البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التأهيل قبل التطبيق

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4163


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ليس بخافٍ على أحدٍ أن من أهم الأسباب التي أدت إلى قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، هو استخدام رجال الأمن للقوة المفرطة في تعاملهم مع المواطنين، لذا كان من أول مطالبها، معاقبة الضباط المتورطين في التعذيب، وإقصاؤهم عن وظائفهم، لأنهم تجاوزوا حدود عملهم في تطبيق القانون.

في غفلة من الجماهير، المغلوبة على أمرها، والتي أرهقتها كثرة الأعباء الملقاة على عاتقها، والتي كان في أولها، قلة ذات يد، وكثرة الاحتجاجات، استغل صنّاع القرار ضائقة صدروهم، التي زرعها فيهم الفقر المدقع، الذي كان نتاجاً طبيعياً لسوء الإدارة الذي اتسمت به جميع الأنظمة التي حكمت المحروسة، فطبقوا قانوناً جديداً للتظاهر، وهو في مجمله أقوى وأشد من قانون الطوارئ، الذي كانت مصر محكومة به لمدة ثلاثين عاماً، هي فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ما سيكون ذريعة لرجال الأمن أن يتجاوزوا حدود عملهم، لأنه سيمنحهم سلطات واسعة، أكثر من ذي قبل، في الوقت الذي بدأت فيه العلاقة بينهم وبين الجماهير تتحسن، لأنهم أصبحوا في خدمتهم بعدما كانوا ضدهم.

لا شك أن عودة القبضة الأمنية إلى سابق عهدها، هي لعبة جهنمية، من صنيع رجال الحزب الوطني المنحل، الذين بدؤوا في العودة إلى مقرات صنع القرار، والظهور على الساحة السياسية من جديد، لأنها تضمن لهم طول البقاء، وتساعدهم على تنفيذ أجنداتهم، وقضاء مصالحهم بصورة آمنة، بعيداً عن الرقابة الإدارية، وتغض عنهم طرف أعين الثوار الشرفاء، الذين ثاروا من أجل مصر، ولخير أبنائها، ولم تحركهم أجندات خارجية، أو تمويل مسيّس كغيرهم، ممن ادعوا الشرف زوراً وبهتاناً، وهو في حقيقة الأمر بريء منهم، كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.

لم يهدأ بالهم، بعدما كانوا يعملون في الخفاء، حتى تجرأ أحدهم بالخروج على إحدى القنوات الفضائية، المملوكة لرجل أعمال محسوبٍ عليهم، مطالباً بملء فيه، بعودة ضباط أمن الدولة، المحالين للتقاعد، بسبب تورطهم في تعذيب وتنكيل الأبرياء، دون ذنب فعلوه، أو جريمة ارتكبوها، إلا إرضاءً لشهواتهم، وطلباً لرضا رأس النظام عنهم.

رغم أن الذي أحال هؤلاء الضباط للتقاعد، عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، وليس الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أنهم حسبوهم عليه، وطالبوا بعودتهم إلى عملهم فور سقوطه، ظناً منهم بأن ثورة يناير أجهضت، والجماهير في غفلة عنهم، إلا أنهم واهمون، لأن الثورة مازالت قائمة، ولها حماة شرفاء، يعملون من أجل الوطن وإسعاد مواطنيه.

شخصياً، لست ضد قانون التظاهر، لأن ما تمر به أرض الرباط، من انفلات أمني، نذير شؤم، يحتاج إلى وقفة حازمة، ولأنه مطبق في كثير من الدول الأوروبية، لكنني أرفض منح رجال الأمن سلطات واسعة، حتى لا يعودوا لسابق عهدهم، لأن الكثيرين منهم يفهمون القانون خطأ، ويظنون أنهم رجال النظام، وفي معيته، ولن يستطيع أحد ملاحقتهم أو محاسبتهم إذا تجاوزوا حدود عملهم.

كنت أتمنى من أصحاب القرار، أن يؤهلوا رجال الأمن قبل تطبيق القانون، ويعلموهم أن عملهم منصب في خدمة أبناء الوطن، وليس مقتصراً على حماية النظام، وأنهم ليسوا فوق القانون، وإذا تجاوز أحدهم حدود عمله، فسيقدم لمحاكمة عسكرية، حتى لا ندخل في ثورات أخرى، نحن في غنى عنها، لأن المصريين قاموا من سباتهم، ولن يستطيع أحد أن يقهرهم كما كان يحدث في السابق.
حفظ الله مصر، وبارك في أبنائها، ورعى جيشها وشرطتها، وولى عليها خيار أبنائها.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

-----------
محمد أحمد عزوز
كاتب مصري حر


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، القوى السياسية، الأمن، استعمال القوة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-12-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، أ.د. مصطفى رجب، محمد العيادي، أنس الشابي، فتحي العابد، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، علي الكاش، د- محمد رحال، د - عادل رضا، عبد الله زيدان، عواطف منصور، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، سلوى المغربي، محمد يحي، محمود طرشوبي، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، نادية سعد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، رافع القارصي، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، أحمد النعيمي، محمود سلطان، كريم فارق، تونسي، خالد الجاف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، سلام الشماع، د - شاكر الحوكي ، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، عبد الله الفقير، حسن عثمان، منجي باكير، مصطفي زهران، حسن الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بوادي، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، سعود السبعاني، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، جاسم الرصيف، رافد العزاوي، يحيي البوليني، د. أحمد بشير، المولدي الفرجاني، مجدى داود، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، سامح لطف الله، صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمار غيلوفي، مصطفى منيغ، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، د - صالح المازقي، محمد الياسين، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، عزيز العرباوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة