ملخص بحث أبعاد التخطيط التكاملي لمواجهة مشكلة المخدرات في مجتمعاتنا العربية
د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5247
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعتبر مشكلة الإدمان والمخدرات من بين الظواهر والمشكلات التي تصدرت المشهد المعاصرفي عالم اليوم، حيث نالت ولا تزال تنال إهتماما متناميا وواسعا وجادا على مستوى كافة المحافل الدولية والإقليمية والوطنية ( المحلية )، فهي تعد من الآفات الخطيرة التي أصبحت تهدد الإنسان في شتى بقاع المعمورة، حيث نشهد التزايد المستمر في إعداد المتعاطين للمخدرات والمدمنين لها في كافة المجتمعات متقدمة كانت أم نامية، كبيرة كانت أم صغيرة، غنية كانت أم فقيرة، هذا وعلى الرغم من أن مشكلة تجارة وتعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة – إلى درجة " الإعتياد "، أو " الإعتماد "، أو " الإدمان " – هي في واقع الأمر واقع الأمر ظاهرة شائعة ومعروفة منذ القدم، إلا أن المتتبع لتطورات تلك الظاهرة، والظروف ولابسات المحيطة بها، وفي المقابل حجم الإهتمام الذي نالته وتناله من كافة الدوائر الدولية والإقليمية والوطنية، ليتأكد له أن مشكلة المخدرات – إنتاجا، وتهريبا، وتجارة، وترويجا، واستهلاكا – بلغت ذروتها خلال العقود الماضية الأمر الذي يمكن أن نرجعه إلى العديد من العوامل المركبة والمعقدة في ذات الوقت – سياسية واجتماعية واقتصادية - والتي من اهمها : التفنن في ابتكار ألوان جديدة من المخدرات لم تكن معروفة من قبل، إبتكار أساليب وطرق حديثة للتهريب والترويج، إنتشار آفة التعاطي والإعتياد بين فئات عمرية كانت إلى عهد قريب بمنأى عنها، .... وغير ذلك من العوامل،
ونظرا لخطورة مشكلة المخدرات والإدمان عليها، وتزايد انتشارها في كافة المجتمعات، يأتي البحث الراهن ليعبر عن قناعة الباحث بأهمية المشكلة وخطورتها، تلك القناعة التي تأكدت من خلال صلة الباحث الوثيقة بقطاع هو في واقع الأمر من أكثر القطاعات استهدافا وتأثرا بهذا الداء الوبيل وهو قطاع الشباب الجامعي،
وبين يدي هذا البحث نقدم مجموعة من الحقائق والإعتبارات التي تنطلق منها منهجية تناولنا لهذا الموضوع، والتي تمثل – في حقيقة الأمر – أهمية الموضوع ومسوغات لإختياره، وتحدد في الوقت ذاته الأهداف التي يتوخى تحقيقها وذلك على النحو التالي :
* مشكلة المخدرات تأتي في مقدمة المشكلات التي تهدد سلامة المجتمعات في عالمنا المعاصر وتعوق ازدهارها الاقتصادي ونموها الإنتاجي،
* أن ظاهرة المخدرات بأبعادها المختلفة تعتبر ميدانا مشتركا بين العديد من العلوم والتخصصات والمهن الإنسانية،
* أن كافة الشواهد ومجريات الأحداث لتؤكد – بما لا يدع مجالا للشك – أن أمتنا الإسلامية مستهدفة في دينها وقيمها وثقافتها وشبابها، واقتصادها ومستقبلها وفي كيانها كله،
* أن مواجهة مثل تلك المشكلة والتعامل معها لا يكون باعتماد النظرة المجتزأة أو المبتسرة، ولا من خلال مدخل واحد، بل لابد من التسلح بالنظرة الشمولية المتكاملة تفسيرا وتحليلا وتدخلا ومواجهة،
ويأتي هذا البحث حول ظاهرة المخدرات وتناولها من منظور تكاملي، بغرض التوصل إلى بعض المؤشرات التخطيطية التي تعين على تقديم تصور مقترح لخطة متكاملة الأبعاد لمواجهة هذه المشكلة بكافة جوانبها ( وقائيا وعلاجيا وتنمويا )، في مجتمعاتنا العربية، والبحث من النوع المكتبي، وجاء البحث في مقدمة، وخمسة عناصر وخاتمة على النحو التالي :
• المقدمة وتناولت أهمية المشكلة، ومبررات اختيار الموضوع،
• تحديد مفهوم المخدرات –لغويا وعلميا، وقانونيا - وأهم المصطلحات ذات الصلة بالموضوع، كالإدمان ( الإعتماد )، التعاطي،
• تحديد أنواع المخدرات وتصنيفها طبقا لمعايير التصنيف،
• تحديد حجم المشكلة في المجتمعات العربية، والإهتمام بالمشكلة على الصعيد العربي،
• مداخل التفسير للمشكلة : الاتجاه التقليدي، الحاجة إلى المنظور الإسلامي في التفسير،
• التخطيط التكاملي المقترح لمواجهة مشكلة المخدرات : أسس التصور المقترح، وأبعاه الأساسية ( البعد الديني والأخلاقي كمحور أساسي، تنبثق منه وتستند إليه مجموعة من الأبعاد الأخرى : التربوي، التشريعي، الإعلامي، الأمني، الخدمي والرعائي، البحثي، العلاجي والتأهيلي )،
ولقد كشف البحث عن أن ظاهرة المخدرات في ازدياد مستمر، كما أن الآثار المترتبة عليها بالغة الخطورة بالنسبة للفرد والأسرة والمجتمع ككل، وأكد البحث على أن أية سياسات أو خطط لمواجهة الظاهرة ينبغي أن تؤسس على الحقائق العلمية الدقيقة، والواقعية التي تسفر عنها الدراسات والبحوث العلمية الأصيلة نظريا وميدانيا في هذا الشأن، وكشف البحث النقاب عن مجموعة من الأبعاد الهامة والتي تعتبر غائبة أو مفتقدة –إلى حد كبير – في الجهود الحالية لمواجهة الظاهرة والحد من أضرارها، وفي مقدمتها وزن " المحور الديني " الذي ينبغي أن يكون هو الأساس الذي تنطلق منه وتؤسس عليه كافة السياسات والخطط والبرامج الوقائية والعلاجية تمشيا مع الخصوصية الحضارية للمجتمعات الإسلامية،
وانتهى البحث إلى تقديم تصور تخطيطي مقترح للتعامل مع تلك المشكلة يقوم على دعامتين أساسيتين هما :
* العمل على التأثير في العرض غير المشروع للمخدرات، وذلك عن طريق تضافر الجهود لمراقبة المنابع والتهريب والإنتاج والإتجار والترويج،
* العمل على التأثير في الطلب غير المشروع للمخدرات للقضاء عليه أو على الأقل الحد منه،
على أن يتم العمل في هذين الاتجاهين معا وعلى التوازي، وفي ضوء مجموعة من الأسس والمباديء التي نحسب أنها من الأهمية بمكان لنجاح هذا التصور المقترح وهي :
- التكامل والشمول في السياسات والخطط والبرامج،
- المحور الديني والأخلاقي هو المنطلق والأساس،
- أولوية السياسات الوقائية في المواجهة،
- تكوين جهاز متخصص لوضع ومتابعة السياسات والخطط،
- التعاون العربي (الإقليمي ) والدولي إلى أقصى الحدود بات واجبا إنسانيا وقوميا،
--------- دكتور / أحمد يوسف محمد بشير
جامعة حلوان
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: