البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

النكبة..وشعراء فلسطين

كاتب المقال د. صلاح عودة الله - القدس المحتلة    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6097


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في مثل هذه الأيام ولكن قبل أربعة وستين عاما عصفت النكبة الكبرى بشعبنا الفلسطيني..شعب كل ما أراده يريده هو الحرية والتحرر والاستقلال وكل ما حصل عليه هو الدمار والعذاب والقتل والتشريد.

تمر علينا ذكرى نكبتنا ولا تزال الفرقة تعصف بين الاخوة الأعداء في حركتي فتح وحماس, فها هو اليوم السابع والعشرون لاضراب أسرى الحرية في المعتقلات الصهيونية يمر, ولم يستطع أن يعيد اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد, وهنا تحضرني ابيات للشاعر العربي الفلسطيني الراحل محمود درويش استلهمها، وهو القائل:"عن انسان..وضعوا على فمه السلاسل..ربطوا يديه بصخرة الموتى ،و قالوا:أنت قاتل..أخذوا طعامه و الملابس و البيارق..ورموه في زنزانة الموتى، وقالوا:أنت سارق..طردوه من كل المرافيء..أخذوا حبيبته الصغيرة، ثم قالوا:أنت لاجيء..يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل..لا غرفة التوقيف باقية و لا زرد السلاسل..نيرون مات، ولم تمت روما بعينيها تقاتل..وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل". وجدت في هذه ألابيات عزاءا كبيرا ويقينا يطمئنني على مستقبل فلسطين وشعبها رغم القتل والدمار والحروب التي طالت الشجر والحجر والانسان والتاريخ في ذلك البلد الذي يحتضن مدينة القدس اعرق وأجمل مدن الدنيا والتي تحتضن بدورها اقدس المقدسات الاسلامية والمسيحية.

التاريخ الحديث لم يتقدم حضاريا


قبل أيام قلائل احتفل الصهاينة بعيد استقلالهم، والذي هو يوم نكبتنا، وهنا لا بد لي من القول، بأن ما حدث في فلسطين يشهد بأن التاريخ الحديث لم يتقدم حضاريا كما يزعمون..فهل من التحضر أن تغزو أقلية أجنبية وطن الأكثرية بدعم سياسي ومالي وعسكري من الخارج، وتطردها من وطنها وتزيل ملامحها مثلما حدث في فلسطين المنكوبة؟.

نقر ونعترف بأن الصهاينة قد نجحوا في الاستيلاء على الأرض حتى الآن، وفصلوا أهلها عنها وشتتوهم في أنحاء الأرض فيما يمكن وصفه بالإبادة الجغرافية..لكنهم لم ولن ينجحوا في القضاء على الشعب الفلسطيني الذي بقي حياً ومتماسكاً، ولم يندثر كما اندثرت أمم قبله في كوارث أقل جسامة.وليس من باب التشاؤم استذكرهذه الأبيات والتي تتحدث عن نفسها مطالبة من فقدوا الضمير والوعي بالصحوة والعمل السديد من أجل العودة والتحرير:"هَـرِمَ الناسُ وكانـوا يرضعـونْ..عندما قال المُغنّي:عائـدون،يا فلسطينُ ومازالَ المُغنّي يتغنّى وملايينُ اللحـونْ، في فضـاءِ الجُـرحِ تفنى واليتامـى..مِن يتامى يولـدونْ..يا فلسطينُ وأربابُ النضالِ المدمنـونْ، سـاءَهمْ ما يشهـدونْ، فَمَضـوا يستنكِرونْ، ويخوضـونَ النّضالاتِ على هَـزِّ القناني، وعلى هَـزِّ البطـونْ..عائـدونْ..ولقـدْ عادَ الأسـى للمـرّةِ الألفِ، فلا عُـدنا، ولا هُـم يحزنـونْ".
العودة حق والحق هو العودة:

ستبقى فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى بأنها هي الأرض، وهي الوطن والعودة، وهي التحدي، وهنا أستذكر ما قاله شاعرنا الفلسطيني الراحل عبد الكريم الكرمي"أبو سلمى" في قصيدته الشهيرة"سنعود"، وهي بحسب اراء النقاد القصيدة الأشهر في الشعر الفلسطيني الذي ارتبطت ذاكرته بضياع فلسطين، فاسم القصيدة الذي يوحي بحتمية الانتصار بعودة الغريب إلى أرضه ووطنه، هذا التصميم لا يوحي به للوهلة الأولى ذلك التوجع اللامحدود للفراق، بل ذلك الخيال الساكن في فضاء فلسطين، يحلق عند زيتونها ويجلس عند سهولها، أسئلة الرفاق والاصحاب واحتراق الأيام في الشتات لا يثني من عزيمته بل يظل مبشرا بالعودة، عودة كريمة تٌفتح فيها الأبواب،وتٌذاب فيها القيود..يقول في مطلعها:
خَلعتُ على ملاعبها شـــــَبابي وأحلامي على خُضــرِ الرَّوابي..ولي فــي كُلِّ مُنعَطَفٍ لـــقاءُ مُوَشّي بالســَّلام وبالعِتــاب..ثم يمضي واصفا عذابه من هجر فلسطين وكذلك غدر ذوي القربى، فيقول: فلســـطين الحــبيبة كيف أغفو وفي عيني أطيــاف العــذاب..أطهـر باســــمك الدنيا ولو لم يـبرح بي الهوى لكتمت ما بي..تمر قـوافل الأيــام تـــروي مؤامـــرة الأعادي والصحاب..فلســطين الحبيبة .. كيف أحــيا بعيداً عن ســهولك والهضاب..تناديني الســـــفوح مخضبات وفي الآفــاق آثار الخضــاب..تناديني الشـــــواطىء باكيات وفي سـمع الزمان صدى انتحاب..تناديني الجداول شـــــاردات تســــير غريبة دون اغتراب..تنادينــي مدائــنك اليتــامى تنـــــاديني قراك مع القباب..ويســــــألني الرفاق ألا لقاء وهل من عــودة بعد الغيــاب..أجل.. ســــنقبل الترب المندى وفوق شـــفاهنا حمر الرغاب..غداً ســنعود والأجيال تصــغي إلى وقع الخـطى عــند الإياب.ثم ينهيها مؤكدا وجازما بأن العودة اتية لا ريب فيها:أجل، سـتعود آلاف ضحايا الظلم تفتح كل بـاب..نعم يا أبا سلمى سنعود رغم الداء والأعداء..سنعود رغم الأصوات الفلسطينية الشاذة والخارجة عن منطقنا، منطق الحق والتصميم، ففلسطين تقول لن أرضى بغير أبنائي وحان الأوان لنقول لها ونحن بدورنا لن نرض الا بك، فأنت الأم التي في رحمها خلقنا ومنه خرجنا، وهل يخذل الولد أمه؟.

تسعة عشر عاما بعد النكبة الكبرى والتي ضاع فيها ما يقارب الأربعة أخماس من فلسطين التاريخية، هزتنا النكسة المؤلمة والمخزية، حيث تمكن الكيان الصهيوني من احتلال ما تبقى من الوطن وأراضي عربية أخرى بعد أن هزم ثلاثة جيوش عربية، ولكن ورغم كل ذلك فشعبنا لم ولا ولن يفقد الأمل.

أيها المارون بين الكلمات العابرة


وفي ظل روح هذه العقيدة الراسخة يكتب شاعر القضية الفلسطينية ومقاومتها الراحل محمود درويش والذي حمل هم قضية بلاده فلسطين داخل قلبه فكانت صاحبة حضور قوي بمعظم قصائده، واليوم ونحن نسكب من أعيننا دماً لا دموعاً على يوم نكبتنا ونكستنا وضياع الوطن، نأتي لنذكر واحدة من قصائد هذا الشاعر الفلسطيني، الذي كان شعره لسان حال الفلسطينيين والعرب..قصيدة هزت الكيان الصهيوني وبرلمانه، فيقول فيها"أيها المارون بين الكلمات العابرة" مخاطبا الصهاينة المحتلين.."أيها المارون بين الكلمات العابرة..احملوا أسماءكم، وانصرفوا، واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا،واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة..وخذوا ما شئتم من صورٍ، كي تعرفوا، أنكم لن تعرفوا:كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماء؟..ثم يمضي قائلا بكلمات نابعة من القلب، هذا القلب الذي توقف عن الخفقان لأنه لم يعد يتحمل عذاب وقهر أبناء شعبه وقضيتهم:أيها المارون بين الكلمات العابرة،آن أن تنصرفوا..وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تقيموا بيننا..آن أن تنصرفوا..ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا، فلنا في أرضنا ما نعملُ، ولنا الماضي هنا، ولنا صوت الحياة الأول، ولنا الحاضرُ،والحاضر، والمستقبل..ولنا الدنيا هنا، والآخرة..فاخرجوا من أرضنا..من برنا.. من حرنا..من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا، من كلّ شيء، واخرجوا..من ذكريات الذاكرة..أيها المارون بين الكلمات العابرة".

نعم، انهم مارون بين الكلمات العابرة، وأما نحن فنقول ما قاله شاعرنا الفلسطيني الراحل توفيق زياد ابن الناصرة"عاصمة الجليل" :هذه أرض ابائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا، فنحن هنا باقون، على صدوركم باقون كالجدار وفي حلوقكم..كقطعة الزجاج كالصبار، وفى عيونكم زوبعة من نار..كأننا عشرون مستحيل فى اللد و الرملة و الجليل..إنا هنا باقون، فلتشربوا البحرا..نحرس ظل التين و الزيتون، ونزرع الأفكار كالخمير فى العجين..برودة الجليد فى أعصابنا، و فى قلوبنا جهنم حمرا..إذا عطشنا نعصر الصخرا، و نأكل التراب إن جعنا ولا نرحل، و بالدم الزكى لا نبخل لا نبخل لا نبخل..هنا لنا ماض وحاضر و مستقبل..ويا جذرنا الحي تشبث، واضربي في القاع يا أصول..نعم، يا أيها المناضل الراحل العنيد..نعم، يا شاعرنا 'أبا الأمين'..أيها"التوفيق زياد" نعاهدك بأن أصولنا ستضرب دوما في أعماق القاع وسنبقى هنا، فعلى هذه الأرض..سيدة الأرض ما يسنحق الحياة.

بعد أربعة وستين عاما نتساءل مرة أخرى:
هل مازلنا منكوبين كما بدأنا؟..وهل أقنعنا العالم بأننا منكوبون؟..وهذا العالم لا وقت لديه للتاريخ كي يحقق فيمن ظلم وفيمن نكب ولكن في هذا العالم مساحة كبرى للتصوير لاستعادة حلم من نكبوا.. فإذا عجزنا على أن ندون تاريخ النكبة في صفحات تاريخ العالم اليوم فنسى الجميع تاريخها إلا نحن، فهل بإمكان صورة النكبة أن تصلح ما سقط من التاريخ..كي لا يضيع الحلم بعدما ضاعت الأرض.

نعم، لقد مرت كل هذه الأعوام منذ أن انتصب الكيان الصهيوني وفيها يزداد تشبث الفلسطيني منا بحقوقه التي لا تسقط بمرور السنين رغم تكالب الظروف والمؤامرات..وطالما ان هناك فلسطيني على قيد الحياة، ستبقى الحقوق مصانة ولا بد في يوم من الأيام ان يعود الحق لأصحابه طال الزمن او قصر.

ان التأريخ علمنا بأن الاحتلال الى زوال لا محال، وحتما سيأتي ذلك اليوم الذي ستتحول فيه مستوطنات الاحتلال الى آثار من الماضي الاحتلالي..فهل سينصفنا التأريخ هذه المرة بعد أن خذلنا مرات عديدة؟.

صور متنوعة للنكبة


للنكبة صور مختلفة أدناها نكبة الأرض وأقصاها نكبة الضمير..وبين الأدنى والأقصى نكبة الصورة نفسها..حيث لم نستطع إلى اليوم وللأسف تحويل النكبة إلى صورة إنسانية خالدة وبقيت صورة قومية وأحيانا حزبية ضيقة..وبما أنها إرث الماضي فهي محل صراع ككل المواريث، وكي يتحول هذا الإرث الرمزي إلى إرث مادي نراه، فقد اجتهد الكثيرون في التصوير وإعادة التصوير بالشعر والسينما والقص الجميل..واستبسل كثيرون في تأسيس النضال كأيقونة فلسطينية تجعل الموت الزؤام طريقا للحياة الكريمة..ولكن ظل الاتجاه نفسه موغلا في الألم معتبرا الأمل بلاغة قول لا تستوعب حلم الشعوب.

ومنذ النكبة إلى اليوم كثر"الينبغيون" على حد تعبير علماء الاجتماع العرب (والينبغيون هم المنظرون للهزيمة التاريخية والنصر اللغوي بتكرار كلمة "ينبغي أن..") والفصحاء والغالبون قهرا لا عدلا والرصاص الرخيص أيضا، لكن ملح الأرض ظل مالحا كما بدأ وظل الفلسطيني يحمي أرضه برموشه بعدما انطلت عليه حيلة من ذكرنا وهم كثر.

بعد أربعة وستين عاما عن حدث النكبة لم تتغير الصورة وظل الشيخ القابض على المفتاح كي يعود، قابضا على الجمر كي لا يخبو الجمر بهواء الطرقات..وتوارثت المفتاح القديم أجيال جديدة لم تعش النكبة في التأريخ وعاشتها في الوجدان بروايات من قاتلوا وتقاتلوا فداء للنكبة.
وهنا أستذكر ما قاله أيضا شاعر القضية الفلسطينية ومقاومتها الراحل محمود درويش"لماذا تركت الحصان وحيداً..؟"،إلى أين تأخذني يا أبي؟..إلى جهة الريح يا ولدي..وهما يخرجان من السهل، حيث أقام جنود بونابرت تلاً لرصد الظلال على سورعكا القديم ـ يقول أبٌ لابنه:لا تخف، لا تخفْ من أزيز الرصاص..التصقْ بالتراب لتنجو..سننجو ونعلو على جبل في الشمال، ونرجع حينَ يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ ـ ومن يسكن البيت من بعدنا يا أبي؟..ـ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي..تحسس مفتاحه مثلما يتحسس أعضاءه، واطمئن. وقال لهُ، وهما يعبران سياجاً من الشوك :يا ابني تذكّرْ..هنا صلب الإنجليزُ أباك على شوك صبارة ليلتين، ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم سيرة الدم فوق الحديدِ..ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟..ـ لكي يؤنس البيت، يا ولدي، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها..تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ، لسيارة الليل. تعوي ذئاب البراري على قمر خائف. ويقول الأب لابنه: كن قوياً كجدّك..واصعد معي تلة السنديان الأخيرة..يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ عن بغلة الحرب، فاصمد معي، لنعودَ..ـ متى يا أبي؟..ـ غداً..ربما بعد يومين يا ابني..وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة، وكان جنود يهوشع بن نون يبنون قلعتهم من حجارة بيتهما، وهما يلهثان على درب (قانا): هنا مر سيدنا ذات يوم..هنا جعل الماء خمراً..وقال كلاماً كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّرغدا، وتذكر قلاعاً صليبية قضمتها حشائش نيسان بعد رحيل الجنود".

وأذكر المفاوضين الفلسطينيين بما قاله شاعرنا الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان:في يديكم بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تطير البقية، وليعذرني شاعرنا العظيم، لم تعد هنالك بقية لكي تطير، فقد طار الوطن ومعه قضيته..ولكي لا يصفني البعض بالانهزامية، أختتم بما قاله محمود درويش ردا على ما قالته رئيسة حكومة الصهاينة غولدا مئير بعد النكسة، بأن"عرب اسرائيل" لم يبقوا عربا فقد نسوا هويتهم الأصلية:

"سجل أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون ألف وأطفالي ثمانية، وتاسعهم سيأتي بعد صيف، فهل تغضب؟..سجل أنا عربي، وأعمل مع رفاق الكدح في محجر، وأطفالي ثمانيه أسُل لهم رغيف الخبز والأثواب والدفتر..من الصخر، ولا أتوسل الصدقات من بابك ولا أصغر أمام بلاط أعتابك..فهل تغضب؟..سجل أنا عربي..أنا إسم بلا لقبِ..صبور في بلاد كُل ما فيها يعيش بفورة الغضبِ..جُذوري قبل ميلاد الزمان رست وقبل تَفتح الحقبِ، وقبل السرو والزيتون وقبل ترعرع العُشبِ..أبي .. من أُسرة المِحراث لا من سادة نُجبِ وجدي..كان فلاحاً بلا حسب..ولا نسب يُعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكُتبِ، وبيتي كوخ ناطورٍ من الأعواد والقصبِ، فهل ترضيك منزلتي؟..أنا إسم بلا لقب..سَجل أنا عربي، سلبتَ كروم أجدادي وأرضاً كُنت أفلحها أنا وجميع أولادي ولم تترك لنا..ولكل أحفادي..سوى هذي الصخور، فهل ستأخذها حُكومتكم ..كما قيلا؟..إذن سَجل..برأس الصفحة الأولى..أنا لا أكره الناسَ، ولا أسطو على أحد، ولكني.. إذا ما جُعتُ آكلُ لحم مُغتصبي..حذارِ، حذارِ،من جوعي ومن غضبي".

والى الاخوة الأعداء في حركتي فتح وحماس أقول:ها هو اضراب سجناء الحرية لا يزال مستمرا وكثير منهم يصارعون الموت وذكرى النكبة بعد يوم، والكيان الصهيوني يقوم بتهويد القدس وعزلها، فهل لا تعتبرون، وأقول لكم ما قاله رفعت زيتون:ويا ويلي إذا احتدمتْ دواجي الظـّلم ِ..او عصفتْ رياحُ الحقد ِ حاصبةً..ويا ويلي إذا غابتْ ضمائرنا..إذا وُضِعتْ سيوفُ الجَّور ِ مارقةً على أعناق ِ وحدتنا..فسوف يؤول مسعانا الى العدم ..ولنْ نجني حصاداً غيرَ طعم ِالخوف ِ والندم ِ".

الحرية لسجناء الحرية والتحرر..المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار للصهاينة الأعداء ومن سار في فلكهم..والى من فقدوا الأمل بالعودة والتحريربل أفقدوه عمدا لأطماع ومصالح شخصية أقول:"قالوا لاجئين..قلنا ثوار مناضلين..قالوا بلا وطن..قلنا لن يطول الزمن..قالوا تبغون المستحيل..قلنا الأمانة ننقلها من جيل إلى جيل"..نعم، نحن لسنا بعجالة من أمرنا فان لم نستطع تحرير فلسطين كل فلسطين، فستحررها الأجيال القادمة، وما بعد الليل الا بزوغ الفجر.
وأختتم بروح هذه الأبيات التي تنشد أمانينا:سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى..بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا..و مازال بين تلال الحنين و ناس الحنين مكان لنا ..فيا"وطن" كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا.

في الذكرى الرابعة والستين للنكبة نقول، لن ننثني يا سنوات الجمر واننا حتما لمنتصرون، وكما قال شاعرنا الفلسطيني الراحل ابن قرية"مصمص" راشد حسين:"وكونوا من عظام الميت ميتكم..بنادقاً ان تنأى عنكم الشجر..وجهزوا من دم الفتيان ميتكم..زيتاً لها ان علاها بالصدأ المطر..ومهما صنعتم من النيران نخمدها..ألم تروا اننا من لفحها سمر..ولو قضيتم على الثوار كلهم..تمرد الشيخ والعكاز والحجر".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

النكبة، النكبة الفلسطينية، شعر النكبة، شعر المقاومة، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  قراءة موضوعية في خطاب الرئيس السوري
  كلمات في ذكرى رحيل حكيم القدس"الدكتور أحمد المسلماني"
  فعلا، ان الحماقة أعيت من يداويها يا كويتيين!
  "أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟"!
  يا خالد مشعل.. لا تكن"شايلوك" فلسطين
  فعلا، ان أقذر الأرحام هي تلك التي أنجبتكم يا عبد الله الهدلق وفؤاد الهاشم
  المفكر الفلسطيني "اميل توما"..في ذكرى رحيله السابعة والعشرين
  إن لم تستح، فافعل ما شئت
  محمود درويش..في ذكرى رحيله الرابعة
  د. جورج حبش في ذكرى ميلاده: شعلة لا تنطفئ ورسالة تتجدد عبر الأجيال
  ربع قرن..وما زال الجرح نازفا يا "ناجينا"
  وفاة المفكر ناجي علوش صاحب مقولة " بالدم نكتب لفلسطين"
  عندما يفقد تمثال"الحرية" الأمريكي مفهوم الحرية
  صدقت يا "ناهض حتر"، ولكن!
  "محمد طمليه"..في حضرة الوجود!
  "واحسرتاه .. يا شعفاط"
  على العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن يستيقظ فورا
  الخلفان..وتصريحات مكانها "مواطئ الأقدام"
  دويلة قطر..."معزتين وخيمة"
  النكبة..وشعراء فلسطين
  "الربيع العربي" وبعده عن الواقع
  ما بين استشهاد"أبو جهاد" ومجزرة"مخيم جنين"
  "فرسان فلسطين الثلاثة"..ما أكثرهم
  التاسع من نيسان..يوم محفور في ذاكرة الشعبين الفلسطيني واللبناني
  ليس دفاعا عن غسان بن جدو..بل دفاعا عن الواقع
  من قباني و درويش الى أمراء النفط
  ليس دفاعا عن الكاتبة سيماء المزوغي..بل دفاعا عن الحقيقة!
  هنا..على صدوركم باقون !
  عندما يصبح الاغتصاب فعلة مشروعة!!
  أوسخ الأرحام ذاك الذي أنجبك يا عبد الله الهدلق

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، عبد الله الفقير، د- جابر قميحة، محمد شمام ، مصطفي زهران، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، تونسي، أنس الشابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، محمود سلطان، ياسين أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، علي عبد العال، الهيثم زعفان، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الغني مزوز، فوزي مسعود ، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، محمد يحي، حسن الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، سامح لطف الله، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، خبَّاب بن مروان الحمد، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، د - مصطفى فهمي، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، محمد العيادي، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، نادية سعد، منجي باكير، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، عواطف منصور، د. عبد الآله المالكي، محمد اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، مراد قميزة، حسن عثمان، سلام الشماع، أبو سمية، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الياسين، رافد العزاوي، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العراقي، رمضان حينوني، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، المولدي الفرجاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، د- هاني ابوالفتوح، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، علي الكاش، د. خالد الطراولي ، يزيد بن الحسين، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة