البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رأي بعد المحاورة ...

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7717 groupfaz@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


السّلام عليكم…
كما أعلنت في خارطة المقال، سأتناول في هذا الجزء الثّالث و الأخير، الحلول التي أراها واجبة لمشكلة ما يُسمّى بلاحياديّة الإعلام في بلدي –تونس- أو بالأحرى جلّ الإعلام، حتى لا أظلم الحرفيين المهنيين حقًّا، و الذين أراهم يسبحون في تيّار يتجه ضدَّ خيارات الشّعب، فطغى و استفحل بين العناوين و البرامج... و بهذه المناسبة أرفع لهؤلاء كلّ عبارات العزّ، لأنهم بحرفيّتهم تلك، إنّما يؤيّدون سُمعة لنا في هذا الميدان... فلا يغيبُ عن كلّ متتبّع شدّة نبوغ و تميّز الإعلاميّين التّونسيين في عديد المؤسّسات الإعلاميّة و الصحفيّة العالميّة.

وسوف لن أدّعِ الحلول التي سأعرضها أو أنسبها لنفسي، لأنّ ذلك في حدّ ذاته مُجانبٌ للحقيقة، و إنّما تــــــــــعرّفت عليها و استأنست لها، بعد أن بحثت في تجارب اجتماعية إعلامية عديدة، تراوحت بين دول تسمّت على الاستبداد، و دول تسمّت على الدّيمقراطية، والتي دهشت أيّما دهشة عندما اكتشفت أن انحياز الإعلام إلى الجهة التي لم يخترها الشّعب، كان قد وُجد في مجتمعات عديدة و كأنّه صورة منسوخة للحالة التي نعيش، و كانت المفاجأة عليّ أكبر عند تشكّل نفس الحالة التي نعاني منها في المجتمعات التي لحقتنا بالثورة...

و كما ذكرت في الجزء الأوّل لهذا الرأي، فإنّي به إنما أنادي بما خلاصته، أن يعكس الإعلام العمومي خيارات العموم لأنّه من نفقة العموم، و لأنّ هذا لا يتحقّق في تلفزاتنا و شاشاتنا العمومية... فإنّي أرى ضرورة تأمـــــــــــيم هذه المؤسّسات و إرجاعها للشعب، لتكون عاكسة لرؤية الشعب لا تهاجم خياراته، و تُبرز بالمقابل إبرازا فاحشا، الرّأي الذي لم يتحصّل على أغلبية أصوات الشعب... بمعنى أن تكون المؤسّسة خادمة للشّعب و تطلُّعاته، لا تخدم مجموعة صغيرة من رؤساء تحرير أو مديرين أو صحفيين ينتمون لذلك التّيار... و إنّي هنا أنادي بتطبيق الدّيمقراطية الحقيقيّة في هذا الحلّ، لأنّي لا أقصد به إلغاء ذاك التّيار و تلك الرُّؤى التي لم يخترها الشّعب بأغلبيته، لأن لها أنصارٌ و انتخبها بعض أفراد الشعب، و من حقِّهم أن يواكبهم الإعلام العمومي بإنصاف... إنصافٌ يقتضي حظًّا يساوي حظ ّتعدادهم في المجتمع، و هنا أسوق التّجربة الإعلاميّة العموميّة الألمانيّة، التي توزّع البرامج و التوقيت على التّيارات السياسيّة، بمقدار النِّسبة المئوية التي يتحصّل عليها الحزب موضوع الخبر، و تُقصي دستوريًا، كل حزب لم يحرز عل خمسة بالمائة من جملة الأصوات.

وإذا لو لم تُؤمَّم هذه المؤسّسات، فلا غرابة أن يقع تشكيل حركة مدنيةٍ واسعةٍ، تُنادي بهذا الإجراء عبر الإمساك عن تمويلها، حيث لا يُعقل أن نُموّل مؤسّسةً تخدم فقط رؤية رئيس أو مدير فيها مع من يدور فلكَه، و لا يخدم خيارنا الذي عبّرنا عنه بوضوح يوم الانتخابات.

أمّا المؤسّسات الإعلامية الخاصّة، فإنّي أدعو إلى عدم التّدخل فيها مادامت لا تتوصّل بتمويلات من الشّعب، و عليها أن تؤدّي ما عليها من أموال تحصّلت عليها أيّام الدّيكتاتور لقاء خطّها الدّاعم لسياسته أيام حكمه المستبد... فإذا استطاعت أن تقيم نفسها بنفسها، فلها الحقّ في الوجود، و لها الحقّ في التّحزّب، و لها الحقّ في الاصطفاف مع ما تريد من الأفكار، كما يجب التّصدي لها عند محاولاتها الكذب أو تزييف الحقائق بطرق غير شريفة و غير شرعيّة و غير مهنيّةٍ، كالتي قام بها الصحفيان "زياد كريشان" بوصفه رئيس تحرير، و "عمر صحابو" بوصفه مؤسّسا، لجريدة "المغرب"،التي ضخّمت مسيرة متواضعة في صورة طبعتها على الصفحة الأولى باستعمال تقنية الفوتوشوب.

و عندها فقط، أي بانتهاج هاته الحلول... ستُكرّسُ قيمة حريّة التّعبير ... الحريّة التي لا تعني دوس خيارات الشّعب، كما لا تعني تكميم أفواه بعض أفراده... فكلٌّ يعمل على شاكلته... و سينجح صاحب الخيار الذي يُؤيّده الشعبُ لا محالة.

و عليه فأنا بدعوتي لهذا الحلّ... إنما أدعو إلى تصحيح مسار الإعلام في بلدي –تونس- و الذي أراه حاد حيادا عظيما عن الصّواب، رأيٌ أرجو أن يكون لبنة في تشخيص المشكل، و تحديد العقار لمن في داخل وطني... كما أرجو أن يكون لبنة أساسيّة في مركزكم المحترم والذي بدوره، أراه يحتاج إلى إعادة النّظر في تقاريره، خاصّة تلك التي تتناول تعاطي وسائل الإعلام الأمريكية للوضع في الشرق الأوسط و في فلسطيننا المحتلّة و في عراقنا الجريح...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد العيادي، فتحي الزغل، سعود السبعاني، حاتم الصولي، عمر غازي، صلاح المختار، عبد الله زيدان، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، عبد الله الفقير، د - صالح المازقي، سلام الشماع، د- محمود علي عريقات، صالح النعامي ، عبد الغني مزوز، صفاء العراقي، د- محمد رحال، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، أ.د. مصطفى رجب، كريم فارق، عواطف منصور، عمار غيلوفي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامح لطف الله، منجي باكير، كريم السليتي، ياسين أحمد، عراق المطيري، محمود سلطان، خالد الجاف ، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، الهادي المثلوثي، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحي العابد، محمد شمام ، مصطفي زهران، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافع القارصي، تونسي، أحمد بوادي، صفاء العربي، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، ضحى عبد الرحمن، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، العادل السمعلي، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، صباح الموسوي ، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، رمضان حينوني، علي الكاش، المولدي الفرجاني، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، طلال قسومي، أبو سمية، سلوى المغربي، محمود فاروق سيد شعبان، د - المنجي الكعبي، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، مراد قميزة، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، ماهر عدنان قنديل، فتحـي قاره بيبـان، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، فوزي مسعود ، د- جابر قميحة، يزيد بن الحسين، إياد محمود حسين ، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- هاني ابوالفتوح، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، د - عادل رضا، محمد يحي، د. أحمد بشير، رضا الدبّابي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة