البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الكاتب الكبير والدفاع المستميت

كاتب المقال علي بكساوي - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4202 Bexawi1@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط



لا أدري كيف أتت تلك الجرأة لكاتب كبير بقيمة وقامة الأستاذ فهمي هويدي حتي رأينا بعضا من كتاباته في الآونة الأخيرة قد انطلقت مثل ما ينطلق من المدفعيات بعيدة المدى صُوّبت فوهاتها حيال حشد من الجماهير دفعهم حبهم وتقديرهم لرئيسهم أن يتجمعوا لاستقبال الرئيس بعد عودته مباشرة من رحلته المباركة التي زار فيها الصين وإيران وساءته الحفاوة التي حظي بها بعد كلمته الغير مسبوقة في المؤتمر المنعقد بطهران أمام ممثلي دول عدم الإنحياز والتي هزت أركان النظام الإيراني والسوري وحلفاءهم في العالم العربي وأطربت بحلاوتها كثيرا من الإسلاميين علي مستوي العالم بل وقد شهد لها واستشهد بها كل من سمعها شرقا وغربا، إلا إيران وسوريا.

لقد بدأ الرجل مقاله بالهجوم علي الرئيس بأن ما قام به ليس فتحا لعكا، ولا كمن فاز بذهبية في سباق دولي، كما عبر عن استيائه من تلك الدعوات التي نادت باستقبال الرئيس، بل اتهمهم بالتطرف والجهل، كما اعتبر هذه الحفاوة موقفا خاصا قام به بعض السلفيين نبع من موقفهم الثابت والمعادي للشيعة، وادعي أن من قام بتحية الرئيس عند منزله إنما هم من بعض جيرانه، واعتبر الكاتب الكبير أن الذين هللوا لعودته لم يختلفوا كثيرًا عن الذين لطموا الخدود وشقوا الجيوب من العلمانيين وأمثالهم يوم فوز الدكتور مرسي في انتخابات الرئاسة وتدشين مرحلة جديدة بدخول رمز إسلامي وعلم من أعلام الإخوان إلى القصر الجمهوري.

وقد بدا الأستاذ فهمي هويدي وكأنما هو من شق الجيوب ولطم الخدود بعد كلمة الدكتور مرسي حين اعتبر الكاتب الكبير أن زيارة الرئيس لإيران إنما أحيطت بملابسات مشبوهة أو ضغوطات عربية وإقليمية ودولية وكأنما يلمح إلى أن ما حدث هو إرضاء لدول مثل السعودية أو دول الخليج أو حتى أمريكا، واعتبر الكاتب أن زيارته لإيران لو نتج عنها – بحسب رأيه - تذويب الجليد بين البلدين الكبيرين لكانت خطوة مهمة في رحلة الألف ميل، وكأنما يشير إلى ضرورة التطبيع بين البلدين، وإنهاء القطيعة التي هي – في اعتبار الكاتب الكبير - صفحة عار يجب أن تطوى.

وأشد ما لفت انتباهي وأود أن أشارك القارئ معي فيه، هو أن الكاتب الكبير ربما لم يود الإلتفات، إما ناسيا أو متناسيا، إلي تلك الشائنة المدوية والتي ذكرتها كل صحف العالم ووسائل الإعلام باختلاف توجهاتها، حين تم – بلا خجل او تردد - تزوير ما ورد في كلمة الرئيس بالترجمة المحرفة تحريفا واضحا، باستبدال إسم سوريا بإسم البحرين كما حذفوا أسماء الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمنهم جميعا، أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ، رضي الله عنهم، كما وقد تعمّد المترجم استخدام مسمى (الصحوة الإسلامية) بدلاً من (الربيع العربي) التي جاءت في الخطاب وغيرها من الكلمات التي تم تحريفها بصورة قبيحة، وهذا الأمر – بحسب رأيي – لا يتم بهذه الجرأة إلا إذا كان ورائه أوامر صدرت من جهات عُليا،
ماذا لو حدث مثل هذا التزوير الفج في مصر لكلمة يلقيها رئيس إيراني في مؤتمر مماثل؟ هل تراه يسكت عنها أو يتناساها؟ لا أظن، وما أحسبه أنه ربما انبرى مهاجما وملقيا دروسا مستفيضة في كيفية التأدب مع الرؤساء وكيف تكون المرؤة والدبلوماسية وحقوق الإنسان وربما امتد الأمر للمطالبة باعتقال الذين من قام بذلك، وقد يطالب بإقالة وزير الإعلام، ولهاجم كل من يسكت عن ذلك، أو يوزع الإتهامات هنا وهناك اتهامات بالكذب علي رئيس دولة تارة وبالنفاق تارة أخرى.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فما زالت ذاكرتي تحضرني حين انبرى الكاتب الكبير فهمي هويدي وتوقع فشل الحكومة إذا ما قام بتشكيلها حزب الحرية والعدالة، بما تكفله لهم الأغلبية البرلمانية، بل وأطلق عليها “مغامرة حكومة الإخوان ” مع أنها ليست في الحقيقة حكومة الإخوان، بل حكومة تمثل الشعب. فضلا عما بدا واضحا وقوفه الداعم لبقاء المجلس العسكري حين عارض حق الإخوان الواضح في تشكيل الحكومة، ولكن قد تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن فقد أتى كل هذا بما هو أفضل حين قام الإخوان بترشيح علم من أعلامهم في انتخابات الرئاسة، وعادت ذاكرتي إلي الوراء، وهذه المرة بمقال للكاتب الكبير تحت عنوان “مصلحة الجماعة أم الوطن ” وذلك حين شارك الإخوان في الإنتخابات البرلمانية في 2010 والتي تم تزويرها بالكامل وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر النظام والجذوة التي اشعلت نيران ثورة 25 يناير المباركة التي سيسطرها التاريخ بحروف من نور.

لكننا عندما نراجع مواقفه المعلنة لوجدنا أنها تصب في مصلحة تأييد حزب الله وآيات الله في إيران، بل وقد يصل به الأمر إلى أن يتهكم أويهاجم كل موقف من شأنه – وكما أثبتت الأيام – أنه قد يؤدي لتحقيق تقدم ما او قد يصب في مصلحة الإخوان المسلمين.

ومن وجهة نظري فيمكن اعتبار المرحلة الحالية بمثابة انكشاف شخصيات عديدة وتعرية الوجوه وأظنه لن ينتهي، وقد تم ذلك مع صحفيين أمثال مصطفي بكري وإبراهيم عيسى ومجدي الجلاد وغيرهم، وسياسيين أمثال أبو حامد وحمدين صباحي وغيرهم، ممن ظهر زيفهم، فمثلا وجدنا الدكتور العوا يترشح للرئاسة، ولم يسبق أن ظهرت له شعبية معتبرة حتى يتوقع أن يكون رئيسا، فقد ترشح في مواجهة اثنين من الإسلاميين مما يؤكد حرصه لتفتيت الصوت الإسلامي لاغيره، أو بعبارة أنقى نكاية في الإخوان المسلمين ردا على استباعدهم له من أمانة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عندما ظهر لهم تأييده للشيعة في مواجهة العلامة الدكتور القرضاوي.

وأخشى أن يجرني استيائي الشديد بما قرأته في مقال الأستاذ فهمي هويدي الذي سخر فيه من كلمة الدكتور مرسي إلى تصوير تلك السخرية على ضوء (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر)، وتحية إعزاز وتقدير للرئيس الدكتور محمد مرسي علي كلمته الحرة الجريئة أمام مؤتمر دول عدم الانحياز التي أفقدت "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟؟؟ " وأصدقائها في مصر صوابهم وأظهرت ما في قلوبهم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، محمد مرسي، الشيعة، إيران، قمة عدم الإنحياز، فهمي هويدي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، د. صلاح عودة الله ، حسن عثمان، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، طلال قسومي، يحيي البوليني، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله زيدان، العادل السمعلي، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، فتحي العابد، حسن الطرابلسي، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، مراد قميزة، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، فهمي شراب، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، أحمد ملحم، د - عادل رضا، رافد العزاوي، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، محمد عمر غرس الله، سلام الشماع، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، صفاء العربي، منجي باكير، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، مصطفى منيغ، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، أحمد بوادي، وائل بنجدو، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الياسين، سلوى المغربي، رافع القارصي، د - الضاوي خوالدية، د - المنجي الكعبي، د- جابر قميحة، عراق المطيري، تونسي، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أبو سمية، المولدي الفرجاني، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد محمد سليمان، إياد محمود حسين ، سيد السباعي، علي عبد العال، مصطفي زهران، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، حاتم الصولي، محمد الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صباح الموسوي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، د- هاني ابوالفتوح، عواطف منصور، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، د. عادل محمد عايش الأسطل، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، علي الكاش، فتحي الزغل، عمار غيلوفي، مجدى داود، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة