البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مكافأة نهاية خدمة العملاء والمأجورين

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3814 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثبتت الوقائع والأحداث المتشابهة في أكثر من مكانٍ في العالم، وفي مختلف العصور والعهود، ولدى كل الطوائف والجماعات، وعند كل الأديان وأتباع الفلسفات، وفي الدول المدنية والدينية، وفي المجتمعات المتحضرة والقبلية، أن القتل هو مكافأة نهاية خدمة العملاء والمأجورين، وأصحاب المهام الأمنية، والخدمات القذرة، ممن يعملون أجراء وخدماً، ومنفذين ومتعهدين، ومقاولين ومشرفين، من المرضى المناوئين لأمتهم، والحاقدين على شعوبهم.

فالقتل والشطب من قوائم الأحياء هو النهاية المحتومة لكلِ أدوات القتل المأجورة، وبنادق الموت المستخدمة، وعصابات التشبيح المعربدة، ومجموعات البلطجة الطائشة، وعصابات الخطف المتعددة، وفرق القمع الدخيلة، وقطاع الطرق الهمجيين، والقتلة المحترفين، والوافدين الدمويين، والمرتبطين والمرتهنين، والجهلة والأميين، والضالين والمنحرفين، والشاذين والمندسين، وحملة السيوف والسكاكين، وخبراء التفجير والتفخيخ، وغيرهم من متعهدي القتل والحرابة، لحسابهم أو لحساب غيرهم، بعلمهم أو بجهلٍ منهم.

إنها خاتمةٌ لا ينجو منها أحدٌ وإن طال به الزمن، أو تأخر استلامه للمكافأة والأجر، أو احتمى بسيدٍ، واستقوى بحاكم، أو فر وهرب، وتغير وتنكر، وبدل اسمه وغير هويته، فالموت مصيره، والقتل أجره، والشطب خاتمته، وسيشرب يقيناً من ذات الكأس الذي أذاقه لغيره، وجرعه لشعبه وأبناء أمته، وهو كأسٌ مرٌ، وخاتمةٌ وخيمةٌ، ومصيرٌ أسود، يلقاه دوماً على أيدي مشغليه، وبأمرٍ من معلميه، وينفذه في الغالب شغيلٌ آخر، ومستخدمٌ جديد، ينهي بيده خدمات القديم، ويسطر بنفسه صفحات خاتمته القادمة، ومصيره الآتي على يد أجيرٍ آخر، وبأمر من ذات السيد، الآمر المشغل.

كثيرةٌ هي حوادث الموت نتيجة السم، أو بسبب تناول طعامٍ فاسد، أو نتيجةً لحادث طرقٍ مريعٍ وقاسٍ، بانقلاب سيارةٍ أو انحرافها، أو نتيجة اصطدامٍ أو ذهاب الكوابح، أو الموت دهساً أو ارتطاماً، أو سقوطاً من علٍ، أو تردٍ من شاهقٍ، أو الموت نتيجة اشتباكٍ وخلال معارك فردية، على خلفية خلافاتٍ شخصية، في أماكن عامةٍ أو خاصة، فضلاً عن القتل المباشر، والتصفية المعدة والمخطط لها، ومن الممكن أن يتم الشطب، ويتحقق القتل أثناء تأدية مهامٍ مشرفة، وأعمالٍ وطنية نبيلة، تجعل الخاتمة مشرفة، والموت شهادةً، وإن كان في حقيقته تصفيةً وقتلاً مهيناً.

يدرك المأجرون والمستخدمون لدى الأجهزة الأمنية في كل مكانٍ وزمان، أنهم حتماً سيقتلون، وأنهم سيفضحون، وأن أسيادهم سيتخلون عنهم، وسيتركونهم لمصيرهم المختوم، وخاتمتهم البشعة، بل إنهم سيتعمدون قتلهم، وقد يرسلونهم لتنفيذ مهامٍ وهمية، وعملياتٍ غير حقيقية، يلقون فيها حتفهم، وينهون بها حياتهم، وإن حدث ونجا بعضهم، وعاد أدراجه إلى قواعده حيث كان، فإنه يطعن في ظهره، ويطلق عليه النار في طريق عودته، ولا يعرف الناس كيف قتل وأين، ولكن المشغلين والمشرفين، يعرفون أن أدوارهم قد انتهت، وأن الفائدة المرجوة منهم أقل بكثير من الأخطار التي قد تنجم عن وجودهم واستمرار بقائهم.

للخلايا الأمنية والمأجورين ببدلٍ مهامٌ محددة، ووظائف معينة، إذا انتهوا منها، ونجحوا أو فشلوا في تنفيذها، فإنه يجب التخلص منهم، لإخفاء كل المعالم، وموت كل الأسرار، وقطع جميع الخيوط، ومنع تسرب المعلومات، وانكشاف الخطط، وبيان الجهات والمراجع، أو خوفاً من فقدان السيطرة، وانقلاب السحر على الساحر، وهذا كله لا يتحقق إلا بالتخلص من الأدوات المستخدمة، والآلات المنفذة، وهي في أغلبها أدواتٌ قذرة يسهل التخلص منها، ولا يترتب على غيابها تبعاتٌ أو نتائج، بل إن غيابها أحياناً يكون مطلباً عامة، وحاجة ملحة، يشكر من يقوم بها، ويحمد من يبادر إلى تنفيذها، تخليصاً للمجتمع، وإنقاذاً له.

ألا يدرك هؤلاء الجهلاء السفهاء أنهم أدواتٌ وبيارق، وأنهم وسائل وآليات، وأنهم يضرون ولا ينفعون، ويسيئون ولا يحسنون، ويفسدون ولا يصلحون، ويخربون ولا يعمرون، فهم لا يملكون زمام أمورهم، ولا قررات أعمالهم، ولا يستطيعون الإفلات أو الاستقلال، ولا يحسنون الانعتاق ولا التخلص، وأنهم ليسوا أكثر من عبيدٍ يأتمرون بأوامر الأسياد، وينفذون خطط الأرباب، ممن لا يحبون أوطاننا، ولا يخلصون لشعوبنا، ولا يهمهم أمرنا، ولا يعنيهم مستقبلنا.

ألا يرون أنهم مكروهون ومنبوذون، وأنهم متهمون ومدانون، وأنهم مقاطعون ومحاربون، وأنهم معاقبون ومهانون، وأن أحداً لا يحبهم أو يحترمهم، ولا يوجد من يقدرهم أو يرحمهم، وأنهم كما يقول المثل العربي "كخيل الإنجليز" التي يطلق على رأسها النار عندما تكبر، ولا تعود تصلح لركوب الخيالة، أو أعمال الحراسة، وطقوس ومراسم الدولة، فلا يجدون وسيلةً للتخلص منها إلا قتلها، وربما جعلها طعاماً للحيوانات المفترسة، في الغابات المفتوحة أو الحدائق المغلقة.

انتبهوا أيتها الأدوات الرخيصة الصغيرة، وكونوا على يقينٍ من مصيركم، فعجلوا بالخروج من اصطبلات الخدمة، ومعابر التنفيذ، وارفضوا أن تكونوا أدواتٍ لأحدٍ، أو عبيداً عند سيدٍ أو نظام، واعلموا أن الأعمال بخواتيمها، فعجلوا في تحديد خواتيمكم، واجعلوها إلى جانب شعوبكم، ومع أمتكم، وكونوا لهم قوةً وسنداً، وعوناً ومدداً، يشد بكم أزره، ويصلب بقوتكم ظهره، وإياكم أن تكونوا في ظهره خنجراً، وفي خاصرته سيفاً، واعلموا أنكم ستذهبون، وستبقى أمتكم، فلها البقاء، ولكم من بعدها الهلاك والفناء.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الخيانة، العملاء، الجواسيس، الخونة، قتل العملاء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-01-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفي زهران، صلاح المختار، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، د. طارق عبد الحليم، فتحي العابد، جاسم الرصيف، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، محمد الياسين، مصطفى منيغ، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، صباح الموسوي ، نادية سعد، وائل بنجدو، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، طلال قسومي، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، رمضان حينوني، الناصر الرقيق، مجدى داود، كريم فارق، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، حسن الطرابلسي، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، د. أحمد بشير، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الطرابلسي، فوزي مسعود ، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، صفاء العربي، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، كريم السليتي، عمر غازي، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، ماهر عدنان قنديل، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، حسن عثمان، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، يحيي البوليني، مراد قميزة، تونسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، عواطف منصور، ياسين أحمد، أبو سمية، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد أحمد عزوز، فهمي شراب، سيد السباعي، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، ضحى عبد الرحمن، أحمد ملحم، أحمد النعيمي، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، رافع القارصي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، سلوى المغربي، محمد العيادي، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة