاماً، فإذا كان عزاء اليمين الإسرائيلي الوحيد في استفادته من خطة الانسحاب الشارونيّة، بعدم تكرارها مرّةً أخرى في الضفة الغربية، فهل هو كافٍ، عزاؤنا نحن الفلسطينيين في جلاء الإسرائيليين عن القطاع، وسواء كان رغبةً منهم، أو رغماً عنهم؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين، تل أبيب، القدس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-07-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - شاكر الحوكي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العراقي، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، علي الكاش، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، سلام الشماع، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، كريم فارق، علي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عزيز العرباوي، مصطفي زهران، عمر غازي، فهمي شراب، ضحى عبد الرحمن، المولدي الفرجاني، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، رافع القارصي، عواطف منصور، أبو سمية، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، طلال قسومي، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، سامح لطف الله، د- محمد رحال، سلوى المغربي، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، تونسي، د - صالح المازقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، ماهر عدنان قنديل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، حسن عثمان، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، رافد العزاوي، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، مراد قميزة، د- جابر قميحة، نادية سعد، محمد يحي، د - عادل رضا، جاسم الرصيف، محمد العيادي، فوزي مسعود ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، منجي باكير، سيد السباعي، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، حسن الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، وائل بنجدو، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، د. أحمد بشير، صلاح المختار،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة