البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قطوف رمضانية (3) هل تحب البيع بأعلى ثمن ؟!

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5330


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كلنا نحب التجارة، وكلنا نحب أن ندفع القليل ونربح الكثير، وكلنا نحب أن يزداد ما لدينا ويتعاظم، فهناك صفقة تجارية متكاملة الأركان الأربع تحتاج منا لكثير من التفكير والدراسة إن كنا نحب أن يتضخم رصيدنا.
ففي قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ " فهناك مشتر وبائع وسلعة وثمن، فالله عز وجل هو المشتري والمؤمن هو البائع والسلعة هي النفس والمال والثمن المقابل هو الجنة.

ما أعظمه من كرم من مشتر كريم يشتري ما يملكه ويأخذ ما يستطيع أخذه جبرا دون اعتراض من البائع الذي لا يملك ما يبيعه بل ويعطيه في مقابل ذلك جنة عرضها السماوات والأرض.

فالله سبحانه هو الذي يملك الأرض ومن عليها ولا يملك غيره شيئا لا ينازعه فيها مالك، ولا يطالبه فيها مطالب بأي حق كان، ولا يستطيع أحد أن يدعي ملكيته فيها فقال سبحانه "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً " وقال أيضا " الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً "

فهل يملك الإنسان إذا أراد الله سبحانه أن يقبض روح إنسان أو إن أراد أن يقضي أمرا في أي شأن من شئون الناس، فهل يملك الإنسان أن يعترض أو يمتنع وهل يجدي ذلك نفعا، فيقول الله سبحانه " وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " وقال أيضا " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ".. فكيف يعرض الله على الإنسان شراء إلا إذا كان كرما إلهيا عظيما منه سبحانه.

والإنسان فقير لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا يملك نفسه التي بين جنبيه، ولا يملك ماله الذي بين يديه، ولا يملك الامتناع عن تسليمهما لربه إذا أرادهما، وهو سيفارق نفسه وماله بالموت يوما ما، وذلك اليوم حتمي آت لا محالة، فكيف يرفض عرضا سخيا مثل هذا.
إن العاقل لا يرفض عرضا مثل هذا، عطاء بلا حدود بسلعة لا يملكها وسرعان ما سيفقدها وسيستبدلها بثمن غال نفيس يعتبر اثمن شيئ في الوجود رضا الله والجنة.
وموعد التسليم وكيفيته لا يعلمهما البائع بل يقررهما المشتري سبحانه.

ولقد فهم الصحابة هذا المعنى جيدا، وكيف لا وقد تنزل القرآن عليهم لحظة بلحظة وعاشوا وتعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهاهو صهيب الرومي حينما أراد أن يهاجر من مكة إلى المدينة وأراد المشركون أن يساوموه على ماله ليأخذوه في مقابل أن يسمحوا له بالهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فوجد أن ماله كله لا يساوي لحظة إيمانية بالقرب من نبيه وحبيبه فترك لهم المال وهاجر بدينه فقابله النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا إياه بقوله " ربح البيع يا صهيب ربح البيع أبا يحيي "

وهاهو عبد اللّه بن رواحة - رضي اللّه عنه - في بيعة العقبة الثانية يقول للرسول صلى الله عليه وسلم اشترط لربك ولنفسك ما شئت.فيقول الحبيب له :" أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم ". فيسأله ابن رواحة ويقول : فما لنا إذا نحن فعلنا ذلك ؟ فيقول "الجنة " ". فيرد ابن رواحة والنفر الذين معه قائلين " ربح البيع،لا نقيل ولا نستقيل..
إنها التجارة الرابحة التي لا تخسر أبدا، إنها الربح الأبدي والسعادة الدائمة وخير ما تكون بدايتها في رمضان حيث تستقر الأرواح وتهدا القلوب وتأوي إلى جلال علام الغيوب سبحانه.

ولكن هل يشتري الله كل الأنفس، وهل يقبل كل القلوب ؟
لقد حدد صفات سبعة أوردها في الآية التي تليها للأنفس التي تستأهل أن يقبلها الله
ولنا مع تلك الصفات وقفة أو وقفات بإذن الله


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

رمضان، شهر رمضان، الصوم، العبادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم فارق، صلاح الحريري، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، صفاء العربي، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، جاسم الرصيف، مصطفى منيغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، صالح النعامي ، عواطف منصور، عبد الله الفقير، د - مصطفى فهمي، عزيز العرباوي، نادية سعد، طلال قسومي، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - عادل رضا، رشيد السيد أحمد، حسن عثمان، رضا الدبّابي، مجدى داود، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، العادل السمعلي، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، محمد العيادي، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، أبو سمية، وائل بنجدو، محمود سلطان، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، تونسي، رافع القارصي، أنس الشابي، د - صالح المازقي، د- محمود علي عريقات، إيمى الأشقر، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، فتحي الزغل، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أشرف إبراهيم حجاج، سامح لطف الله، محمد شمام ، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، أحمد النعيمي، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، ماهر عدنان قنديل، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة