البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الرئيس "الزّبال".. وفخامة الشيخ الرئيس

كاتب المقال عمر غازي - السعودية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4515


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حازم صلاح ابو اسماعيل، كنت كملايين المصريين غيري نجهل الكثير عن هذا الاسم قبل الثورة فلا أذكر سوى أنني شاهدته عدة مرات على شاشة فضائية إسلامية بمحض الصدفة فسألت والدي من يكون هذا الشيخ فقال هو نجل عالم كبير من علماء الأزهر كان عضوا في البرلمان وكلفه السادات بمشروع تقنين الشريعة الإسلامية، بعد الثورة بقليل قالت لي والدتي إن الشيخ حازم يقيم برنامجا تلفزيونيا ليثقف الناس بمفاهيم السياسة ويطرح رؤية جميلة ومبسطة لفهم الحالة الآنية تعجبت من هذا الشيخ السياسي ولم أحرص على مشاهدته، مرت الأيام وكان الخبر الذي استقبلته كغيري بالتندر وهو ترشيح الشيخ حازم أبو إسماعيل رئيسا.

من يكون الشيخ حازم وما هي مؤهلاته؟ وما هو سلمه الوظيفي؟ وما المناصب التي شغلها؟ وما هو تاريخه السياسي حتى يكون رئيسا؟ ومن سينتخبه غير السلفيين؟ ثم لو نجح من سيمكنه من رئاسة مصر؟... إلخ

الشيخ ده الظاهر بيحلم ولا غاوي شهرة.. للأسف تلك كانت الإجابة الجاهزة التي نقنع بها أنفسنا دون نمهلها فرصة للاستماع لما عند الرجل حتى نرفضه على الأقل وهو ما جسده الإعلامي خيري رمضان في لقاءه الأخير بالشيخ أبو اسماعيل على قناة "سي بي سي" الفضائية حيث جعل من الشيخ متهما مذنبا لممارسته هذا الحق الدستوري والأعجب أنه استجوبه عن مؤهلاته السياسية وتاريخه النضالي وظهوره المفاجئ بأسلوب فج قبل الاستماع إليه أو منحه فرصة يسيرة للحديث عن رؤيته ودوافعه من هذا الترشيح، مما قد يفهم منه أنها محاولة مغرضة لاسقاطه لصرف المتابعين عن الاستماع إليه بعدما لا يلاحظون في تاريخ ذلك الشيخ الذي يستحق الابهار بمعايير الحكم العسكري الذي ننتسب إليه.

استفزني هذا الأسلوب برغم حيادي وعدم نيتي حتى اللحظة الراهنة انتخابه أو غيره من المرشحين وعدم اهتمامي كذلك بمتابعة مثل هذه اللقاءات التي لا تنتهي على القنوات الفضائية لإيماني أنه لا جديد، لكني وجدت بداخلي اصرارا على متابعة اللقاء الأشبه بالمحاكمة بضيوفه الـ6 المتحاملين على الشيخ بدءً من الفلاح الفصيح فأبهرني هدوء الشيخ وردوده المتأنية الرصينة ورؤاه المتوازنة وإدراكه للواقع وثقافته السياسية والاقتصادية العالية وفهمه لمتطلبات وظيفته الجديدة، وهو ما دعاني أيضا لكتابة هذه الأسطر.

فنحن للأسف أصبحنا تحت ثقافتين الأولى الحكم المسبق على الأشخاص والأشياء وثانيها الافتتان بالمناصب والألقاب والمظاهر البراقة الخادعة، لكن الفكر هو آخر ما قد يخطر ببالنا، وذلك لأننا ما زلنا نعاني من تأثير الحكم العسكري علينا فنقف فاغرين أفواهنا تحت ألقاب فريق ركن قائد القوات الجوية وفي النهاية يكون من تحت تلك البدلة بليد الذهن عصي الفهم ينطبق عليه المثل الدارج (طور الله في برسيمه) لكن هذا كله لا يهم مقارنة بتاريخه وأنواطه التي حصل عليها.

إن ثقافة الحاكم المدني لم تتسرب إلينا وإقصائية النظام السابق لمعارضيه تجعلنا نحصر خياراتنا ما بين القادة العسكريين وقيادات الداخلية أو بقايا النظام البائد من وزراء سابقين وسفراء وقضاة (وأعني ما أقول)، لم نسأل أنفسنا من يحكم أمريكا أو غيرها من البلدان الديمقراطية ومن أي أتوا وماذا كانوا يشتغلون فيما مضى؟ وهل عاقهم ذلك عن أداء مهامهم فيما بعد وقبل ذلك اختيار الشعب لهم ثم تكرار ذلك في المدد التي تليها؟

وإذا تتبعنا السجل المهني لرؤساء عظمة دول العالم الولايات المتحدة الأمريكية نجد على سبيل المثال الرئيس السادس والثلاثين ليندون جونسون (1963-1969) عمل جامعا للقمامة (زبالا) ضمن مهن متعدة أخرى مثل حارس عمارة (بواب) وملمع أحذية وغاسل صحون ومشغل مصعد (أسانسير) وعامل مطبعة وعامل بناء وجامع فواكه وواضع أفخاخ صيد قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بعدما شغل أولا عضوية مجلسي النواب والشيوخ على التوالي.

ولم يكن جونسون الوحيد الذي عمل بمهنة بواب فقد عمل فيها رئيس امريكي آخر هو الرئيس العشرين جيمس غارفيلد (1881-1881) وهناك وليام هاريسون الذي عمل في مهن اخرى مثل مشغل قارب ونجارا ومدرسا، وحضت مهنة غاسل صحون بثلاثة رؤساء امريكين هم الى جانب جونسون جيرالد فورد ورونالد ريغان.

وقد يصعب تصديق ان يكون رئيس امريكي سابق قد عمل عارض أزياء لكن هذا هو تماما ما فعله الرئيس جيرالد فورد الذي شغل بدوره مهنا متعدة اخرى مثل فراش وطاه (طباخ) وغاسل صحون وعامل حدائق ومدرب كرة قدم امريكية ومدرب ملاكمة ومحام.

أما الرئيس ريغان فهو من اشهر الرؤساء العصامين الذين استهلوا طريقهم من تحت السلم لا أوله حيث عمل في صباه وشبابه مناد في السيرك وعامل بناء وغاسل صحون ومنقذ شواطىء ومدرب سباحة ومذيعا قبل ان يصبح ممثلا من الدرجة الثانية ثم لاحقا رئيسا واحدا من أشهر الرؤساء في تاريخ بلاده.

ومن المهن الغريبة الاخرى التي شغلها الرؤساء السابقون مهنة خياط التي حضيت برئيسين هما الرئيس ال(13) ميلارد فيلمور (1850-1853) والرئيس ال(17) اندرو جونسون ومن العصامين الآخرين كذلك وهم كثيرون الرئيس ال(31) هربرت هوفر (1929 - 1933) وعمل في صباه عاملا في مصبغة (غسال) وموزع جرائد وفراش مكتب قبل ان يعمل بمهنة مساح جغرافي ثم مهندس مناجم ولاحقا وزيرا للتجارة.

كما عمل الرئيس ال(37) ريتشارد نيكسون (1969-1974) حطابا فيما عمل الرئيس الثامن مارتن فان بورن (1837-1841) عامل توصيل طلبات ثم نادلا في حانة كما سبق للرئيس ال(18) اوليس غرانت (1869-1877) العمل بمهنة سائس خيول.

واعتقد أن هذه المهن لم تكن سبة أو عائقا بل ربما شكلت مؤهلا عاما نحن في أشد الحاجة إليه وهو ميلاد رئيس من عامة الشعب يحس بآلامهم وهمومهم ومعاناتهم لا يترفع عليه ولا ينفصل عنهم لا رئيسا آمرا ناهيا مستبدا قادما من الثكنات أو السجون لقصر الحكم.

وإذا ما آمنا أننا في عصر الثورة والتغيير الجذري فإن ذلك يتحتم علينا أن نغير الكثير من مفاهيمنا وأسلوب تعاملنا تجاه الأمور والآخرين وأن نغلب ثقافة الحوار والاستماع أولا قبل الحكم على الأمور فالحكم على الشيء فرع عن تصوره كما تقول القاعدة الأصولية.

اعرف إن مسألة الأيدلوجيا ستشكل حاجزا ضبابيا عند الكثير يمنعهم من رؤية الرئيس القوي الأمين ولذلك أرى أنه من المهم جدا اجتياز مسألة وضع الدستور الجديد قبل الانتخابات لتكون الأمور محسومة وليمكننا ذلك من اختيار الكفء بغض النظر عن انتماءه والاستماع لبرامج المرشحين بدلا من الانصراف عن ذلك للحديث عن تطبيق الشريعة ومسألة الحريات وقندهار التي على أبواب الكنانة.

إن كثرة أعداد المرشحين ليست أمرا سلبيا كما يظن البعض لأنه أولا هناك ضوابط يصعب على 90% من المرشحين المحتملين اجتيازها وهي استيفاء وجمع أصوات 30 عضو من أعضاء مجلسي الشعب والشوري، أو 30 ألف ناخب من خمسة عشر محافظة على ألا يقل عدد المؤيدين من المحافظة الواحده عن ألف مؤيد أو يكون مرشحا من قبل أحد الأحزاب ما دام الحزب حاصلا على مقعد واحد في أحد المجلسين النيابيين الشعب والشورى، وهو بنظري سيخلق حالة إيجابية من التنافس وحيرة إيجابية أيضا من الناخبين تجعلهم يبحثون عن معايير الجودة والتقييم ويحددون صورة الرئيس القادم بوضوح.

عمر غازي
كاتب مصري، وباحث بمركز الدين والسياسة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات الرئاسية، حازم صلاح ابو اسماعيل، عصامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، سلام الشماع، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي عبد العال، مصطفى منيغ، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمود علي عريقات، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، رمضان حينوني، مراد قميزة، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، كريم فارق، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، سلوى المغربي، أشرف إبراهيم حجاج، طلال قسومي، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، مجدى داود، محمود سلطان، صلاح الحريري، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، أنس الشابي، ياسين أحمد، عبد الغني مزوز، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد يحي، سيد السباعي، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، إيمى الأشقر، عواطف منصور، سامر أبو رمان ، حميدة الطيلوش، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، منجي باكير، محمود طرشوبي، محمد الياسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، رضا الدبّابي، أحمد النعيمي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد ملحم، علي الكاش، إياد محمود حسين ، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، مصطفي زهران، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، د - الضاوي خوالدية، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي الفرجاني، عمر غازي، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، نادية سعد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، كريم السليتي، يحيي البوليني، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، العادل السمعلي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمد رحال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة