البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إيران- السعودية، مواجهة تتجاوز حدود اليمن

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3860


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في وقت تشتت في الانتباه بين الأحداث الدموية الجارية في أنحاء البلاد العربية، تجري الآن أحداثاً جديدة، تجري بين قوتين متناكفتين، أيديولوجيّاً وعقدياً ودينياً أيضاً، وهما المملكة السعودية والدولة الإيرانية، والخشية أن تكون الأعنف عمّا سبقها، بغض النظر عن تقارب هنا أو هناك، لم يكن قد تمت ترجمته إلى حقيقة واقعة.

فمنذ اتخاذ السعودية قرارها بالتدخل العسكري في الأزمة اليمنية، وقيامها بقيادة حملة (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين، باعتبارهم انقلبوا على الشرعية، بدت وكأنها موجهة ضد دولة إيران - لدى الإيرانيين على الأقل- باعتبار دورها، هو الذي أدّى إلى تفاقم المشكلة وزيادة العنف في البلاد، من خلال مساندتها للحوثيين قولاً وعملاً، وحتى برغم الحديث عن أنها لا تقوم ولا ترغب في محاربة إيران، وأن ما تقوم به، جاء بناءً على مطالبة الشرعية اليمنيّة لها بالمساعدة وحسب.

وكانت السعوديّة قد دعت إيران منذ البداية، لوقف دعمها للحوثيين، ووقف تدخلها في الشؤون الداخلية ليس اليمنيّة وحسب، بل في داخلية بلدانٍ عربية أخرى أيضاً، إذا ما أرادت تكوين ثقةً معقولة معها، فيما تقول إيران، بأن السعودية هي التي تنتهج نهجاً عدائياً باتجاهها، ومواقفها كانت لها دلالة قاطعة، بأن لديها نوايا سيئة، تقود إلى تأزيم الأمور وإثارة الخلافات.

تطورات (عاصفة الحزم)، أنشأت توترات نشطة، فيما بين الدولتين، فالسعودية التي بادرت إلى التهديد، بأن إيران لا يمكنها تجربة القوه السعوديّة، لم تُشأ إبداء – إلى حد الآن على الأقل- أيّة استجابة، للدعوات الإيرانية، بضرورة وقف حملتها العسكرية ضد اليمن.
وذلك في ضوء أنها تجد ترحيباً ودعماً محلياً ودولياً كبيرين، إضافة إلى أنها تجد اطمئناناً بأن إيران الداعية، ستلوذ بالصمت بعد قليل من الثرثرة، سيما وأنه ليس بمقدورها افتعال أيّة مواجهة معها، باعتبارها منهكة اقتصادياً نتيجة تراكمات الحصار المفروض، ومشتتة عسكرياً أيضاً، نتيجة لنشاطاتها على أكثر من جبهة، وخاصة على الجبهة السورية.

لكن وبرغم اعتماد السعودية على ما سبق في ردّها المتشدد، تقوم إيران بكل ما يلزم، من إظهار تهديدات مماثلة، تكشف عن أن السعودية، ستضطر إلى دفع الثمن نتيجة مواصلتها الحرب، وكانت هددت إيران صراحةً، من خلال قائد القوات البرية الإيرانيّة، العميد "أحمد رضا بوردستان"، الذي وعد بأن السعودية، ستشهد آثار الهزيمة، من دون أن تضطر إيران لإطلاق النار، فما بالُها لو انفجرت عدة مفرقعات في أنحاء الرياض؟

وكما فقد الكثير من الناس أرواحهم، وممتلكاتهم، منذ أن بدأ الحوثيون بالزحف العسكري باتجاه العمق اليمني، فقد راح الكثيرين منهم أيضاً، وجرح الآلاف، بسبب الحملة (عاصفة الحزم)، ما يعني أن اليمن مرشح للعودة إلى أيام أعمال عنف قاسية، تفوق بكثير تلك التي شهدها منذ بدء ثورة الشباب اليمنيّة في العام 2011، ضد نظام "علي عبدلله صالح"، حينما قُتل آلاف اليمنيين وجرحوا بعمليات رد متبادلة على مدار كل يوم. حيث لم تنتهِ تلك المرحلة، إلاّ عندما دخلت مرحلة أخرى، لتنشئ أحداثاً أقسى وهي تلك الحاصلة الآن، فلغة التصعيد هي السائدة وتشهد ارتفاعات متتالية، ولا يُنتظر أن تشهد انحداراً، وإن في الوقت المنظور، سيما وأن غايات الطرفين السعودي والإيراني- المتناقضة أصلاً- ليست في مرمى الحجر، بل هي ممتدة إلى الأبعد، وربما إلى ما لا نهاية.

وحسب التقديرات فإن السعودية لن تذهب جانباً، إذا ما أنجز الحوثيين تقدماً ما، سيما وهي مصممة على إلحاق الهزيمة بهم، بما بعني تكبيل الأقدام الإيرانية من أن تخطو للأمام مستقبلاً، إضافة إلى إحرازها القدرة على مضاعفة دورها القدين الجديد، باتجاه الأزمة السورية من أجل إسقاط نظام "بشار الأسد"، وتحقيقاً لرغبتها في تسيّد المنطقة.

وبالمقابل فإن الإيرانيين لن يسلّموا ببساطة، إذا ما شعروا بأن إنجازاتهم باتت مُهددة، ولذلك فهم مصممون على إفشال ليس (عاصفة الحزم) فقط وإنما أيّة مساعٍ أخرى وبأيّة وسيلة، وهذه النوايا المتبادلة، قد تُسفر عن خطوات تالية – لا سمح الله- باتجاه مواجهة مباشرة، في ضوء التقديرات التي لا لبس فيها، والتي تشير إلى عدم استعدادهما للتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، برغم إدراجهما مبادرات سياسية لوقف الأزمة، لاعتبارها مجرّد خداع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السعودية، آل سعود، إيران، اليمن، التدخل السعودي باليمن، عاصفة الحزم،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حميدة الطيلوش، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، د. طارق عبد الحليم، عواطف منصور، محمد العيادي، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، صفاء العراقي، فتحي الزغل، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، خالد الجاف ، عزيز العرباوي، فتحي العابد، صفاء العربي، فهمي شراب، فوزي مسعود ، منجي باكير، إيمى الأشقر، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - صالح المازقي، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، مصطفى منيغ، أنس الشابي، د. أحمد بشير، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، أحمد النعيمي، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، سلوى المغربي، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، محمود طرشوبي، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، فتحـي قاره بيبـان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد شمام ، رافد العزاوي، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، محمد يحي، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، سليمان أحمد أبو ستة، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، إياد محمود حسين ، أبو سمية، علي الكاش، إسراء أبو رمان، محمود فاروق سيد شعبان، د- جابر قميحة، محمد أحمد عزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، أحمد ملحم، د - عادل رضا، طلال قسومي، العادل السمعلي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، علي عبد العال، صباح الموسوي ، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، عمر غازي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. مصطفى يوسف اللداوي، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، عراق المطيري، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، مجدى داود، تونسي، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، جاسم الرصيف، د- محمد رحال، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، سيد السباعي، مراد قميزة، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة