البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كارثة الهولوكوست: شرعية مشكوك فيها

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3173


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الهولوكوست - كما الزعم اليهودي-، هو ذكرى المحرقة اليهودية، تعتبر كيوم حداد رسمي في إسرائيل واللوبيات اليهودية المتواجدة في أنحاء العالم، وفي نفس الوقت يُعدُ ذكرى تحرير الناجين من معسكر الاعتقال (أوشفيتس، بيركينو- بولندا)، الذي تم فيه إبادة ما يقرب من 2 مليون يهودي، والتي حصلت إبان العهد النازي في أربعينيات القرن الماضي، حيث تحرص إسرائيل على إحياء ذكرى الهولوكوست، باعتباره عبرة للشعب اليهودي، ومن ناحية أخرى لترسيخه في الأذهان، بوصفه الكارثة الأقوى في تاريخ البشرية، من أجل اكتساب المزيد من التعاطف والدعم الدوليين.

ولنتساءل، هل يوجد شيء كهذا؟ مشكوك جداً في حدوث كارثة كهذه، وبهذا الشكل الذي تصفها إسرائيل، وبهذا الكم أيضاً، حتى لدى اليهود أنفسهم، من يرون – بأن هناك من تعمّد المبالغة-، وحتى فيما إذا كانوا هم أنفسهم كان لهم ضلعاً في أحداثها، كونهم موصوفون باختلاق البدع والخداع، إذا ما أرادو الوصول إلى هدفٍ من أهدافهم المرتفعة، وهذا بالتأكيد ما أفسد حقيقة استسلام الكل أمام الحادثة كحقيقة سليمة لا تشوبها أية شكوك.

وكما أن هناك من الدول داخل المجتمع الدولي والعربي أيضاً، من اعترفت بالمزاعم الإسرائيلية، فإن هناك دولاً أخرى اعترفت بمسؤوليتها مباشرة باقترافها، وخاصةً دولة ألمانيا التي اضطرّت إلى الدفع من أموالها في كل عام وإلى ما لا نهاية، تكفيراً عن مسؤوليتها تلك، والتي تعتبر الحقيقة الرئيسة حول وقوع الحادثة، بغض النظر عن حقيقة الأعداد الواردة.

كانت إسرائيل على مدى حياتها تنجح في كل مرة باتجاه تعظيم الهلوكوست، سنة بعد أخرى وعلى المستويين الرسمي والشعبي في أنحاء العالم، من خلال تجنيد وسائلها الإعلامية المسيطرة، وبالاعتماد على الدعاية اليهودية المنتشرة في المراكز المهمة داخله، لاستدرار التعاطف، وكسب الدعم، سيما وهي لا تزال بعيدة عن امتلاك الأمن والسلام.

ومن ناحية أخرى فقد نجحت في شأن قيام الأمم المتحدة، باعتماد قوانين خاصة مهمتها انتقاد وتجريم، منكري المحرقة واتهامهم باللاسامية والإرهاب، واعتبار أن العبرة الرئيسية المستخلصة من الحرب العالمية الثانية، لا يجوز لأحدٍ في المجتمع الدولي التغاضي عن النوايا التوسعية ضد إسرائيل.

لا يهمنا البحث في شأن الاعتراف أو الإنكار بهذا بشأن، بقدر ما يهمنا أكثر في كيف يواجه الإسرائيليون، الناكرين، والذين دحضوا الافتراءات اليهوديّة، والمعترفون بها، من أجل المساهمة في دعم الدولة الإسرائيلية من جهة، ولإعطاء صورة أكثر حسنة باتجاههم وباتجاه دولهم أيضاً وعلى نحوٍ عام.

كانت إسرائيل تقطّب بشدة، عندما تجد منكراً، وتنفرج أساريرها كسباً وفخراً، لدى معترفٍ وداعمٍ لمزاعمها، وكان أكثر ما أقلقها، وأغاظها في ذات الوقت، هو ما جاء من الناحية الإيرانية، التي تسود معها حالة متقدّمة من العداء، حينما أهملت الهولوكوست طواعيةً، باعتباره غير جديرٍ بإشغال العالم إلى هذه الدرجة وإلى هذا اليوم، وكان المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة "آية الله الخوميني" قد قلل من شأنه، وكذا سار خلفه المرشد "علي خامنئي" أيضاً.

وكانت إسرائيل قد أخذت تصريحات "الرئيس الإيراني السابق "محمود أحمدي نجاد" على محمل الجد، حين أنكر بالكليّة حدوث الكارثة وعدّها للابتزاز وحسب، وإن كان في الحقيقة يؤمن ببعضها، سعياً لاستثارة الصدور الإسرائيلية واستنزافها أيضاً، وحتى في عهد الرئيس الإيراني الإصلاحي "حسن روحاني" الذي اعتُبر في نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" منكراً، كونه لم يعترف صراحة بالمحرقة، برغم اعترافه، وإن لم يكن بالصيغة التي يُريد، وكان "نتانياهو" قد اتهم إيران، بأنها تنكر يوماً بعد يوم الهولوكوست أمام الكل وفي كل محفل آخر، في الوقت الذي تعد فيه لهولوكوست جديد وتدمير دولة اليهود.

وبالمقابل، فإن إسرائيل فخرت بأدوار عربية وإسلامية، اعتبرتها نصرة للشعب اليهودي، ومنذ حدوث الكارثة، حيث كانوا خبّأوا يهوداً في منازلهم وتستروا عليهم، وحتى هذه الأثناء، عندما تجد من يهتم بالكارثة ويبدي تعاطفاً، ولمّا كان الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" متهماً بأنه ضد الادعاءات الإسرائيلية، وقام بتسجيل ذلك في كتاب، إلاّ أنه كان محل ترحيب لدى الإسرائيليين، عندما عاد واعتبر الهولوكوست، أبشع جريمة شهدها العصر الحديث، وربما كان وراء ذلك القول هدف ما، يريد التوصل إليه، أو اضطر إلى ذلك، وإلاّ ماذا سيفعل إذا ما واصل مواقفه السابقة؟

وكان أكثر ما شرّفت الإسرائيليين وفاخروا بها، هي مواقف فلسطينية عِدّة، عبّر عنها - تقريباً-عضو الكنيست "أحمد الطيبي" في خطاب له، بمناسبة يوم الذكرى ذاتها، ذلك الخطاب الذي لم ينسوه، برغم مرور خمس سنوات طوال على إلقائه، معتبرينه مَعلَمًا في تاريخ البرلمان الإسرائيلي، لقوله:

"إنه المكان والزمان لنصرخ صرخة كلّ أولئك الذين كانوا معنا، ولكنهم ليسوا معنا الآن، صرخة البقية التي تواجه صعوبة، وبحقّ، في التحرّر من صُور الموت والفظائع تلك، وأكرر من جديد، بأنني أتعاطف بشكلٍ كاملٍ مع ضحايا الكارثة حيثما كانوا في العالم، بمن فيهم أولئك الذين أحيا معهم في البلاد نفسها، في الدولة عينها، إنها اللحظة التي يُفترَض فيها أن يرفع الإنسان جميع قبّعاته القوميّة أو الدينيّة. إنه وقت إسقاط الفوارق وارتداء ثوبٍ واحد ووحيد، ثوب الإنسانية، والتأمل في الذات والبيئة والكون إنسانًا - إنسانًا فحسب.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهولوكوست، اسرائيل، الصهيونية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد شمام ، محمد العيادي، طلال قسومي، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العراقي، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله الفقير، د- محمود علي عريقات، منجي باكير، د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، كريم السليتي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، العادل السمعلي، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، سلوى المغربي، صالح النعامي ، أبو سمية، أشرف إبراهيم حجاج، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي العابد، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، سعود السبعاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، د- جابر قميحة، وائل بنجدو، ماهر عدنان قنديل، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، نادية سعد، علي الكاش، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، مجدى داود، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، جاسم الرصيف، رضا الدبّابي، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، فوزي مسعود ، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، د - المنجي الكعبي، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، أحمد الحباسي، حاتم الصولي، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، تونسي، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، محمد يحي، فهمي شراب، د - عادل رضا، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة