البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

صيدلية القرآن – ما شاء الله لا قوة إلا بالله 5- 6

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4690


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


- وفيما يتعلق بقضية التوحيد والعبودية ينبغي أن نشير إلى أن أخطر ما يمكن أن تتردى إليه البشرية من مظاهر مناقضة حتى للطبيعة البشرية والفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها ، هو أن تكفر بالله تعالى ، وتشرك معه آلهة أخرى يعبدونها بالباطل من دون الله عز وجل ، نقول هذا ونحن نعلم اليوم – رغم ما وصلت إليه البشرية من تقدم علمي مذهل - أن هناك قرابة 800 مليون نسمة في الهند بعبدون الأبقار من دون الله تعالى ، يعبدون حيوانا أعجم لا ينفع ولا يضر ويتركون عبادة الواحد القهار ، فأي انحراف أصاب البشرية ، فجعلها تتردى إلى تلك الهاوية السحيقة ، وفي الصين هناك أكثر من 1000 مليون شخص ، يعبدون تماثيل بوذا ، وفي العديد من الدول الأخرى يعبد الصليب ، ويعبد عيسى عليه السلام ، وتعبد مريم ، وهناك من يعبدون النَّار والكواكب ، حتى يقال : إنه يوجد في الهند ، من يعبد النمل! حقا إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ،

* الاعتماد على الأسباب ونسيان المسبب ينافي حقيقة العبودية :

وتلك حقيقة عقدية ينبغي أن يعيها كل مؤمن ، نطق بها وأصلها الكتاب الكريم ، والسنة النبوية المشرفة ، فهناك أسباب وهناك مسبب ، والإرتكان إلى الأسباب وحدها والغفلة عن المسبب ينافي حقيقة الإيمان وحقيقة العبودية ، قال تعالى : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }( الفرقان : 58 ) ، والمعنى : وتوكل على الله الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله الذي لا يموت، ونزِّهه عن صفات النقصان. وكفى بالله خبيرًا بذنوب خلقه, لا يخفى عليه شيء منها، وسيحاسبهم عليها ويجازيهم بها ، وقال تعالى : { .... َفإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }( آل عمران : 159 ) ، أي : فإذا عزمت على أمر من الأمور - بعد الاستشارة - فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده , إن الله يحب المتوكلين عليه ، وفي الحديث الشريف : " واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن يضروك ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ولو اجتمعوا عَلَى أن ينفعوك ، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك " (1) ، ولذلك قال أهل العلم أن التوكل الحقيقي يجمع شيئين لابد أن ننتبه لهما :

أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب، وأن قدره نافذ وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى ،

والثاني: تعاطي الأسباب والأخذ بها ، فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل من التوكل الأخذ بالأسباب والعمل بالأسباب ، ومن عطلها فقد خالف شرع الله وقدره ، فالله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب ، بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب ، ولهذا شرع النكاح لحصول الولد ، وأمر بالجماع ، فلو قال أحد من الناس : أنا لا أتزوج وأنتظر ولداً من دون زواج ، لعُدَّ من المجانين وفاقدي العقل ، فليس هذا من أمر العقلاء ، وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات ويتحرَّى الأرزاق تأتيه ، بل يجب عليه أن يسعى ويعمل وويجد ويجتهد في طلب الرزق الحلال وهذا هو الفهم الصحيح للتوكل ، ولذلك وجدنا في القرآن الكريم أن مريم رحمة الله عليها لم تدع الأسباب ، فقد قال الله تعالى لها رغم ما هي فيه من حالة الضعف والوهن والحمل : { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا } ( مريم : 25 ) ، فهزت النخلة ، وتعاطت الأسباب حتى وقع الرطب ، فليس من عملها ترك الأسباب ، ووجود الرزق عندها وكون الله أكرمها وأتاح لها بعض الأرزاق وأكرمها ببعض الأرزاق لا يدل على أنها معطلة الأسباب ، بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب ، كما أمر الله تعالى ، وهذا أمر معلوم لا يخفى إلا على من طمس الله بصيرته ، والله جل وعلا قادر على أن يسقط لها الرطب من غير هز الجذع !! ، ولكنه أمرها بالتسبب في إسقاطه بهز الجذع ، وقد قال بعضهم في ذلك :
ألم تر أن الله قال لمريم *** وهزي إليك الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزه *** جنته ولكن كل شيء له سبب

وإذا ساق الله لبعض أوليائه من أهل الإيمان شيئاً من الكرامات فهذا من فضله سبحانه وتعالى، لكن لا يدل على تعطيل الأسباب ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " احرص على ما ينفعك واستعن ولا تعجز " (رواه مسلم: كتاب: القدر، باب: في الأمر بالقوة وترك العجز، رقم (2664) ، وقال الله سبحانه وتعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ( الفاتحة : 5 ) ،

إن من أصول العقيدة الإسلامية أن الله تَعَالَى هو الذي كتب الخير والشر وقدره ، فهذه الأرزاق جميعها من الله عَزَّ وَجَلَّ إبتداءا ، وهَؤُلاءِ البشر يسخرهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، نعم يُثنى عَلَى النَّاس ويشكرون ويكافئون ولو بالدعاء ، وهذا من حسن أخلاق المسلم أنه يكافئ ويحسن إِلَى من أحسن إليه ولو بالدعاء إذا عجز، لكن أن ينسب كل خير ونعمة وفضل إِلَى الأسباب ، وينسى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فهذه غفلة كبيرة عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ولو علم أنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو وحده الخالق والرازق لعبده وحده ،

- ومن أعجب ما نراه في دنيا الناس أن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى هو الذي يخلق ، ولكن يعبد سواه ، وهو الذي يرزق ، ولكن يعبد ويشكر غيره ، خيره نازل إِلَى العباد في كل لحظة ، وشرهم إليه صاعد في كل لحظة ، فكم ينزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى كل يوم من الخيرات عَلَى هَؤُلاءِ العباد ، فكم من فقير أغناه الله تعالى ، وكم من مريض عليل عافاه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وكم من مكروب فرج الله تَعَالَى كربه ، وكم من مهموم أزال الله همه؟ ، كم وكم يتحنن عَلَى هَؤُلاءِ العباد ، ويرحمهم ويمتنُّ عليهم كل يوم ، بل كل حين ، بل كل لحظة ، ونِعَم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نازلة عَلَى هَؤُلاءِ العباد ، ولكن ما الذي يصعد إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، فالملائكة الذين يتعاقبون فينا في الليل والنهار، ما الذي يصعدون به ، دعونا من عالم الكفر، فماذا تتوقعون أن تصعد الملائكة به من عالم الكفر، انظروا إِلَى عالم الْمُسْلِمِينَ بم ترتفع الملائكة إِلَى ربنا عَزَّ وَجَلَّ ، ما الذي في صحفنا، صلوات نغفل عنها، ونحن في أثنائها قد لا ندري كم صلينا، وربما جاءت من هاهنا كلمة، ومن هاهنا نظرة ، ومن هاهنا شبهة أوشك ، فدمرت وأهلكت ، فمن الذي يسلم إلا من عصمه الله تَعَالَى وسلمه.

نعم فنحن لا نستغني عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فخير الله إلينا نازل ، كل حين يمدنا بالنعم وبالعافية ، وبهذه الحواس التي أعطانا الله إياها من سمع وبصر وفكر وأجساد وقلوب وأموال كل ذلك من نعم الله ، وسخر لنا هذه الدنيا وما فيها ، وهذا الكون وهذه الكواكب ، وجعل الشمس والقمر دائبين لأجل هذا الإِنسَان وليعرف المواقيت والزمان ، وليكون لديه نصف العمر ضياءاً ، فيكدح ويعمل وينصب ، والنصف الآخر هدوءً وراحةً واستقرار ،
إن الوقوف مع الأسباب والغفلة عن المسبب هو طريق الجحود ونسبة النعم إلى غير الله تعالى ، ولذلك فما أحرى هؤلاء الذين اغتروا في زماننا بما توصلوا إليه من مخترعات واكتشافات أذهلت العقول والألباب ، وقدرات أقدرهم الله تعالى عليها امتحانا لهم ، فلم يشكروا نعمة الله عليهم ، وصاروا يتشدقون ويتفاخرون بحولهم وقوتهم وبغوا في الأرض بغير الحق ، وتطاولوا على عباد الله ، ما أحراهم بالعقوبة!
فقد اغترت قبلهم عاد بقوتها فناذا حدث ؟ ، كما قال الله تعالى عنهم : {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُون ، َفَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ}( فصلت : 15-16 ) ،

- إن العبد لا خروج له عن نعمة الله وفضله ومنته وإحسانه طرفة عين لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لأن الله تعالى هو الذي منحك النعمة لا أحد سواه يشاركه ، فلا يقول الإنسان كما قال قارون : { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }( القصص :78 ) ، بل يقول ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفر له ما تقدم من ذنبه " (2) ،

واعلم أن كل من تحترمه من كبير أو أمير ووزير وصديق وغيرهم لا يقدر على فعل شيء لنفسه فضلاً عن غيره ، وإن جرى على يديه خير فالله تعالى هو الذي أجراه على يديه ، وإلا فهو لا يد له فيه ولا صنع ، فاشكر القادر وحده لا شريك له ،

- إن من الناس من لا يصبر إذا أغناه الله عز وجل، فيصل به ذلك إلى الكفر، لربما قال العبد : إنما أوتيته على علم عندي، وينسى أن الله عز وجل هو الذي أعطاه وأولاه، وأن الله عز وجل هو مالك الملك وأن العطاء بيده، وأن الكون ملكه بما فيه، ينسى هذا ويقول: إنما أوتيته على علم، إنما حصلته بجدي واجتهادي وجهدي، وتحصيلي وذكائي وعلمي بوجوه المكاسب، ولربما قال: حصلته وورثته كابراً عن كابر، ولربما قال غير ذلك مما يكون فيه نسيان المنعم، والذهول عن مقام استشعار إنعامه وإفضاله على العبد، فيكون بذلك كافراً لنعمة ربه جل جلاله ،
إن السنة الإلهية بهذا الصدد تؤكد أن المالك الحقيقي لكل شي ء هو اللَّه عز وجل ، وهو صاحب الولاية الأصلية على المخلوقات وما في أيديهم ، وهم لا يذهبون إلاّ باطلاً في تصورهم بأنهم أصحاب ثروة أو قوة أو سلطة.. فالغرض من كل نعمة ينعمها اللَّه على عبد من عبيده، هو الامتحان والابتلاء ، قال تعالى : {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ، كلا }( الفجر : 15 – 16 ) ،

وموقف الإنسان – كما بين القرآن الكريم – من نعم الله تعالى موقف عجيب ، قال تعالى : {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }( الزمر : 49 ) ، فإذا أصاب الإنسان شدة وضُرٌّ, طلب من ربه أن يُفرِّج عنه, فإذا كشفنا عنه ما أصابه وأعطيناه نعمة منا عاد بربه كافرًا, ولفضله منكرًا, وقال: إن الذي أوتيتُه إنما هو على علم من الله أني له أهل ومستحق, بل ذلك فتنة يبتلي الله بها عباده؛ لينظر مَن يشكره ممن يكفره , ولكن أكثرهم- لجهلهم وسوء ظنهم وقولهم- لا يعلمون ، فلذلك يعدُّون الفتنة منحة ،

قال ابن كثير رحمه الله (3) : في معنى قوله تعالى {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }( الزمر : 49) ، يخبر تعالى أن الإنسان في حال الضرِّ يضرع إلى الله تعالى وينيب إليه ويدعوه، ثم إذا خوَّله نعمةً منه طغى وبغى. وقال: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } أي: لَمَا يعلم الله من استحقاقي له ولولا أني عند الله حظيظ لما خولّني هذا، قال الله تعالى: { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } أي اختبار { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } فلهذا يقولون ما يقولون، ويدعون ما يدعون.

وفي قول الله تعالى : { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ } (طه : 81 ) ، قال الإمام القرطبي رحمه الله : " ولا تطغوا فيه ، أي : لا تحملنكم السعة والعافية أن تعصوا لأن الطُّغيان التجاوز إلى ما لا يجوز، وقيل المعنى أي : لا تكفروا النعمة ، ولا تنسوا شكر المنعم بها عليكم"(4).

ولابد من التنويه إلى أن الثروة والغنى لا يؤدي إلى الطُّغيان إلا إذا اعتقد الإنسان وظن أنه :
- هو المالك والكاسب الحقيقي لها – ويغفل عن المنعم جل جلاله - كما قال فرعون : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } (الزخرف : 51 ) ، وكما قال قارون : { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ } (القصص : 78 ) ،
- أو إذا وصل في قرارة نفسه إلى درجة الاستغناء أي الشُّعُور بالاستغناء عن كل من حوله بل وحتى عن الله سبحانه وتعالى بحيث يرى أنه قد استغنى ، قال تعالى : {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى }( العلق : 6 – 7 ) ،

- وثمة حديث شريف يجلي لنا ما ذكرناه ، فعن أبي هريرة ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ثلاثة من بني إسرائيل : أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك؟ قال : لون حسن وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به ، قال : فمسحه ، فذهب عنه قذره ، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك؟ قال : الإبل أو البقر- شك إسحاق- فأعطي ناقة عشراء ، فقال : بارك الله لك فيها ، قال : فأتى الأقرع ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به ، فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، فقال : أي المال أحب إليك؟ قال : البقر، أو الإبل ، فأعطي بقرة حاملا ، قال : بارك الله لك فيها ، قال : وأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك؟ قال : أن يرد الله إلي بصري ، فأبصر به الناس ، فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك؟ قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم ، قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال - بعيرا أتبلغ به في سفري – فقال : الحقوق كثيرة ، فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا ، فأعطاك الله المال؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ،
قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : ثم إنه أتى الأعمى في صورته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل ، قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ، ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك " (5) ،

* من هداية القصة :

1- استحباب قول من أعجبه شيء : { ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله } لا يرى فيه مكروهاً إن شاء الله ،
2- استجابة الله تعالى لعباده المؤمنين وتحقيق رجائهم فيه سبحانه وتعالى ،
3- المخذول من خذله الله تعالى فإنه لا ينصر أبداً ،
4- أن { الولاية } بالفتح النصرة والتولي ، وبالكسر السلطان والملك ، وقد قرىء بهما ،
5- أن الولاية بمعنى الموالاة النافعة للعبد هي موالاة الله تعالى لا موالاة غيره ،
6- أن الولاية بمعنى الملك والسلطان لله يوم القيامة ليست لغيره إذ الملك والأمر كلاهما لله تعالى .

* كلمات لها مغزى : (6)

ومن أروع ما قيل في الإيمان والكفر والمؤمن والكافر :

- الكافر يولد مرة ، ويموت مرتين ، والمؤمن يولد مرتين ، ويموت مرة ، الكافر : جثماني بليد ، والمؤمن : روحاني مجيد ،
- من القرآن الكريم نعلم كم كان الهدهد أذكى من فرعون ، لأن الهدهد أنكر على بلقيس سجودها للشمس ، فكان غيورا على التوحيد ، وأما فرعون فيقول : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (القصص : 38) !! ، رزق الهدهد يخبئه في الأرض ، فلما عرف ربه قال : { الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ( النمل : 25 ) ، أحب الهدهد رب العالمين جل جلاله ، فأتى سليمان من سبأ بنبأ يقين ، وفرعون مهين ، دس أنفه في الطين !، الهدهد آمن في الرخاء ، فنفعه إيمانه في الشدة ، وفرعون كفر في الرخاء ، فما نفعه إيمانه في الشدة ، بل قيل له : يا فتان ، الآن ! فات لأوان ،
قد مضى الركب وخلفت لوحدك *** فابك ما شئت ولا تأنس برشدك

- عبد الدينار والدرهم يرد النار ، كلما كثرت دراهمه دار همه ، إمامه
قارون ، خرج على قومه في زينته ، فدفن في طينه ! ، لما صاح متكبراً : { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } ( القصص : 78) ، قيل له عندك أو عندنا ؟ هيا إلى باطن الأرض ، وخذ دارك معك !{ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ } (القصص: 81) ؟‍!

- ما أبعد الشقة بين دراهم ودراهم ، دراهم أبي بكر ختمت بـ { يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} (الليل : 18) ، ودراهم أمية بن خلف عليها { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } (الهمزة:1) ! ، فكان الجزاء أن أعطي أبو بكر حلة { وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى } (الليل:17) . وألبس أمية قميص { فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ }( لأنفال : 36 ) .

لشتان ما بين اليزيدين في الندى *** يزيد بن عمرو والأغر بن حاتم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله *** وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
فلا يحسب التمتام أني هجرته ** ولكنني فضلت أهل المكارم

إنتهت بحمد الله تعالى ،

**************


الهوامش والإحالات :
===========

(1) – أصل الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : يا غلام ! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله ، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام و رفعت الصحف " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7957 في صحيح الجامع ) ،
(2) – الحديث عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه " ( قال الألباني : حسن لغيره ) ، أنظر : - محمد ناصر الدين الألباني : " صحيح الترغيب والترهيب " ، مكتبة المعارف – الرياض ، ط3 ، ج2 ، ص : 222 ،
(3) - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( 700 -774 هـ ) : " تفسير القرآن العظيم " ، تحقيق : سامي بن محمد سلامة ، دار طيبة للنشر والتوزيع ، ط2 ، 1420هـ / 2000م ، ج7 ، ص : 296 ،
(4) - أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (المتوفى : 671هـ) : " الجامع لأحكام القرآن " ، تحقيق : أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش ، دار الكتب المصرية – القاهرة ، ج11، ص230 ،
(5) - رواه البخاري: كتاب الأنبياء، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع بني إسرائيل (3 /1276) (حديث رقم (3277). ومسلم: كتاب الزهد والرقائق (4 /2275-2277) حديث رقم (2964) ،
(6) - أنظر : عائض القرني : " مصارع العشاق " ،



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تأملات في القرآن، التفويض الى الله،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د.محمد فتحي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح المختار، عبد الله الفقير، سلام الشماع، سيد السباعي، حسن عثمان، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، د. طارق عبد الحليم، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، د. خالد الطراولي ، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، منجي باكير، محمود طرشوبي، العادل السمعلي، عراق المطيري، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، عبد الغني مزوز، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، أحمد ملحم، محمد الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، وائل بنجدو، د - المنجي الكعبي، إياد محمود حسين ، الناصر الرقيق، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فهمي شراب، فتحي العابد، فوزي مسعود ، علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سفيان عبد الكافي، سامر أبو رمان ، سلوى المغربي، أبو سمية، صفاء العربي، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، أ.د. مصطفى رجب، محمود سلطان، مراد قميزة، محمد شمام ، مجدى داود، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، جاسم الرصيف، طلال قسومي، خالد الجاف ، محمد الياسين، د - محمد بن موسى الشريف ، علي الكاش، عمار غيلوفي، أحمد بوادي، محمد العيادي، محمد يحي، عمر غازي، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، أحمد النعيمي، صلاح الحريري، إيمى الأشقر، د - صالح المازقي، رافد العزاوي، كريم السليتي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د - الضاوي خوالدية، د- محمد رحال، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، أشرف إبراهيم حجاج، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة