البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الانقلاب "الديموقراطي"!!

كاتب المقال موقع المسلم    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3947



هذا العنوان يمكن وصفه-من غير تردد- بأنه نكتة سمجة!! لكن العنوان يلخص النكتة الباردة التي يتشبث بها جنرالات مصر، الذين حنثوا بالقَسَم الذي أقسموه عندما عيَّنهم الرئيس محمد مرسي في مناصبهم، فانقلبوا عليه واحتجزوه في مكان غير معلوم، بعد أن قرروا عزله وهو الرئيس المنتخب في انتخابات حرة ونزيهة بشهادة العالم أجمع، وعطلوا الدستور الذي أقره الشعب المصري في استفتاء شفاف تم تحت رقابة الداخل والخارج!!

فعلوا كل ذلك وزعموا في الوقت ذاته، أن فعلتهم النكراء ليست انقلاباً، متذرعين بما تعود الناس منذ عشرات السنين من كل عسكري يقلب نظام الحكم، وهو أن الشعب كلفهم ذلك!! علماً بأن التطبيع مع العدو الصهيوني الغي بنداً آخر كان الانقلابيون يُصَدِّرون به جريمة الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وهو تحرير فلسطين التي ضاعف هؤلاء الآثمون من عذابات أهلها، ودعموا غطرسة العدو بهزائمهم الشنيعة، فهم أسودٌ على شعوبهم العزلاء فحسب!!

حتى الغرب المنافق، الذي يقيم الدنيا لحماية خائن مرتد، باسم حقوق الإنسان والديموقراطية، تعامى عما وقع فلم يجرؤ رئيس أقوى دولة في العالم على تسمية انقلاب عسكر مصر باسمه!!

لقد أتى على منطقتنا زمان طويل، كان التغريبيون يتهمون الإسلاميين برفض تداول السلطة، في تدخل مرفوض في النيات، ولذلك أيدوا تبعاً لسادتهم في الغرب انقلاب جنرالات الرز والسكر والنفط والأخشاب في الجزائر على العملية الانتخابية قبيل اكتمالها، لأن ملامح فوز الإسلاميين باتت جلية.وأدخلوا بلد المليون شهيد في احتراب دموي أزهق عشرات الآلاف من الأرواح البريئة، وها هو البلد النفطي نفسه يعيش أزمة وقود خانقة في هذه الأيام!!

فلما جاءت الامتحانات العملية، تبين لكل منصف أن الإسلاميين كانوا هم الحريصين على تثبيت دعائم العملية السياسية القائمة على المشاركة الشعبية الفعلية، بينما نكص أدعياء الديموقراطية على أعقابهم، فقرروا السيطرة على الحكم تحت ظل العسكر.
فهؤلاء التغريبيون يدركون مسبقاً أنهم لن يبلغوا سدة السلطة في بلاد إسلامية عبر الاختيار الحر لأهلها، الذين ينقمون على النخبة المتغربة عداءها الصريح أو الموارب-لدين الأمة وهويتها وجذورها وكراهيتها لتاريخنا المشرق، وتبعيتها العمياء لرؤى الغرب " الحضارية":بخيرها وشرها، حلوها ومُرِّها كما قال طه حسين ذات يوم!!

ولذلك كانت التجربة الأليمة مع هؤلاء التابعين، أن هراءهم لا ينتشر إلا في ركاب محتل أجنبي غاصب، أو في ظل طاغية محلي نصبه الغرب أداة لحماية المصالح الغربية بقهر العباد ونهب ثروات البلاد.

ولسائل أن يسأل واحداً مثل محمد البرادعي الذي يتملق الجنرالات المتحكمين بمصر الآن، كي يسندوا إليه رئاسة الحكومة "الانتقالية"، في حين اجتنب خوض أي استحقاق انتخابي منذ الإطاحة بنظام مبارك؟

وأما الانقلابيون المستشعرون عار انقلابهم، فلم يمهلوا الناس ولو ساعات لعلهم يخدعونهم ويخيلوا إليهم من سحرهم أن انقلابهم ليس انقلاباً!! فخلال أقل من ساعة تم أقفال عدد من الفضائيات الإسلامية، وجرى منع خطباء لا ينتمون إلى جماعة الإخوان من خطبة الجمعة، وبدأت حملة مطاردة مسعورة لقيادات حزب الحرية والعدالة وكأنهم قتلة محترفون!! وجرى تخصيص وسائل الإعلام الرسمية التي تعود ملكيتها للشعب المصري، جرى تخصيصها لنقل مظاهرات أنصار الانقلاب دون خصومه، الذين أغلق الانقلابيون قناة الجزيرة لمنعها من تغطية مناشطهم!! بل إن مراسل CNNذات الانحياز الجلي ضد الإسلاميين، لم يَسْلَمْ من بطش العسكر لمجرد أنه أبلغ محطته على الهواء مباشرة، أن ميدان التحرير فارغ، وكانت الصور التي يلتقطها مصور محطته تشهد لما قال!!

إن الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب انتخاباً حراً في مصر، ستكون له تداعيات شديدة الخطورة ليس على مصر الغالية وحدها، وإنما على استقرار المشرق الإسلامي كله.إذ لم يعد مقبولاً أن تستكين الشعوب للقهر بعد أن انتشر الوعي بين أبنائها، وبعد أن حققت هذه الشعوب ثورات سلمية راقية، ضد الجور السياسي والظلم الاقتصادي، والمسخ الحضاري لهوية الأمة وثوابتها الراسخة.فهل وعى الانقلابيون الآثار الوخيمة لفعلتهم البشعة على أمن مصر وتنميتها؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، الفلول، حركة تمرد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-07-2013   http://www.almoslim.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - الضاوي خوالدية، سلام الشماع، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، علي عبد العال، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، محمد الياسين، فتحي الزغل، حميدة الطيلوش، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، رمضان حينوني، سامر أبو رمان ، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العراقي، الهيثم زعفان، سامح لطف الله، يزيد بن الحسين، ماهر عدنان قنديل، الناصر الرقيق، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، عبد الغني مزوز، عراق المطيري، د- محمود علي عريقات، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، خالد الجاف ، سعود السبعاني، سيد السباعي، د. أحمد بشير، أنس الشابي، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، محمد يحي، منجي باكير، محمد العيادي، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، يحيي البوليني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، أحمد ملحم، سلوى المغربي، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، محمود سلطان، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، أبو سمية، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، مصطفى منيغ، مراد قميزة، د - المنجي الكعبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، عواطف منصور،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة