البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

القدس، حج وفوائد

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3434


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إنجازات جيدة حققها كل من التيارين الداعي والمعارض، بشأن زيارة المدينة المقدسة، حيث اجتهد الداعون إليها، باعتبارها عملاً وطنياً، يصبّ في دعم المدينة ضد التهويد، ومساندة للمقدسيين بشكل عام، في مقابل نجاح الرافضين لها في حجب الكثيرين عن التفكير بها، بحجة أتها تصب في خانة التطبيع مع الدولة الصهيونية، كونها لا تتم إلاّ بموافقتها، والتي تتضمن - في نظر الإسرائيليين- اعترافاً بها كعاصمة للدولة اليهودية.

بدءًا من العام 2012، شغلت قضية الزيارة جانباً هاماً من الفكر الفلسطيني، حينما دعا الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" بشكلٍ مفاجئ، العرب والمسلمين إلى زيارة المدينة، كونها ضرورية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعبّرت حركة حماس عن معارضتُها الشديدة لتلك الدعوة، حتى وإن كانت بنوايا دينية، باعتبارها تتمّ تحت السيطرة الإسرائيلية، وتمثّل اعترافا فعليّا بإسرائيل.

وتجاوزت الجدالات بشأنها الساحة الفلسطينية فيما بعد، حتى شملت الدول العربية والإسلامية، وعلى المستويين السياسي والديني، كونها قضية عامة تهم العرب والمسلمين وبضمنهم المسيحيين أيضاً، فكما كان هناك زعماء وحكام وقادة أيّدوا تلك الدعوة، فقد كان هناك آخرين تأففوا بشأنها وأنكروا تنفيذها.

والحال كذلك، لدى أهل الفقه والدين من العلماء والمجتهدين، فكما قام علماء الأزهر في مصر بتحريمها، ومنهم الشيخ الدكتور "عبد الحليم محمود" الذي رفض أن يكون مع الرئيس المصري "أنور السادات" أثناء زيارته للقدس، وشيخ الأزهر ومفتي مصر السابق "جاد الحق على جاد الحق"، وشيخ الأزهر السابق الدكتور "محمد سيد طنطاوي"، إضافة إلى ما صدر عن هيئة علماء المسلمين، والتي يرأسها الدكتور "يوسف القرضاوي" باعتبار الزيارة لا تتم في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وحتى على النطاق المسيحي حيث رفض منذ الماضي "البابا شنودة" أن يقوم الأقباط بتنفيذ زيارة للأماكن المقدسة لنفس السبب.

فقد صدرت عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي فتوى تحضّ ليس على جواز الزيارة وحسب، بل تقضي وجوبها، والوجوب يقترب من الفرائض، حيث دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي "إياد مدني" المسلمين إلى زيارة مدينة القدس ومقدساتها وحثّ عليها، باعتبارها تكمل منظومة زيارة المساجد الثلاثة (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى) التي تشد إليها الرحال، وعلل بأنها تُعدُّ تطبيعاً مع المسجد الأقصى ومع القدس الشرقية ومع المقدسيين.

علاوةً على أن الكثيرين من أنحاء البلاد العربية والإسلامية، الذين قاموا بتنفيذ زبارة، ترتيباً على تلك الفتاوى السابقة، فإن فتوى المجمع كان لها الصدى الأكبر في تقوية قلوب الذين كانوا ينتظرون مثل تلك الفتوى، سيما وهي صادرة عن مؤسسة دينيّة دوليّة، ولم يتوقف الأمر إلى هنا، فقد شجعت شخصيّات ومؤسسات(خليجية) اعتماد فتاوى مماثلة، جرى الحديث بشأنها خلال الأسابيع الماضية، توصي بجواز الزيارة، وتأتي أهميتها كونها نُشرت باللغة العبرية على صفحات فيس بوك 0202.

وعلى أي حال، وبغض النظر عمّا إذا كانت الزيارة سياسية ووطنية أو دينية، أو على سبيل السياحة والعمل، فإن من المهمّ لأنصار الإباحة، وخاصة من القادة والحكام وأهل الدين والتشريع، الانتباه، إلى أن دعمهم في شأن الزيارة، لا بد وأن يكون من خلال سلسلة دعمٍ طويلة، وخاصةً في داخل القدس أولاً، ويمكن أن نُوجد مثالاً على ذلك الدعم، سواء في البناء وإنشاء المؤسسات وملئ الجيوب، من أن تُصاب أصحابها باليأس حتى المغادرة، فالدعم باتجاه تحقيق زيارة وحده لا يُفيد كثيراً، فهي وإن كانت تحقق بعضاً من أهدافهم السياسية والوطنية والنفسية– برغم صعوبة الحصول تقريباً- فإن لها متاعب جانبية، ربما تكون أقسى من المكاسب المتوخاة،

وهذه المتاعب تتوضح، في أنها أولاً: لم تمنع تهويداً واحداً، ولم تكن لها أدنى فائدة بشأن صد أيّة هجمات صهيونية، وسواء باتجاه المدينة وسكانها، أو باتجاه المسجد الأقصى بشكلٍ خاص، وثانياً: - وهذا مهم- في أن فوائد مهمّة تُصيب الجانب الإسرائيلي بشكلٍ مباشر، وهي تشكّل لديه راحة سياسية واقتصادية جيدة في ذات الوقت، سيما وأن أختام الدولة الإسرائيلية، تُعتبر عالمياً، بمثابة اعتراف ضمني بسيادتها على البلاد، وبضمنها مدينة القدس كعاصمة لها- برغم الحرص الدولي على اعتبارها مدينة مُحتلة- ومن ناحيةٍ أخرى، فإن مجموعة الأموال العربية والإسلامية، التي تدخل إلى المدينة، فإنها ستنتقل مباشرة إلى الخزينة الإسرائيلية.
وكانت أقرّت إسرائيل مؤخّراً، بتعافي الاقتصاد المقدسي، بعد معاناة قاسية أثقلت كاهله طوال الأعوام الماضية، نتيجة استقبال المدينة لأفواجٍ كبيرة من الزائرين العرب والمسلمين، والذين قُدّرت أعدادهم بمئات الآلاف، كانت أغلبها من المملكة الأردنية ومصر والمغرب، وتصدرت دول إسلامية تنفيذ زيارات عملاقة، وأهمها: إندونيسيا وتركيا وماليزيا وغيرها.
وبناءً عليها، باتت إسرائيل تعوّل على هذه الزيارات كثيراً في المستقبل، باعتبارها تمثّل حلولاً جوهرية لعامة المشكلات الاقتصادية القائمة، ولا تمثّل أيّة عرقلة لبرامجها التهويدية نحو المدينة، إضافة إلى أملها في أن تكون مقدمةً لتحقيق زيارات مشابهة، إلى أماكن مختلفة في أنحاء الدولة، استناداً إلى تواجد نواة لشريحة عربية وإسلامية متقدمة تطوف في المكان، وكانت قد سجلت إدارة الحدود الإسرائيلية دخول أكثر من 10 آلاف عربي ومسلم خلال الشهرين الفائتين فقط.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

القدس، فلسطين، إسرائيل، الحج،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، المولدي الفرجاني، الناصر الرقيق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلام الشماع، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، د - شاكر الحوكي ، د - المنجي الكعبي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد عمر غرس الله، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمار غيلوفي، حميدة الطيلوش، عراق المطيري، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، محمد العيادي، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، محمد يحي، محمد اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، علي الكاش، محمود طرشوبي، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، صلاح الحريري، د - الضاوي خوالدية، كريم السليتي، وائل بنجدو، أحمد الحباسي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، د- محمود علي عريقات، سامح لطف الله، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، صفاء العراقي، د- جابر قميحة، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن عثمان، مصطفي زهران، سلوى المغربي، خبَّاب بن مروان الحمد، سامر أبو رمان ، أبو سمية، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، إياد محمود حسين ، الهيثم زعفان، نادية سعد، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، صالح النعامي ، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، مجدى داود، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، محمود سلطان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة