البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

يا صالح : لا تظن أنك قد نجوت، فالله حي لا يموت

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5341


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وقف محمد باسندوة الذي يرأس حكومة الوفاق الوطني ليناشد مجلس النواب الموافقة على إقرار القانون الذي طلبه صالح بمنحه الحصانة الكاملة من أي ملاحقة قانونية حتى يقبل أن يغادر ويترك السلطة في اليمن ويحقن دماء اليمنيين التي تسيل كل يوم في وجوده.

وطلب صالح أيضا أن تُمنح الحصانة من الملاحقة القانونية للمسئولين الذين عملوا معه في الأعمال ذات الدوافع السياسية، وطلب بأن يكون القانونان من أعمال السيادة التي لا يجوز إلغاؤهما أو الطعن فيهما، وأن يشمل نطاق نفاذهما كل الفترة التي قضاها صالح كرئيس لليمن حتى صدور هذا القانون.

وبين قسوة هذين القرارين على الشعب اليمني كله وعلى مجلسه التشريعي بالأخص - لوقوع اليمنيين جميعهم بين خيارين أحلاهما مر - يقف باسندوة وهو يجهش بالبكاء طالبا من المجلس التشريعي الموافقة على هذين القرارين لتخليص البلاد والعباد من هذا الغاشم المستبد.

وأقر نواب المجلس هذين القانونين وهم يتجرعون كئوس المرارة، فبيدهم يعطون السارق صك البراءة، وبأصواتهم سيمرح القاتل والدماء لا تزال تلطخ يديه ليلهو في أصقاع الدنيا في زهو وخيلاء.

ما أقساهما من خيارين، فالقبائل الموالية لصالح تتعامل بمنطق جاهلي، تنصر أخاها ظالما ومظلوما، لا تردعه عند ظلمه بل تسانده وتستبيح الدم من أجل نصرته.

والشباب اليمنيون معذورون، فهم يعتبرون قرار الموافقة على الحصانة يوما أسودا في تاريخ اليمن – ومعهم كل الحق في غضبهم – فالحرية قيمة لا تتجزأ والعدل لا يعرف أنصاف الحلول، ولكن مقاييس زمن الفتنة مختلفة عن غيرها من الأزمنة العادية، ففي زمن الفتنة لا يختار المرء بين خير وشر واضحين جليين، ولكنه يختار بين شرين وضررين، فينظر أيهما أقل شرا وأخف ضررا فيقبله على مضض وكراهة حتى يدفع به الشر الأكبر والخطر الأعظم.

وقد ظن صالح بهذا القانون أنه نجا من المساءلة، وكذب ظنك يا صالح، فالقانون الذي طلبته ونلته – بتهديدك الدائم بإراقة المزيد من الدماء - باطل في أصله وباطل في ثناياه من أوجه متعددة قانونية ودستورية، فكل الدساتير والتشريعات الدولية تعتبر القانون نافذا منذ إصداره ولا يعمل بأثر رجعي وليس له حكم على الماضي.

وحتى إن نجوت بهذه الحصانة، فلا تفرح يا صالح وتظن انك قد نجوت حقا، فلئن نجوت في الدنيا – ولا أظنك ستنجو – فمن يجادل الله عنك يوم القيامة ؟!، ستذهب عشيرتك وتذهب قوتك ويذهب جاهك، وستقف بين يدي ربك عاريا خائفا لا قوة لك ولا سند يدعمك ولا مال ينجيك ولا ولد يدافع عنك.
ستنظر عن يمينك وشمالك فلن ترى إلا صحيفة أعمالك، فيها كل دم أرقته وكل مال سرقته وكل مظلمة ارتكبتها أنت ورجالك من تطلب لهم اليوم حصانة فهل تنفعهم أو ينفعوك غدا ؟؟.

أخطأت يا صالح كما تخطئ دائما في حساباتك، طلبت الأمان ممن لا يملكه لك، وطلبت عدم المساءلة، وأنت تعلم أنه ليس هناك من لا يسأل عن أفعاله في الكون كله إلا واحد أحد هو الله سبحانه.

سلكت السبيل الخطأ يا صالح حين طلبت العفو ممن لا ينفعك عفوهم في الدنيا ولا في الآخرة، فما كان أعضاء مجلس النواب أولياء دم القتلى الذين قتلتهم حتى تطلب منهم العفو، ولا يستطيع هؤلاء الأعضاء أن يعطوك صك غفران في الآخرة، لأنك تناسيت أن تطلب العفو ممن يملكه وحده سبحانه.

يا صالح : لقد آثرت عائلتك وذويك ومكنتهم من رقاب العباد والبلاد في اليمن وكأنها ملك مستباح لك تهبها من تشاء وتمنعها ممن تشاء ونسيت أن الأرض لله يورثها لمن يشاء من عباده.

يا صالح : إن غدا لناظره قريب وأني لأراك مجندلا في أغلالك أو معلقا على حبل مشنقة، فلا تظنه بعيدا، بل إني أسأل الله أن يكون قريبا، فلا تحسب أن دعاء الأسحار عليك وعلى كل الظالمين أمثالك سيذهب هباء.

وليستبشر كل مظلوم بات ليله وعينه تبكي من ظلم صالح وأعوانه، ولتستبشر كل أم فقدت فلذة كبدها برصاص الموالين لصالح، فليستبشروا، فوالله إنه لقريب، وساعتها سوف يفرح المؤمنون بقطع دابر الظالمين، وساعتها سنحمد الله سبحانه بملئ أفواهنا وبكل حرارة أنات قلوبنا تحقيقا للآية الكريمة " فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اليمن، الثورة اليمنية، علي عبد الله صالح، إصابة علي عبد الله صالح، تتحي علي عبد الله صالح،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، وائل بنجدو، محمد الياسين، أشرف إبراهيم حجاج، صالح النعامي ، فهمي شراب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بوادي، سلام الشماع، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، الهادي المثلوثي، عراق المطيري، منجي باكير، صباح الموسوي ، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، د - صالح المازقي، أنس الشابي، العادل السمعلي، مصطفي زهران، كريم السليتي، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، صفاء العربي، حاتم الصولي، د - شاكر الحوكي ، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أبو سمية، محمد العيادي، محمد عمر غرس الله، مصطفى منيغ، رمضان حينوني، عواطف منصور، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، محمد شمام ، د- محمود علي عريقات، رافع القارصي، فتحي العابد، صلاح المختار، أحمد الحباسي، د - عادل رضا، د. عبد الآله المالكي، عبد الرزاق قيراط ، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، إسراء أبو رمان، محمود طرشوبي، د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافد العزاوي، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، سفيان عبد الكافي، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، يزيد بن الحسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، طلال قسومي، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، تونسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، فتحي الزغل، سامر أبو رمان ، مراد قميزة، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة