البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الطائفية في العملية السياسية

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4530


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نسمع بين الحين والآخر من أقطاب العملية السياسية ممن هم في الحكم أو خارجه، تذمرهم من الوضع الطائفي، وبعضهم يعد الناخبين بنبذ المحاصصة الطائفية، بل قد يصل الأمر ببعضهم، أن يتهم الآخرين بالطائفية.

لا نريد أن نذكر بمواقف هذا الطرف أو ذاك، والأمر واضح حتى لمن لديه عين واحدة. أو لمن مصاب بالحول. فالعملية السياسية التي قامت بعد الاحتلال هي طائفية بأمتياز، ومورست بكل طغيان وقوة على كافة الأصعدة وبتعسف كبير، في السياسة والإدارات، وسرت جرثومتها حتى إلى القوانين والمحاكم.

اليوم الشعب العراقي بأسره يدرك أن الطائفية لم تكن إلا فخاً سحبت إلى أتونها كل الطوائف والفئات دون أستثناء، ومن يريد أن يتأكد فليراجع الاحصاءات والسجلات عن الحوادث المدمرة والقتلى، وليتأكد أن الخراب والتخريب لم تسلم منه أية قرية عراقية من الشمال وحتى الجنوب، فالقتل المنظم والمخطط للقيادات والشخصيات العلمية والعسكرية وشخصيات الاستقطاب، جرى ويجري اغتيالها بدون تميز بالدين والطائفة، في إطار أستراتيجية ما تزال تنفذ، هو تحطيم متواصل للكيان العراقي وللروابط بين مكوناته، واليوم تتعرض هذه المكونات للتهجير بأختيارها أو قسراً، من وطن الذي كان يجمعهم ويعيشون فيه رغم ما مرت عليه أنظمة منذ استقلاله السياسي في العصر الحديث .

العراقيون يهجرون وطنهم دون تميز في الدين أو الطائفة أو القومية. وفي ألمانيا مثلاً، تتحدث الاحصاءات الحكومية أن غالبية طالبي اللجوء إلى ألمانيا من قارة آسيا وهي الأعلى من بين الذين حصلوا على اللجوء : ينحدرون من أفغانستان ب15227 تليها العراق ب11412 وإيران بنحو 8 آلاف شخص. أما غالبية اللاجئين الأوروبيين الحاصلين على اللجوء فقد قدموا من صربيا وكوسوفو ومونتنيغرو (الجبل الأسود) .
والآن يريد الجميع التبرؤ مما عملوا فيه، ومن بئر حفروه بأنفسهم.

جميل أن يدرك من روج للطائفية أنها جرثومة قذرة، حسناً، ربما يقبل الناس منهم هذا التراجع، ولكن فليعملوا إذن ضد التطرف الطائفي، وليتبرؤا علناً من تصريحاتهم ومواقفهم، وليقولوا للشعب أنهم أخطؤا ليس فقط في مجال الكهرباء، بل وفي التحريض والتهيج الطائفي أيضاً، جيد أن أن يدرك المرء خطأه، ولكن بتقديري أن الأمر في العراق بحاجة إلى أكثر من الأعتراف النظري الشفهي، بل بالحاجة الماسة إلى ترجمة النوايا ،هذا إن كانت صادقة، والأفكار إن لم تكن مناورة انتخابية، إلى قواعد قانونية دستورية تفقد مصداقيتها إن لم تمارس بشكل عادل، وإلى إلغاء ما تأسس على الطائفية والمحاصصة، وإعادة الأمور إلى نصابها، ونعترف أنها عملية ليست سهلة.
لماذا العملية ليست سهلة ؟

لأن ما حدث وبحدث منذ حوالي أحد عشر عاماً هو يصب في إطار التمزيق الطائفي، ونعترف أن هذه العملية هي من تخطيط وسيناريو وإخراج قوى أجنبية أكثر مما هي قوى عراقية، القوى الأجنبية ومن هو رهن إشارتها، قوى معروفة للعراقيين، صار لها اليوم في العراق ركائز ونفوذ يمكن اقتلاعه إن أتحدت النوايا وصدقت، ومن هنا فالأمر ليس بالسهل.

إن القوى الأجنبية التي تفرض على العراق إرادتها، تتغلغل في جميع مؤسساته السياسية والاجتماعية، لا تريد أن ترخي من قبضتها القوية على العراق، بل هي بصدد تشديد القبضة على ضوء من يدور في أرجاء المنطقة والعالم من أحداث، وتحالفات وائتلافات، وتكوين جبهات، وتآمر على مصالح شعوب المنطقة. فعلى ضوء هذه الأحداث من استقطاب شديد، يبدو لنا أن حديث معظم أطراف العملية السياسية في التخلي عن الطائفية هي مجرد شعارات لم نلمس من مطلقيها أنهم جادون ولو إلى الحد الأدنى من مستلزمات إلغاء الطائفية السياسية.

إذن إدانة الطائفية لفظاً، في حين تجري ممارستها سلوكاً، هي بتقديرنا (في معظمها) لا تبعد عن كونها دعاية انتخابية، فهم يدركون (وهذا جيد) أن الشعب العراقي قد أدرك أن الطائفية هي جرثومة، ولابد من اقتلاعها. وهو إدراك له تعبيراته اليوم، وسيتحول إلى فقرة أساسية في النضال الوطني العراقي، ونضال الشعب العراقي سيتواصل، والقوى الوطنية تراهن على عملية بلورة لوعي عراقي جديد يتبلور، ومن هنا على الجمهور العراقي أن يفرز بشكل واع ودقيق بين الدعاية وبين التوجه الصحيح المبرمج في منهاج واضح ذو مصداقية. فالعراقيون بدؤا يدركون تماماً الهدف من الدفع صوب الطائفية، أنن يتخلى العراقي عن ولاءه الوطني، ليسهل صياغة أي مشروع بعد أن يفقد الإنسان الوعاء الذي يضمه، والعمود الفقري الذي يوقفه على قدميه.
والطائفية هي مشروع غير تأريخي، لإنه :

* مشروع قائم على تجاهل فقرات أساسية، ولا ينطوي على أي محتوى سياسي واجتماعي واقتصادي، وبمحتوى ثقافي هزيل متطرف يفقده أي رؤية دقيقة للمستقبل.
* الطائفية توجه أحادي الجانب، لا يعد مشروعاً جمعياً لأنه يتعامل مع بعض المجتمع وليس بأسره، هو ليس حزباً سياسياً، لأنه تستند إلى أفكار غيبية، بل هو مشروع أقرب للحركة النقابية، حتى مع أفتقاره للإنتاجية في النشاط النقابي.
الطائفية سلاح القوى المعادية للشعب العراقي ..... الشعب يدرك اليوم ذلك وسيتصدى لتصفيته، فكراً وأدوات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية مطلع أكتوبر ـ تشرين الأول / 2013



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الطائفية، الشيعة، السنة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-10-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، رافد العزاوي، محمد الياسين، الناصر الرقيق، سامر أبو رمان ، أبو سمية، سعود السبعاني، سامح لطف الله، أحمد ملحم، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، محمد يحي، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، منجي باكير، صفاء العربي، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، سيد السباعي، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، د - محمد بنيعيش، د. طارق عبد الحليم، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، محمود طرشوبي، عمر غازي، رمضان حينوني، سلام الشماع، الهادي المثلوثي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد بشير، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، د. خالد الطراولي ، إيمى الأشقر، د. صلاح عودة الله ، د. عبد الآله المالكي، كريم فارق، مصطفى منيغ، صفاء العراقي، طلال قسومي، تونسي، يزيد بن الحسين، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، علي عبد العال، الهيثم زعفان، د- محمود علي عريقات، نادية سعد، د - صالح المازقي، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، محمد شمام ، د - المنجي الكعبي، أحمد الحباسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، مجدى داود، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، وائل بنجدو، عواطف منصور، صباح الموسوي ، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، حاتم الصولي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، د - مصطفى فهمي، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، د- محمد رحال، د. عادل محمد عايش الأسطل، ضحى عبد الرحمن، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة