البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تحالف انتخابي واحد للإسلاميين في مصر

كاتب المقال علي عبدالعال - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4870


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


العمل على إيجاد تحالف انتخابي واحد ـ لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر ـ لم يعد خيارًا الآن أمام الإسلاميين، بل بات حتميًا، تفرضه تحديات المرحلة الحالية، التي رُمي الإسلاميون فيها عن قوس واحدة من قوى وأطراف مناوئة لهم، وهي قوى متعددة ولديها من الإمكانات المادية والإعلامية والسياسية ما لا يمكن التقليل منه أو التعامل معه باستهانة.

فقد أعلنت جهات وأطراف سياسية وحزبية التوحد للعمل سويًا، تحت راية واحدة، وأعلن بعضها تدشين ما وصف بـ "التيار الثالث"، وجاهرت شخصية قبطية برصدها 3 مليار دولار، من أجل هدف مشترك بينها جميعا هو هزيمة الإسلاميين انتخابيًا، وإخراجهم من البرلمان، كمقدمة لإفشالهم سياسيًا ومجتمعيا وإظهارهم في ثوب العاجز، ولكي يبرهنوا ـ من جهة أخرى ـ على ما ظلوا يدعونه من أن الإسلاميين فقدوا شعبيتهم لدى رجل الشارع والرأي العام في مصر.

يُخطأ من يظن أننا نكتب هذا لنعمق من الانقسام الحاصل بين مكونات المجتمع، الأمرُ تمامًا ليس كذلك، لكنها رغبة في تدارك الخطأ قبل وقوعه، خاصة في ظل حالة الاصطفاف السياسي غير المسبوق التي تشهدها البلاد، والتصيد الإعلامي المبالغ فيه.. وحرصا ـ من جهة أخرى ـ على وحدة الصف ـ على الأقل ـ كما يبدي الآخرون حرصهم على لم شتاتهم، وإن كانوا أبعد ما يكون عن التجانس، كمن لا يكلون من بذل المحاولات ـ هذه الأيام ـ لعمل تحالف سياسي يجمع الأقباط والصوفية، رغم انعدام المشترك بينهما.

وعلي عكس الانتخابات البرلمانية الأخيرة ـ التي جرت في أعقاب الثورة، ولم تتمكن الأحزاب الإسلامية من ايجاد تحالف انتخابي واحد يجمعها، بعدما شكل حزب "الحرية والعدالة" "التحالف الديمقراطي" مع عدد من الأحزاب غير الإسلامية، وشكل حزب "النور" "تحالف من أجل مصر" مع باقي الأحزاب الإسلامية ـ يمكن القول إن الأوضاع الآن صارت أكثر قابلية لإيجاد هذا التحالف، خاصة بعدما كشفت الأحداث المتتالية في البلاد أهمية أن تكون لأحزاب وجماعات التيار الإسلامي ما يجمعها.

وإن صح أن أساس الاختلاف بين الأحزاب الإسلامية في الانتخابات الماضية كان نصيب كل حزب من المرشحين الذين سيحظون بدعم التحالف، فسيكون من السهل الآن الاتفاق بينها، بعدما تعرفوا عمليًا على القوة الحقيقية لكل حزب في الشارع، من خلال النسب التي تحصلت عليها الأحزاب داخل البرلمان الذي صار منحلا.. فإذا جرى الاتفاق على هذا "التحالف الإسلامي" على أن يكون نصيب كل حزب من المرشحين المدعومين من التحالف مساويًا للنصيب الذي ناله من مقاعد البرلمان، فهي قسمة عادلة ومرضية ـ لاشك ـ لكل الأطراف، حتى وإن جرى عليها تعديل طفيف لحسابات يُتفق عليها.

المصلحة العامة تفرض على الجميع أن يبذل كل ما في وسعه لإيجاد هذا التحالف، والعمل على إنجاحه، وإزالة كل ما يمكن أن يعوقه أو يقف في طريقه، ولو تخلى من يتخلى عن بعض مكاسبه الحزبية، بل لو ضحى بكل هذه المكاسب، لأن الحصول عليها في حال فشل المشروع الإسلامي تجعلها لعنات على أصحابها وليست مكاسب.

فكرة المصالح الحزبية الضيقة ينبغي أن تُمحى من العقول، لأن الفشل ـ لا قدر الله ـ لن يتحمله حزب أو جماعة وحدها، بل سيتحمله "الإسلام"، نعم الإسلامُ الذي سيُتهم بنا، وسيُحمل كل خطأ يقع فيه المنادون بتحكيمه، وبمراعاته في كل صغيرة وكبيرة من مناحي الحياة.

ونحن هنا لا ندعي أن الإسلام يحمله الإسلاميون وحدهم ـ كما يحلو للبعض أن يتندر ـ أو أنهم وكيل حصري ومتحدث رسمي باسمه ـ حاشا لله ـ بل نحن نعلم جيدًا أننا جزء من شعب له تاريخ في حمل هذا الدين، ولطالما قدم أفراده من التضحيات الكثير والكثير في سبيل نصرته.. لكننا أيضا ندرك كيف بات الإسلام حاضرًا وبقوة في المعركة السياسية والفكرية والإعلامية التي تدور رحاها بين مكونات المجتمع وتياراته السياسية، وليس أدل على ذلك من هذا الصراخ الإعلامي الذي تلقاه أي فكرة أو دعوة إصلاحية تستند إلى الدين، تحت شعارات كـ "المدنية" و"المواطنة" و"الدولة الدينية" المزعومة.

التحالف الانتخابي الإسلامي ـ وفي حال قدر له النجاح ـ يمثل ضمانًا كبيرًا للقوى الإسلامية في أن تحقق انجازا مرضيًا في الانتخابات القادمة، إذا أن هذه الوحدة التي طالما حلمت بها الشريحة العظمى من المنتمين إلى أجيال الصحوة الإسلامية ستكون دافعا كبيرا لبذل كل ما في الوسع من أجل انجاحها، وستذوب معها معظم الخلافات التي رأيناها في انتخابات سابقة، على الأقل لأن الحملة الدعائية ستكون واحدة تشترك فيها كل الأطراف تحت هدف واحد هو انجاحها.. فهي بادرة خير على الجميع أن ينهض لها ولو لم يتوقع أن يسعى عليها غيره.

أن ما يجمع الإسلاميين ـ وهم أصحاب منهج فكري وعقدي واحد ـ أكثر مما يفرقهم، فإن كانت وحدة الصف والكلمة أمل طال انتظاره، فقد بات قريبا هذا المنال، ولم يبق أمامه سوى أن نبحث في الغايات والقواسم المشتركة ثم نغلبها على حسابات الجماعات والأفراد.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الحركات الإسلامية، التحالفات الإنتخابية، الإنتخابات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-08-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "القاعدة" ترفض السماح للنساء الحوامل بالقيام بعمليات استشهادية
  ردا على جماعة إسلامية اتهمتها:حكومات غربية تنكر قتل مواطنيها بعملية عسكرية فاشلة في نيجيريا
  مكتب الإرشاد يعين "مصطفى بلمهدي" مراقبا عاما للإخوان في الجزائر
  "القاعدة" تفصح عن وساطة بينها وبين النظام برعاية علماء يمنيين أفشلتها الدولة
  جماعات سورية تطالب "حماس" بالإفراج عن سلفيين معتقلين في سجونها
  تحرير منحنى العلاقة بين "الإخوان" و"السلفيين" في مصر
  أصوات إسلامية هامة بمصر تدعو الإخوان والسلفيين لـ"مصالحةعاجلة"
  يديرها محمد دحلان:الإمارات تطلق قناة فضائية لمحاربة الصعود الإسلامي بالعالم العربي
  إيران تخشى ثورة سنية في الداخل على يد "الأحواز والبلوش والأكراد"
  مجموعة سلفية في موريتانيا تعلن عن تنظيم (أنصار الشريعة في بلاد شنقيط)
  القاعدة في جزيرة العرب: المحتل الفرنسي في مالي كالمحتل الصهيوني في فلسطين
  "طالبان"تحث منظمة "التعاون الإسلامي" على مساندة أفغانستان بالحصول على استقلالهاوإخراج المحتل
  السلطات السعودية تمنع عالم أزهري قهرا من العودة إلى بلاده
  جماعة إسلامية تتهم ميليشيات إيرانية بقتل أي طفل اسمه "عمر" في سوريا
  مكذبا صحفا عربية: تنظيم "القاعدة" ينفي نيته تشكيل حزب سياسي
  "جيش الأمة": موقف الإسلاميين في الدول التي أيدت الغزو الفرنسي لمالي "مشين"
  استقالة أبوجرة سلطاني من رئاسةحركة "حمس" الجزائرية
  "الموقعون بالدماء".. كتيبة الفدائيين في حرب مالي
  الجماعات الإسلامية في مالي.. خريطة معلوماتية
  المؤشرات داخل حزب "النور"تتجه لحسم منصب الرئيس لصالح يونس مخيون
  عزام مكذبا "الإندبندنت": الظواهري لم يعتقل في سوريا، موجود بمصر وسيحضر جنازة عمته
  حزب "النور" ينتخب رئيسه 9 يناير وخليفة ومخيون ومرة وثابت أبرز المرشحين
  يسري حماد: كل رموز "الدعوة السلفية" مؤيدون لحزب "الوطن"
  عماد عبدالغفور يستقيل من رئاسة حزب "النور"
  الشيخ ياسر برهامي: لم يسبق لي أن زرت السفارة الأمريكية منذ 20 عاما
  "الدعوة السلفية" تؤيد الإعلان الدستوري "عامة" وتتحفظ على بعض بنوده
  برهامي: صورتي مع الأنبا بولا دليل تعاملنا بالبر مع من لا يحاربنا في الدين
  قيادي إسلامي: الموريتانيون وحدهم سيكتوون بنار الحرب بمالي
  مؤسسة (بيت الأعمال).. الذراع الإقتصادية للدعوة السلفية في مصر
  إطلاق موقع "الإسلاميون".. بوابة إخبارية متخصصة للحركات الإسلامية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حاتم الصولي، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، كريم السليتي، سيد السباعي، مصطفي زهران، د- هاني ابوالفتوح، محمد شمام ، د. أحمد بشير، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، علي عبد العال، صباح الموسوي ، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحـي قاره بيبـان، مصطفى منيغ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، طلال قسومي، محمود فاروق سيد شعبان، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، تونسي، محمود سلطان، ماهر عدنان قنديل، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، صفاء العربي، وائل بنجدو، خالد الجاف ، إياد محمود حسين ، صلاح المختار، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، الناصر الرقيق، نادية سعد، حميدة الطيلوش، محمود طرشوبي، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، أحمد بوادي، د. طارق عبد الحليم، سامر أبو رمان ، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، منجي باكير، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، صفاء العراقي، أبو سمية، عبد الله الفقير، ياسين أحمد، صالح النعامي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، أحمد ملحم، د- محمد رحال، د - عادل رضا، د - صالح المازقي، محمد الياسين، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، عبد الله زيدان، علي الكاش، رضا الدبّابي، عواطف منصور، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، أنس الشابي، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، يحيي البوليني، رمضان حينوني، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د. مصطفى رجب، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة