البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المغزى الحقيقي لأحداث العراق

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5192


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نراقب بألم ما يدور في سوق السياسة العراقية، وبعيداً عن التشنج والتوتر، ولكن لجهة إقرار الحقائق المادية الموضوعية، فإن ما نشهده والشعب العراقي من مسلسل على مسرح السياسة يشير بجلاء إلى حقيقة موضوعية واحدة يتوصل لها كل باحث ومراقب ومحلل حيادي، أنها إفرازات للاحتلال ونظم وحياة سياسية فرضت على الشعب العراقي بقوة السلاح، وما أعقبه وما تلاه من أحداث، لم يكن للعراقيين يد طولى فيها، ولا قصيرة، والقوى التي إدارات الشؤون العراقية هي قوى أجنبية لم ولن تريد له الخير، ولا أن ينهض العراق من كبوته، بل الهدف المؤكد هو إبقاؤه في كبوته، بل وتعميقها إن أستطاع لذلك سبيلاً.

لا نريد بهذه المقدمة أن نبرأ أحداً ولا نتهم أحداً، فالخطب كبير، والأزمة عميقة، والطروحات من قبيل تزجية الوقت، وتمرير المواقف، غير مقبولة، فالشعب العراقي يعاني من حوالي عشر من السنوات، من مأساة على شتى الأصعدة لم يتم فيها تقديم منجز واحد للشعب، ليس على الصعيد الاقتصادي والخدمات الاجتماعية، فهذه من جملة المسائل التي أتخذت بشأنها قرارات بإبقائها في وضعها المشلول من أجل شل العراق، ليس هذا فحسب، بل وأن ما يبدو في مقدور الحكومة فعله على الأقل، على المستوى النظري، هو تأمين أمن المواطن، وطرح مجتمع مسالم يتمكن الناس فيه من مواصلة العيش رغم الظروف المحيطة الصعبة، فلا زلنا نسمع عن الاعتقالات العشوائية، حيث يمكن اليوم الزج بأي إنسان في اعتقال أو سجن بتهم شتى، لن تجد من يستطيع الافلات منها، والتهم جاهزة والعدالة هي ما تراه الحكومة.

في هذا الشأن يتحدث ويكتب شخصيات حكومية كبيرة ساهمت في العملية السياسية منذ بدايتها إلى ما قبل فترة وجيزة، فإذا كان شخصيات بمستوى نواب رئيس جمهورية ورئيس وزراء سابق يشيرون بأصابع الأتهام إلى مواطن الخلل بصراحة تامة مع تقديم الأدلة والبراهين ولكن دون جدوى. وإذا كان مصير مثل هذه الشخصيات محفوف بالمخاطر على حياتهم بأشكال عديدة: بالأغتيال أو التهديد، أو سوقهم لمحاكم يشكك فيها الكثيرون من أطراف الحكم، فما تبقى للمواطن البسيط من أمن وأمان وثقة بالغد والمستقبل، وأي مستقبل ؟.

فالحكومات التي جاءت في زمن الاحتلال وحتى الآن لم تحاول واحدة منها العمل ولو بوسائل بسيطة وبدائية على تخفيف حدة الاحتقانات الداخلية، فالوضع الاقتصادي / الاجتماعي الداخلي منحط لدرجة الجوع في واحدة من أثرى بلاد العالم، لا توجد برامج تنمية، والفساد قد أستشرى حتى غدا من قواعد الحياة، والحكومات بنفسها تمارس الخطف والاغتيال والاعتقال بالشبهة، والعالم بأسره يؤكد أن العراق في مقدمة الدول التي ينعدم فيها الأمن والأمان، فكيف لبلاد بمثل هذه الأوضاع لها أن تنهض وكيف يصير تأسيس دول حديثة قائمة على الإقصاء والتهميش والاجتثاث وسائر المصطلحات المنافية لا للديمقراطية، بل لحتى حياة إنسانية بدرجاتها الدنيا.

وفي وقت تتنادى فيه مؤسسات دولية تبدي أسفها على وصل إليه حال التعليم العالي في العراق، تعمد سلطات، أو جهات مجهولة باعتقال الأساتذة من داخل الحرم الجامعي، فهي رسالة لمن يفكر بالعودة للعراق من التدريسيين الجامعيين، وإشارة إلى انهيار ما تبقى من سمعة التعليم.

بتقديري، أن المسؤولية اليوم تشير إلى كافة المواطنين العراقيين المشاركين في العملية السياسية وحتى النائين بأنفسهم عنها، أن يوحدوا جهودهم، في معسكر واحد، شعاره إن الحكم للشعب، وعبر بصناديق الاقتراع لا طائفية ولا مناطقية بل حياة سياسية صحية يستنشق الشعب فيه هواء الحرية بعيداً عن سطوة وتهديد الميليشيات والمسلحين وأعمال العنف.

المطلوب هنا عمل وطني عراقي، يتأسس على الغاء نتائج الاحتلال، شريطة ان يحتضن الجميع بلا محاصصات ولا تهميشات ولا إقصاء لأحد، عمل يضم الحركات السياسية التي تتقدم ببرنامج وطني قائم على التحرير التام ووحدة الوطن والشعب، والتصدي لإعماره والانطلاق صوب مرحلة جديدة من تاريخه المعاصر.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية مع احدى القنوات الفضائية العربية بتاريخ 9 / ايار / 2012


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، المالكي، الجلاء من العراق، الحكومة العراقية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهادي المثلوثي، علي الكاش، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العراقي، سامح لطف الله، د - شاكر الحوكي ، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، د- محمود علي عريقات، رمضان حينوني، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، محمد العيادي، رافد العزاوي، نادية سعد، عبد الله الفقير، يحيي البوليني، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عراق المطيري، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، منجي باكير، أبو سمية، الهيثم زعفان، د- هاني ابوالفتوح، فتحي الزغل، محمود سلطان، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بنيعيش، أحمد النعيمي، أنس الشابي، محمد يحي، أحمد بوادي، كريم السليتي، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، علي عبد العال، صفاء العربي، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، فهمي شراب، رضا الدبّابي، سلوى المغربي، إياد محمود حسين ، د- محمد رحال، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، كريم فارق، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، ماهر عدنان قنديل، مصطفى منيغ، صلاح المختار، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، محمد أحمد عزوز، صلاح الحريري، أحمد الحباسي، د - صالح المازقي، العادل السمعلي، محمد شمام ، محمد الياسين، حاتم الصولي، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، مراد قميزة، تونسي، الناصر الرقيق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود طرشوبي، سامر أبو رمان ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - عادل رضا، عبد الله زيدان، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، خالد الجاف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة