البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مية الجريبي حين تفقد البوصلة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6807


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري حاليا و الديمقراطي التقدمي سابقا أصبحت نجمة بلا منازع خصوصا بعد الثورة كيف لا و هي المرأة التي تحدت المخلوع فرغم نحالة جسمها و صغر حجمها إلا أن هذه المرأة كانت معارضة شرسة و كان تحديها يجعلنا نصطف وراءها للدفاع عن حقوق مشروعة و هنا أعترف أني كنت من المعجبين بها و بنضالها مما جعلني أحترمها كثيرا و أكن لها حبا كبيرا نظرا لما كانت تمثله لدي من صمود في وجه الديكتاتورية و أذكر أني كنت أحرص على إقتناء جريدة الموقف بحثا عن إطفاء ظمأ باحث عن الحرية لكن كل هذه المشاعر أصبحت مجرد ذكرى جميلة بعد أن سقطت الأقنعة عن الجميع عقب الثورة فأول الصدمات التي تلقيتها كانت يوم 13 جانفي 2011 و أنا أستمع لموقف الحزب الديمقراطي التقدمي الذي كانت تضطلع بأمانته العامة السيدة مية الجريبي حين دعا على لسان السيد نجيب الشابي إلى حكومة إنقاذ وطني التي لم تكن في واقع الأمر إلا محاولة لإنقاذ بن علي الأيل للسقوط ثم تلتها سلسلة أخرى من الصدمات نتيجة الأخطاء المتكررة التي يعرفها الجميع.

فكم كنت أمني النفس بأن تبقى السيدة مية الجريبي بنفس الروح و العقلية و المبادئ التي كانت تناضل من أجلها حتى لا تخسر مكانتها التي كانت تحتلها في قلوبنا فرغم إختلافي السياسي معها إلا أني تمنيت أن تظل كما عرفتها أيام الجمر لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه فالأمينة العامة سرعان ما أنساقت وراء مسلسل حبكت خيوطه من قبل أناس حرصوا على إستغلال صورة النضال التي تتميز بها لمحاولة إنتاج القديم و هو ربما ما أغرى السيدة مية عن قصد أو عن غير قصد فأعجبت بما رسم أمامها من طريق ظنا منها أنه الطريق الأسلم لكن لم تكن تعلم أنها تراهن على الحصان الخاسر و هو ما تبين عقب إنتخابات المجلس التأسيسي التي أرسلت رسالة واضحة أنه من يراهن على غير الشعب فسيكون مصيره الخسران المبين.

خسارة أخرى للسيدة مية الجريبي وهو أنها من حيث لا تعلم إسهلكت إعلاميا حيث أنها أصبحت دائمة الحضور في جميع المنابر الإعلامية و هذا ربما قد تراه يخدم صورتها لكن يجب أن لا تنسى أن كثير الكلام كثير الخطأ و الظهور المكثف له سلبيات عديدة كأن تصبح صورتها نمطية لا تثير لدى الرأي العام أي شيء و هذا فعلا ما سقطت فيه الأمينة العامة حيث أصبح كلامها ضربا على اليمين و اليسار فمرة ضد الإعتصام ( القصبة 3 ) و مرة مع الإعتصام ( إعتصام الملاحة و غيره ) و مرة مشاركة في حكومة محمد الغنوشي التجمعية و مرة رافضة للمشاركة في حكومة الثورة و مرة ضد إسقاط الحكومة الغير شرعية ( جكومة السبسي ) و مرة مع إسقاط الحكومة الشرعية ( الحكومة الحالية ) هذه عينة من تقلب المواقف للسيدة مية الجريبي التي أفقدتها الكثير من بريقها النضالي و الثوري فمتى تستفيق من هذا الإصرار على الذهاب إلى العدم و تثوب إلى رشدها السياسي.

أخر الزلات السياسية للسيدة الأمينة العامة دعوتها لإسقاط الحكومة المنتخبة و الدعوة لتشكيل حكومة خارج صناديق الإقتراع هذه الدعوة التي قوبلت بدهشة من قبل الجزأ الكبير من الرأي العام لأن الجميع يعلم أن السيدة مية الجريبي عبرت منذ البداية أنها و حزبها لن تشارك في حكومة تكون فيها حركة النهضة طرفا فعلى أي أساس إذن ستشكل هذه الحكومة التي دعت إليها ثم قالت أنها لو كانت و رفاقها في السلطة لكانت أمور البلاد أفضل حالا مما هي عليه الآن لكني لا أعتقد ذلك خصوصا عندما أستمع لحديث السيد محمد الحامدي عن الطريقة التي جرت بها الإنتخابات في المؤتمر التوحيدي بين الديمقراطي التقدمي و أفاق فمن لا يؤمن بالديمقراطية و لا يمارسها داخل حزبه لا يمكن أن يكون مصلحا لبلد و لشعب باحث عن التغيير.

يقول الأديب الروسي مكسيم غوركي " جئت إلى العالم لكي أحتج " و أنا أقول للسيدة مية الجريبي "جاءت الثورة لكي تحتجي " فعوض أن تستغل تلك التراكمات النضالية في مسيرتها لتقوية موقعها داخل المشهد السياسي إلا أنها أكثرت من الإحتجاج على كل شيء مما جعلها تخسر العديد من النقاط في رصيدها النضالي خصوصا و هي تعبر عن معارضتها لإقصاء أزلام النظام البائد و خوفي كل الخوف أن تجيبها الثورة عقب الإنتخابات القادمة لتقول لها أسف رصيدكم غير كافي.

ختاما أهمس في أذن السيدة مية الجريبي لأقول لها بكل حب صحيح أني أختلف معك تماما من حيث التوجه السياسي لكن أرجو أن تعودي كما كنت قبل 14 جانفي لأننا لا نريد أن نخسر إمرأة مثلك في هذه البلاد التي في حاجة لجميع أبناءها خاصة و أنه بإمكانك أن تلعبي دورا مهما لو أنك راجعت مواقفك و حاولي أن تستمعي لقواعدك التي لا أراها تشاطرك الكثير من توجهاتك فرجاء حاولي نفض الغبار الذي راكمه البعض حولك و إنفضيه عنك قبل فوات الأوان لانه مازال بعض الوقت إن أردت ذلك.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، مية الجريبي، الحزب الجمهوري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، يحيي البوليني، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بنيعيش، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، رافع القارصي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي العابد، د. أحمد بشير، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، الهادي المثلوثي، جاسم الرصيف، سلام الشماع، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، حسن عثمان، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، عمار غيلوفي، رافد العزاوي، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، نادية سعد، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، حميدة الطيلوش، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، علي عبد العال، د - عادل رضا، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، محمود سلطان، مجدى داود، عمر غازي، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد يحي، الهيثم زعفان، سامح لطف الله، أحمد ملحم، سيد السباعي، وائل بنجدو، محمد الياسين، تونسي، عراق المطيري، صباح الموسوي ، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، محمود طرشوبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، أبو سمية، المولدي الفرجاني، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، أنس الشابي، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح الحريري، خالد الجاف ، سلوى المغربي، صالح النعامي ، حسن الطرابلسي، كريم السليتي، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة