البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

يوميات ثائر تونسي في بولونيا (2)

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6819


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد رحلة يوم الأمس و ما تخللها من تحسس و إكتشاف للعالم الأخر خصوصا بالنسبة لمن يسافر أول مرة خارج حدود الوطن دخلنا هذا اليوم في العمل و التدريب على أليات العمل الصحفي المحلي البداية كانت على الساعة التاسعة صباحا حيث تناولنا الفطور بالفندق و كان عبارة عن مأكولات قولونية خصوصا تلك الفطيرة التي يتم إعدادها بخليط من التفاح و المربى و هي لذيذة لكن تبقى فطائر تونس الأفضل على الإطلاق بالنسبة لي.

إثر ذلك و على الساعة العاشرة صباحا تحولنا إلى مقر جريدة بولدنسكي حيث إعترضنا العلم التونسي يرفرف فوق المبنى دخلنا بعدها إلى المقر أين تعرفنا على الزملاء الذين يعملون هناك إثر ذلك إجتمعنا بهيئة التحرير و تم إسناد العمل الصحفي الذي سنقوم به و قد تعاملوا معنا على أساس أننا من صحفيي الجريدة الذين عليهم إنجاز عملهم قبل إرسال الجريدة للطباعة و أول ما لاحظته أن مبنى جريدة بولدنسكي رائع إلى أبعد الحدود و يجعلك تقبل على العمل بصدر منشرح فرغم أن هذه الجريدة هي محلية إلا أنه لديها إمكانيات كبيرة و هذه نتائج سنين طويلة من عمل كامل فريقها الصحفي و على رأسه السيد يوراك المحرر العام و لا أبالغ حين أقول أن أكبر الصحف الوطنية في تونس لا تمتلك ما تملكه هذه الصحيفة المحلية و السرّ في إعتقادي ليس قلّة الإمكانيات في تونس بل هو غياب العقلية الإحترافية و الإخلاص في العمل الذي توفر لديهم.

مباشرة بعد الإنتهاء من الإجتماع تحولنا إلى أعالي جبال زاكوبان و قد كان المنظر جميل للغاية حيث أنك تجد نفسك على إرتفاع كبير جدا يجعلك ترى المدينة و هي تحت و أيضا المنازل المنتشرة بين الجبال و أشجار الغابات و قد كانت لنا فرصة زيارة عجوز جبلية تسكن بيت تقليدي و هي من أقارب السيد يوراك الذي أراد أن يعرفنا عليها و بمجرد وصولنا فرحت فرحا شديدا حيث قالت هذه السيدة و التي تدعى هيلانا أنه للمرة الأولى في حياتها يزورها شخص أجنبي و قد أهدتني جواب صوفية مصنوعة يدويا من صوف الخرفان و هذه تصنعها بنفسها ثم تبيعها للتجار و هو مصدر رزقها و قد أخبرتني أنها لا تأكل ألا من عرق يديها و هي تريد العمل بنفسها لتجد ما تنفقه دون منة من أحد هنا رجع بي العقل إلى تونس حيث جحافل العاطلين العمل تملئ المقاهي و إغلب في ربع عمر هذه السيدة لكن لا يملكون عشر ما تملك من إرادة في الحياة حقاً لقد كان درسا لي تعلمته من السيدة هيلانا في فن العيش بكرامة.

بعد ذلك تركنا السيدة هيلانا التي ودعتنا بحرارة و توجهنا نحو سوق المدينة و ذلك للقيام بتقرير صحفي حول صناعة الأجبان في هذه المدينة و في السوق كان لنا لقاء مع عديد تجار مادة الجبن و قد قمنا بتجميع المعلومات اللازمة و خلال هذه الجولة في السوق قام السيد يوراك بإهدائي قبعة جبلية تقليدية التي إرتديتها و هو ما جلب الإنتباه حيث أن عربي يرتدي قبعة تقليدية يعتبر شيء نادر نظرا لعدم تواجد العرب بهذه لمدينة لكن كانت تجربة جيدة حيث أعتقد أن هذه العملية كفيلة لوحدها بإثارة التساؤل لدى هؤلاء الناس عن سبب وجود هذا التونسي بهذه المناطق و هو ما يجعل من تونس مادة للإهتام لدى السكان هنا و هو جيد بالنسبة لنا خصوصا في هذا الظرف الإنتقالي حيث أن تونس تحتاج إلى جميع أصدقائها.

أتممنا عملنا داخل السوق بشكل جيد ثم تحولنا إلى أحد المقاهي أين جلسنا لإحتساء القهوة البولونية و أخذ قسط من الراحة قبل التحول إلى مبنى محافظة زاكوبان لإجراء حديث صحفي مع محافظ المدينة و على الساعة الواحدة و النصف ذهبنا إلى مقر المحافظ و أول الأشياء التس تلاحظها النظام الشديد داخل المبنى و السلاسة و السهولة في التعامل و الضحكة التي محيا الجميع و قد إستقبلتنا السكرتيرة بترحاب كبير و أجلستنا وسط قاعة للجلسات لإنتظار المحافظ الذي كان خارجا و ماهي إلا دقائق حتى جاء المسؤول الأول في زاكوبان دخل الرجل و رحب بنا حيث كان متواضعا ألى أبعد الحدود ثم بدأنا بطرح الأسئلة عليه و كانت للأمانة دون تحفظ حيث قيل لنا يمكنكم أن تسألوا ما تشاؤون و كان الرجل يجيب بكل تلقائية و قد تمحورت الأسئلة حول الوضع العام في زاكوبان و التجاذبات بين السلطة و المعارضة و للأشارة فأن المحافظ و باقي أعضاء المحافظة يتم إختيارهم بإنتخابات يشارك فيها جميع سكان المدينة و يعتبر مجلس المحافظة بمثابة حكومة محلية و قد أخبرنا محافظ زاكوبان أنه يعرف تونس جيدا و هو يزورها بشكل دوري و أنها بلاد جميلة و ينتظرها مستقبل مشرق.

إنتهت المقابلة مع المحافظ و تركناه لنتحول بعدها إلى أحد المطاعم لتناول الغداء ثم بعد ذلك رجعنا إلى مقر الجريدة و ذلك لإتمام بقية العمل و هو ما تم فعلا حيث جلست على المكتب الذي تم تخصيصه لي من قبل إدارة التحرير و كنت مطالبا بالعمل على تحضير ما طلب مني ثم إحالته إلى السيدة ماجدة المترجمة آلت ترافقني لكي تترجمه إلى البولونية حتى يتسنى لإدارة نشره في عدد هذا الأسبوع أتمت عملي و لحمد لله على الساعة الخامسة مساء لكن الملاحظة هنا أن الليل يسدل خيوطه مبكرا و الضباب دائماً يكسو المنطقة هو ما يضفي عليها جوّ شاعريّا.

تحولت بعدها إلى الفندق للراحة بعض الوقت ثم عاودوا الخروج من جديد حيث تحولنا إلى ركن من المدينة يتميز بمطاعمه التقليدية التي تقدم أطباقها على أنغام الموسيقى الحبلية التقليدية و قد كان كل شيء يحيلك على تاريخ زاكوبان سواء من خلال الطريقة التي بنيت بها المطاعم أو من خلال نوعية الموسيقى و كذلك أيضا لباس العازفين الذي كان تقليديا خالصا و هو ما يظهر مدى تعلق هؤلاء الناس بثقافتهم و بهويتهم.

إثر ذلك رجعنا إلى الفندق و قد إن قضت أولى أيام التدريب الذي كان تجربة جديدة بالنسبة لي جعلتني أستخلص بعض الأشياء لعل أهمها أن الديمقراطية فكر فإن أردنا أن نصل ببلادنا نحو الديمقراطية المنشودة علينا ببناء العقول أولا ثم أن الشعوب لن تتقدم إذا كانت منبتة أي أنها بدون هوية و بدون ماضي ترتكز عليه لبناء المستقبل.

يتبع...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، وسائل الإعلام، السفر، التأمل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-11-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد النعيمي، صفاء العراقي، أ.د. مصطفى رجب، العادل السمعلي، محمد أحمد عزوز، مصطفي زهران، رافع القارصي، ياسين أحمد، عواطف منصور، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، فهمي شراب، محمد العيادي، رافد العزاوي، سامر أبو رمان ، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، رمضان حينوني، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، حسن عثمان، سلام الشماع، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، محمود طرشوبي، سيد السباعي، يزيد بن الحسين، سفيان عبد الكافي، طلال قسومي، سعود السبعاني، إيمى الأشقر، سلوى المغربي، محمد يحي، محمود سلطان، محمد الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، أحمد ملحم، عمر غازي، جاسم الرصيف، علي عبد العال، فتحي العابد، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. صلاح عودة الله ، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، وائل بنجدو، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، مصطفى منيغ، نادية سعد، صالح النعامي ، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، حاتم الصولي، ماهر عدنان قنديل، عزيز العرباوي، عراق المطيري، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، رضا الدبّابي، د- محمد رحال، سامح لطف الله، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، د- هاني ابوالفتوح، كريم السليتي، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، تونسي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، محمد الياسين، د- جابر قميحة، د. خالد الطراولي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة