البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول

كاتب المقال مجدي داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6050


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، اسم برز خلال أيام الثورة الأولى، ناصرت الثورة واحتضنت القوى الإسلامية المختلفة، وهي كما عرفت نفسها هيئة علمية إسلامية وسطية مستقلة، تتكون من مجموعة من العلماء والحكماء والخبراء، وأعلنت منذ نشأتها عن أهدافها التي تمثلت في البحث في القضايا والمستجدات المعاصرة، بما يساعد على حماية الحريات والحقوق المشروعة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإيجاد مرجعية راشدة تُحْيِي وظيفة العلماء والحكماء في الأمة، لمعاونة أهل الحل والعقد في تدعيم الحريات وتحقيق الإصلاح، والعمل على وحدة الصف وجمع الكلمة، وتقديم الحلول للمشكلات المعاصرة، والتنسيق مع مختلف القوى والمؤسسات الإسلامية والشعبية لتحقيق الأهداف المشتركة، وترسيخ القيم الإسلامية.

وقد كانت الهيئة بمثابة نافذة أمل اتجهت إليها عيون أبناء التيار الإسلامي، الذين كرهوا العصبية الحزبية والجماعية، وسئموا من الخلافات التي عصفت بالصف الإسلامي على مدار العقود الثلاث الماضية.

إلا أنه بعد مرور أكثر من عامين على تأسيس الهيئة، تصدع ذلك البنيان الذي أمَّل فيه الكثيرون خيرًا، ووجهت الكثير من الاتهامات للهيئة مرة بعدم الجدية في حل المشاكل بين الفصائل المختلفة، ومرة بالانحياز لفصيل دون غيره، ومرة بسيطرة فصيل عليها وتغوله فيها، فيما أثني الكثيرون على دورها الكبير، متمنين أن تقود القاطرة في السنوات المقبلة، وأن تكون نبراسًا للأمة ينير لها الطريق.
عن تقييم دور الهيئة في الفترة الماضية والمأمول منها خلال الفترة المقبلة، في ظل تزايد الصراع بين التيارات الإسلامية المختلفة، التي تصل في بعض المراحل إلى ما يشبه العداء السياسي، كان هذا التحقيق.

دور قوي مع سلبيات:
في البداية، قال الدكتور هشام برغش عضو الهيئة الشرعية: "إن ميثاق الهيئة الذي تم وضعه والاتفاق عليه بين جميع أعضاء الهيئة في بداية الثورة يشير إلى أن الهيئة تهدف إلى التنسيق بين الفصائل الإسلامية المختلفة، وإرشاد الأمة في قضايا الرأي العام، وسنجد الهيئة قامت بدورها إلى حد كبير في هذا الأمر، ولا يزال تواجهها تحديات ومصاعب، ولكنها حققت الكثير من الأهداف، ولأول مرة في تاريخ العمل الإسلامي والوطني المعاصر تجتمع القوى والفصائل المختلفة على مائدة واحدة على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم والكيانات التي ينتمون إليها، وهذه في حقيقة الأمر من أكبر المكاسب وأعظمها، أن تجتمع القلوب وتزال الحواجز الوهمية التي أنشأها النظام السابق والأجهزة الأمنية بين هذه الفصائل، وليس من الصعب الآن أن تجد منتمين للجماعة الإسلامية مع منتمين من الدعوة السلفية مع منتمين من الإخوان وأنصار السنة والجمعية الشرعية وتيار الإصلاح، فالجميع الآن بات يلتقي على بوتقة واحدة وهناك سبل للتواصل، بالإضافة إلى دور الهيئة في توعية وترشيد الأمة في القضايا الهامة التي حدثت، ولها دور كبير في حماية الشريعة وجنابها، ومنع محاولات البعض التهوين من شأن الشريعة أو تهميشها، وهذا لا يعني أن الأمر كان سهلاً، بل هناك تحديات كبيرة".

وعن دور الشباب ومكانهم في الهيئة، أوضح أن طبيعة تكوين الهيئة أنها تضم مواصفات معينة في أعضائها من خلال التمرس في العلم الشرعي والحضور الدعوي، أما بالنسبة للشباب فهم ليسوا موجودين كأعضاء مؤسسين وليسوا منتمين للهيئة في هذا الإطار، ولكن الهيئة في ظل الفترة السابقة وتسارع الأحداث وكثرة التحديات وقضايا الشأن العام، ربما يكون دور الشباب لم يكن على الوجه المرضي والمخطط له، لكن هنالك مجموعة من الفعاليات والمناصب من المفترض أن يكون للشباب حضور قوي فيها بالتواصل مع علماء الهيئة، وهناك لجنة معنية بالتواصل مع الشباب وغيرهم من الفئات، وإيجاد نوع من الحضور والتفاعل المشترك، ومعرفة قضايا الشباب، والأمور التي يحتاجونها، بحيث يكون لهم حضور سواء في خطاب الهيئة أو ما يمكن أن تقدمه من دعم ومساعدات من خلال تواصلها مع الجهات والكيانات الأخرى.

وحول الاتهامات التي وجهت للهيئة بأنها تنحاز إلى جهة معينة، قال برغش: "إن هذه اتهامات لا حقيقة لها، ولا شبهة لوجودها أيضًا، وأول من روج هذه الشبهات والاتهامات لا يستند إلى دليل واحد، حتى يمكن أن يقال: إن هنالك شبهة انحياز؛ لأن الهيئة الشرعية يغلب عليها بدرجة كبيرة التوجه السلفي، وهو ليس محصورًا في فصيل بعينه، إنما يشمل الدعوة السلفية وسلفيي القاهرة وتيار الإصلاح والتيار المنتشر في المحافظات، وأنصار السنة وغيرهم، ويمثل الإخوان في الهيئة المهندس خيرت الشاطر وربما شخصية أو شخصيتان على أكثر تقدير، كما أن مجلس أمناء الهيئة وهو أعلى جهة فيها لا يمثل الإخوان فيه سوى المهندس خيرت الشاطر فقط، وربما لا يحضر بعض الاجتماعات لمشاغله الكثيرة، فالحضور الكاسح للقوى السلفية والجماعة الإسلامية".

وعن أسباب تلك الاتهامات، أشار إلى أنه ربما يكون وجود الهيئة ووقوفها في وجه الثورة المضادة ودورها الكبير منذ الثورة في جمع الكيانات الإسلامية وجمع كلمة الأمة وإرشادها، لم يعجب البعض في الثورة المضادة، فحاول أن يحرش بين أعضائها أو يضعفها، ولكنها محاولات مكشوفة ومعروفة، أضف إلى ذلك أن بعض الذين انسحبوا من الهيئة لهذا السبب، لم يحضر جمعية عمومية واحدة للهيئة، وبعضهم لم يحضر اجتماعًا واحدًا لها، وإذا سئل ما هي المواقف التي يأخذ على الهيئة انحيازها؟ لن يذكر موقفًا واحدًا، وإذا ذكر مثلاً موقف انتخابات الرئاسة، فهذا مردود عليه بأنه هو الذي أحجم عن الحضور رغم أنه وجهت له دعوات كثيرة، وهو الذي أراد أن يأخذ موقفًا منفردًا، فتهمة الانحياز لا أصل لها ولا حقيقة ولا وجود.
وحول بعض مواقف وتصريحات بعض رموز الهيئة تجاه رموز وعلماء وتيارات أخرى، قال: "مثل هذه الشخصيات لا تحسب على الهيئة، ولا يحسب على الهيئة إلا من يتحدث بلسانها ويمثلها، وهما شخصان الأول رئيسها الدكتور علي السالوس والثاني الدكتور محمد يسري الأمين العام، والهيئة تنصح وتدعو إلى الكلام اللين وهذا يكون سرًّا لا في العلن، وهي تقول على العلن أنها ترفض الإساءة إلى أي جهة أو شخص أو غير ذلك، ففرق بين من يتحدث بلسانه الشخصي، وبين حديثه كممثل عن الهيئة".

وأشار إلى أن التحديات التي تواجه الهيئة كبيرة، وإن شاء الله في المرحلة القادمة يكون هناك تحقيق لجزء أكبر من مهامها، من خلال التواصل مع بقية الفصائل والكيانات وجزء أكبر من الشباب، بحيث تكون الهيئة فعلاً من خلال رموزها وميثاقها وتكون نبراسًا للأمة بإذن الله.

لا صراع بين التيارات الإسلامية:
ونفى أن يكون هناك صراع حقيقي بين الفصائل الإسلامية، ولكن هناك خلاف في وجهات النتظر بين فصيل واحد وبين الفصائل الأخرى، فالقطاع الأعم من التيارات الإسلامية السلفية وغيرها لا يوجد بينها إشكالية، وما بين هذه الكيانات وبين مسئولي الدعوة السلفية وحزب النور، فسبيل حلها هو الحوار والمناصحة وإحسان الظن بالآخرين وهو دور الهيئة، وفي المرحلة القادمة ستهتم الهيئة بالقضايا البحثية والنوازل الشرعية وتوعية الأمة بها، وإيجاد منظومة للتعامل بأدب الخلاف بين

الفصائل المختلفة.
وتابع قائلاً: "يبقى دور الهيئة هو التنسيق بين الفصائل المختلفة، ومنع تصاعد الخلافات والاختلاف في وجهات النظر، وتبقى حارسًا أمينًا على القضايا والأحكام الشرعية إذا صدرت على غير وجه مرضي من جهة الحكومة أو غير ذلك، ويبقى دورها المهم والمفترض أن يفعل في المرحلة المقبلة هو التواصل الجماهيري بين رموزها وعلمائها وبين جماهير الأمة، فهي تريد أن تقدم نموذجًا رائدًا ورائعًا يجمع الكلمة ويوحد الصف في مؤتمراتها وفعالياتها، بحيث لا يقتصر على فصيل، فتكون منصة تضم ممثلين عن الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية والإخوان وأنصار السنة، فهذا يوصل رسالة بأننا كلنا على قلب رجل واحد وهدفنا واحد ورسالتنا، وإذا حدثت خلافات بيننا فهي مجرد خلاف في وجهات النظر لا تفسد للود قضية".

لا سيطرة للإخوان:
وقد اتفق معه الشيخ سعيد عبد العظيم عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية، وعضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، حيث قال: "إن الهيئة كان لها دور كبير في التنسيق بين الأحزاب الإسلامية، وقامت باجتماعات بين الحين والآخر لعرض المشكلات ومحاولة إيجاد حل لها، وأنصح بالرجوع إلى بيانات الهيئة وسجل نشاطها لمعرفة الدور الكبير الذي قامت به منذ أنشأت حتى وقتنا هذا، فالهيئة لها دورها وتأثيرها الذي يزداد يومًا بعد يوم، ولكن كل ما هنالك أننا نتثبت بدل أن نتهور ونندفع، ونسيء هنا وهناك، وكأن المسألة كسب مواقف، فنحن لا نريد مكاسب انتخابية، ولكن كلمتنا متجردة لوجه الله، فنحن ندعو للتنسيق والتعاون والتحالف، بين الفصائل، للمحافظة على المشروع الإسلامي، فهناك جهات معارضة تنافسك لهدم هذا المشروع، فلا أقل من أن نكون صفًّا واحدًا".

وأضاف: "هناك ملاحقة للأحداث، سياسية وغير سياسية، فالهيئة هي هيئة شرعية فمن الطبيعي أنها تتعرض لأحداث الواقع، فهي ليست تنسيقية فقط، وكون البعض يحاول أن يشهر بها أو يشوهها أو يقلل من قيمتها باتهامها بأن الإخوان يسيطرون عليها، فهذا قطعًا كلام غير مقبول، فالهيئة ممثل فيها من كافة التيارات، علماء ودعاة لديهم اجتهاد، يسبقون الإخوان أحيانًا أو يخالفونهم أحيانًا، وكون المهندس خيرت الشاطر عضوًا بالهيئة فهذه ليست سبة ولا تهمة نتوارى وراءها خجلاً، فالرجل قيمة وقامة، شأنه شأن بقية أمناء الهيئة الشرعية يدلي بدلوه ويقول رأيه، قبلناه أو رفضناه، حتى أننا كنا نتمنى أن يحضر المهندس الشاطر ويشارك في كل الجلسات، ولكنه فقط حضر بعضها، وحضوره قليل نسبيًّا إذا ما قورن بغيره، وكل مرة هناك أعمال في الهيئة، ثم إن من يقومون بالتشويه أو يشغبون على الهيئة لم يكونوا يحضرون".
الحالة الإسلامية معقدة ومتشابكة:

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي أمير سعيد: إن "الهيئة الشرعية من حيث القاعدة النظرية التي تأسست عليها تعد فكرة رائعة ورائدة، ولكن بطبيعة الحال فالحالة الإسلامية في مصر معقدة ومتشابكة إلى حد بعيد، لذا، فليس لنا أن نتطلع إلى آفاق حالمة فيما يخص قدرتها على الحركة والتأثير".

وأضاف أنه إذا ما أردنا أن نقيم بشكل موضوعي؛ فإن أداءها بالنسبة إلى ما نعتقده من تعقيد ومشاكل وصعوبات، هو جيد في حد ذاته، ولا يمكن في ذلك إنكار دورها في تقريب وجهات النظر وفي لملمة شعث الإسلاميين إلى حد ما، غير أننا إذا رغبنا في الإنصاف فمن المنطقي أن نسأل عن سؤالين متناقضين:

ـ الأول: عما إذا كان من الممكن أن يحصل لو لم تكن هذه الهيئة موجودة وتأسست في هذا الظرف تحديدًا؟ وينبثق عنه تقويم حجم الشرور التي جنبها جلوس فرقاء وجهًا لوجه، واستماعهم لبعضهم البعض دونما تأثير إعلامي أو ما نحوه.

ـ الثاني: عما إذا كان من الممكن أن يتحسن أداء الهيئة بأفضل مما هو عليه الآن؟ وللجواب عنه، لابد فيه من الإحاطة بما يدور في كواليس الهيئة بشكل دقيق، وعلى آلية اتخاذ القرار فيها، وعلى تركيبتها ومدى تعبيرها إما عن حالة علمية أو محاصصة كمية، ومدى التوفيق بين هذا وذاك، وعما إذا كان لتغليب أحد المعيارين على الآخر أفضلية ما من الناحية النظرية والتطبيقية، ومقدار الجهود التي بذلت قياسًا إلى المتحقق منها، ووجود استراتيجية موسعة من عدمها... إلخ، كل هذه الأمور بالغة الأثر في الحكم عليها، لكن كما تقدم؛ فإن هذا لتحقيقه بإنصاف وعدل لابد من الاطلاع جيدًا على ما يدور في كواليسها، وجلساتها، ولوائحها الداخلية، وما إلى ذلك، وهو ما لا يتحقق لي شخصيًّا، وبالتالي لا يمكن الإجابة عن ذلك بدقة إلا مع توافر أركان المعرفة، وهو ما ليس بوسع المراقب من الخارج الإجابة عنه ولا الإلمام به.

وتابع – والكلام لا يزال لأمير سعيد - يبقى أن أقول: إن المحاولة أفضل من عدمها، وبإجمال؛ فإن السعي في لحمة الجسد "الإسلامي" هو من الواجبات، وواجبات الوقت تحديدًا، وأن دقة المرحلة والتداعي المقابل مبعث توكيد وتشديد على أهمية حصول ذلك، والسعي في تحقيقه، ويتطلب من الجميع إخلاصًا وتجردًا وإنكارًا للذات ولتغليب المصلحة العامة على الخاصة أو الحزبية أو الشخصية.. أسأل الله أن يوفق الساعين للوحدة ويهدي الفرقاء لما هو صلاح البلاد والعباد.
إصلاح نفسها أولًا:

أما علي عبد العال الكاتب الصحافي والباحث في شئون التيارات الإسلامية، فقد أوضح ابتداء أن "الهيئة الشرعية كان لها دور ممتاز في مسألة إيجاد كيان تجتمع فيه كل الجماعات والقوى الإسلامية، وكانت بالفعل كل القوى ممثلة فيه، وكان لها دور كبير في التنسيق بين الأحزاب الإسلامية في الانتخابات البرلمانية الماضية، وكان لها دور كبير في الانتخابات الرئاسية، وكذلك كان لها دور كبير جدًّا في قضايا مختلفة وكثيرة".

وقال: "لكن للأسف فإن الشرخ الذي حدث في خروج وانسحاب الدعوة السلفية في ظل اتهامات بأنها مالت لصالح الإخوان، أثر على دور الهيئة تأثير كبير جدًّا؛ لأن الدعوة السلفية هي ثاني أكبر كيان إسلامي منظم في مصر، فخروج شيوخ الدعوة من الهيئة، كان في ظل غضب شديد على إثر مشكلة حزب النور مع مؤسسة الرئاسة والحديث عن تغول الإخوان في الهيئة وذلك الكلام الذي تردد، فالهيئة لم تستطع معالجة هذا الإشكال الذي أثر بشكل كبير جدًّا جدًّا على دورها، وفي ظل هذا التأثير وبقاء الدعوة السلفية خارجها في المستقبل، فأظن أن هذا سيبقى مؤثرًا على دورها في المستقبل؛ لأن ثاني أكبر كيان إسلامي منظم سيكون غائبًا تمامًا، وبالتالي فأي قرار سيصدر من هذه الهيئة، لن يعد ولن ينظر له باعتباره ممثلاً لكل القوى الإسلامية، لكن في السابق كان ينظر لقرارات الهيئة وبياناتها على أنها معبرة عن كافة القوى الإسلامية، وسيبقى ينظر للهيئة على أن الإخوان هم المسيطرون عليها، وأنها إلى حد ما معبرة عن صوت الإخوان، وهذا أيضًا سيظل مؤثرًا عليها في المستقبل".

وتابع عبد العال: "أنا أظن أن التحدي الآن آمام الهيئة هو إيجاد حل لهذه الإشكالية، إما أن تمثل فيها الدعوة السلفية كما كانت، وإما أن الإسلاميين في مصر بحاجة إلى أن يجدوا كيانًا بديلاً، فبالأمس تقريبًا كان الشيخ محمد عبد المقصود يدعو الإسلاميين في مصر جميعًا بالانخراط في كيان واحد، وهذه الدعوة إذا وجدت صدى لدى الإسلاميين فيمكن أن تكون بديلاً عن الهيئة الشرعية، لأنها في ظني لن يكون لها دور كبير في المستقبل في ظل خروج الدعوة السلفية منها، وفي ظل الاتهامات التي توجه لها بأن الإخوان تغولوا عليها، رغم أن الشيخ علي السالوس نفى هذه الاتهامات، وهو رجل له احترام لدى كافة الإسلاميين، لكن ستبقى الدعوة السلفية خارجها، ولا يمكن أن نقول أنها باتت شيئًا موحدًا لكل الإسلاميين في مصر".

وحول الدور المأمول من الهيئة في ظل الصراع بين التيارات الإسلامية وما قد ينتج عنه مستقبلاً، أوضح أن الهيئة لن تستطيع أن تقوم بدور كبير في حل المشاكل بين التيارات الإسلامية مستقبلاً، لأننا رأينا خلافات حدثت بالفعل ولم يكن لها دور في حلها، فقد كانت قوة الهيئة أنها استطاعت منذ قيام الثورة أن تكون حاضنة لكل التيارات الإسلامية في مصر، وكان هذا يشعر الشباب والقاعدة الكبيرة للإسلاميين في الشارع أن هناك كيانًا واحدًا يجمعهم، وينسقون فيه فيما بينهم، ويتفاوضون ويتفقون، فهذا الكيان الآن بعد الأزمة، قبل أن يفكر في حل الخلافات بين الإسلاميين، لابد أن يكون همه الأول هو إصلاح نفسه أولاً، ليس معنى هذا أن هناك فسادًا، ولكن لابد أن يعالج هذا الخلل، لأنه ما لم يعالجه سيكون تأثيره ضعيف جدًّا في أي مشكلة ستظهر مستقبلاً.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الحركات الإسلامية، الصف الإسلامي بمصر، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، فوزي مسعود ، محمد العيادي، رضا الدبّابي، د - المنجي الكعبي، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، د. صلاح عودة الله ، صلاح المختار، العادل السمعلي، صالح النعامي ، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، أحمد ملحم، عمر غازي، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، فتحي الزغل، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، سعود السبعاني، كريم فارق، رافد العزاوي، سلوى المغربي، محمد الطرابلسي، د- محمد رحال، حسن عثمان، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، محمد يحي، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، د- جابر قميحة، محمد شمام ، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، عواطف منصور، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، إياد محمود حسين ، مصطفي زهران، مجدى داود، أحمد النعيمي، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، أحمد الحباسي، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، حميدة الطيلوش، الناصر الرقيق، يزيد بن الحسين، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهادي المثلوثي، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، علي عبد العال، صباح الموسوي ، رافع القارصي، خالد الجاف ، محمد الياسين، ياسين أحمد، إيمى الأشقر، عراق المطيري، صفاء العراقي، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، منجي باكير، د. عبد الآله المالكي، كريم السليتي، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، طلال قسومي، أبو سمية، حسن الطرابلسي، مصطفى منيغ، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، أنس الشابي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، أشرف إبراهيم حجاج، وائل بنجدو، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة