البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ورقة الأسرى في السياسة الإسرائيلية

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3642


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تكررت الدعوات الإسرائيلية تباعاً، بعدم إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين، ووقف المفاوضات السلمية الجارية، في أعقاب سلسلة هجمات شنّها فلسطينيون ضد إسرائيليين، أدّت إلى القتل وعمليات أخرى بنيّة خطف جنود، واقتحامات متعددة لمستوطنات ومواقع عسكرية وغيرها، بالرغم من قناعة الجيش الإسرائيلي بأن تلك الحوادث هي فردية ولا علاقة لها بتنظيم يسندها أو تكون خاضعةً تحت قيادته، وماهي واقعة بدوافع جنائية أكثر من أن تكون وطنية. وبالرغم من سيطرة الأجهزة الأمنية على معظمها والحيلولة دون وقوع أضرار مؤلمة في صفوف الإسرائيليين، إلاّ أنها ألحقت ألواناً من القلق داخل المؤسسة الرسمية وفي الشارع الإسرائيلي علي حدٍ سواء. لاسيما وأن مناطق الضفة الغربية، لم تشهد أيّة هجمات فلسطينية دموية من هذا النزع وبهذه النسبة على مدار العام الفائت، وخاصةً في المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي. حيث سارع وزراء ونواب كنيست ومسؤولين آخرين وعلى رأسهم وزير الإسكان الإسرائيلي "أوري أرائيل" لدعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتانياهو" إلى وقف المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني معتبرين أنها لن تجلب السلام، وفقط يدفع ثمنها الدم اليهودي، ودعوا للنظر مجدداً في قرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، بسبب أن الإفراج عن بعضهم سواء الذين أطلق سراحهم في الماضي أو الذين ينتمون للدفعة الأولى من مجموع ما تم الاتفاق عليه بشأن عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات، ساهم في زيادة العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، وبأن المفاوضات كانت سبباً في زعزعة الاستقرار وفقدان الأمن. خاصة في ظل صمت السلطة الفلسطينية، وعدم قيامها بشيء يمنع مثل هذه العمليات. الأمر الذي يثبت أنها غير مكترثة بالمفاوضات الجارية وأنها تسعى إلى تسمين موقفها وحسب، من خلال موقفها التحريضي صراحةً ضد الإسرائيليين، أو إغماض عينها على الأقل. وأهابوا بالجهات الأمنية الإسرائيلية بالتعامل بحزم مع هذه العمليات وفرض سيطرتها الأمنية التامّة على مناطق الضفة ومدينة القدس المحتلة.

كانت تلك الدعوات مصحوبة، بالتشفي من سياسة "نتانياهو" فيما يتعلق بقبوله استئناف التفاوض مع الفلسطينيين كونه جاء في ظروف غير مواتية وتحت الضغوط الأمريكية والأوروبية، بعدما ثبتت صحة معارضتهم منذ البداية الذهاب إلى المفاوضات وإطلاق سراح الأسرى، حيث جهّز نفسه –نتانياهو- للإقدام على قرار حطم من خلاله كل الخطوط الحمراء التي كانت قد بقيت فيما يتعلق بالإفراج عن سجناء أمنيين من السجون الاسرائيلية. باعتبار قراره هذا تفضلاً على السلطة الفلسطينية كي تعود إلى المفاوضات. ولإثبات نواياه كما فرضها عليه وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" نحو تعزيز سلطة الرئيس الفلسطيني "أبو مازن". وبالرغم من أهمية ذلك، إلاّ أنه كانت هناك بدائل مختلفة وليس إطلاق سجناء من هذا النوع، باعتبار أن من أُطلق سراحهم من قبل، كان بسبب صفقات تبادل أو سجناء قتلوا عرباً فقط، كما في صفقة رئيس الوزراء آنذاك "إيهود أولمرت" بالإفراج عن 400 أسير من حركة فتح والجبهة الشعبية ولم يكن لأحد منهم دم يهودي على الأيدي.

لقد اشترط الفلسطينيون ثلاثة شروط لاستئناف التفاوض مع حكومة "نتانياهو" وهي تجميد النشاطات الإسرائيلية في أراضي الضفة العربية والقدس الشرقية الموافقة على حدود يونيو/حزيران عام 1967، كحدود ثابتة، والإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو. وبعد ضغوط أمريكية مكثفة، أقتنع الفلسطينيون بقبول أجزاءً منها فقط، وبالرغم من القبول الجزئي، إلاّ أنه لم يتم تنفيذ تلك الأجزاء من قِبل الإسرائيليين، حتى بالنسبة للجزء المتعلق بتحرير الأسرى، حيث تماطل إسرائيل منذ الانتهاء من تنفيذ إطلاق الدفعة الأولى قبل حوالي شهرين، ولا تكاد تفّوت فرصة أو مناسبة في حتى تماطل من جديد في متابعة عملية تحرير الأسرى الآخرين.

الحكومة الإسرائيلية ترغب جداً في الاستجابة لتلك الدعوات، بسبب التهديد لدرجة الأمن المقبولة طيلة الفترة الماضية في المنطقة. ومن ناحيةٍ أخرى أن ليس هناك ما يشجّعها على المضي قدماً في مسار العملية السلمية، في ظل انسداد الأفق التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بسبب أن المعروض هو على خلاف رغباتها، برغم ما أعلن به الرئيس "أبومازن" من أن المفاوضات لم تصل إلى حد الانسداد، وأن هناك المزيد من الوقت لإحداث تقدم. لكن الحكومة الإسرائيلية في ذات الوقت، تخشى من التبعات السيئة المحتملة في حال تحقيق مثل هذه الاستجابة، وأقلّها أن تكون دافعاً لإقدام شرائح فلسطينية أخرى إلى ممارسة العنف ضد الإسرائيليين، ويمكن تمددها إلى ما بعد المناطق وسواء في داخل إسرائيل أو في أنحاء العالم. وتأتي هذه الخشية في ظل عدم وجود إمكانية لخوض انتفاضة فلسطينية ثالثة، بسبب أنها لا تلقى التأييد من طرف القيادة الفلسطينية، بحجة أن المصلحة الفلسطينية توجب منع التصاعد، وإن كانت تدعو لها حكومة حماس على مدار الوقت.

وفي ظل اعتقاد الفلسطينيين السائد برغم تكتيكات "أبومازن" بأن محادثات السلام الحالية تسير كما يبدو على غير الرغبات الفلسطينية، وأن الاحتمالات تظل قائمة لاندلاع العنف بصورة أكبر في الضفة الغربية، وربما يصل إلى الانتفاضة الثالثة، بسبب أنهم ضاقوا ذرعاً بالاحتلال وبممارساته القمعية وسلوكياته التهويدية، سواء باتجاههم أو باتجاه عملية السلام، التي لا تشير إلى أي تقدّم من شأته أن يفضي إلى دولة فلسطينية مستقلة، حيث أشار وزراء ومتنفذين في الحكومة الاسرائيلية إلى ضرورة استيطان اليهود في كل الأراضي باعتبارها أرضاً خالصةً لليهود، وأن لا مكان لدولة فلسطينية في هذه المنطقة على نحوٍ خاص. وما يساعد على تلك التوجهات، هو أن من يعتبرون أنفسهم دعاة السلام، باتوا يعلنون بعدم إيمانهم بأن هناك حلول، وتبين ذلك من خلال تأكد وزير المالية الإسرائيلي رئيس حزب يوجد مستقبل "يائير لابيد" بأنه لا يثق بالفلسطينيين لوجود خلاف في المنطلقات التاريخية التي تحتاج لوقت وزمن كبير.

وإن كانت تلك تأتي الدعوات المتتالية والسلوكيات البائنة، بهدف التأثير على الجو العام للمفاوضات أو بهدف التخلص منها، فإنه لا يوجد لدى الحكومة الإسرائيلية مبرراً ذا شأن في المماطلة في إطلاق الدفعة الثانية من الأسرى والتي تستوجب يوم 29 من الشهر الجاري، لا سيما وأن الجانب الفلسطيني دفع ثمناً باهظاً من مصداقيته أمام الشعب وأمام كعظم الحركات والفصائل الفلسطينية، بالتنازل عن شروط مهمّة في مقابل إطلاق سراحهم واكتفى بالآمال الأمريكية –مرغماً-. وعليه، فمن الخطأ الجسيم أن تقوم الحكومة الاسرائيلية بالاستجابة لدعوات الاستمرار في اعتقال الأسرى والحنث بوعودها في هذا الشأن بالذّات. حيث سيفرض على الجانب الفلسطيني على نفسه، بأن يبدأ هو بإيقاف المفاوضات فوراً في حال نكوص إسرائيل عن تنفيذ عملية الإفراج في الزمان المعيّن ودون عوائق، ومن ثمّ التوجه إلى المجتمع الدولي، وإن كان ذلك التوجّه على غير ما تعهدت به القيادة الفلسطينية، بسبب أن قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين – كل الأسرى- هي على رأس أولويات العموم الفلسطيني شعباً وقيادةً، وأن التلاعب بمصيرهم يشكّل الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه بأي حال.

-----------
خانيونس/فلسطين
24/10/2013



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إسرائيل، الأسرى، إطلاق سراح الأسرى، مفاوضات إطلاق سراح الأسرى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-10-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العراقي، أحمد بوادي، صفاء العربي، مجدى داود، حاتم الصولي، د- هاني ابوالفتوح، علي عبد العال، منجي باكير، د- محمد رحال، د - عادل رضا، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، محمد عمر غرس الله، د. خالد الطراولي ، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، كريم السليتي، رشيد السيد أحمد، سليمان أحمد أبو ستة، صالح النعامي ، سلوى المغربي، محمد الياسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، وائل بنجدو، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، حسن عثمان، محمود سلطان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، محمد يحي، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح المختار، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أبو سمية، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، كريم فارق، سامر أبو رمان ، مراد قميزة، صباح الموسوي ، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، سفيان عبد الكافي، حسن الطرابلسي، أحمد النعيمي، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، طلال قسومي، عمار غيلوفي، مصطفي زهران، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رمضان حينوني، علي الكاش، محمد شمام ، رضا الدبّابي، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، أنس الشابي، أ.د. مصطفى رجب، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، صلاح الحريري، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، حميدة الطيلوش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ياسين أحمد، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، سلام الشماع، محمد العيادي، نادية سعد، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، يحيي البوليني، سيد السباعي، إياد محمود حسين ، د - شاكر الحوكي ، تونسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة