البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشعب يريد وحدة الجيش

كاتب المقال مجدى داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5177 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فى صباح يوم جمعة الغضب وقبل ان يتم فصل خدمة النت، كنت اتكلم عبر الماسنجر مع أخ من فلسطين الحبيبة، وكان الحديث عما هو متوقع يوم الجمعة من أحداث، فقلت لأخى الفلسطينى، أظن ان الجيش سينزل غدا إلى الشارع ولكنى لست موقن من هذا، وفى حالة نزول الجيش فسيكون هناك ثلاثة احتمالات واردة، أولهما ان يقف الجيش مع النظام وستكون برك من الدماء وسيبقى النظام كما هو بل ستقوى شوكته، الإحتمال الثانى أن يعلن الجيش وقوفه فى جانب المتظاهرين ويقوم بحمايتهم وهذا سينتهى بزوال النظام، الإحتمال الثالث ان يقوم الجيش بحماية مؤسسات الدولة ويقف على الحياد السلبى التام، فيترك النظام بأجهزته الأمنية الباطشة يواجه الشعب الأعزل وحينها سيكون الإنتصار للأطول نفسا والأقوى عزيمة والأصلب إرادة.

حينما قلت هذا الكلام لم أكن أعرف ماذا سيحدث فى جمعة الغضب، ولم أكن أتصور أن يكون الأمر بهذا الشكل الذى حدث، وحينما نزل الجيش إلى الشارع ورأيت التفاف الناس حوله، ورأيت جنود وضباط الجيش يحيون المتظاهرين ويلوحون لهم بأيديهم فى إشارة ضمنية واضحة على وحدة الهدف ووحدة المصير، حينها أدركت أن الجيش على الأقل لن يكون فى صف النظام، وحينما خرج اللواء اسماعيل عتمان فى البيان الأول للجيش ليؤكد أن الجيش يعى جيدا مطالب المواطنين الشرفاء المشروعة، حينها تأكدت أن الجيش قد قرر الوقوف بجانب الشعب ولكنه لا يريد أن يقوم بعمل انقلاب على الرئيس المخلوع الذى كان لا يزال هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.

لقد اختار قادة الجيش أن يقفوا بجانب هذا الشعب، وأجبروا الرئيس المخلوع على التنحى من منصبه، وقرروا أن يتولوا هم إدارة شؤون البلاد فى المرحلة المقبلة حماية لمصر وللثورة، وبالتالى فقد صار المجلس الأعلى للقوات المسلحة يمارس دورين فى نفس الوقت، دور عسكرى بحت فى الحفاظ على أمن البلاد من الأخطار المحدقة بها، ودور سياسى فى إدارة شؤون البلاد حتى تسليم البلاد إلى حكومة منتخبة فى انتخابات حرة ونزيهة.

أما الدور العسكرى فهذا لا شأن للمدنيين به، ولا شأن لأى حزب ولا جماعة ولا تيار ليبرالى أو علمانى أو اسلامى به، فهذا دور خاص بهم لا يجوز لأى كان أن يتدخل فيه أو يحاول فرض شئ ما عليهم فى هذا الشأن، وأما الدور السياسى فى إدارة شؤون البلاد فهذا قابل للنقاش والجدال والحوار والنقد البناء وهذا متاح لأى جهة أو شخص أو تيار.

للأسف الشديد تنتشر على موقع الفيس بوك مجموعة من الصفحات لأشخاص يدعون أنهم ضباط بالجيش المصرى، يطالبون بإسقاط المشير حسين طنطاوى والبعض يطالب بإسقاط كل أعضاء المجل الأعلى للقوات المسلحة، وهناك صفحات يدعى منشؤوها أنها تفضح هؤلاء القادة، وهذا أمر جد خطير، فمن هؤلاء الذين يسعون إلى الوقيعة بين الجيش والشعب، ولمصلحة من يفعلون هذا؟!

يردد البعض مقولة أن الجيش ليس هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهذا صحيح، وكما يقال حق يراد به باطل، فليس معنى أن هناك فرق أن نقوم بالطعن فى هؤلاء القادة، وأن نثير الشعب عليهم، وأن نتدخل فى طبيعة عملهم العسكرى، وأن نتهمهم بالعمالة، فإذا كانوا عملاء فمن يحمى مصر؟!.

إن أى مؤسسة فى العالم كله لابد أن يكون فيها فساد، والجيش المصرى ليس مجموعة من الملائكة، وبالطبع هناك فساد، لكن ليس كل فساد يتم مناقشته على الملأ، فلا العقل ولا المنطق يقبلان ان يتم مناقشة أمور تخص العسكرية المصرية والجيش الذى هو صمام امان الوطن على صفحات الفيس أبوك أو فى الفضائيات والصحف، كما أن الشعب المصرى المخلص المتفهم لطبيعة عمل الجيش سيقف أما كل هذه المحاولات، لأن الجيش له من المكانة والمنزلة فى نفوس الناس ما يجعله فوق الشبهات.

إن من لديه مشكلة مع القوات المسلحة، أو من يدعى أنه فصل من الخدمة العسكرية فليسلك السبل الطبيعية القانونية المتعارف عليها، لكن محاولة لى ذراع القوات المسلحة باستغلال الوضع الراهن، فهذه خيانة لمصر ولثورة مصر لشهدائها.

إن اندفاع شباب الثورة دون أن يكون هناك خطوط حمراء ودون ان يكون هناك تفكير فى خطورة بعض الخطوات التى يقومون بها قد يقضى على الثورة تماما، وادعاء البعض أن الثورة تعنى هدم مؤسسات النظام القديم لبناء نظام جديد مكانه، لا يليق بمكانة مصر ويمنزلتها، ولا بما تتعرض له مصر من أخطار وتحديات جسام، وليس كل ما يحدث فى الدول الأخرى يمكن حدوثه فى مصر، وليس كل ما يطالب به البعض يمكن حدوثه.

ليس من المتصور أن نسعى إلى إحداث تمرد داخل القوات المسلحة بحجة الإسراع فى تحقيق أهداف الثورة، وليس من المتصور ان نسمح لبعض المنتسبين للجيش سابقا بالصعود إلى المنصة فى ميدان التحرير ليهاجموا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، من منا يدرك لماذا تم فصل هؤلاء الضباط؟! وهل كانوا على حق أم على باطل؟! حتى لو كانوا على حق فهل تحدى قيادة الجيش بشكل سافر هكذا هو الحل؟!

لقد استمعت إلى تعليقات كثير من الناس البسطاء الذين كانوا مؤيدين للثورة حول هذه النقطة، وما من أحد منهم إلا وكان غاضبا، رافضا بشكل قاطع الحديث عن الجيش خارج نطاق المؤسسة العسكرية مهما كانت الأسباب والظروف، حتى ولو كان الأمر يتعلق بنجاح الثورة أو فشلها، وهذا يعبر عن رفض الشعب ذاته لأى محاولة للنيل من الجيش، فالعدو الصهيونى فى الشرق يترقب الفرص، ومعتوه ليبيا فى الغرب لا ندرى ماذا قد يفعل، وفى الجنوب السودان ومشاكله، وكل هذا يقتضى منا الحفاظ على وحدة الجيش وترابطه وتماسكه، فالشعب يريد وحدة الجيش.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة، ثورات شعبية، الجيش، المجلس العسكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-04-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، محمد الطرابلسي، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، عمر غازي، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف، حسن عثمان، أنس الشابي، عراق المطيري، منجي باكير، حميدة الطيلوش، صلاح المختار، أبو سمية، إيمى الأشقر، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، رمضان حينوني، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، د.محمد فتحي عبد العال، صلاح الحريري، سلام الشماع، د- محمد رحال، إياد محمود حسين ، محمد العيادي، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، مصطفى منيغ، خالد الجاف ، تونسي، سلوى المغربي، د. خالد الطراولي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - المنجي الكعبي، د - عادل رضا، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، الهادي المثلوثي، إسراء أبو رمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، سيد السباعي، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، العادل السمعلي، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، مصطفي زهران، أحمد ملحم، كريم السليتي، حسن الطرابلسي، محمد الياسين، فتحي العابد، محمود سلطان، عزيز العرباوي، د. أحمد بشير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، مجدى داود، صباح الموسوي ، أ.د. مصطفى رجب، ياسين أحمد، سعود السبعاني، نادية سعد، محمد عمر غرس الله، أحمد الحباسي، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، فهمي شراب، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، فتحي الزغل، د - مصطفى فهمي، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، رافع القارصي، محمد أحمد عزوز، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بوادي، أحمد النعيمي، كريم فارق، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافد العزاوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة