البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"نتانياهو"، بين التكتيك الهادئ والاستراتيجية المزعجة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3808


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مثلما هو المتوقع، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" لا يزال يصرّ وبشدّة، على تنفيذ خطوته، بإلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكي في أوائل مارس/آذار المقبل، بعد تلقّيه دعوة من رئيسه "جون بينر" وهي الخطوة التي أثارت الجدل، قبيل التوجه إلى الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري بعد أسبوعين من الشهر نفسه، باعتبارها لديه خطوة استراتيجية، وبرغم علمه بأنها الخطوة الأسوأ، بسبب أنها مؤذية لقلب كل واحدٍ في الإدارة الأمريكية وخاصةً الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" من ناحية، ولقلب كل حزب من الأحزاب اليسارية الإسرائيلية، التي تعتبر أن خطوة كهذه هي مُغرضة وحسب، وتنقل الكثير من المشكلات السياسية والانتخابية، وسواء كان لشأن التأثير لصالحه، أو لزيادة تدهور العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، والتي كان يمثّل سببها الرئيس، دون مُراعاة لأي صلة بالمواقف الأدبية والأخلاقية.

برغم تخفيفه من درجة الصدمة كإجراء تكتيكي هادئ، من أنه لا يهدف سوى الدفاع عن الدولة الإسرائيلية، فقد أضاف "نتانياهو" سوءاً على سوء، بخطوته هذه، فهو بذاته الذي أنشأ علاقة عدائية مع "أوباماً" وبسببها قتل بدم بارد، جل العلاقات الحقيقية مع واشنطن، والتي باتت تسير رغماً وبلا انسجام باتجاه الدولة ككل، وكأن العلاقات بدت تشكل كابوساً أكثر من أنها تعاونية.

قلق البيت الأبيض لم يكن بسبب زيارة "نتانياهو" بذاتها، ولا بسبب عزمه بإلقاء خطابه أمام الكونغرس، ولا بسبب اختراقه للبروتوكولات المتبعة، ولا بسبب رفضه لكافة الدعوات التي تحثّه على إلغاء زيارته، لكنه كان بسبب النوايا السيئة، التي نضحت به سياسته باتجاه مواضيع مصيرية تهم الولايات المتحدة في المقام الأول، والتي في رأسها المصلحة الإسرائيلية كحليف استراتيجي.

وهذا صحيح، فإن إصرار "نتانياهو" في شأن تنفيذ هذه الخطوة، لم يكن لمجرد عناد وكفى، بل كان نتيجة دراسة جادّة ومستفيضة، بأن الخطوة مُجدية، ومن شأنها اكتساب وتحقيق أهدافٍ عِدّة، فعلاوة على رغبته في تحقيق مكسبٍ تاريخي، باعتباره أول رئيس وزراء إسرائيلي يقوم بالخطابة من على منصة الكونغرس لثلاث مرات، كونه سيكتب في إرثه السياسي، وهو ما لم يُكتب لرئيس وزراء إسرائيلي من قبل، فإن الخطوة كفيلة بجمع المزيد إلى أرصدته الانتخابيّة أمام المعسكر الصهيوني المنافس له على حين غفلة، إضافةً إلى اعتبارها تحدٍّ صارخٍ - بعضلات جمهورية- للرئيس "أوباما"، كونه يكن له عداءً شخصياً، باعتباره مثّل أسوأ رئيس أمريكي بالنسبة له وللدولة على مر التاريخ الأمريكي، بحجة سياسته الصعبة والمضادة باتجاه إسرائيل، وخاصةً بشأن المسألتين الإيرانية والفلسطينية، الذي بقي على حاله في تفضيل الحلول السياسية على العسكرية باتجاه إيران، ومعارضة أيّة نشاطات إسرائيلية أو اتخاذ قرارات أحادية قد تعصف بالعملية السياسية.

أيضاً، فإن نيّة "نتانياهو" الأبرز، هي العمل على تدمير كل الخطوات التي تم التفاهم حولها أو تم الوصول إليها مع إيران، بشأن برنامجها النووي، برغم الصعوبة التي تواجدت وغطت الأجواء طيلة المفاوضات معها. وذلك من خلال قيامه بالضغط على الكونجرس بعدم قبوله أي اتفاق، وبتذكيره بأن اتفاق جنيف في نوفمبر/تشرين ثاني 2013، تم توقيعه رغم الاعتراض الشديد من إسرائيل. برغم المحاولة في إقناع الأميركيين والأوروبيين، بأن الاتفاق هو خطأ تاريخي ويضر جداً بالوجود الإسرائيلي، ولأقناعه بضرورة أن يقوم بفرض عقوبات أمريكية إضافية ضد إيران، لأجل أنها مجدية طالما لا توجد خيارات عسكرية بعد، سيما في ضوء سماعه أنباءً تُوحي، بقرب التوصل إلى اتفاق، بعد إذعان الدول الغربية (5+1) بقيادة الولايات المتحدة أمام إيران، بقبولها دولة نووية من خلال موافقتها على تخصيب اليورانيوم، واحتفاظها بما لديها من أجهزة الطرد المركزي والتي تبلع 10 آلاف جهاز، ودون مراعاة للمتطلبات الإسرائيلية الضرورية.

"نتانياهو" اتخذ قراراً زعامياً، في أنه بقي مُصرّا على إتمام الخطوة باعتبارها، وإذا ما تحققنا من الأمر منذ الآن وإلى نهاية المطاف، فسوف نجد أنه سيسجل فوزاً ساحقاً لا محالة (فأغلب الاحتمالات تقول بأن هذا هو ما سيحصل)، لقدرته وفي ظل بيئة إقليمية ودولية، على تحقيق نواياه، وتثبيت شعاراته، وأقلّها أنه الوجيد الذي يستطيع الحفاظ على دولة إسرائيل واستمرار تواجدها في المنطقة، وإذا كانت هناك من جهة أمريكيّة أو إسرائيليّة، تعدّ الأمر مبالغاً فيه، فلتنهض على قدميها، لا لتمنع "نتانياهو" من تنفيذ خطوته، بسبب أنه ليس بإمكانها، وإنما لتفعل ما يُفشل تلك الخطوة، أو بانتهاجها وسائل عمليّة تكفل إبطالها أو الحد من تأثيراتها، أو لتشرح لنا هذه الجهة، كيف يمكن القبول بأن يقوم "نتانياهو" بتجاوز رغباتها كاملةً أو أجزاءٍ منها، وسواء في شأن القضية النووية الإيرانية، أو بشأن القضية الفلسطينية التي لا يزال يتأفف من الاتجاه نحوها غلى هذه الأثناء؟

بالتأكيد سوف لن نجد أيّة جهة، يمكنها القيام بذلك، ولكن هذا لا ينفي استقبالنا لفعلين فاشلين، الأول، قيام "أوباما" باستخدام صلاحياته الرئاسية في مواجهة الكونغرس وبالتالي إفشال الضيف، وهذه برغم أنها ليست مضمونة إلى أجلٍ بعيد، فإن عليها ما عليها بالنسبة إلى درجة التعاون التي ينتهجها الكونغرس مع سياسة "أوباما" في مواضيع هامّة مرتبطة بالحزب الديمقراطي بشكلٍ خاص، والثاني هو استماعنا للمزيد من الألفاظ القاسية من قِبل جهات إسرائيلية ومختلطة أخرى رافضة، باعتبار الخطوة غبيّة وجبانة وغير اخلاقيّة، وعديمة المسؤولية وو... إلخ..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ناتنياهو، إسرائيل، فلسطين، حماس، الحرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-02-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافد العزاوي، كريم فارق، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، محمد شمام ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، حميدة الطيلوش، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، حاتم الصولي، أحمد ملحم، علي عبد العال، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، ياسين أحمد، مصطفي زهران، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، الناصر الرقيق، منجي باكير، صفاء العربي، صلاح الحريري، نادية سعد، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، أنس الشابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، فتحي الزغل، فوزي مسعود ، محمد العيادي، الهيثم زعفان، فهمي شراب، أحمد بوادي، خالد الجاف ، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، د - الضاوي خوالدية، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، حسن الطرابلسي، محمود سلطان، د- محمود علي عريقات، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، حسن عثمان، عبد الله زيدان، مجدى داود، مراد قميزة، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، رافع القارصي، أبو سمية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلام الشماع، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، إياد محمود حسين ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، عزيز العرباوي، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، د - عادل رضا، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، تونسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة