البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في أن الصراع ليس حول أصل الحرية، بل هو حول محتواها

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5815


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان سيئ الذكر لا يمنع الكثير من الناس أنشطتهم، فهم يعملون وينتجون ويبدعون الأعمال الفنية ذات المحتوى والتوجهات المعينة التي تعكس منحى تغريبيا، والدليل أن حقبته تعتبر نموذجا لدى الكثير لحد الآن.

فأولئك كانوا يتمتعون بالحرية في عهده، وهم يرون الإلحاق بالغرب ومحاربة الهوية أمرا صائبا، والحرية لدى الكثير منهم أن تعيش كالفرنسي في مظهرك بل وفي قناعاتك وتصوراتك ومفاهيمك للإنسان والكون والحياة وغيرها، أما أن تطالب بما يخالف ذلك فأمر ليس من الحرية، ومن يفعل ذلك يجب أن يحرم من حق الحياة سجنا و اغتصابا و تشريدا و قتلا.

كذلك كان بن علي، في عهده يعمل الناس ويمارسون أنشطتهم وبرع الكثير وتميز في ظله.

ومن قبلهما كان الطغاة، فستالين كان في عهده الاتحاد السوفيتي قوة علمية وإنتاجية، وبرز وقتها الإنتاج الأدبي والفني ذو المحتوى الاشتراكي / الشيوعي.

في الغرب أيضا يعيش الناس في حرية مسموح بها، إلا أن تتعدى الأنشطة قوانينا صاغوها، حماية لمصالحهم السياسية والاقتصادية والعقدية أحيانا.

كل هؤلاء وغيرهم، لم يتحركوا لمنع غيرهم، الا حينما جاوزت أنشطتهم حيزا غير مسموح به، يعني ان المسالة ليست في اصل النشاط الإنساني ولكنها في محتوى ذلك النشاط، والمحتوى المقصود هو انعكاس لتصور ذهني يتغذى من خلفية فكرية أو عقدية

معنى ذالك ان المنع يتم ابتداء تجاه تلك التصورات الفكرية من أن تؤثر في الواقع، وهذا يؤكد أن الصراع ليس في اصل الحرية كقيمة، بل في محتوى الحرية، إذ أن الحرية موجودة في ظل كل الأنظمة وكانت أمرا واقعا وكان الكثير يعيشها، ولكن المنع هو في مقادير ومحتويات الحرية.

ومن هنا ثبت أن الصراع هو أساسا صراع حول المفاهيم والقيم المرجعية وليس صراع حول قيم الحرية في المطلق كما يريد البعض أن يصور الأمر ومنهم جماعة الإسلام الوسطي حينما يسرفون في تمييع المفاهيم.

الصراع ليس حول أصل الحرية، أبدا، لان الحرية ملموسة لدى كل الناس تقريبا، إلا أن بعضهم يعيشها كاملة والآخرون يعيشونها في حدود دنيا، تبعا لاتفاقهم أو اختلافهم مع طبيعة القواعد الضابطة للحرية تلك داخل المجتمع، فدعاة التغريب يرون مثلا مجتمعا متغربا تروج الدولة وتحمي الأنشطة التغريبية الالحاقية فيه، يرونه نموذجا للحرية، بينما يراه أنصار الهوية تضييقا وكبتا لهم.

بمعنى آخر، لو أخذنا عينة في إطار زماني ومكاني، لأمكننا إثبات توفر الحرية لطائفة منهم، وإلا لما كان ممكنا قيام تجمع بشري، حيث السلطة في اقلها هي مجموعة من الناس، وهؤلاء لاشك أنهم هم المنتجون للمفاهيم او على الأقل الراعون لها داخل ذلك الحيز الزماني المكاني..

إذن فالقول بوجوب توفر الحرية هكذا على إطلاقه / إطلاقها، كلام فاسد لأنه مطلب بأمر هو أساسا موجود، ثم هو ليس حقيقة المشكلة المطروحة.

كما أن القول بالتقاء الكل حول قيمة الحرية، كلام غير سليم، لأنه لما كان الخلاف هو حول محتوى الحرية، ولما كان المحتوى يعكس خلفية عقدية، ولما كان المختلفون (ليكن بتونس مثلا) ذوي مرجعيات عقدية مختلفة، فانه يستحيل الالتقاء معهم، وبطل بالتالي إمكانية الاتفاق معهم حول محتوى للحرية، وثبت بعدها فساد قول التقاء الكل حول قيمة الحرية ، إلا ن تكون تلك القواسم التي يشترك فيها كل الناس وذلك جانب على أية حال ليس محل نزاع


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الحرية، العلمانية، الغرب، التغريب، فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-05-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الثقة وتوظيفها في نقل المعنى والتوجيه الذهني
  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ضحى عبد الرحمن، يزيد بن الحسين، العادل السمعلي، محمد الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، عمر غازي، مصطفي زهران، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، فتحي الزغل، وائل بنجدو، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي، محمد الياسين، كريم السليتي، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، محمد العيادي، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، عواطف منصور، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، إياد محمود حسين ، د - محمد بنيعيش، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، سلام الشماع، ماهر عدنان قنديل، سيد السباعي، عبد الله الفقير، د. طارق عبد الحليم، رحاب اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، تونسي، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني، كريم فارق، د. خالد الطراولي ، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، محمد يحي، حاتم الصولي، علي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، فهمي شراب، مراد قميزة، فوزي مسعود ، فتحي العابد، أحمد النعيمي، عراق المطيري، حسن الطرابلسي، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، د - المنجي الكعبي، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، ياسين أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، محمود طرشوبي، سلوى المغربي، أحمد ملحم، علي الكاش، أ.د. مصطفى رجب، أبو سمية، أحمد الحباسي، رافع القارصي، منجي باكير، عبد الله زيدان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أنس الشابي، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، د- محمود علي عريقات، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، رافد العزاوي، حسن عثمان، يحيي البوليني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة