البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"لابيد" – "ليبرمان"، تحالف متعة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3648


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في أعقاب عودة "أفيغدور ليبرمان" مجدداً إلى مركز صنع القرار السياسي، بعد تبرئة المحكمة الإسرائيلية له من مجموعة التهم الموجهة إليه، ومصادقة الحكومة على تسلمه حقيبة الخارجية، سارع "ليبرمان" بالتشمير إلى حيث العمل، ذلك المؤسس على التصعيد والتطرف وعلى كافة المستويات المحليّة والخارجية، وهذا الأمر متوقع حدوثه من "ليبرمان" تبعاً لماضيه السياسي، وآرائه المتطرفة حول ما يُثار من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن الذي حدث وما لم يكن في الحسبان، حتى لدى توقعات الكثيرين والمقربين منه، هو استطاعة "ليبرمان" تسليك حزب(هناك مستقبل) بزعامة "يائير لابيد" من أحضان الحزب الديني (البيت اليهودي) بزعامة "نفتالي بينت" والسيطرة عليه من خلال إنشاء تحالف جديد بينهما. في أعقاب التقاء زعيمي الحزبين "ليبرمان ولابيد" مؤخراً، بعد أن كان يضِل في المتاهات الدينية ومتشعباتها، على الرغم من امتياز الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي بالتحالف القوي الذي ربط بين "بينت" و "لابيد"، ذلك التحالف الذي سبق المفاوضات الائتلافية في مواجهة المكلّف بتشكيل الحكومة "بنيامين نتانياهو" واستمر إلى ما بعد تشكيلها وحتى الآن.

هذا التحالف وإن كان بين متناقضين للوهلة الأولى، أحدهما – إسرائيل بيتنا- قديم النشأة، تراكمت لديه خبرات مكثفة، وإن كانت غير موفّقة، لكن كانت وراء إعطائه رخصة قيادة سياسية. والآخر – هناك مستقبل- حديث الولادة، وعلى الرغم من أنه وُلد بحجمٍ زائد، إلاّ أنه تأخر في النمو، ويتعثر كلما حاول الجلوس على مؤخرته، بسبب أن لازمته بعض التشوهات الداخلية حالت دون تطوّره، إلاّ أن هناك العديد من الدوافع والقواسم المشتركة التي كانت أسباباً مهمّة نحو إقدامهما على التحالف وكأنّه أمراً واقعاً، ما فسره الخبراء على أتّه يمثّل إشارة قوية على تحالف سياسي- اجتماعي جديد، بات يلوح في سماء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي، الذي سيكون له الأثر المهم في تغيير موازين القوى ونقاط الجذب والاستقطاب داخل هذا الائتلاف، بما فيها علاقة الحزبين برئيس الحكومة "نتانياهو" وبحزب (الليكود) بشكلٍ عام، بالنظر إلى تحالف "ليبرمان" مع "نتانياهو" عشية انتخابات الكنيست التاسعة عشرة أوائل العام الجاري. وهذه الدوافع هي ذاتها التي كانت وراء فشل التوفيق بين برامج حزبي (بينت- لابيد) في كافة الاختبارات التي مر بها الحزبين على مدار الفترة الماضية، حيث شهدت صدامات شديدة ومؤثّرة حول مواضيع جوهرية يصعب مواجهتها متحالفين. فهناك خلافات كبيرة مع حزب (البيت اليهودي) كما أعلن عن ذلك صراحةً وزير العلوم والتكنولوجيا "يعقوب بيري" المنتمي لحزب (هناك مستقبل)، من أن الحزبين لا يمكن دوام ارتباطهما إلى أكثر من هذا الوقت.

هذه الصدامات برزت جلياً، فيما يتعلق بتجنيد اليهود المتدينين(الحريديم) ومسألة تمويل المدارس الدينية، حيث برزت هناك خلافات لا يمكن جسرها أبداً بين عنصري التحالف، حيث يطالب "يائير" بتجنيد كامل وشامل للمتدينين ومعاقبة المتخلفين منهم، بينما حليفه "بينت" يري أن فرض (كوته) معينة للتجنيد هي كافية للانتهاء من هذه القضية وليس هناك حاجة لفرض عقوبة على المتخلفين منهم. كما أن خلافاتهما الحادة امتدّت حول مسألة تشغيل المواصلات العامة في السبت المقدس، وغيرها من المواضيع المرتبطة بإشكالية الدين والدولة. وبالنسبة للمستوى التفاوضي مع الفلسطينيين، فإن موقف كل من الحزبين متناقضين إلى حدٍ بعيد، حيث ينظر "بينت" إلى العملية السلمية بأنها ضرورية، لكن بدون أيّة تنازلات، بينما حليفه "يائير" تغمره نظرة براغماتية صرفة.

هذه وغيرها شكّلت القواسم الرئيسة بين (ليبرمان- لابيد) والتي تم الشروع فعلياً بالعمل بشأنها. فبالنسبة إلى قانون التجنيد في الجيش الاسرائيلي، فهناك توافق بين الحزبين بشكل كامل حول تجنيد المتدينين وعدم وضع استثناءات، وأيضاً توحّد رأيهما حول ضرورة فرض عقوبات على المتخلفين عن التجنيد في صفوف الجيش. وفيما يتعلق بقانون الانتخابات والحكومة، فهناك توافق كامل، حول (نسبة الحسم) للدخول الى الكنيست في الانتخابات والتي يجب أن تكون عند 4%، كذلك عدد وزراء الحكومة الاسرائيلية وطريقة تقديم حجب الثقة عنها أمام الكنيست.

أيضاً هناك توافق شبه كامل بينهما على مشروع قانون الزواج المدني، وعمل وسائل النقل العام خلال أيّام السبت، وهي أمور من شأنها أن تفسح المجال أمام تعاونات أخرى في المستقبل، والتي سيكون لها الأثر الكبير على تغيير قواعد الائتلاف الحكومي ومن ثم على مجريات السياسة الإسرائيلية نحو القضايا الجوهرية بجملتها التي تبحثها الحكومة الاسرائيلية، سواء المحلية التي تتعلق بالقرارات والقوانين المطروحة على جدول أعمالها، أو الخارجية التي تتعلق بالعلاقات الخارجية والتعامل مع القضايا المهمة وخاصةً القضيتين الفلسطينية والإيرانية، وهي حتماً لصالح التطرف بغض النظر عن تفوّق عدد أعضاء حزب "لابيد" في داخل الكنيست، بسبب الطبيعة اليهودية التي تميل نحو ذلك. لكن وبالرغم من محاولة "لابيد" التظاهر بمرونة موقفه حول القضايا الخارجية، فإن القضية الفلسطينية ستظل موضوع الاختبار (الأهم) والآتي بعد قليل أمام الحزبين المتحالفين، لا سيما وأن هناك فجوة كبيرة جداً ما زالت تفصل بين مواقف (إسرائيل بيتنا) – كحزب معارض وبشدّة لأيّة تنازلات مهمّة لصالح الفلسطينيين- عن موقف (هناك مستقبل) ذو النزعة البراغماتية المعروفة. وفي النهاية سيكون أمام التحالف الجديد، القليل من الوقت والكثير من التحديات كي يثبتا استمرارهما، أم أنهما على موعد آخر مع الفشل، وإن ما جرى كان تحالف متعة وحسب.

----------
خانيونس/فلسطين
18/11/2013


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، اسرائيل، ليبرمان، لابيد، الأحزاب الإسرائيلية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
طلال قسومي، الهيثم زعفان، سيد السباعي، أحمد الحباسي، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، فهمي شراب، رضا الدبّابي، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، أبو سمية، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، كريم السليتي، صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، أنس الشابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، مجدى داود، خالد الجاف ، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، علي عبد العال، رمضان حينوني، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، د- جابر قميحة، د. صلاح عودة الله ، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، صفاء العربي، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، فتحي الزغل، إسراء أبو رمان، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي الفرجاني، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، تونسي، د- محمد رحال، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، محمد أحمد عزوز، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد محمد سليمان، عزيز العرباوي، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، علي الكاش، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، أحمد النعيمي، الناصر الرقيق، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، محمد العيادي، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، صفاء العراقي، سعود السبعاني، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، مراد قميزة، رافع القارصي، أحمد ملحم، ياسين أحمد، أ.د. مصطفى رجب، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، عواطف منصور، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود سلطان، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، سامح لطف الله، عمار غيلوفي، مصطفي زهران،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة