البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

شهر العسل بين حماس والأردن

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - غزة    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4887 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتساءل كثيرون عن أسس العلاقة الجديدة بين الأردن وحماس، وما الذي استجد حتى يعود الدفء إلى علاقتهما الباردة حيناً والمتصادمة أحياناً، وهي التي مرت في كثيرٍ من المطبات والأزمات الكبيرة، تخللها ملاحقاتٌ وتضييقاتٌ أمنية، واعتقالاتٌ ومحاكماتٌ وطردٌ ومنعُ دخولٍ إلى البلاد، وتنسيقاتٌ أمنية أضرت بأمن وسلامة الحركة، وعرضت العديد من عناصرها إلى الاعتقال والملاحقة داخل الأرض المحتلة، ولم تستثن عمان في منهجها الأمني الشديد قيادات الحركة الأولى ورموزها الكبار، إذ طردت في العام 1995 موسى أبو مرزوق وقد كان رئيساً للمكتب السياسي للحركة، ولم تمهله سوى أيامٍ قليلة للمغادرة، فكانت النتيجة أنه أعتقل في الولايات المتحدة الأمريكية لسنتين، فقد خلالهما منصبه رئيساً للمكتب السياسي للحركة لصالح خالد مشعل، وعلى الرغم من أن الملك حسين توسط للإفراج عنه من سجنه واستقبله في عمان، إلا أن هذه المكرمة الملكية لم تمنع خليفته من بعده من طرد أبي مرزوق ورئيس المكتب السياسي وعددٍ آخر من أعضاء المكتب، ما أدخل العلاقة بين الأردن والحركة في نفقٍ معتمٍ لسنواتٍ طويلة.

فهل تغيرت السياسة الأردنية تجاه حركة حماس، ورأت أن سياسة التصادم والمنهج الأمني الذي اتبعته معها لسنواتٍ طويلة لم يعد يجدي نفعاً، وأنه أضر بمصالحها أكثر مما أفادها ونفعها، وأن احتواء حماس أفضل من التصادم معها، وأن إيواءها أسلم من طردها، وأن التعامل معها أكثر نفعاً من القطيعة معها، وأن وجودها في عمان يسهل مراقبتها ومتابعتها بل والتأثير عليها، بينما وجودها في عواصم أخرى يزيد في قوتها، ويجعلها عصية على الاحتواء والتأثير، أم أن المطلوب من عمان أن يكون لها دورٌ في المرحلة القادمة، تساهم فيه في زيادة الأعضاء المنتسبين إلى معسكر الاعتدال، فاستغلت الظرف وانتهزت الفرصة، لتعرض على حماس العودة والإيواء مقابل شروطٍ تريدها وأهدافٍ وضعتها.

أم أن عمان وجدت أن حماس أقدر على إقناع حركة الإخوان المسلمين في الأردن، والتأثير على قراراتهم الداخلية المتعلقة بالتعديلات الدستورية والانتخابات التشريعية والمظاهرات الشعبية، إذ شعرت أن الربيع العربي غير بعيدٍ عنها، وأن ما أصاب غيرها قد يصيبها، وما لحق ببعض قادتها قد يلحق بهم أيضاً، إذ لا عصمة لأحد ولا ضمانة لبلد، فرأت أن حماس هي صمام الأمان ومفتاح السلامة، وأن إعادة الدفء إلى العلاقة معها يخفف من غضبة الإخوان وينسيهم بعض مواقفهم المتشددة، لحبهم لحماس، وحرصهم عليها، وخوفهم على قيادتها بعد خروجها من سوريا إثر الأحداث الدامية فيها، فقد يتنازل الإخوان المسلمون عن بعض مطالبهم إكراماً لحماس، وإيواءً لقيادتها، وحمايةً لأبنائها والمنتسبين إليها.

كثيرةٌ هي المكاسب الأردنية جراء إعادة علاقاتها بحركة حماس، فهي تتحصن بها ضد الوطن البديل الذي ترفضه حركة حماس وتخشاه عمان، وبها قد تخلق حالة توازن في تعاملها مع القوى الفلسطينية الأخرى، وقد تضبط معها الأداء الفلسطيني في الأردن ليكون فلسطينياً صرفاً لا علاقة له بمطالب الشارع الأردني، وبوجود حماس في عمان تعود فتتميز، ويكثر زوارها ومخاطبوها الدوليون، الذين ينشدون عندها الوساطة ونقل الرسائل وتبين الحقائق، وقد يطلبون منها ما لا يقوون على القيام به وحدهم أو بصورة مباشرة، وعلى قدوم حماس هلت البشائر العربية على الأردن استثماراً وإيداعاً ووعوداً بمزيدٍ من المساعدات والتسهيلات، والأهم من ذلك أن عمان لا تستطيع تجاهل تنامي قوة حركة حماس، وتعاظم نفوذها، وامتداد قوتها، وفوز حلفائها، فهي لم تعد فقط حكومة فلسطينية، بل أصبحت مثالاً عربياً يحتذى، ومفتاحاً قوياً لكثيرٍ من الأنظمة الجديدة والقوى الصاعدة، وبوابة لنيل رضا القادمين، والتأثير على الوافدين.

أما حماس فحاجتها إلى الأردن كبيرة، وقد تمنت قديماً وما زالت ألا يكون بينها وبين عمان أي أزمة، انسجاماً مع سياستها مع كل الأنظمة العربية والإسلامية، فثوابت الحركة حرصٌ على قوة العلاقة مع الدول العربية والإسلامية، وألا تدخل في شؤونها الداخلية، وحفاظٌ على أمنها وسلامتها، والأردن هو أرض الحشد الفلسطيني، وهو المطل على الضفة الغربية التي تحمل بذور مستقبل الصراع مع الكيان الصهيوني، كما أن قيادة حماس في أمس الحاجة إلى مقرٍ آمن، وقاعدة متقدمة، ودولة حاضنة، تعوضها عن بعض ما فقدته، وتحقق لها الاستقرار والتميز الذي تنشده، فإن كانت غزة قد وجدت في مصر موئلاً وساحةً آمنة، فإن الشق الآخر من الوطن بحاجةٍ إلى أرضٍ قريبة، وحاضنةٍ دافئة، تبقي على جذوة الصراع مع الكيان الصهيوني، وتحقق الترابط والتواصل مع الأهل في الضفة الغربية المحتلة، وتحدث التوازن المطلوب بعد التفوق المفقود.

لا شك أن الطرفين في حاجةٍ إلى بعضهما البعض لتطابق الأهداف أو تقاطعها، وقد جاء قرارهما بإعادة الارتباط من جديد اقتناعاً أو إغراءً، طوعاً أو كرهاً، فألزمهما بإعادة نسج خيوط علاقتهما من جديد، رغم أن لكلٍ منهما أجندته الخاصة وأهدافه الذاتية التي يطمح لتحقيقها من خلال إعادة وصل ما انقطع، وربط ما انفك من علاقاتٍ قديمة، ولكن ألا تخشى حركة حماس انقلاب العلاقة وتغير موازين القوى وانتهاء الحاجة وانعدام المنفعة المرجوة، وهل تضمن ألا تطرد قيادتها مرة ثالثة من عمان، فينتهي شهر العسل، وتنقضي الأيام الحلوة، وتعود عمان مع الحركة لعادتها القديمة، وقد صدق الأولون "كيف أصدقك وهذا أثر فأسك".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين، قطاع غزة، الأردن، العلاقات الأردنية الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-08-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، د- محمد رحال، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، جاسم الرصيف، منجي باكير، محمد العيادي، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، وائل بنجدو، عواطف منصور، رافع القارصي، صالح النعامي ، د. خالد الطراولي ، عمر غازي، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، فهمي شراب، كريم فارق، الناصر الرقيق، صفاء العراقي، د. عبد الآله المالكي، حاتم الصولي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، يحيي البوليني، د - المنجي الكعبي، أحمد الحباسي، تونسي، سامح لطف الله، سلام الشماع، د - شاكر الحوكي ، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، أنس الشابي، عبد الله الفقير، عزيز العرباوي، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، أحمد ملحم، علي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، نادية سعد، محرر "بوابتي"، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عراق المطيري، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، سيد السباعي، عبد الغني مزوز، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفى منيغ، صلاح المختار، ياسين أحمد، صلاح الحريري، علي الكاش، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، محمود سلطان، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، فتحي العابد، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- جابر قميحة، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، رمضان حينوني، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة