البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإرهــــــــاب... والحـــــــــــلقة المفقــــــــــودة

كاتب المقال محمد المختار القلالي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3055


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ضرب الإرهاب في البرّ والبحر. ولم يزل يضرب بإصرار مَن أخذته العزّة بالإثم. وتظلّ الخشية من تماديه قائمة طالما ليس في الأفق ما يجعلنا نطمئنّ إلى قربنا من إمكانيّة القضاء عليه.

والحديث عن الإرهاب لا بدّ معه من الحذر، لأنّ ما لا يزال خافيا بشأنه أكثر بكثير ممّا ظهر. واعتقادي أنّ خطر الإرهاب سيظلّ قائما ما احتفظت هذه الآفة بأسرارها، وأنّ الحرب مع هذا العدوّ الماكر ستستمرّ سجالا دون الحسم، طالما بقي ‘رأس الأفعى’ في منأى عن الأنظار ومأمن من الأخذ بالجريرة.

من نقصد ‘برأس الأفعى’؟

إنّهم من يعتلون القمّة من الهرم، هرم الإرهاب. ‘مبدعوه’ الذين نشأ وترعرع على أيديهم، القيّمون عليه بالمال والعتاد بما هم المستفيدون منه. يديرونه من وراء حجاب، محصّنين لا نكاد نعرف عن هويّاتهم غير ما يفترضه الظّنّ والتّخمين. وهل يستقيم الأخذ بالشبهة استنادا إلى الظّنّ والتّخمين؟

سمعنا من يتّهم أطرافا ودولا بالتورّط في الإرهاب. وثمّة حتّى من يسمّي دولا بعينها... قيل لنا أيضا إنّ بعض المخابرات الموسومة بعدائها للشّعوب وللسّلام في العالم هي من صنعت الإرهاب، وتسهر على رعايته. قد يكون ذلك صحيحا خصوصا وأنّ من المؤشّرات ما يقوم دليلا على وقوف قوى جبّارة ومتنفّذة وراء هذه ‘التراجيديا’ التي يشهدها المجتمع الإنساني على هذا العهد. وهل منّا مَن يصدّق أنّ هذا الاكتساح السّريع للأقاليم، والتمدّد المتزايد على الأرض، والنّجاح في اختراق المنظومات العسكريّة والأمنيّة للدّول يمكن أن يكون من فعل عصابات منفلتة غير مسنودة من أحد؟ الإرهاب منظومة أخطبوطيّة جهنّميّة ضخمة ونافذة، ما في ذلك شكّ. لكنّ التحدّي المحوري الذي لم يزل قائما في هذا الخصوص هو استعصاء هذه ‘المنظومة اللّغز’ على التّفكيك لتبقى محتفظة بأسرارها، ما شكّل عائقا دون تحديد هويّة كبار الضّالعين في هذه المؤامرة الكبرى.

إنّ الكشف عن هؤلاء هو أوّل الرّهانات الذي ينبغي أن تنصبّ عليه الجهود حتّى إذا ما تسنّى لنا ذلك وأقيمت الحجّة على البغاة أمست المعركة عندئذ مع كائن ماثل للعيان، لا مع ‘شبح’ يستعصى المسك به.
وهكذا ترى أنّه من غير الوارد تقريبا أن نحتفي بالانتصار على ‘الغول’ قبل الكشف عن هويّة ‘الغول’، ولا أن نأمن شرّ ‘الشّيطان’ ما لم نمسك بالشّيطان في شخصه، لا بظلّه وحسب.

وبعـــــــــــــــــــــــــــد،
• ليت من يلوذون بالإدانة والتّنديد والوعيد يريحون حناجرهم، ذلك أنّ الحماسة اللّفظية الجوفاء لن تنال من الإرهاب كثيرا ولا قليلا لسبب بديهي هو أنّ المعركة مع هذا العدوّ لن تحسم بالكلام ولا بالعواطف.

• وليت من راحوا يتحرّون الأسباب الكامنة وراء وقوع البعض في المحظور، منوّهين في السيّاق إلى قضايا الفقر والأميّة الثّقافيّة والجهل بصحيح الدّين إلخ... يعون أنّ هؤلاء، على ضلوعهم في الإجرام، ليسوا أكثر من «أدوات’ تنفّذ ما يملى عليها، دون إدراك منها لحقيقة ما يدبّر ويحاك. إنّ قطع ذنب الأفعى دون المساس برأسها قد يؤذيها لكنّه لا يؤدّي بالضّرورة إلى القضاء عليها.

• وليت من انبروا يبحثون في ثنايا التّراث عمّا يبرّئ الإسلام من شبهة إباحته القتل والإرهاب يوفّرون على أنفسهم عناء البحث فيما لا طائل من ورائه، إذ يصعب الزّعم أنّ ‘رؤوس الإرهاب’ مستعدّون لإعلان توبتهم حالما يقفون على انتفاء العلاقة بين ديننا والإرهاب.

• وأخيرا ليت الذين يطالبون باستصدار المزيد من التّشريعات المتعلّقة بمكافحة الإرهاب، على أهمّيتها، يقتنعون بأنّ أشدّ القوانين صرامة لن تشكّل حائلا دون تواصل هذه العمليّات الإجراميّة المخلّة بالأمن والاستقرار.

*************
أمّا الحملات الأمنيّة التي تشنّ ثأرا من ‘المنفّذين’ والتي تبقى الوسيلة الوحيدة المتاحة حاليّا فلئن تبدو قادرة على ‘تقليم أظافر’ الإرهاب فإنّه يتعذرّ عليها بمفردها قطع دابره بالكامل، مع العلم أنّ تلك ‘البيادق’ لا يعوزها المدد كلّما احتاجت إليه تعويضا عمّا تفقده من عديد أو عدد.
يقترح البعض ضبط خطّة استراتيجيّة محكمة يتضافر فيها السّياسي مع الأمني مع الاقتصادي مع الثّقافي مع التّربوي مع الإعلامي تصدّيّا للإرهاب، وهو طرح وجيه في حدّ ذاته خصوصا إذا ما تمّ بالتّنسيق والتعّاون فيما بين الدّول المحبّة للسّلام، وفي مقدّمتها دول الجوار المغاربي التي أمننا من أمنها، لكن هل يمكن لمثل هذه الخطّة أن تقطع دابر الشرّ إذا ظلّ ‘أباطرة الإرهاب’ متحصّنين بالاختفاء، وفي منعة من الملاحقة، مستمرّين فيما دأبوا عليه من تأجيج للنّيران؟
وبالمحصّلة، فإنّ المجتمع الإنساني، سيظلّ يحوم حول المعضلة دون القدرة على النّفاذ إلى مكمن الدّاء ما لم تتمّ إزاحة الغطاء عن الجهات المتورّطة في صناعة الإرهاب ودعمه وتوظيفه، دولا كانت أو مخابرات أو غيرها، وهو أمر ليس بالهيّن على الإطلاق لتنفّذ تلك الجهات، وقدرتها على البطش، وإجادتها لأساليب المناورة والنّفاق. لكن مع ذلك سنُبقي على أملنا في أن يُظلّنا اليوم الذي نهتدي فيه إلى هذه ‘الحلقة المفقودة’ من مسلسل الرّعب، هذا الذي تحوّل إلى كابوس يقضّ المضاجع، ويوشك أن يسرق البسمة من الأفواه.
كلمــــــة أخيــــــــــــــــرة: ‘فظيع جهل ما يجري، وأفظع منه أن تدري’ (شاعر يمني).


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإرهاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-02-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، نادية سعد، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، كريم السليتي، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، أنس الشابي، مصطفي زهران، صلاح الحريري، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، ياسين أحمد، د - عادل رضا، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، طلال قسومي، إيمى الأشقر، محمود سلطان، فهمي شراب، حسن الطرابلسي، محمد العيادي، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، المولدي الفرجاني، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، علي عبد العال، تونسي، عراق المطيري، فتحي الزغل، عزيز العرباوي، كريم فارق، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد شمام ، مصطفى منيغ، أشرف إبراهيم حجاج، د - شاكر الحوكي ، حسن عثمان، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، د. عبد الآله المالكي، خالد الجاف ، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمر غازي، صفاء العراقي، أحمد بوادي، مجدى داود، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، سامر أبو رمان ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، منجي باكير، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، سيد السباعي، عمار غيلوفي، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، رمضان حينوني، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، صلاح المختار، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، سلوى المغربي، الهيثم زعفان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة