البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

معركة باب المندب : بين الطائفية و الإنتصار الزائف

كاتب المقال محمود طرشوبي - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3535


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ربما اتفق الموقف الفكري و السياسي على تحديد قضية الصراع الطائفي بين السنة والشيعة التي اجتاحت الوطن العربي في معاقل حساسة ومواقع تماس عديدة على ساحته، على أنها القضية الأولى على طاولة البحث الآن ، هذا الصراع الذي أفضى إلى كوارث متعددة كان من ضمنها تكريس هذا الصراع من خلال تسييس متعمد لإنشاء جبهات في داخل العالم الإسلامي للعمل دون إنتشار هذا الزحف الطائفي أومن خلال تكريس الاستبداد الداخلي لأقطار عديدة من الأمة أو داخل النسيج الاجتماعي للحياة الإنسانية المشتركة بين أبناء البلد الواحد .

لا تزال قضية الصراع والسجال الطائفي تدفع الأحداث المتعاقبة بتوتر متزايد تتبعه أحياناً تفجيرات فكرية وسياسية عنيفة تجتاح الوطن العربي تصل إلى مقدمات الحروب الأهلية كما جرى في جوانب كثيرة في العالم الإسلامي . ويخشى أن تشتعل بصورة أكثر دموية وكارثية إذا أستمرت الحرب القادمة على اليمن بتوافق جديد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإيرانية كما تدل عليه سياقات الحوار السياسي بين الطرفين, وتأجيج هذا الصراع يهيمن على حركة الثقافة السياسية في الخليج ويؤثر بوضوح على العلاقات الإنسانية التاريخية بين أبناء الطائفتين كما هو الحال في الشام واليمن.

وبكل تأكيد فإن التوظيف السياسي من الطرفين كانت له شراكة كبيرة في تأجيج هذه الأوضاع, لكن الحقيقة الأخرى أيضاً أنّ هذا الخلاف ليس وليدا لتلك الحرب ولكنه سابق لها وإن لم يأخذ مدارات صراع عنيفة منذ انهيار دولة الصفويين بعد اجتياح العثمانيين لهم , أي أن الانحسار جاء بناء على حسم عسكري وليس بناء على توافق فكري للتواصل حول المشتركات أو التهدئة وعلاقة الطائفتين بناء على أصل القضية الخلافية بينهما .

فجرت الحرب بين الحوثيين و أزلام علي عبد الله صالح من جهة و بين الشعب اليمني و رئيسه هادي أنهار من التحليلات السياسة عن مجريات الأمور في المنطقة بعد ضربات عاصفة الحزم و التي تقوده السعودية بقيادته الجديدة , و تشترك فيه عدة دول بجانب الرياض , و تقف إيران بكل قوة مع الحوثيين بحكم المذهبية , و لم يكن هناك دليل أشد علي إشتراك إيران من الأخبار التي تناقلت عن القبض علي ضابطين إيرانيين يقودان العمليات بجانب الحوثيين , إضافة إلي تصريحات روحاني بشأن التدخل السعودي في اليمن و يجب العودة إلي طاولة المفاوضات و الكلام المستهلك عن الحل السياسي ، وهو ما كان يرفضة بالأمس القريب .

و مع بيعة بعض فصائل الثورة الليبية لتنظيم الدول الإسلامية , و القيام بعملية ذبح 21 مصري في ليبيا , جاءت فكرة القوة العربية المشتركة لأسباب تتعلق بالتعامل المصري مع الأزمة الليبية،خاصة بعد فشل السيسي و الدبلوماسية المصرية في كسب قرارمن مجلس الأمن كغطاء مادي و معنوي لإستمرار الضربات الجوية علي مواقع التنظيمات المؤيدة للبغدادي و حولت السعودية الاقتراح المصري إلى قرار للقمة العربية لتغطية موقفها وتدخلها العسكري في اليمن، وقد فرضته على الأرض حين شنت غاراتها على اليمن في وقت سابق على انعقاد القمة، قبل أن تفرضه على جلسات مؤتمر شرم الشيخ وجدول أعماله.

إن ما لايجب أن نغفله إن الاتجاه إلى تغيير العقيدة العسكرية للقوات المسلحة المصرية التي لم تعرف عدوا لمصر والأمة العربية طوال العقود الماضية سوى إسرائيل، إلا أنه في ظل المستجدات التي طرأت لم يعد كثيرون يتحدثون عن إسرائيل العدو، وهو ما اعتبر نجاحا لم تحققه الإدارات الأميركية المتعاقبة، وانعكس ذلك على آفاق المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لجيش مصر على دعم قدرته في أربعة مجالات أساسية هي: مكافحة الإرهاب، وحماية الحدود، والأمن البحري، وأمن سيناء.

دعونا نؤكد إن عاصفة الحزم لم تبلغ بها الرياض البيت الأبيض , كما تم التدوال علي وسائل الإعلام ، و ما تصريحات البيت الأبيض علي دعمها إلا لحفظ ماء الوجه من قبل إدارة أوباما , لمعرفتهم بالحدث بعد وقوعه , و المتعارف عليه الآن إن إيران تتحرك في المنطقة بترحيب أمريكي واسع , و ما إدارة الحرب ضد داعش في العراق من قبل الحرس الثوري الإيراني إلا بمباركة أمريكية , و تتدخل حزب الله و عناصر الحرس الثوري في سوريا إلا بموافقة أمريكية , و سكوت روسيا و الصين عن ذلك التدخل لعلمها رضاء أمريكا و من جانب آخرلا يصب في نفس المصلحة المشتركة لإبقاء بشار , و لكن عاصفة الحزم لم تكن إلا بعيد عن الرضا الأمريكي , و هي تفشل مساعيها بالتواجد و معها الشريك الأكبرفي المنطقة (إيران) في أرض اليمن , بعد فشل تواجدها أثناء ثورة اليمن من خلال اللواء عبد المحسن الأحمر و الجميع يعرف أن كان هناك لقاءات مشتركة في منزل السفير الأمريكي في اليمن إبان الثورة لمحاولة تواجد نفوذ أمريكي داخل اليمن ، و فشلت بعد ظهور الحل بإختيار هادي رئيس مؤقت , من هذا نتأكد إن مصر و هي الحليف القوي لأمريكا لم تكن علي علم تماماً بعاصفة الحزم قبل وقوعها , و كل الأخبار عن تحركات لقطع من الاسطول المصري هي مجرد نوع من الإيهام بوجود نوع من التصدي للعمق الإستراتيجي في مجري الملاحة بالبحر الأحمر , و هذا لم يحدث و لا يوجد خبر واحد أو دليل واحد نستطيع الإعتماد عليه ‘ إلا إذا كانت فجر السعيد الكاتبة الكويتية أصبحت مصدر للأخبار و هذا يجعلنا نتسأل من هي لتكون ؟

و أخيراً كان استيلاء الحوثيين على صنعاء ومحاولتهم السيطرة على اليمن اعتُبر تهديدا لأمن السعودية، ودخولهم إلى عدن واقترابهم من باب المندب قُدّم باعتباره تهديدا للممر المائي الدولي وللأمن العربي، الذي قيل إن من شأنه تعطيل قناة السويس وميناء دبي ؛هذا التشخيص يفتقد إلى الدقة من ناحية، كما يتسم بالغموض من ناحية أخرى، ذلك أن ذريعة تهديد باب المندب بما يستصحبه ذلك من تأثيرات موجهة على قناة السويس وميناء دبي، لا تصمد أمام حقائق الواقع. ليس فقط لأن الحوثيين أعلنوا أن الوضع في باب المندب لن يمس (تصريح المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية يوم (ولكن لأن باب المندب تؤمنه وتحرسه قوات مرابطة على مشارفه في جيبوتي ومياه المحيط قوات أميركية وفرنسية وروسية وإيطالية ويابانية وصينية، وهذه قوامها نحو سبعة آلاف جندي مدعومين بالطائرات والبوارج والصواريخ البعيدة المدى (أميركا وحدها لها 4200 جندي وفرنسا 1900 جندي).مما يجعل أي تحرك لقطع الأسطول المصري غير مبرر نظراً لأن باب المندب في حماية القوات الدولية , و تحرك الأسطول الإيراني الذي تناقلته أخبار غير صحيحة هو أيضاً غير مبرر ، بل الأهم إنه لا يحتمل أن تدخل مصر و إيران في مواجه مباشرة , نظراً لعدم تتاحل المصالح , فالصراع السني – الشيعي لا يعني الإدارة الحاكمة في مصر الآن تماماً ، حتي إن التدخل الإيراني في سوريا لا تعتبره مصر تهديداً لها ، بل ينظر إليه علي إنه عمل ضد إرهابيين و متطرفين و مصر قد أعلنت إنها في حرب مع الإرهاب .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

باب المندب، إسرائيل، الطائفية، إيران،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الانتخابات في مصر : ثورة الشباب الصامتة
  معركة باب المندب : بين الطائفية و الإنتصار الزائف
  حروب طواحين الهواء
  في 25 يناير : محاكمة النظام السابق
  مصر : في كل عامً ثورة !
  مبارك و إسرائيل
  تغيير السياسات و ليس تغيير الوجوه
  نداء إلى دعاة الفتنة : كفوا أقلامكم عنا
  حتمية الإسلام و نهاية الحضارة الغربية
  الحرب الشرسة على الاسلا م بين صمت الحكومات و عجز الشعوب
  هل يتساوى داعى الفضيلة و داعى الرذيلة ؟
  عاكف و الإخوان و أوهام الأكاديميين
  ناجح ابراهيم من الإسلام المسلح إلى الإسلام الدعوي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، د- محمد رحال، د - عادل رضا، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، محمود فاروق سيد شعبان، سامر أبو رمان ، د - شاكر الحوكي ، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، إيمى الأشقر، أشرف إبراهيم حجاج، ياسين أحمد، سفيان عبد الكافي، أ.د. مصطفى رجب، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، منجي باكير، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق، صفاء العراقي، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، أحمد بوادي، محرر "بوابتي"، محمد اسعد بيوض التميمي، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، مراد قميزة، أحمد ملحم، رافع القارصي، صالح النعامي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بنيعيش، رضا الدبّابي، يزيد بن الحسين، عبد الله زيدان، إسراء أبو رمان، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، فتحي العابد، صلاح المختار، د. مصطفى يوسف اللداوي، فهمي شراب، عمار غيلوفي، سلام الشماع، سلوى المغربي، سيد السباعي، خالد الجاف ، صباح الموسوي ، صلاح الحريري، علي الكاش، حسن الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، عواطف منصور، فتحي الزغل، مصطفي زهران، حسن عثمان، محمد شمام ، كريم السليتي، عراق المطيري، نادية سعد، عزيز العرباوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، طلال قسومي، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد الحباسي، عمر غازي، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، الهيثم زعفان، د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، محمود طرشوبي، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، محمود سلطان، محمد الياسين، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة