البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المسرح والدعوة إلى التجديد(4)

كاتب المقال عزيز العرباوي - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4791


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تجديد النقد المسرحي :
لكل مدرسة نقدية في مجال المسرح ظروفها الخاصة التاريخية والعملية التي تفرض على المسرحيين ممارستها بحيث يندمج العمل النقدي في هذه الممارسة بالحاجة العملية فتصبح وجها أولياً من أوجه العلاقة بين النقد المسرحي وبين مختلف الفاعلين في العمل المسرحي. ولقد استفاد النقد المسرحي في تطوير مناهجه من المنهجيات الحديثة في العلوم الإنسانية خاصة منها البنيوية والسيميائية والألسنية والتفكيكية، وأصبح أكثر تخصصاً من ذي قبل متجاوزاً المناهج الانطباعية والنفسية والاجتماعية والتاريخية، فإن ذلك قد انعكس بشكل كبير على مجمل التصورات لفن المسرح .

إن الكثير من الآراء المسرحية في عالمنا العربي مازالت عاجزة عن إيصال صوتها والتأثير في المبدع المسرحي والمهتم بشأنه. وإن أغلب هؤلاء مازال يرى على أن كل القراءات النقدية والآراء الفكرية التي تؤسس للعمل المسرحي مجرد أفكار لا تغير من قناعاتهم حول المسرح وكيفية التعاطي معه .

ولذلك نرى أن كل الاجتهادات والآراء النقدية التي تعرض للإبداع المسرحي وتنقد المسرحيات المعروضة على خشبة المسرح أو المنشورة في كتب تواجه بلامبالاة ظاهرة للعيان. وهذه الحقيقة لاتمنعنا من القول بأن الأغلبية من مبدعينا المسرحيين صاروا قاصرين معرفيا عن استيعاب الفكر النقدي والعرض النظري الذي يهم المسرح، وبالتالي يمكننا الحديث عن جهل متعمد لأدوات العمل المسرحي بصفة عامة .
إن الهروب إلى الأمام الذي يمارسه المسرحيون اليوم يعني أنهم أصبحوا عاجزين عن متابعة الجديد في مجال النقد المسرحي وعن فهم مغزاه وتجلياته. فلا يعقل أن نجد المسرحيٌ لا يهتم بما يكتب عن مسرحيته، فيتمادى في إبداع نفس النص رغم التحذير الذي يتعرض له من طرف النقاد سواء في الأسلوب أو في الحوار أو في الموضوع... وهذا ما يقود إلى الاستمرار في إنتاج الرداءة المسرحية وخلق الفوضى في مجال المسرح التي تجذب المتطفلين إليه. فالنقد المسرحي والعرض النقدي للعمل المسرحي يشكلان علامة أساسية وضرورية في النهوض بالمسرح وتطويره. ولذلك يجب على كل المهتمين بالمسرح من مبدعين ومخرجين ومنتجين أن يهتموا بهذا الأمر، ويعودوا كلما لزم الأمر إلى ما جدٌ في عالم النقد المسرحي ليستفيدوا منه قبل إنتاج أي مسرحية جديدة .

إن النقد المسرحي بكل تجلياته هو أسلوب جديد للتعاطي مع المسرح إبداعيا وإنتاجا، وهو موقف إيجابي يحاول وضع سكة المسرح على الطريق الصحيح، وإبعاده عن الحدود الوهمية التي وضعها له العديد من الكتاب المتطفلين على المسرح لأنهم يهدفون إلى تدميره لا إلى تطويره وخدمة الإبداع عامة. فالإبداع المسرحي يحتاج إلى رؤية نقدية تنور له الطريق لا إلى تقزيم وسلطة فكرية وإبداعية تمارس عليه الخطر وتحدد له حدودا غير شرعية في عرف الإبداع عموما. فتجديد المسرح لابد أن يمر عبر قراءة نقدية جديدة تطور من أسلوبها ومن أدواتها النقدية مستغلة كل الأفكار الجديدة والتقنيات الحديثة والأساليب الإبداعية الجديدة أيضا. وهذا لن يتأتى إلا بأقلام نقاد كبار وكتاب مجددين ومبدعين غير مشبوعين يهدفون إلى تدمير المسرح وجعله مجرد قضية تافهة في عصرنا الحالي. وفي الإطار نفسه يقول عبدالكريم برشيد: "إن كل الكتابات التي تنطلق من حسابات ظرفية وضيقة لابد أن تنتهي إلى الباب المسدود، وأن كل الكتابات الموسمية لايمكن أن تعمر طويلا، وبذلك اختفت اليوم أقلام كثيرة..."، فعبدالكريم برشيد هنا قد لخص القضية ككل في هذه الكلمات القليلة لأن أغلب النقاد والكتاب الذين نظروا للمسرح بمختلف أجناسه قد تراجعوا في النهاية واستكانوا وأفل نجمهم وهذا يدل على أن كتاباتهم تلك كانت تعاني من الصدقية والاستمرارية والتأثير .

فالنقد الحقيقي هو الذي ينبني على قوة الإقناع بالرأي لا البحث عن أمور تافهة للركوب عليها ومناقشتها بعيدا عن الجوهر في العمل المسرحي. وهذا ما ينبغي الإشارة إليه عند كل عمل نقدي يعرض لأبداع مسرحي ما .
ومن هنا يكون الدخول إلى النص هو مسعى لقلب السحر على الساحر لأنه كشف للحقيقة، وهذه هي إشكالية النقد المسرحي الذي لا يكشف فقط ولكنه يغطي أيضا. إنه يسعى إلى مداهمة النص وقلب موازينه، ومن ثم البحث عن ما يخفيه النص من خلال ما يغيبه ويطمسه. فالقراءة النقدية للنص المسرحي هي عمل مضاد لفعل الكتابة. إذ إن ما تغيبه هذه تكشفه تلك، وكل ما يكشفه النقد يلغيه النص. إنها مسعى حثيث ودائب لقتل أفكار الكاتب الجاهزة ودعاويه وادعاءاته في نصه المسرحي...

عزيز العرباوي
كاتب وباحث


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المسرح، الفن، تجديد المسرح،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الروائية زهرة المنصوري في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة قراءات نقدية في أعمالها الروائية
  العدد الثامن من مجلة "الموروث" يحتفي بالثقافة الشعبية وموروثها الثقافي
  مجلة ذوات (41) تناقش موضوع "الإسلام السياسي والثورات العربية"
  العدد 40 من مجلة ذوات: الإسلام السياسي وأزمة الانتماء
  في عددها 34: مجلة "ذوات" تحتفي ثقافيا بالكتابة النسائية في مواجهة العنف
  مجلة "ذوات" تثير سؤال التاريخ في الدراما التلفزيونية
  مجلة "ذوات" تفتح ملف المنظمات الإسلامية في العالم العربي ودورها التضامني الإنساني
  الأدب الشعبي والموروث الثقافي: عناوين العدد الثاني من مجلة "الموروث"
  ينظم المرصد المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم بشراكة مع مجموعة البحث في الثقافة الشعبية والفكر الصوفي ندوة دولية بعنوان: "من أجل بيداغوجية جامعية تنفتح على المحيط وتتفاعل معه"
  عبد الله سليماني: بقدر ما أنا سعيد بحضوركم المميز بقدر ما أنا حزين بانتهاء الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  سعيد عاهد: ذاكرة متشظية وعلاقات متعددة
  لقاء الشعر: مع سعيد التاشفيني ومراد الخطيب
  "عزلة الكاتب" لمحمد عبد الفتاح، و"مسار طفل" لمحمد الشعالي في مساء السرد
  ياسين عدنان: رواية "هوت ماروك" رواية تعبير عن التلفيق والتدليس في الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  "هسيس الذاكرة": توقيع ديوان الشاعر مراد الخطيبي بالمقهى الثقافي لمخيم ميموزا
  الشعر المغربي الحديث، موضوع العدد الجديد 15/16 من مجلة عبقر السعودية
  "قفل فرنسا 1880" جديد الإصدارات القصصية للكاتب المغربي إبراهيم الحجري
  بمناسبة اليوم العالمي للشعر: المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني تنظم ملتقى "أشعار وأوتار"
  العولمة وأثرها على اللغة العربية
  "أزمة النخب العربية: الثقافة والتنمية": قراءة في كتاب الدكتور حسن مسكين
  الدورة التكوينية الثانية في الطرق الحديثة لتعديل سلوك طفل التوحد
  المفسرون المغاربيون المعاصرون (*)
  تباعد الأزمنة وتقارب الغايات: قراءة في كتاب "رحلتان إلى اليابان"
  صدور العدد 19 من مجلة "الثقافة الشعبية"
  علي القاسمي يلقي مرساة الغربة في رواية "مرافئ الحب السبعة"
  العقل السياسي: رؤية نقدية
  السياسة وتطلعات المواطن
  المؤتمر الدولي الثالث في التفسير الأدبي للقرآن الكريم: قضايا البلاغة والإعجاز البياني في كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي
  المسرح والدعوة إلى التجديد(5)
  المسرح والدعوة إلى التجديد(4)

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سفيان عبد الكافي، د. طارق عبد الحليم، حاتم الصولي، تونسي، رافد العزاوي، محمود طرشوبي، عراق المطيري، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، صالح النعامي ، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، مصطفى منيغ، أحمد النعيمي، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، أبو سمية، صفاء العراقي، علي الكاش، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الناصر الرقيق، ياسين أحمد، فتحي الزغل، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يحيي البوليني، مجدى داود، فهمي شراب، د. عادل محمد عايش الأسطل، إسراء أبو رمان، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، محمد يحي، محمد العيادي، عمار غيلوفي، رافع القارصي، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن عثمان، صلاح الحريري، محمد شمام ، نادية سعد، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، أحمد بوادي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، كريم السليتي، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، د - مصطفى فهمي، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، سلوى المغربي، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، محمد الياسين، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، سامح لطف الله، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحـي قاره بيبـان، مصطفي زهران، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله الفقير، فوزي مسعود ، سلام الشماع، سعود السبعاني، عمر غازي، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حميدة الطيلوش، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، إيمى الأشقر،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة