البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

على هامش التصريحات الأخيرة لـ "سماحة المفتي" محمد الطالبي: ارحموا شيخوخة الرجل

كاتب المقال محمد المختار القلالي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3994 kallalimokhtar@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثارت التّصريحات الأخيرة التي أَدلى بها الدكتور محمد الطالبي لعدد من المنابر الإعلامية عاصفة من الغضب لدى الرّأي العام،من خلال قلّة قليلة أدرجت هذه التّصريحات ضمن الحقّ في حريّة التّفكير والتّعبير .
ما يمكن أن يؤخذ على الأستاذ الطالبي في نظري:

• كونه ، وهو المؤرّخ ورجل الفكر، نجده يزجّ بنفسه في شأنٍ هو في غنًى عن التّعرض لمزالقه ومطبّاته. و أعني به’ميدان الإفتاء’.والغريب في الأمر أنّه ، في الوقت الذي ينفي فيه الأستاذ الكبير عن نفسه صفة’المفتي’ أو ‘العالم بالدّين ‘ (الفقيه)، نجده يصرّ، في المقابل، على أحكامٍ هي من صميم الإفتاء،وشأن المفتين. وإلاّ ماذا يُعدّ القول بأنّ الإسلام لا يحرّم شرب الخمر، ولا يمنع من تعاطي البغاء، إن لم يندرج هذا في باب الإفتاء، شاء الأستاذ أم أبى؟

• تعاليه المشطّ على محاوريه ، ما يضطرّنا لسؤاله كارهين : ‘ أين أنت من تواضع العلماء يا سيدنا ؟’بادرت تسأل كلّ من رغب في محاورتك عن عدد ما ألّف من كتب ، والحال أنّ محاوريك إنّما أرادوا بالأساس أن يسألوك ويسمعوا لك . فهل لا يحقّ، في عُرفك ، أن يسأل السّائل إلاّ متى ما كان ممّن ألّف التّآليف ؟ سقراط ، و ما أدراك ما الرّجل ، مات دون أن يخلّف مخطوطا واحدا ،وكلّ ما وصلنا من فلسفته جاءنا من خلال ما نقله عنه تلميذه أفلاطون . إلى ذلك تشير سيرة ‘ الفيلسوف ‘ إلى أنّه كان يجلس إلى تلاميذه من الشّباب ، يرشدهم إلى أساليب البحث في ‘ الحكمة ‘ و ‘الماهيات ‘ في أدب جمٍّ ، ودون أن يدّعي لنفسه الاستفراد بامتلاك الحقيقة . أليس هو القائل : ‘ لا أعرف سوى شيء واحد هو أنّني لا أعرف شيئا ‘؟

• شدّة تهجّمه على مخالفيه في الرّأي، يرميهم جزافا بالجهل، و هم عندنا من المشهود لهم برسوخ القدم في العلم، منْ مثل سماحة الشيخ محمد المختار السلامي والمفكر المستنير عبد المجيد الشرفي .

• اعتماده ‘حديث الخُمْرة’ دليلا على أنّ النّبي عليه السلام كان يشرب الخمر. و هو تأويلٌ لا يستقيم بحال، وليّ فاضحٌ لعنق الحقيقة، إذ هل كانت عائشة لتتحرّج لو أنّ الأمر كان يتعلّق فعلاً بمُسْكر، فتتحجّج بحال الحيض التي هي عليها؟ لقد تردّدت في الإجابة لطلب بعلها تهيباً من دخول المصلّى والمسك بحصيرة الصّلاة وهي على غير طهر.

• وقوعه في التّناقض لمّا يتحجّج بحادثةٍ ورد ذكرها بالتّراث، وهو الذي لا يعترف، من سوى القرآن، بالتّراث أصلاً، وفق ‘عقيدته ‘، كـ’مسلم قرآني ‘!

ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ
القرن بعد القرن يمضي، ونحن لم نزل نجعل من ‘ثنائيّة الحلال والحرام ‘ إحدى معاركنا رغم الجهود المضنية والمهمّة التي بذلتها ‘حركة الإصلاح العربيّة’منذ انطلاقها، و التي دعت إلى فكّ آرتباطنا مع ‘ طاحونة الشّيء المعتاد ‘ ، ساهمت فيها ، كما المعروف، أسماء كبيرة كثيرة، ومع ذلك آستمرّت المعركة قائمةً لم تُحسم بعد بين ‘الدّاعين إلى التّحديث’ و ‘اللاّئذين بالقديم البالي’، لا يريمونه. يتلمّسون العثور على حلول لحاضرهم في ماض مضى. بل البادي أنّ هذه الحركة التي سعت إلى أن تعيد للعقل سلطانه تراجعت القهقرى أمام زحف الخطاب النّقيض ، ما يجعل المسؤولية تزداد ثقلاً على عاتق مفكّرينا من أمثال أستاذنا الطالبي لو هو وقف عند الاشتغال على ‘الأفكار’ خصوصاً ما تعلّق منها بما يعترض سبيل الأمّة من تحديّاتٍ يهدّد وجودها، بدل الخوض في ثنائيّة الحلال والحرام بترتيب مثير، لا يخلو من ‘الشّبهة’، بعث في النّفس أشجانها، و بعث فيها بالأخصّ الشّعور بالشّفقة على الرّجل حين يُتّخذُ منه ‘هزأةً ‘، ومن خلاله من العلم والعلماء في هذه البلاد. وهو ما آلمني شخصّياً كأشدّ ما يكون الإيلام حتّى أنّني وددت لو لم تقع عيناي على أستاذ بحجمه على تلك الحال من التّوتر و التّخبّط والارتباك .

إلى ذلك و بالمناسبة ، ألا يقتضي الإنصاف الاعتراف للرّجل بجرأته في الوقت الذي ابتلعنا فيه جميعا ألسنتنا إلّا ما ندر . روى لي من أثق به ( المهاجر الصّديق محمد الجُمّني ) وقد كان شهد ندوةً نظّمها البرلمان الأروبي سنة 2004 بمدينة ‘ستراسبورغ ‘الفرنسية حول ‘الإسلام والآخر ‘ ، قال : ‘ لمّا أتى الدّور على الدكتور الطالبي لإلقاء مداخلته بدأها بالقول : آتيكم من بلد يحكمه دكتاتور سفّاح.
(Je viens d’un pays dirigé par un dictateur sanguinaire)
ما أحرج المتعهّد بإدارة الحوار، فبادر إلى مقاطعته قائلاً : هذا القول لا يلزم إلاّ صاحبه، فما كان من الدكتور الطالبي إلاّ أن ردّ عليه بالقول : من فضلك، لا تقاطعني، وهل ثَمَّ ما يمنع أن أقول هذا في مؤسّسة تُعلي من شأن الحريّة والدّيمقراطية، والحال أنّني صرّحت بهذه العبارة نفسها بمركزيّة اتّحاد الشّغل في تونس ؟’ ( بدون تعليق ).

مفكّرونا تيجان على رؤوسنا...و الأستاذ الطالبي سيظلّ مهما اختلفنا معه في الرّأي، محلّ احترامنا وتبجيلنا، تقديراً لعلمه،ومراعاة لسنّه، أمدّ الله في أنفاسه،و في البال أيضا ما يمكن أن يفعله بـ’ذي السّنّ’( مرّاللّيالي واختلاف الأعصر) *.

*لمن مازالوا على حبّهم للقريض: هذا عجز لبيت من قصيدةٍ للشّاعر أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، يشكو فيها تقدّمه في السّنّ وتداعياته السلبيّة على الصّحّة البدنيّة والعقليّة جميعا، ومنها قوله:
قالت عُميْرةُ ما لرأسك بعدما ** نــفِدَ الشّباب أتى بلون منكر؟
أَعُمَيْرُ إنّ أباك شيّب رأســـه ** مرّ اللّيالي واختلاف الأعصر


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، محمد الطالبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، نادية سعد، الهادي المثلوثي، تونسي، حسن عثمان، كريم السليتي، سيد السباعي، الهيثم زعفان، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، كريم فارق، عراق المطيري، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، د- جابر قميحة، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بنيعيش، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، إيمى الأشقر، رافع القارصي، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، فهمي شراب، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، مصطفي زهران، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، د- محمد رحال، حاتم الصولي، صالح النعامي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، أشرف إبراهيم حجاج، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، صلاح المختار، د- هاني ابوالفتوح، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، عمر غازي، د. أحمد بشير، أحمد الحباسي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد ملحم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أنس الشابي، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، سلوى المغربي، د. صلاح عودة الله ، محمد الطرابلسي، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، العادل السمعلي، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عمار غيلوفي، رشيد السيد أحمد، محرر "بوابتي"، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، د - عادل رضا، طلال قسومي، أحمد بوادي، محمد يحي، ياسين أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي، سامح لطف الله، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، د - مصطفى فهمي، فتحي العابد، أحمد النعيمي، خالد الجاف ، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، صباح الموسوي ، عزيز العرباوي، مراد قميزة، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود طرشوبي، وائل بنجدو، صفاء العربي، سامر أبو رمان ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة