البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ثقافة التعجب والأفواه المفتوحة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9317


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في كل مرة يصرح احد رموز الحكومة والاحزاب الحاكمة (خاصة النهضة والمؤتمر) بمايعني تعجبهم واستغرابهم وعدم توقعهم لأفعال الثورة المضادة من اتحاد واعلام واحزاب.

هؤلاء يعطون الانطباع انهم فعلا متفاجؤون ومستغربون وليس الامر مجرد ادعاء للمراوغة، يعني ان هؤلاء على قدر متقدم من حسن النية باعداء الثورة ولعلها السذاجة، بحيث فاجئهم حد الاستغراب ان يصدر منهم مانراه حاليا من اعمال تهدف لتعطيل الثورة.

لا ادري كيف حق للتونسيين اصلا ان يسلموا قيادة ثورتهم لاصحاب الافواه الفاغرة (المفتوحة) من طول تعجبهم
لعل احد الاسباب في ذلك ان التعجب هو اساسا ثقافة اكتسبناها من جملة ما اكتسبنا من مسلمات، وثقافة التعجب تقود للسلبية حينما تصبح معوضا عن الفعل، بل معوضا عن الفهم السليم.

كمثل عن ذلك الان ازاء مايقع من اعمال خطيرة للثورة المضادة بتونس ومصر، فاننا نلاحظ ان البعض ياخذ حادثا معينا ويقبع حذوه ويصر على عدم مغادرته ويجعل منه مركزا لشد الانتباه من خلال اصطناع ابعاد اخرى له، وهي الاهمية المفتعلة التي تمنع من المرور المفترض لماهو بعد الحادث، وبهذا المعنى فان ثقافة التعجب المفتعل هذه تكون بمثابة اداة تشويش للفهم ومعطلا للفعل.

لنأخذ المجزرة التي راح ضحيتها الالاف من الاخوان المسلمين، إذ كان المنطق الطبيعي يفترض ان نعتبر الحادث مجزرة ونمر لمايستوجبه العمل ضد من قاموا بتلك الحادثة، ولكن مانراه انه بفعل ثقافة الافواه المفتوحة، تم التحلق حول الحادثة وتضخيمها اكثر من ابعادها الموضوعية، مماساهم في عزل الذهن عن التفكير عما يجب فعله ضد من قام بتلك الجريمة وانتهينا ان اصبح الموقف من الحادثة تطبيعا مع المجزرة وقبولا بها، كما اعطى من حيث الفهم الانطباع ان المجزرة غريبة في سياقها والحال ان المجازر هي المآل المتعود عليه في كل مواجهة كان الاخوان طرفا فيها.

في نفس الحادثة، هناك بعد آخر يجسم ثقافة التعجب المصطنع، وهو ابراز ان من قام بتلك العملية مجرمون وان تلك الفعلة لايسمح بها الاسلام، ووقع اغراق الناس في هذه البديهيات لكأن الناس تفترض ان من قتل الالاف سيدخل الجنة او طرحوا اصلا ذلك التساؤل، وهو ما منعهم للمرور لماهم اهم وهو معالجة اثر تلك الجريمة.

مثل آخر من مصر، حيث وقع ابراز كيف ان الدستور تكتبه ساقطات امتهن التعري من خلال التمثيل، ووقع التحلق حول هذه الحادثة بشكل متعجب مما اعطى الانطباع لكأن الاطار اصلا الذي يكتب فيه الدستور سليم ولم يكن به من غرابة الا وجود امثال تلك الشائبة كما منع من النظر للصورة بشكل اكبر واشمل، مما انتهى لان اصبح اداة تشويش للفهم وعاملا مساعدا يخدم الثورة المضادة اذ كان بمثابة عنصر تطبيع مع الواقع بابراز ان وجود ساقطات يساهمن بالدستور هو الجانب السيئ الوحيد.

في تونس يمكن ذكر العديد من الحالات يمكن كتابة المقالات الطوال فيها، ولكن لنأخذ مثل الحوارات مع الاتحاد والتعجب من مواقفه المتصلبة، هذه الحوارات اصلا قبل التعجب، تعمل اليا لردم بديهيات الثورة وهي اولا ان السلطة هي للمؤسسات المنتخبة وليس للمنظمات المهنية والنقابية التي أتيح لها في إطار تواطؤ الحكام أن ترعى الحوارات وتفرض أراء من يقف مرائها، وانه يجب محاسبة اطراف الثورة المضادة وليس التحاور معهم، وللتشويش على تلك المطالب تاتي التعجبات التي يطلقها جماعة الحكومة لتساهم في اخفاء وإنساء الاهداف الاصلية للثورة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، مصر، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-09-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم
  تناول مشاكل واقعنا من خلال نقاش الحرية والتنمية والديموقراطية، كحال من يرمّم بيتا خربا
  الإكتفاء بالتقييم المعياري يعيق فهمنا الحقيقة
  الإسلام ورموزه ليسوا في حاجة للأساطير
  الناس لديهم طاقات للفعل لكنهم يقمعون أنفسهم ويفضلون السلبية
  هل يقيّم ويقدّر الإنسان لفعله أو لفعل غيره به
  الإسراف في نقل أحداث الواقع انفعال وغياب للتفكير
  حول حضور "صلاة الجمعة" التي تخضع للسلطات
  حول مسألة الحج، في ظل سلطة آل سعود
  في المجال العام لا يكفي التعامل مع الفعل ببعده المادي، وانما علينا النظر للمحرك العقدي للفعل
  "الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية
  أخلاق القوة وأخلاق الضعف: إذا لزم قول "لا" فقلها مباشرة وبوضوح
  لا نقيّم تفاصيل أمر، ما لم يكن صوابا في أوله
  نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بنيعيش، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، محمد العيادي، نادية سعد، صالح النعامي ، فتحي الزغل، محمد شمام ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، سلام الشماع، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، صباح الموسوي ، سامر أبو رمان ، علي الكاش، عزيز العرباوي، سامح لطف الله، إيمى الأشقر، طلال قسومي، أحمد النعيمي، صلاح المختار، الهيثم زعفان، د. صلاح عودة الله ، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، د - صالح المازقي، محمد يحي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، ياسين أحمد، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، عراق المطيري، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، سعود السبعاني، د - عادل رضا، أبو سمية، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، د - شاكر الحوكي ، عبد الله الفقير، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، د. عبد الآله المالكي، محمد الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، منجي باكير، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، أحمد بوادي، محمود سلطان، عبد الغني مزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، حاتم الصولي، فهمي شراب، يزيد بن الحسين، العادل السمعلي، د- محمد رحال، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، صفاء العراقي، أنس الشابي، صلاح الحريري، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود طرشوبي، الناصر الرقيق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، مصطفي زهران، مجدى داود، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، د. أحمد بشير، كريم فارق، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حميدة الطيلوش، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، محمد عمر غرس الله، تونسي، حسن عثمان، كريم السليتي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة