البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

متى تنتهي هذه المعاناة؟

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5879


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هذه السؤال كنت قد طرحته في المقال السابق على لسان مواطني المناطق التي تعاني إنقطاعا مستمرا للماء الصالح للشراب منذ أكثر من ثلاث أسابيع و لا من مجيب رغم النداءات المتكررة بضرورة التدخل لحل هذه الأزمة التي فاقمت الوضع المزري الذي تعيشه تلك المناطق منذ زمن بعيد فرغم صبرنا على الفقر و البطالة و التهميش و غياب المشاريع التنموية ها أن دولتنا و حكومتنا تضيف لنا إنجازا جديدا و هو " العطش " و إذا سألت عن السبب يجيبونك بكل بساطة " أصبر " أما إذا ألححت في معرفة الحل لهذه المشكلة يجيبونك " دبر رأسك ".
إذن المعاناة تتفاقم يوما بعد يوم و لا أحد سمع نداء الإستغاثة الذي وججهته للمسؤولين الذين لم يكلف أي منه نفسه حتى عناء الإتصال بي و أنا صاحب النداء حتى يعرف حقيقة ما يجري و هو ما جعلني أفترض إحدى فرضيتين إما أن هؤلاء المسؤولين ملمين بحقيقة الأوضاع وهذا لا أعتقده و إلا لبادروا بحل المشكل و إما أننا كمواطنين درجة ثانية لا تعنيهم حياتنا في شيء فالمهم أنه يجب علينا نصفق لهم كلما نطقوا بقول إن أمر هذه البلاد عجيب جدا فكل الأوطان ترتقي من الأسوأ إلى الأفضل إلا عندنا في تونس الأمور معكوسة كل شيء يتراجع إلى الخلف حتى أننا بدأنا نتنازل عن أشياء مهمة في سبيل الحصول على ما هو أهم منها فقد تنازلنا منذ زمن عن حقنا في الشغل بعد أن فقدنا الأمل في سبيل الحصول على حق الحياة لكن يبدو أن للمسؤولين في بلدي رأي أخر حتى في هذا.

الحكومة ساكتة و عاجزة عن التدخل لحل هذا المشكلة التي حلت بنا أما المعارضة فهي بدورها تغط في نوم عميق و لم يبادر أي من السياسيين حاكما كان أو معارضا بالذهاب للمناطق التي تعاني إنقطاعا متواصلا للماء الصالح للشراب و معاينة الأوضاع هناك و الأثار المترتبة عليها و صدقوني حين أقول لكم أن مشاهد الناس و هو تقوم بجلب المياه من البرك الغير صالحة للشراب تجعل من يشاهدها يخال نفسه في بلد إفريقي و ليس في تونس التي تنافس على الدخول في مجموعة البلدان الأكثر نموا و المؤهلة لتصبح خلال بضع سنوات من البلدان المقدمة لكن مع هذا الوضع لا أظن أن ذلك سيحدث و لو بعد ألف سنة قادمة و ندعو الله أن لا تسوء أمورنا أكثر من ذلك و يا عالم ماذا تخبئ لنا الأقدار ربما نصحو في يوم من الأيام على إنقطاع الكهرباء إضافة لإنقطاع الماء و هكذا نعود إلى سنوات ما قبل الحضارة إنه أمر محزن للغاية.
و الأكثر إيلاما من ذلك أن أشاهد السيد وزير الفلاحة في برنامج تلفزي يناقش موضوع الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في حين أن الناس الذين من المفترض أن وزارته مسؤولة عن توفير الماء الصالح للشراب لهم يموتون عطشا و لا يجدون هذا الحق فبالله عليك يا سيادة الوزير هل تعلم ما يحصل في المناطق التي إنقطع عليها الماء لماذا لا تخرج في التلفزة و توضح لنا حقيقة ما يجري؟ لماذ لم تأتي لمعاينة الأوضاع الكارثية التي أصبحت تهدد حياة الناس؟ إن من لا يهتم بحياة من هم تحت مسؤوليته فلا يصلح أن يكون مسؤولا عنهم و أذكرك بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ يقول " و الله لو عثرت بغلة في العراق لسئلت عنها " هذه بغلة يا سيادة الوزير فما بالك بألاف الناس الذين سيقتلهم العطش.

و مع تواصل هذه المعاناة تكرمت علينا الشركة الوطنية لإستغلال و توزيع المياه بإصدار بيان قالت فيه أن بعض المناطق تعاني من إضطرابات في توزيع المياه في حين أن الحقيقة هي أن كثير من هذه المناطق تعاني من إنقطاع متواصل و ليس إضطراب كما أن الشركة لم توضح أسباب هذه المشكلة و أكتفت بالقول أن إنقطاع التيار الكهربائي هو السبب الرئيسي لكن أنا أؤكد أن التيار الكهربائي لم ينقطع عن منطقتي و لو لدقيقة واحدة في حين أن الماء الصالح للشراب منقطع منذ أكثر من ثلاث أسابيع و في نهاية بيانها ذكرت الشركة للوطنية لإستغلال و توزيع المياه أن هذه الإضطرابات ستتواصل خلال الأيام القادمة و هذه من المضحكات المبكيات حيث جاء التعبير مطلقا و لم تقل متى تنتهي هذه المشكلة فكلمة " الأيام القادمة " ربما قد تمتد لسنين ربما.

يبدو أن الأحزاب التي ستتقدم في الإنتخابات القادمة التي لا يعد تفصلنا عنها إلا شهورا قليلة سيكون من أبرز وعودها الإنتخابية " توفير الماء الصالح للشراب " و قد يكون أحد شعارات حملاتها الإنتخابية " صوتك يضمن لك شربة ماء " أو " صوت لمن سيسقيك " إن كل شيء أصبح ممكنا في تونس اليوم فبعد أن وعدونا في السابق بالشغل و التنمية الذين لم نر منهم شيء إلى اليوم ربما يعودون لنا لكن بأي وعود و هو لم يوفروا ما وعدوا به بل أنهم عجزوا حتى على المحافظة على ما وجدوه و مرة أخرى أكرر نفس النداء السابق لرئيس الجمهورية و رئيس الحكومة و رئيس المجلس التأسيسي أن يبادروا بالتدخل لحل هذه المشكلة.

كلمة أخيرة أوجهها لنوابنا بالمجلس التأسيسي الذين أقول لهم " خاب ظننا فيكم جميعا " و دون إستثناء فلماذا لم يدعو أي منكم لجلسة عامة طارئة تناقش هذا الوضع المزري الذي نعيشه؟ لماذا هب البعض منكم للدعوة لمناقشة مسألة تسليم البغدادي المحمودي في حين لم نسمع لكم صوتا أمام هذه الكارثة التي ألمت بنا عجيب أمركم تهتمون بكل شيء إلا بهذا الشعب المسكين الذي يعاني من أجل الحفاظ على حياته.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، أزمة المياه، شح المياه، الماء، المهدية، صفاقس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-07-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، د- محمد رحال، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، محمد الطرابلسي، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - المنجي الكعبي، حسن عثمان، رافع القارصي، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، أ.د. مصطفى رجب، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، طلال قسومي، عراق المطيري، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، محمد العيادي، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، نادية سعد، د - صالح المازقي، صفاء العربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح المختار، د. أحمد بشير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صالح النعامي ، فتحي الزغل، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، د. مصطفى يوسف اللداوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، محمود سلطان، د - مصطفى فهمي، أحمد ملحم، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، خالد الجاف ، مجدى داود، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، سليمان أحمد أبو ستة، محمود طرشوبي، وائل بنجدو، عواطف منصور، فتحي العابد، مراد قميزة، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، أحمد الحباسي، فهمي شراب، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، فتحـي قاره بيبـان، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، منجي باكير، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، أبو سمية، عبد الغني مزوز، صلاح الحريري، عبد الرزاق قيراط ، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، محرر "بوابتي"، تونسي، سعود السبعاني، كريم فارق، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة