(262) مداخلة فى قضية "الخدمة الاجتماعية فى مصر إلى أين ؟"
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4457
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعقيبا على ما تفضل به أستاذنا الدكتور نبيل صادق فى محاضرته القيمة بقسم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع بكلية التربية جامعة الأزهر بتاريخ 17/12/2011 بعنوان :" الخدمة الاجتماعية فى مصر إلى أين ؟.
أعتقد أن الإجابة على سؤال : الخدمة الاجتماعية إلى أين ؟ فى مصر تحتاج منا إلى الإجابة على سؤال آخر هو إلى أين ذهبت الخدمة الاجتماعية سواء فى الدول المتقدمة عنا، أوفى الدول التى تشابه ظروفها ظروفنا.
أولا: فى عام 2001 قام الزعيم الكوبى " فيدل كاسترو" بزيارة أحد معاهد الخدمة الاجتماعية التى افتتحت حديثا فى مقاطعة بجوار العاصمة الكوبية "هافانا" وألقى خطبة له بحضور خمسمائة أخصائى اجتماعى. وفى عام 2002 قام الرئيس الأمريكى الأسبق " جيمى كارتر " بزيارة نفس المعهد. دفع هذا الاهتمام أساتذة الخدمة الاجتماعية الأمريكيين إلى البحث عن أسباب هذه المكانة العالية التى تتمتع بها الخدمة الاجتماعية فى كوبا إلى درجة أنها استقطبت اهتمام أكبر رأس فى الدولة وفى العالم بأسره. ودفع هذا الاهتمام أيضا هؤلاء الأساتذة إلى مطالبة علماء الخدمة الاجتماعية فى العالم بصفة عامة والدول النامية بصفة خاصة إلى الاستفادة من التجربة الكوبية، ووصل الأمربهم إلى السعى نحو تعويض نقص أعداد الإخصائيين الاجتماعيين الأمريكيين بإخصائيين اجتماعيين كوبيين.
وجد الأستاذان الأمريكيان : أن السبب فى ارتفاع هذه المكانة العالية للخدمة الاجتماعية فى كوبا يعود إلى
أ- المساندة القوية التى يلقاها هذا التخصص من كبار رجالات الدولة والأكاديميين والمسئولين وعلى رأسهم رئيس الدولة نفسه.
ب- المعاهد الجديدة التى أنشأتها الجامعات الكوبية التى تقوم بمهمة تدريب الإخصائيين الاجتماعيين العاملين على مستوى الدولة لفترة ست سنوات لزيادة كفاءتهم فى التعامل مع مشكلات المجتمع. ونجحت هذه المعاهد فى تخريخ خمسة عشر ألف أخصائى اجتماعى فى ثلاث سنوات بعد تلقيهم هذا التدريب.
New Directions in Cuban Social Work Education , www.redandgreen.org/Cuba/Cuban_Social_Work_Education.htm
وأعتقد أن الخدمة الاجتماعية فى مصر تفتقد هذين العنصرين. ذلك لأن الاخصائيين الاجتماعيين العاملين على مستوى الجمهورية كلها كم مهمل وأشبه بالبروليتاريا المنفصلة عن صفوة رجالات الخدمة الاجتماعية.
ثانيا : فى يناير 2010 تأسس فى بريطانيا بدعم من الحكومة، ما يسمى بمجلس إصلاح الخدمة الاجتماعية Social Work Reform Board(SWRB) يضم العديد من العاملين والمستفيدين والأساتذة، لبحث سبل اصلاح الخدمة الاجتماعية. ووضع المجلس خمس عشرة توصية ضمن برنامج شامل يسعى لاحداث تحسينات مستمرة واسعة النطاق فى أدوات ومناهج الخدمة الاجتماعية.
وأعتقد أن مثل هذا المجلس لم نفكر فيه فى مصر.
The Social Work Reform Board - The Department for Education www.education.gov.uk/swrb
ثالثا : فى الولايات المتحدة كانت هناك مبادرة صدر عنها قانون يسمى بقانون " اعادة استثمارالخدمة الاجتماعية "Social Work Reinvestment Initiative
( SWRI)
وصادق الكونجرس الأمريكى عليه.
فى الولايات المتحدة ينظر إلى الاخصائيين الاجتماعيين على أنهم يملكون الخبرة المميزة التى تجعلهم قادرين على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجهها الولايات المتحدة.
ولهذا شرع هذا القانون لمواجهة التحديات التى تقابل المهنة، لضمان أن يتحصل ملايين الأفراد والعائلات عبر الولايات المتحدة بصورة مستمرة على الرعاية المناسبة وكان من شأن هذا التشريع أن يضع أساسا لقوة عمل مهنية ممثلة فى الاخصائيين الاجتماعيين لمقابلة الاحتياجات المتزايدة على الدوام من قبل الناس
Social Work Reinvestment Initiative
www.socialworkreinvestment.org/
تبدو أهمية ذلك بالنسبة لنا فى مصر فى أنه من الواجب على من يصل إلى مجلس الشعب من الأساتذة المتخصصين فى الخدمة الاجتماعية أن يسعى إلى إصدار التشريعات اللازمة التى ترفع من شأن المهنة وإقناع نواب البرلمان بقيمة الدور الذى تؤديه المهنة ومنحها الإمكانيات والمصادر التى تساعدها على أداء دورها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: