البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ماذا تعني كلمة العلمانية وكيف تطورت ؟

كاتب المقال ‏ اياد محود حسين - برلين‏    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10239


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتعرض العالم الإسلامي لهجمات ضارية من طرف الغرب يسانده في ذلك أتباعه ببلداننا, وتستهدف هذه ‏العمليات الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية المنبثقة عنه.‏

وكمساهمة منا لمحاولة التصدي لعمليات التشويش الفكري التي تحدث حاليا ببلداننا, ولأحد القائمين عليها وهم ‏الذين يوالون الغرب ممن يسمى علمانيون, سنقوم بإذن الله بنشر سلسلة من المقالات تتحدث عن العلمانية ‏وجذورها, أمدنا بها المفكر العراقي / الالماني الأخ أيـــاد محمود حســـين.‏
ونحن بالطبع نرحب بكل مقالات أخرى تردنا وسنعمل على نشرها من اجل إحداث حراك فكري بتونس.

فوزي مسعود



ماذا تعني كلمة العلمانية وكيف تطورت ؟



لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة "سيكيلاريزم" فى الانجليزية ، وهى كلمة لاصلة لها بلفظ ( العلم ) ومشتقاته ‏على الاطلاق . والترجمة الصحيحة للكلمة هى ( اللادينية ) او ( الدنيوية ) ، او بمعنى اخص هو ما لاصلة له ‏بالدين . تقول دائرة المعارف البريطانية عن مادة "سيكيلاريزم" ، هى حركة اجتماعية تهدف الى صرف الناس ‏وتوجيههم من الاهتمام بالاخرة الى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها . والتعبير الشائع فى الكتب الاسلامية المعاصرة ‏هو ( فصل الدين عن الدولة ) . وهو فى الحقيقة لايعطى المدلول الكامل للعلمانية الذى ينطبق على الافراد وعلى ‏السلوك الذى قد لايكون له صلة بالدولة . ولو قيل إنها ( فصل الدين عن الحياة ) لكان اصوب , ولذلك فأن ‏المدلول الصحيح للعلمانية هو ( اقامة الحياة على غير الدين )‏

والعلمانية مفهوم قديم عند الغرب يرجع اصله لبداية ظهور الديانة المسيحية , وهى تنسب عندهم الى العالم بمعنى ‏الدنيا . ففى قاموس وبستر كوليجيت الحديث لعام 1979 تعرف كلمة العلمانية على انها كل مايتعلق بالعالم ، او ‏ماهو مؤقت وليس ديني ، او مالاعلاقة له بالكنيسة ، وهى ايضا رفض او اقصاء الدين والاعتبارات الدينية . ‏فالعلمانية هى الشىء الوثيق الارتباط بالحياة المعاصرة ، واشهر معانيه الان الاشياء الدنيوية المتمايزة عن ‏الاشياء الروحية غير العقدية ، وغير التى لها صفة الخلود . ويرى ماندن انها ليست من الاشياء المتعرضة ‏للناحية الدينية ، او مخصصة لها ، اى انها تعنى فصل كل ماهو دينى عن كل ماهو مدنى ويرى المؤرخ توينبى ‏انها شىء يرتبط بالحكومة والحاكم ، ومن ثم فهى هنا تتمايز عن رجال الدين ، وقد تعنى ملاك الارض ‏والمنتفعين به ، ولايرتبط بها ولا يحكمها هيكل الحكم الديني . ومن هذه ألوجهه فهى شيء عقلاني يقوم أساسا ‏على القيم المنفعية ، وهى بهذا لها سمات المجتمعات الصناعية الحديثة التي تتعارض مع العقيدة . ويرى فرشيلد ‏إن العلمانية هو الإنسان المستنير الذي يبحث فى المباحث الإنسانية ويرى لويس ورث إن العلماني هو الذي ينبذ ‏الإيمان المطلق ويعبر عنه بالنظرة العلمانية للإنسان الحديث بمعنى الحياة فى العالم وليس فى مجتمع ديني مع ‏عدم الارتباط بالآراء اللاهوتية وبحيث تكون أفكاره متعارضة تماما لأفكار الناسك او الراهب وفى قاموس ‏ويبستر العالمي الثالث يقول)العلمانية هي رؤية للحياة او اى أمر محدد يعتمد أساسا على انه يجب استبعاد الدين ‏وكل الاعتبارات الدينية وتجاهلها ومن ثم فهى نظام اخلاقى اجتماعي يعتمد على قانون يقول بان المستويات ‏الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية يجب إن تحدد من خلال الرجوع إلى الحياة المعاشية والرفاهية الاجتماعية دون ‏الرجوع إلى الدين( والعلمانية كما يفهمها الغرب هي فصل الدين عن العلم فهما متضادان ومتعارضان ويفسر ‏الباحث العلماني الغربي تشارلس واتس قائلا )العلمانية هي معالجة المشكلات الاجتماعية عن طريق العقل وليس ‏عن طريق العقيدة الإلهية وهى مبنية على الواقع لا على الخيال على التجربة لا على ماهو فوق الطبيعي او هو ‏منزل من الله. كما إنها تعتبر كل ما يقدمه الدين هو بمثابة نظريات بحتة لانفع فيها لأنها تفوق تصور العقل وتجد ‏إن الدين قد منح أكثر من فرصة عبر التاريخ ليثبت وجوده وقد فشل فى انهاء مايحيط بالانسانية من كوارث ‏وترى ان العلمانية من الاهمية والضرورة الماسة بمكان تدمير الاعتقاد فى الدين كوسيلة اصلاح وقد رفضت ‏الاتجاهات العلمانية كل اعتقاد فى الدين او فى اى قوى خارج الطبيعة ورات انه لابد من تأسس المعرفة على ‏اسس تجريبية ومن خلال هذه التفسيرات فان النتيجة واحدة وهى ان العلمانية تعنى اتخاذ الاساليب والمسالك غير ‏الدينية فى السعى الى النهضة والتقدم والتماسها عن طريق علمانى . ‏

يقول البروفيسور جون كين بأن مفهوم العلمانية الذى ظل امرا لصيقا بأوروبا وحضارتها ظهر فى التاريخ القديم ‏، ويمكن اعادته الى الزمن الذى قرر فيه الامبراطور قسطنطين )274-337 م( تبنى النصرانية كدين رسمى ‏للامبراطورية الرومانية ، مما جعل العلاقة بين السلطتين الروحية والعلمانية امرا جليا . ويمكن اعادة هذه العلاقة ‏الجدلية الى التاريخ القرن الثالث عشر ، وهو الزمن الذى استخدمت فيه صفة علمانى لاول مرة فى اللغة ‏الانكليزية بين رجال الكنيسة الذين كانوا يعيشون فى عزلة الرهبانيات. ويقدم كل من ويليام اوف اوكام 01285-‏‏1349 م( وجون ويكليف )1329-1384 م( حسا ووعيا بكلمة العلمانية التى استخدمت لتفريق مؤسسات مهمتها ‏بما هو مدنى عادى وقتى عن المؤسسات الاخرى المهتمة بشكل واضح بالدينى الروحى . ومن خلال هذا المفهوم ‏تمت الاشارة الى السلاح العلمانى للقوة الدينية التى تبنتها الكنيسة ، لمعاقبة المتهمين او المعتدين على الحقوق ‏والواجبات الدينية المقدسة. لقد زعم رجال الكنيسة انهم شركاء الله فى السماء وما يحرمونه فى الارض يحرمه ‏الله فى السماء وبموجب هذا التفويض الالهى الباطل ادى الى ازدياد الضغط والاضطهاد ضد المسيحيين مما ادى ‏بمرور الزمن الى الافلاس الكامل للمسيحية . ‏

جاء فى كتاب معالم تاريخ العصور الوسطى مايلى )ان البابا غريغورس السابع اعلن سنه 1085 ميلادية ان ‏الكنيسة هى صاحبة السيادة فى العالم كله وتستمد نفوذها من الله مباشرة وان البابا له مركز فذ فى العالم فهو الذى ‏يولى الاساقفة ويخلعهم وله الحق فى خلع الاباطرة لانه سيدهم الذى لايسأل عما يفعل وهم يسألون( وجاء فى ‏الكتاب نفسه )واقسى من هذا ان يعلن البابا حرمان امبراطور فيضطر احيانا الى الوقوف ببابه ثلاثة ايام حافى ‏القدمين عارى الراس بين الثلوج والامطار حتى يأذن له البابا ويغفر له ذنوبه . كما فعل الامبراطور هنرى الرابع ‏حين حرمه البابا عام 1076 ميلادية ويضطر احيانا الى ان يركع بين يدى البابا كما فعل الامبراطور فريدريك ‏حين حرمه البابا سنة 1177 ميلادية(. ولهذا السبب ثارت الشعوب الاوروبية ضد رجال الدين وضد الاقطاع ‏ونتج عن هذه الثورة فصل الدين عن الدنيا وهو ماعرف باسم العلمانية وكانت فى بداية الامر تعنى اللادينية حيث ‏ورد فى معجم اكسفورد انها تعنى كل ماهو دنيوى او مادى ولاصلة له بالدين ولهذا السبب فصلوا الدين عن ‏الدولة استنادا الى ادعائهم يقول السيد المسيح )اعط مالقيصر لقيصر وما لله لله( وخلال القرن السادس عشر بدات ‏المعانى والاوصاف التى ارتبطت بلقب العلمانية تضعف شيئا فشيئا ، واخذ مصطلح علمانى يفقد معناه المتصل ‏بالتجديف ، حيث اصبحت مدنيا لا الاتباط فيه بالدين. ثم تبلور هذا المصطلح فى ظل الثورة الفرنسية منذ عام ‏‏1789 ، بعد ان رفض الاوروبيون الخضوع لسيطرة الكنيسة الكاثولوكية ، ووساطة البابا صاحب الحق فى ‏الغفران ، والجزاء باللعن نيابة عن الله . ومن هنا ترك هذا المجتمع الغربى الاعتماد على الله ، بل الاعتماد على ‏نفسه فى تفكيره ونظمه ، ولم يعد ينظر الى السماء التى يوجد فيها الله ، وبدا ينظر الى العالم اى الى الارض . ‏العلمانية عند الغرب اصبح عمليا هو فصل العقيدة من الشريعة وتقديم الدين للناس كانه عقيدة بغير تشريع ‏فالعلمانيون يؤمنون بالدنيا وينكرون فضل اى دين مسيحيا كان او اسلاميا ونرى هنا انه فى بداية القرن 1800 تم ‏استبدال الالوهية بالسلطة البشرية )العلمانية( لم تعط مبادى كلية عامة شاملة فيها البصيرة بالصلاح للبشر منذ ‏بدء الخلق وحتى قيام الساعة فهى تتخبط فى ايجاد القواعد العامة والاصول الثابتة كما انها تتخبط فى الجزئيات ‏والفروع وقد حولت العلمانية الغرب الى ارض قاحلة من ناحية الروح واتلاف وافساد اجيالا بعد اجيال من ‏الشباب. وفى بداية القرن العشرين بدات تظهر التناقضات فى شكل العلمانية هو علاقتها وصلتها النظرية ‏والعلمية بالسياسة المطلقة والاستبدادية ويدل على هذه النزعة الموروثة تلك المحاولات السياسية فى بلاد مثل ‏فرنسا وتركيا لمؤسسة العلمانية التى شوهت بالعنف والقسر والاجبار والتى تجعلها مثالا واضحا على مااسمته ‏كاترين ادوارد ب)الاستعمارية الداخلية( ويعتبر جون كين ان العداء العلمانى تجاه الاسلام يعتبر مثالا مثيرا للقلق ‏حتى اصبحت العلمانية متعصبة اكثر من اللازم ضد الحجاب او محلات اللحم الحلال واللحى. وقد ظهر هذا ‏المصطلح فى البلدان العربية اولا فى مصر عام 1828 حيث استعمله المترجم الياس وقد ورد اللفظ عنده بمعنى ‏الذى لايعطى ادنى اهتمام لكل ماهو لاهوتى او دينى ويعد بذلك اول من وضع هذا المصطلح باللغة العربية. الا ‏ان قضية العلمانية قضية قديمة فى مضمونها وحديثة فى لفضها حسمها الفكر الاسلامى منذ عصوره الاولى ‏ووصل فيها الى قول فصل اجمعت عليها الامة ان كل شىء فى الوجود والكون خاضع لله تعالى وليس للطبيعة ‏العمياء . ((يتبع))‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-09-2007  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  22-09-2007 / 01:36:50   عادل


ما أحوجنا إلى مقالات تطرح حقيقة الأشياء لنفضح كل ما يتجلى حسنا لدى الغرب و هو ليس كذلك.
العلمانية يتم تدريسها في البرامج التعليمية على أنها فصل الدين عن الدولة حتى في كلية الحقوق يتم تناولها كذلك دون الخوض في حقيقتها بطريقة موضوعية بل إنه يتم تجميلها بطريقة تخفي كل عيوبها. و يبدو أنه هناك إعجاب ليس له مثيل بين المثقفين الذين يدعون الحداثة في بلداننا بالتجربة العلمانية الغربية حتى أنهم ينادون بها و كأنها تعني عدم الانتماء إلى أي طرف و الحياد و العدالة في حين أن حقيقتها هي عكس ذلك و لعلنا نرى خبث الذين يخوضون في القضايا العالمية إذ أنهم يستدلون بالعراق مثلا كبلد عربي عانى من الدكتاتورية و ذلك بسبب إسلامه ! و لكن لا أحد يذكر أن دستوره ينص على أنه دولة علمانية لا أحد يذكر أن صدام كان ينتمي إلى حزب البعث العلماني!! و هنا نرى كيف يتم إخفاء الحقائق و كيف أن ما نقرؤه و ما نسمعه إنما هو في أفضل الأحوال لا يمكن أن يعكس الحقيقة كاملة بل جزءا منها
العالم يعاني في أيامنا إستبدادية العلمانية بل إن منهجها الإقصائي لكل الإيديولوجيات الأخرى و لكل الأديان أصبح مفضوحا .لقد سقطت أقنعة الليبرالية و الحريات المزعومة التي كانت تتخذها كشعار لها محايد فصارت تقتحم الحريات الخاصة و تتعقب السلوكيات الفردية و أصبحت خطابات العلمانيين تحمل تحريضا على التمييز الإجتماعي و التفريق العنصري بين أبناء الشعب الواحد و تنتهج سياقا تصنف فيه الآخر. فالولايات المتحدة التي تدعي العلمانية أصبحت تقود حربا شعواء على الإسلام و كل الوجوه الإسلامية بل أنها أصبحت تفرض نظاما جديدا يتصدى فيه الكل و يتحد فيه الكل ضد الإسلام قد يبدو للبعض أن لها حقا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر و لكن الحقيقة هي تنكر وجود هذا الإعتداء أصلا بل إن الخبراء فضحوا هذه الكذبة التي يسعى الكل لاستعمالها بهتانا ضد المسلمين و لم يستعمل أحد الحروب العالمية يوما ضد المسيحيين. بل إن بوش الابن قد أعلن صراحة الحرب الصليبية فهل هذا يدل على علمانية الولايات المتحدة؟! لو نظر أحدنا اليوم إلى ما كتب و رسم على ورقة الدولار و حاول أم يفهم رموزها لاكتشف معنى المسيحية الصهيونية و لعلم لماذا تساعد الولايات المتحدة اسرائيل اليوم و لتأكد بأن الحرب على المسلمين إنما هي بداية لتأسيس إسرائيل الكبرى.
أما في أوروبا فالشيء نفسه يتكرر بدءا بالرسومات المسيئة لرسولنا الكريم و سيد الخلق أجمعين مدعين حرية التعبير و لم يرسموا صورة ينتقدون فيها بوذا أو حتى اليهود و انتهاءا بالقوانين الي تغيرت لتتصدى ضد بناء أي جامع و لتوقف أي سلوك أو لباس إسلامي فهل هذه هي العلمانية الحيادية التي تضمن حرية الاعتقاد؟! بل إن القوانين الجديدة في فرنسا مثلا تمنع قبول أو التحاق أم بلباسها الإسلامي للحفلات المدرسية و تبريرهم في ذلك بأن المدرسة هي مؤسسة علمانية! فهل أصبحت العلمانية دينا له اعتقداته التي تنافس الاعتقادات الأخرى و يجب أن تنتمي إليها كل شرائح المجتمع؟ أين ذهب ذلك الفكر الليبرالي؟ أين ضمان حرية الأفراد؟؟؟ لا يسعنا الإقرار إلا بأن العلمانية إنما هي إيديولوجية ترفض الدين و ترتطم به بل هي عقيدة مستترة لا تعترف بأي إلاه و بأي شريعة أخرى غير شريعتها هي دين لا يعترف بنفسه كونه دينا بل إن هذه الايديولولوجيا لا تعترف بالممارسة الديمقراطية للشعوب الإسلامية مثلا...لا تعترف بأن الحكم للشعب أيا كان اختياره حتى لو حكم بشريعة الدين. لذلك ترى بعض الملحدين في بلداننا يسعون لتغيير دستورنا بدعوى أن العلمانية هي الحل بل إنما هم يتسترون بشعار موضة كونية (الديمقراطية و حقوق الإنسان ) ليخفوا العجز و الفراغ و الفوضى. بل إن الغرب الذي يؤكد دائماعقدته الأبدية التي تفضح مركزيته يتناسى بأنه عالم الاستعمار وورشة لصناعة الانحراف الإيديولوجي و هاوية تاريخية للقطيعة مع الآخر الدوني فالعقل الأوروبي الأنواري الحديث لم يتوقف منذ هيغل على التفخيم من شأن الحضارة الغربية القائمة على الاستغلال و على الجماجم و على إقصاء ما سواها

ذلك أن الغرب ّ وحدهّ هو النموذج الوحيد للحضارة الكونية ابتداءا من اليونان ثم الرومان و انتهاء بالثورة الفرنسية فألمانيا الجرمانية. و هو الذي اكتشف القارة الأمريكية و أستراليا و لو كان هناك سكان أصليين هناك فهو لا يعترف بانسانيتهم بل إنه باستعماله مفردة ّ اكتشافّ ينزلهم منزلة الأشياء كالأشجار و الحيوانات.
غير أن هذا الوجه الحضاري الفريد لم يتأخر عن تفجير غاياته الصراعية وحقيقته المتوحشة، وممارسته ألعاب الارتقاء اللاطبيعي والانتقاء الفكري الذي يفرضه بالاختار العسكري لارضاخ الآخر و القضاء عليه إن لزم الأمر؛ فالنازية مثلا صناعة ألمانية محلية كان هدفها التصفية العرقية العالمية، والفاشية التي مارسها فرانكو وموسيليني، والإقطاعية القيصرية هي بدورها منتجات أوروبية صرفة، وكذلك الاستشراق والاستعمار، وقهر الشعوب المستضعفة، كانت كلها إفرازات الحضارة الأوروبية المحكومة بآليات الصراع التاريخي والثقافي.أما الصورة الاستعمارية للعلمانية، فتبدو بشكل متوحش قاتم مع الشيوعية، فقد كانت ثورة 1917 علمانية خالصة، جعلت منها (العلمانية) منهجا يقينيا قطعيا، لا يتحصن إلا باستئصال الآخر، فتمركز في العالم بالقهر العسكري، والإبادة، والقتل بالتفصيل وبالجملة. وكذلك فرنسا حين اختارت العلمانية بطريقة دستورية شرعية عام 1905، كانت أطاحت بشعارات الجمهورية الثلاثة، وهي: الحرية والأخوة والمساواة، بإزاء شعوب الهامش التي عسكرتها، وراحت تمارس عليها بشاعتها الاستعمارية بشتى وسائل القمع حتى نُعِتت الجزائر ببلد المليون شهيد، هم قتلى الجيش العلماني.أما في تركيا فقد تم فرض العلمانية بالحديد و النار بل إن النظام سعى إلى قمع كل الوجوه و السلوك الإسلامي و كل ما يذكر الشعب بلغة القرآن حتى أنه كان يؤذن فيهم للصلاة بالغة التركية لمدة سنوات و لكن تراجعوا بعد ذلك لاكتشافهم بأن الشيوخ فقط يفهمون الكثير من الألفاظ العربية فإن الآذان بالعربية أفظل لأن الناس لا يفهمون المعاني ...و منذ سنوات قليلة فقط تم استصدار قانون جديد يمنع تدريس القرآن للأطفال دون سن الثانية عشر لأن قبل ذلك السن يلتصق شيء منه بالذاكرة. وطريقة المنع هي دائما دلالة على الإخفاق، ومعنى من معاني الهزيمة والخيبة وكسوف العقل العلماني. ذلك أن المنتصر هو من يخترق عقل الآخر وفكره، ويجتاز حواجزه الاعتقادية والمفهومية من خلال الإقناع بالمحاورة أو بالمناظرة. كما علمتنا ذلك الديمقراطية الفرنسية نفسها. لقد أصيبت العلمانية بالإرهاب، وبالرعب العدمي من المجهول الذي يمثله الحضور الذي صار قويا للآخر

  21-09-2007 / 12:06:09   DIFT


Merci pour cet article,
en effet "al'elmania" représente un grand échec social aujourd'hui en occident, partout en occident c'est le stress qui règne, tout petit problème peut engendrer des réactions terribles chez l'occidental, ça peut même arriver au suicide. Je donne exemple simple : quelqu'un qui jette un oeil sur les médias occidentaux trouve qu'ils donnenent beaucoup d'importance à la météo, il suffit que le présentateur annonce du mauvais temps pour que l'occidental devienne de mauvaise humeur et il commense à insulter le temps, la nature...Pourquoi? parceque tout simplement pour eux la vie c'est uniquement la vie d'ici bas dans laquelle il vivent et dans laoquelle il meurent et c'est fini après il disparaissent, même quand quelqu'un meurt il disent "X a disparu" ou "X has desepeared", voilà ce que "al'elmania" peut engendrer.
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، عبد الله الفقير، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن عثمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ، مراد قميزة، سامح لطف الله، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، منجي باكير، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، محمد اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، فهمي شراب، كريم فارق، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، سيد السباعي، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، عزيز العرباوي، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، د - صالح المازقي، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، مجدى داود، ياسين أحمد، فتحي العابد، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، صفاء العراقي، سلام الشماع، الهيثم زعفان، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، د - عادل رضا، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، صالح النعامي ، مصطفى منيغ، تونسي، عبد الله زيدان، حميدة الطيلوش، يحيي البوليني، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، علي الكاش، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، د- محمد رحال، د. مصطفى يوسف اللداوي، ماهر عدنان قنديل، محمود سلطان، صلاح المختار، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، حاتم الصولي، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، رمضان حينوني، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، صفاء العربي، صلاح الحريري، د- جابر قميحة، محمد يحي، الهادي المثلوثي، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة