البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

موجة تفجير قادمة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3871


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ توليه رئاسة الحكومة ما فتئ "بنيامين نتانياهو" يسعى إلى تفجير الأوضاع السياسية والأمنية، وسواء كان ذلك من خلال لجوئه إلى التخندق خلف مواقف ضبابية وأخرى غير معقولة بشأن العملية السياسية، أو بعمله ضد التيار الدولي في شأن مواصلته النشاطات الاستيطانية التي كانت سبباً رئيساً في عرقلة المسيرة التفاوضية إلى أكثر من ثلاث سنوات متواصلة، أو باللجوء إلى شن المزيد من النشاطات العدوانية على قطاع غزة، أو باستهداف نشطاء فلسطينيين بالقتل أو الاعتقال، وذلك في إطار سعيه للبحث عن ذرائع للهروب من استحقاقات السلام وللضغط على الفلسطينيين للتقليل من سقف مطالبهم، وحثّهم على الرضا والقبول بما تفرضه الوقائع على الأرض.

في هذه الفترة كان هناك تصعيداً آخر من قبل "نتانياهو" وحكومته، ليس ضد الفلسطينيين وحسب، بل ضد المجتمع الدولي أيضاً، وكان على ما يبدو لإشعال المنطقة، ولفتها عن مجريات الأمور السياسية الملتهبة من جديد، وذلك نتيجة لجملة من الأفشال المتلاحقة التي تلقاها تباعاً خلال الفترة القليلة الماضية، لاسيما بعد فقدانه ألعوبة ما يسمى بالملف الايراني، وانتقاده المعلن من قِبل المجتمع الدولي وخاصة مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، حيث فشل في إقناعها بعدم اللجوء إلى مقاطعة المستوطنات، وتصعيدها باتجاه الدولة ذاتها، في حال كانت السبب في إفشال المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين، وهناك فشله في إثناء الإدارة الأمريكية في بشأن تخلّيها عن بعض بنودٍ تضمنتها وثيقة الإطار، ثم يأتي الفشل الأكبر وهو الذي تلقاه مباشرةً، بشأن إخفاقه في وضع سفينة الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، في مركز اهتمام وسائل الاعلام العالمية، حيث اختفى الاستعراض الكبير الذي أشرف عليه بنفسه، في الميناء العسكري في مدينة إيلات، من كبريات الصحف ووسائل الإعلام العالمية- باستثناء بعضها مثل (فوكس نيوز، الجزيرة والعربية)- بل وتجاهلت تصريحاته بجملتها في هذا الشأن، على الرغم من تجنيد مساعيه الممكنة والخيالية منذ بدء الحكاية.

كان "نتانياهو" قد هدد صراحةً بمزيد من عمليات الملاحقة والاغتيال خلال الفترة الماضية، عندما أعلن بأن سياسته الهجومية ضد (الإرهاب) بسيطة وواضحة، فكل من يعتدي أو يحاول الاعتداء علينا، سوف يشرب من نفس الكأس. وبحسب التصريح، يؤكد على سياسة إسرائيل القاضية بتنفيذ عمليات قتل واغتيال ضد الفلسطينيين وخاصة النشطاء منهم، وسواء كان ذلك في الداخل أو الخارج.

وكما يبدو، وتطبيقاً لهذه السياسة، فقد شهدت المنطقة خلال اليومين الفائتين، عمليات قتل واغتيال إسرائيلية، بدأت باستشهاد القاضي الأردني – فلسطيني الأصل- "رائد زعيتر" على معبر الكرامة. ثم طالب جامعة بير زيت "ساجي درويش" من قرية بيتين، ثم تلتها عملية استشهاد "فداء مجادلة" على أيدي الشرطة الإسرائيلية.

وعلى صعيدٍ آخر، قامت قوات الاحتلال بنيّة استقدام مقاومين فلسطينيين، بالتوغل في داخل المنطقة الفلسطينية المحاذية للشريط الحدودي، جنوب شرق محافظة خانيونس، لتتمكن من استهداف ثلاثة نشطاء من سرايا القدس، خلال قصف إسرائيلي نفذته طائرة استطلاع إسرائيلية. وهم "إسماعيل أبو جودة، شاهر أبو شنب، عبد الشافي أبو معمر"، ومن ثم قامت بتحميل حركة حماس مسؤولية الحادث، باعتبارها تسيطر على كامل القطاع وأن الكل يخرج من أمام عيونها.
ولا شك، فإن المنطقة الآن، تشهد تطورات تصعيدية إسرائيليّة واضحة واستفزازيّة خطيرة، ربما تكون مقدمة لخطوات عسكرية أكثر تقدّماً، لاسيما في ضوء ما تشهده الأوضاع السياسية العربية، باعتبارها الأسوأ على مر التاريخ، وخاصةً بالنسبة إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين.

كانت الخارجية الفلسطينية، قد حمّلت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية جرائم القتل المتعمد التي يُمارسها ضد المواطنين الفلسطينيين، وأدانتها بشدة، وأبدت استغرابها من صمت المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة المختصة إزاء هذه الجرائم وتلك المستمرة التي يرتكبها الاحتلال على طول الزمن، واعتبرتها منافية لكل القوانين الأخلاق والإنسانية.

من جانبها أعلنت سرايا القدس، بأن التهدئة المعقودة مع الكيان الإسرائيلي، وصلت لمرحلة الشيخوخة وربما تنهار في أي وقت، بسبب تعدياته المتتالية، وحذرت إسرائيل من مواصلة أنشطتها ضد المقاومين الفلسطينيين، وذكّرتها بأن تلك الحادثة لن تمر بهدوء.

أثبتت الأيام، بأن إسرائيل بقدر ما تريد التهدئة، فهي بنفس القدر تريد تفجير الأوضاع وسواء السياسية أو الأمنية، وبحسب ظروفها التي تراها مناسبةً لها، ولذلك فهي تُمعن باستهداف الفلسطينيين (شعباً وقادة ومقدّسات)، للهروب من دفع مستحقات السلام، ومتعمدةً لعرقلة كافة الجهود التي تبذل لتحقيق أيّة تسوية، ولذلك فلا يجب بأي حال تمكينها من تحقيق أغراضها، ولولا الظروف القاسية، والمتأتية من كل ناحية، على عموم الشعب الفلسطيني، وخاصةً من قِبل العالم ومؤسساته الحقوقيّة التي لم تُحرك ساكناً، لكان الوضع مختلفاً، ولما تمادت إسرائيل بالنسبة إلى صلفها وغطرستها لتبلغ درجة لم نشهدها من قبل لا في عِلمنا ولا في أحلامنا أيضاً، لا سيما وأنها باتت تتكئ وبشدّة على أن هناك من يساندها بالدعم في سياستها الاحتلالية وممارساتها الدموية، إن لم يكن بالفعل، فهو يتأتى بالتراخي والتملص من المسؤوليات. وفي ضوء ما تقدّم، فإن تخفّي البعض وراء بيانات الشجب والإدانة وشعارات الكرامة والوطنية، لم يعُد مجدياً، بسبب أنها لا تقي من حرٍّ، ولا تُغني من جوع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، حماس، قطاع غزة، العدوان الإسرائيلي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-03-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، وائل بنجدو، صفاء العربي، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، أحمد بوادي، أحمد ملحم، عمر غازي، إياد محمود حسين ، د - شاكر الحوكي ، عبد الله الفقير، جاسم الرصيف، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، أحمد النعيمي، منجي باكير، مصطفى منيغ، كريم فارق، العادل السمعلي، د - مصطفى فهمي، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، مجدى داود، كريم السليتي، أنس الشابي، أشرف إبراهيم حجاج، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، علي الكاش، د. صلاح عودة الله ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د. مصطفى رجب، صالح النعامي ، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، مراد قميزة، صباح الموسوي ، تونسي، فهمي شراب، يحيي البوليني، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، سعود السبعاني، د. خالد الطراولي ، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد، محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، فتحي العابد، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، سليمان أحمد أبو ستة، نادية سعد، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، د - صالح المازقي، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، أبو سمية، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، د- محمد رحال، صلاح الحريري، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، علي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، حميدة الطيلوش، سلوى المغربي، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، محرر "بوابتي"، فتحي الزغل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، سلام الشماع، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة