البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أطلس أمريكا، إسرائيل تشطب نفسها

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3791


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نهاية الأسبوع الفائت، تناقلت العديد من الصحف والمواقع الإعلامية وعلى اختلافها، نبأ إقدام دار النشر الأمريكية (هارفر كولينس- ‏Harpercollins Publishers‏) على طباعة أطلس تعليمي، لا يحمل اسم (إسرائيل) في خرائط الشرق الأوسط، وعِوضاً عن ذلك سجّلت مكانه اسمى الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا الإجراء الذي اعتمدته الدار، كان محل إعجاب لدى كثيرين من العرب والفلسطينيين على نحوٍ خاص، لكن إعجابهم لم يكن في محِلّه، فعلاوةً على مجموعة الارتباطات العربية الهائلة مع كافة المستويات التسويقية المختلفة، وخاصة العسكرية التي يديرها القادة والمسؤولين بصراحة وبغير صراحة، وسواء مع المؤسسات الأمريكية أو مع مثيلاتها الإسرائيلية مباشرةً، فإن دار النشر هذه، أوضحت بجلاء، بأن إصدارها لسلسلة الأطالس باللغة الإنجليزية، وبدون ذكر إسرائيل، بسبب أنها متوجهة لمدارس في دول عربيّة - دول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، وليست متوجهة لإسرائيل، وإنّ حذف الاسم ينبع من تفضيلات محليّة.

إذاً لم يكن في نيّتها إيذاء (إسرائيل) وإنما كان لتفضيلات محليةّ، والتي يُفهم منها، لتوفير دعمٍ لها من جهة، ومن أخرى، لتكريس هيمنتها على السوق العربية، التي لا تزال تنفر من تواجد اسم (إسرائيل) على المنتوجات المُرسلة، حرصاً على عدم استفزاز ذوي الاهتمام – المعارضة- مثالاً، وعلى أذواق أولئك الذين لا يزالون لا يعترفون بإسرائيل، أو أن مجرد الاسم لديهم في حد ذاته غير مقبول.

دار النشر هذه، هي واحدة من أكبر خمس دور نشر للكتب في الولايات المتحدة وربما في العالم، وهي من مجموعة (نيوز غروب- News group) العائدة إلى قطب الصحافة الأمريكية "روبرت ميردوخ" وبمساهمات واستحواذٍ قويّين، يعودان لاقتصاديين يهود.

كنا سنُظهر سرورنا، فيما لو كانت الدار، تقصد من وراء إجرائها، هو إظهار معاداتها لإسرائيل أو لبيان احتجاجها على ممارساتها الاحتلالية على الأقل، أو أنها قررت الانضمام إلى المؤسسات العلمية، المشاركة في الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل، والتي تبنّتها العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية الكبرى.

ما أحزننا أكثر، وبرغم التوضيح الذي أعلنته الدار، ومن عدم الاعتراض الإسرائيلي، أن هناك من أغضبهم إجراء الاستبدال، وهم رجال الكنيسة البريطانيّة، حيث قام رئيس منظمة الأساقفة للعلاقات الدوليّة بتقديم انتقادات شديدة على الأطلس الجديد، بزعمه أنّه يبرّر الادعاءات الإسرائيلية، حول الموقف العدائي من قبل بريطانيا، ويؤكّد من جهةٍ ثانية، على أنّ هناك عداء تجاه دولتهم من قبل أجزاء من العالم العربي، وهذا الأمر يمنع المساهمة نحو بناء روح الثقة التي تجلب التعايش بسلام.

بالنسبة لنا، فكل هذا، لا يُعتبر إنجازاً، فإسرائيل نفسها ومنذ الأزل، وفي حالات عِدة، تقوم باستبدال اسمها على منتوجاتها الصناعية الثقيلة والخفيفة، لتمريرها في الأسواق العربية، تجنباً للقوانين المتبعة لديها، والمترتبة على نظام المقاطعة العربية، ودرءاً للحرج الذي قد يُلاقيه قادة وحكام تلك الدول، وتماشياً مع أذواق المستهلكين العرب الذين لا يزالوا يتحسسون من ابتياع أيّة منتوجات إسرائيلية، وكانت بالمقابل وطوال السنوات التي أشرفت فيها على المعابر الفلسطينية، لا تسمح بمرور أي مجسّمات أو كُتب أو أطالس ترمز إلى فلسطين أو يُبرز اسمها، دون طمسه بالختم عليه باسم إسرائيل، أو تقوم بمصادرته إذا كان غير قابلٍ للطمس.

وللتذكير في هذا الصدد، فمنذ قيام الدولة الإسرائيلية، كانت الصادرات الزراعية الفلسطينية التي يتم تصديرها من الحمضيات والخضار وغيرهما، إلى الدول الأوروبية ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وأهمها إيران- قبل العام 1979-، كانت سلطاتها تضع اسم (إسرائيل) وليس قطاع غزة، على تلك المنتوجات، وينطبق الحال على التصدير الجوي والبحري من قِبل شركتي (جافا، Jafa- Agresco، أغريسكو) الإسرائيليتين.

وفي صورة ٍ أخرى، وقبل الحديث عن دولة (إسرائيل) علانيةً كما اليوم، فقد اضطر الفلسطينيون الذين يعملون بالخارج، إذا ما أرادوا مُراسلة ذويهم، إلى تسجيل اسم دولة (إسرائيل) على جهة الغلاف المخصصة لجهة المُرسل إليه، خشية ألاّ تقوم السلطات الإسرائيلية باستقبال رسائلهم.
لدار الكتب، نوايا طيّبة لإسرائيل، ولنفسها أيضاً، بسبب التفاهمات المسبقة، والتي هي ليست فقط بسبب مصالح مشتركة، بل بسبب قيم مشتركة، وأمّا بالنسبة لِما لنفسها، فمن منطلق تكتيكاتها الضرورية من جهة، ولتقوية (بروباغاندا) لتنمية السوق الشرق أوسطية ولجلب المزيد من الود والمال العربيين، باعتبارها شركة ربحيّة من جهةٍ ثانية، غير أن مسيرة أخطاءنا نحن تتواصل بلا انقطاع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، امريكا، العلاقات الامريكية الإسرائيلية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-01-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، أنس الشابي، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، فوزي مسعود ، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، يحيي البوليني، فتحي الزغل، ياسين أحمد، تونسي، أحمد ملحم، عواطف منصور، رافع القارصي، فهمي شراب، سامح لطف الله، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العراقي، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، سامر أبو رمان ، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، د - صالح المازقي، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، أبو سمية، كريم السليتي، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، د - محمد بن موسى الشريف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، حسن عثمان، أحمد بوادي، فتحي العابد، عمر غازي، مصطفي زهران، صالح النعامي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي الكاش، علي عبد العال، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، الهيثم زعفان، محمد الياسين، صلاح المختار، سيد السباعي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، مصطفى منيغ، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، طلال قسومي، خالد الجاف ، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، منجي باكير، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، حميدة الطيلوش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، أحمد النعيمي، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، سعود السبعاني، إيمى الأشقر، ماهر عدنان قنديل، أ.د. مصطفى رجب، رضا الدبّابي، الناصر الرقيق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة