البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حسابات الحقل و حسابات البيدر

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3924


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد هذه السنوات الطويلة من اجتياح ظاهرة الإرهاب، نعتقد أن الوقت قد حان لدراسة الأسباب والنتائج، دراسة سياسية / اجتماعية علمية لا تحابي ولا تظلم أحداً، بهدف الوقوف على جذر الظاهرة، ليمكن بعده إقامة تقديرات صائبة، ونرجح أن الجماهير صارت على بينة من الظاهرة وأسبابها وتفاقمها، ومن يدفع بأتجاه التصعيد لتحقيق المزيد من الخراب، لم تعد هناك أسرار تقريباً، فالأحداث تدور على السطح وفوق الطاولة، ولم تعد التوصيفات الديماغوجية تنطلي إلا على البسطاء من الناس، ونعترف أن عددهم ليس قليل، وهو سبب الحقيقي لتواصل اللاعبين ومحركيهم، وسنواصل من جهتنا مهام توعية الجماهير، لتحريك قدرات التميز لديها.

أبتداء، لابد من ذكر حقيقة أساسية لكي لا تختلط علينا الأمور، الإرهاب هو غير النضال الوطني التحرري من أجل حياة أفضل، فالإرهاب في ثناياه ينطوي على الأبتزاز بكافة أشكاله، ومداولة في قضية تفتقر إلى الشرعية التامة، وفيها إساءة لأستخدام التنظيم الشعبي، وإساءة لأستخدام الشعارات النظيفة بحرفها ومنحها تفسيرات عدوانية، أما القوى الوطنية والقومية والتقدمية، فهي حركات سياسية تناضل من أجل أهداف وطنية عامة، ولا ترمي إلى تحقيق مصالح حزبية أو فئوية، وتعتبر النضال السياسي هو في المرتبة الأولى بالعمل بين الجماهير، بالوسائل السياسية والثقافية، دون إغفال النضال المسلح الثوري، أو إسقاطه من الحسابات المادية من قدرات الشعب، كرد على عدوان خارجي بالدرجة الأولى، ومن أجل إنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني.

ومن أجل فهم الإرهاب كرد فعل علينا أن نتذكر أن الحكومات الفاسدة المستندة في قمع الشعب على الإرادة الأجنبية وقواها المسلحة، مارست الإرهاب على أوسع نطاق، وبأشكال مختلفة ومتفاوتة. والدول الغربية التي تزعم دعم الديمقراطية، كانت خير عون للحكومات الطغيانية الفاسدة، وما زالت لا تفضل رحيلها حرصاً على مصالحا التوسعية في بلداننا، وليس من أجل الديمقراطية كما تزعم. فالنظام السوري مثلاً هدم البلاد بأسرها، وقتل مئات الألوف، وهجر الملايين، ومع ذلك ما زال الغرب يعتقد أن بقاؤه في السلطة مفيد لمصالحه، وما يقال عن الوضع في سوريا، يمكن مقاربته بالموقف العراقي بدجة كبيرة جداً.

ــ لا أحد يريد الموت المجاني، ولكنه عندما يكون الموت هو الخيار الأوحد، تمارسه السلطات بلا هوادة، بالقتل عشوائياً، وعلى الهوية، يصبح الإرهاب آنذاك من بين ردة الفعل على ظلم لم يعد يطاق، بدرجة يصبح الموت فيها معادلاً للحياة. فالمطالبة بالإصلاح بكافة الوسائل لم تعد تجدي فتيلاً، وأسقط النظام كل فرص التوصل لحلول سياسية.

ــ قبل ذلك لابد من القول، أن الاعتقاد بأن أي فرد أو عصبة معينة بوسعها أن تلوي عنق التاريخ، فهذا بحد ذاته خرافة لا يلام إلا من يصدقها، ويستحق الإدانة من يمارسها فعلاً. عندما يغيب صوت العقل والحكمة يعلو صوت الحماقة، وعندما يغيب الحل القائم على الحوار وأستخدام العقل، تحل ضرورة موضوعية بأستخدام وسائل غير ديمقراطية، في فرض الأمر الواقع، في نزاعات هذه هي نتائجها أمامنا.

ــ ومن أولى نتائج الإرهاب والإرهاب المضاد هو التصعيد المتواصل، (Eskalation)، وخائب الظن والعقل وحده من يعتقد أن السلاح الفلاني له الفاعلية الحاسمة في القضاء على المعسكر (ص)، فالطرف الآخر سيستوعب هذا التطور الجديد، ويتعامل معه، وحتى القتل العشوائي هو أمر سيعتاد عليه الناس ويغدو أمراً طبيعياً، ومن ذلك أيضاً أن تتحول المدن إلى رماد، ولكن حفلة الموت لا تنتهي، فالآلة قد خرجت عن برنامجها الذي برمجت عليه.

ــ تفتح صراعات الإرهاب الأبواب والنوافذ للتدخل الأجنبي، وعندما نقبل أن يتدخل أجنبي في شؤوننا، فلا تتوقع منه أن يتجشم عناء القدوم، ويمد يده في القدر الساخن، ويضع مصالحنا قبل مصالحه، بل سيعمق من حجم المأساة ويزيد في تعقيداتها.

ــ الإرهاب مهما كان بالغ الوحشية والهمجية، فليس بوسعه أن يغير حقائق تاريخية وجغرافية، أو اجتماعية، ومن لا يصدق فلينظر إلى وحشية الصهيونية في فلسطين، لم يتغير شيئ أساسي، والتغير الحاصل لا يساوي حجم ما بذل على الأرض، وما صار مفهوماً ومعروفاً، وقبل كل شيئ الإدانة التاريخية التي لن يفلت منها شخص أو جهة كبرت أم صغرت.

ــ عندما يقبل الإرهاب أن يكون ممثلاً لفئة، أو قبيلة، أو طائفة، فإنه يعترف علناً بأنه لا يمثل كل الشعب، أما إذا فعلت ذلك (حكومة أو دولة)، فإنها قد فقدت شرعيتها حتماً وجزماً.

ــ الإرهاب كرس تهديم المدن فوق رؤوس ساكنيها، وكرس اغتصاب الناس بل وحتى الرجال، هدم دور العبادة، ونبش القبور، وحتى تغيير الأسماء، ونذكر أن هذه أدوار قابلة للتبادل ... ولكل الأطراف وحوشها ..... يا للأسف أن يعيش البشر في بلد تسود فيه شريعة الغاب ..توضع زوراً وبهتاناً بذمة شريعة الإسلام ..!

مكسب واحد نسجله للإرهاب، ولكننا نأمل أن يكون هذا المكسب مؤقتاً، هو أن صوت الإرهاب عندما يعلو وهو غالباً ذو صخب وقرقعة، فإنه يخفت أو يضعف صوت المناضل الوطني والقومي والتقدمي، وتغيب الشعارات الاجتماعية ذات المحتوى الثقافي / التقدمي، يختفي التفاعل الشعبي، ويتزعم الموقف حثالات الزعران والشقاوات وأشباه الأميين، فيما تغيب برامج الثورة القائمة أساساً على العمران والتغير نحو الأفضل، وتهب بدلها دعوات لشطب فئات، وشرائح اجتماعية، وحركات سياسية تاريخية، وتطرح شعارات متخلفة، بالغة الأنحطاط، من قبيل : أنا ومن بعدي الطوفان.

ولكن الحتمية التاريخية، تقول ونحن نؤمن بالعلم ومعطياته : الحياة تسير إلى الأمام، وأن كل هذا سيزول، سيزول حتماً ... وأيام الإرهاب لم تعد طويلة، الشعب سيستعيد المبادرة، وسيتوارى الإرهاب ومطلقوه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. ضرغام الدباغ
الأمين العام للمجلس السياسي العام لثوار العراق.
المقالة جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ 20 / حزيران / 2015


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إيران، داعش، الدولة الإسلامية بالعراق والشام، التدخل الإيراني في العراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-06-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، د- جابر قميحة، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، د- محمد رحال، مراد قميزة، سلوى المغربي، عواطف منصور، سعود السبعاني، خالد الجاف ، إياد محمود حسين ، عبد الله الفقير، أنس الشابي، صالح النعامي ، أحمد ملحم، سيد السباعي، سفيان عبد الكافي، رافد العزاوي، أحمد الحباسي، علي عبد العال، فهمي شراب، حاتم الصولي، الهيثم زعفان، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، مصطفي زهران، الناصر الرقيق، كريم السليتي، محمد الطرابلسي، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، صفاء العراقي، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، محمد الياسين، ماهر عدنان قنديل، محمد شمام ، منجي باكير، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، تونسي، علي الكاش، أبو سمية، فتحـي قاره بيبـان، إيمى الأشقر، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، عراق المطيري، طلال قسومي، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العربي، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، العادل السمعلي، أشرف إبراهيم حجاج، إسراء أبو رمان، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد بشير، فتحي العابد، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، محمود طرشوبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، فتحي الزغل، كريم فارق، محمود سلطان، د. صلاح عودة الله ، سليمان أحمد أبو ستة، سامر أبو رمان ، رمضان حينوني، محمد يحي، صلاح الحريري، مجدى داود، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، ياسين أحمد، أحمد بوادي، رضا الدبّابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، فوزي مسعود ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة