موافقات عمر بن الخطاب رضي الله عنه (1)

أ.د/أحمد بشير - مصر من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 5192

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

الحمد لله رب العالمين، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى،
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحانه ..سبحانه، إطلع على قلوب العباد فوجد قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاختاره لرسالته، واطّلع على قلوب العباد من بعده فوجد قلوب أصحابه من أطيب وخير قلوب العباد بعده فاختارهم لصحبته.. يا رب :
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى ** تقلب عرياناً ولو كــــــان كاسيـا
وخير لباس المرء طاعة ربه ** ولا خير فيمن كان لله عاصيا

وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،

أمـــا بعد :

* ما أحوجنا إلى مدارسة سير الصالحين :

إن من الأمور المقررة لدى خبراء الاجتماع، وعلماء النفس، وأهل العلم الشرعي أن النفوس البشرية عادة ما يصيبها الملل والسآمة والفتور، بين الحين والآخر، كلل عن العمل، وفتور عن الطاعة، لكنها ما إن يحدوها الحادي ويقودها الساعي، ويذكرها الذاكر سير أولئك الأولين الأفذاذ من سلفنا الصالح، وأخبار الأتقياء، وإخبات الصالحين، وخشوع الناسكين، وزهد العارفين، إلا وتعاود نشاطها، ويبدأ عملها من جديد، فإذا الفتور يصبح حماساً، والكلل يصير عملاً، ولذلك قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله : " لسير الصالحين أحب إلينا من كثير من الفقه "، ذلك لأن الفقه وحده، ودراسة العلوم وحدها دون مواعظ تلين لها القلوب، أو تذكرة ترق لها الأسماع والأفئدة ، تصبح القلوب أوعية للعلم بلا عمل، ولا ترجمة لهذا العلم إلى واقع عملي، وتصبح القلوب قاسية كالحجارة أو أشد قسوة، (1) ومن هنا تأتي أهمية مدارسة سير الأفذاذ والصالحين ومناقبهم، وآدابهم وأقوالهم الأمر الذي يشحذ الهمم لسلوك سبيلهم، و السير على منوالهم، و الاقتداء بسمتهم وهديهم، ومواقفهم المشرفة في التاريخ الإنساني، وعلى رأس أولئك الرجال الذين هم محلّ الأسوة، وموطن القدوة يأتي أنبياء الله تعالى ورسله، فهم منارات الهدى، ومشاعل النور، وقادة البشرية في الطريق إلى الله تعالى، ولذلك وبعد أن ذكر القرآن عددا من الأنبياء والرسل على نبينا وعليهم الصلاة والسلام قال الحق تعالى : { أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}( الأنعام : 88 – 90 )، أي أن أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق, فاتبع هداهم - أيها الرسول - واسلك سبيلهم، وقال تعالى في حق إبراهيم عليه الصلاة والسلام : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ .... }( الممتحنة : 4 )، وقال أيضا : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} ( الممتحنة 6 )، بل إن الله أمرنا نحن المسلمين أن تكون لنا القدوة الحسنة والأسوة الطيبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عز من قائل : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }( الأحزاب : 21 )، ومن أهل القدوة والأسوة أيضا صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين قال فيهم : " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه "، ( رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7310 في صحيح الجامع )،
هؤلاء هم رجالات الأمة، وهم أهل الريادة والقيادة والسيادة، هم قدوتنا وأسوتنا، على طريقتهم نسير، ولأثرهم نقتفي، وبأخلاقهم نتخلق، ولمدارسة سيرهم ومناقبهم نحتاج ونتطلع :

كرر علي حديثهم يا حادي*** فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي.

إن تأمل سير الصالحين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، والعلماء العاملين، والدعاة المخلصين من أبناء هذه الأمة، من شأنه أن يحفز باغي الفلاح، ومريد النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، للتشبه بهم، كما يقول السهرودي المقتول :

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالرجال فلاح

وفي ثنايا تلك السير العطرة والصفحات الناصعة من تاريخنا الإسلامي، يجد المسلم القدوة الصالحة، والأسوة الفاعلة التي تحثه على أعمال البر والخير والإحسان،
ومن هنا ظهر فن التراجم كأحد العلوم الإسلامية البديعة, التي حفظت تاريخ أمّتنا في حصون منيعة، لا يطالها التشويه , ولا ينطلي عليها التّمويه، واتخذ علماؤنا الأجلاء من سير أعلام النبلاء نبراسا للأجيال , وأساساً في تغيير الأحوال , كيف لا وقد كان العَلَمُ الواحد منهم أمّة، كما قال شعيب بن حرب " إنّي لأحسب أنه يُجاء غدا بسفيان ـ الثوري ـ حجّة من الله على خلقه , يقول لهم : لم تدركوا نبيّكم قد أدركتم سفيان ؟! ففي كتب الرجال ماضٍ مجيد، وعِزٌّ تليد وشوقٌ إلى المزيد، وكَمْ من العِبر في أخبار مَن عَبَر, وما أكثر شذرات الذَّهب في أخبار من ذَهَب! وأنَّى لنّا أن نُلِمَّ بما مرّ على أمّتنا من الهداية والغواية بدون استقراء البداية والنهاية! (2)،

* عمر الفاروق من النماذج الوضاءة في تاريخ أمتنا :

هو واحد من النماذج المشرقة الوضاءة في تاريخ الإسلام، إنه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عمر وما أدراك ما عمر، جبار الجاهلية وعملاق الإسلام، أحد السابقين الأولين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الخلفاء الراشدين الأخيار الأبرار، وأحد أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم، روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة حديث وتسعة وثلاثون حديثا،
ويخبرنا التاريخ أنه إذا ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذكر العدل، والتواضع، والتزام الحق ..

ولد عمر بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، حيث كانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم، بعثوه سفيرا أي رسولا، وإذا نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرا أو مفاخرا، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة، أسلم بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة، فما هو إلا أن أسلم حتى ظهر الإسلام بمكة، وفرح به المسلمون،

إنه عمر بن الخطاب الإمام الفاروق، الخليفة الراشد رضي الله عنه، الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنحه من الأوسمة ما يجلي لنا مكانته ومنزلته، ومن تلك الأوسمة :

- أن إسلامه أعز الإسلام : فلقد أعزالله تعالى الإسلام بإسلام عمر بن الخطاب : ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقبل أن يسلم عمر – كان يتطلع ويتشوق إلى إسلام عمر، لأنه يعلم أن في إسلام عمر قوة للإسلام الوليد، وعزة للإسلام، ولذلك ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان قد دعا ربه جل جلاله أن يعز الإسلام بعمر بن الخطاب، ففي حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل ( وهو عمرو بن هشام ) أو بعمر بن الخطاب، قال وكان أحبهما إليه عمر " (3)،
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة " ( قال الألباني صحيح دون قوله " خاصة "، المشكاة ( 6036 )، صحيح السيرة النبوية )،

- المحدث الملهم : إذ أن عمر رضي الله عنه، كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم " محدث ملهم " : وهو ما جاء في حديث أبي هريرة ( وعائشة أم المؤمنين ) رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون، ( بضم الميم، وفتح الدال المشددة )، فإن يك في أمتي أحد منهم فهو عمر بن الخطاب "، (أخرجه البخاري ومسلم، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4377 في صحيح الجامع )، قال سفيان بن عيينة محدثون يعني مفهمون ( بضم الميم وفتح الهاء المشددة )، وقال الامام النووي : " محدثون " جمع محدث بالفتح أي ملهم، أو صادق الظن، أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد، أو تكلمه الملائكة بلا نبوة، وكان عمر بن الخطاب يزن الوارد بميزان الشرع فلا يخطئ " (4)، وعَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ في معنى " محدث " : يَعْنِي يُلْقَى فِي رَوْعِهِ "، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ( الشمس : 7 - 8 ) فأخبر أن النفوس ملهمة، وقيل : المحدث : الصادق الظن الملهم الذى يلقَى فى نفسه الشىء فيخبر به فراسة،

- عرف أنه سيموت شهيدا : فلقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيموت شهيدا، كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم ( أي ارتج بهم الجبل ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " ( أخرجه البخاري )، وقيل : ضربه رسول الله برجله، ( وصديق ) هو أبو بكر رضي الله عنه ( وشهيدان ) هما عمر وعثمان رضي الله عنهما (5)

- أن الأمة مأمورة بالإقتداء بأبي بكر وعمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أمته أن يقتدوا بعمر، كما في حديث حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر و عمر، وتمسكوا بهدي عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه "، ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2511 في صحيح الجامع )،

- عمر أحد سيدا كهول أهل الجنة : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر وعمر هما سيدا كهول أهل الجنة، كما في حديث أنس وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا علي - يعني أبا بكر و عمر – " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7005 في صحيح الجامع )،

- فرار الشيطان من عمر : إن الشيطان يفر من عمر رضي الله عنه، كما في حديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إيه يا ابن الخطاب ! و الذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك " ( متفق عليه )، ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2667 في صحيح الجامع )،
وقيل في هذا الحديث أنه إما أن يكون محمولا على ظاهره، وهو أن الشيطان متى رأى عمر سالكا فجا هرب هيبة من عمر , وفارق ذلك الفج , وذهب في فج آخر لشدة خوفه من بأس عمر أن يفعل فيه شيئا، وإما أنه ضرب مثلا لبعد الشيطان وإغوائه منه , وأن عمر في جميع أموره سالك طريق السداد خلاف ما يأمر به الشيطان , وقيل أن الصحيح الأول،

- شهادة النبي لعمر بعلو المكانة : فلقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لو كان نبيا بعده لكان عمر رضي الله عنه، كما في حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب )، ( قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 5284 في صحيح الجامع )، وفي لفظ لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر،

- جعل الله الحق على لسانه وقلبه : أن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه، كما في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1736 في صحيح الجامع )، قال الإمام النووي : ( جعل الحق ) أي يعني أجراه ( على لسان عمر ) بن الخطاب فكان لسانه كالسيف الصارم، والحسام القاطع، ( وقلبه ) فكان الغالب على قلبه صفة الجلال، فكان الحق معتمله حتى يقوم بأمر الله وينفذه بقاله وحاله، ويحاسب نفسه والناس على الذرّة والخردلة في السر والعلن، فكأنه خلق عز الإسلام إجابة لدعوة المصطفى، وروى أنه كان بين مسلم ومنافق قضية فقضى المصطفى صلى الله عليه وسلم للمسلم فأبى المنافق وقال ادفعنا لأبي بكر، فقال ما كنت لأقضي بين من رغب عن قضاء المصطفى، فأتيا عمر فقال لا تعجل حتى أخرج فدخل فاشتمل على سيفه، وخرج فحمل على المنافق حتى بلغ كبده وقال هكذا أقضي (6)، كما روي أن الإمام علي رضي الله عنه قال علي : " ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه "، وقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنه : ما نزل بالناس أمر قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر رضي الله عنه إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال " وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " ما رأيت عمر قط إلا وكأن بين عينيه ملكا يسدده " (7)، وهذا الذي قاله عبد الله ابن عمر عن أبيه يعد تأكيداً لما يروى من أن الله جعل الحق على لسانه وقلبه، فعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله جعل الحق على لسان عمر رضي الله عنه وقلبه، فلم يزل أمره رضي الله عنه مستوثقاً وعامة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لرأيه متبعاً يشفي الله تعالى به صدور أوليائه، ويغيظ الكفار وأعداءه " (7)،

- عمر الرجل العبقري بشهادة النبي : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بينما أنا نائم، رأيتني على قليب عليها دلوٌ فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة ( يعني أبا بكر ) فنزع بها ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غرباً فأخذها ابن الخطاب فلم أرعبقرياً من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن " ( أخرجه البخاري ) (8)،

- فضل عمر وعلمه : وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل عمر وعلمه، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " رأيت كأني أتيت بقدح من لبن فشربت منه فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب، قالوا فما أولته يا رسول الله قال العلم " ( أخرجه البخاري ومسلم وصححه الألباني )،
وفي مصنف ابن أبي شيبة أن عبد الله بن مسعود قال رضي الله عنه قال : " لو وضع علم أحياء العرب في كفة ووضع علم عمر في كفه لرجح به علم عمر "،

- دين عمر وفضله : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره "، قالوا: ماذا أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال: الدين " ( رواه مسلم ) (9)،

- كثرة ذكر رسول الله لعمر : وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر دائماً أبا بكر وعمر، وكثيراً ما يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، آمنت به أنا وأبو بكر وعمر، كما حدث في قصة البقرة التي تكلمت، كما جاء في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة فقالت : إني لم أخلق لهذا، ولكن إنما خلقت للحرث، فقال الناس : سبحان الله تعجباً وفزعاً : أبقرة تتكلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإني أؤمن به أنا وأبو بكر وعمر "، ولم يكونا موجودين في تلك اللحظة (10)،

يتبـــع

الهوامش :
======

(1) – خالد الشارخ : " الحسن البصري "، المصدر :
www.kl28.net/knol4/print.php?post=322579

(2) - الشيخ محمد عمر دولة : " كم في تذكرة الحُفّاظ من تذكرة "، المصدر :
islamport.com/w/amm/Web/2570/6108.htm
(3) - محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي : " مشكاة المصابيح "، تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط3، ج3، ص : 316،
(4) - الإمام الحافظ زين الدين عبد الرؤوف المناوي : " التيسير بشرح الجامع الصغير "، دار النشر، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، 1408هـ - 1988م، ط3، ج2، ص : 372، (5) - محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا : " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي "، دار الكتب العلمية – بيروت، ج10، ص : 129،
(6) - الإمام الحافظ زين الدين عبد الرؤوف المناوي : " التيسير بشرح الجامع الصغير "، مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م، ط3، ج1، ص : 501،
(7) - أبو نعيم الأصبهاني ( ت 430 هـ ) : " الإمامة والرد على الرافضة "، تحقيق : علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة / السعودية، 1415هـ - 1994م، ص : 297،

(8) - الحسين بن مسعود البغوي : " شرح السنة "، تحقيق : شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش، المكتب الإسلامي - دمشق ـ بيروت ـ 1403هـ - 1983م، ط2، ج14، ص : 86،
(9) - شيخ الإسلام ابن تيمية : " كتاب الإيمان "، خرج أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة : الرابعة - 1413 هـ- 1993 م، ص : 126،
(10) - محمد بن فتوح الحميدي : " الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم "، تحقيق : علي حسين البواب، دار ابن حزم، لبنان، بيروت، ط2، 1423هـ، 2002م، ج2، ص : 319،

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

عمر ابن الخطاب، الصحابة، سيرة الصحابة، تأملات في السيرة،

23-01-2013

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك