د. محمد سعد أبو العزم - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6329 mwsad@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يسعد موقع "بوابتي" إنضمام الدكتور محمد سعد أبو العزم للمساهمين بالنشر بالموقع، ونحن نرحب به وبإنتاجاته الفكرية.
محرر موقع "بوابتي"
---------------
مكافأة مجزية أقدمها بنفسي لكل من يتمكن من الإجابة عن السؤال التالي قبل أن يكمل قراءة المقال: ما هو عدد الأحزاب الرسمية في بريطانيا؟
يخطئ من يظن أني سأتناول قضية خلط الدين بالسياسة من وجهة نظر شرعية تتناول الحرام والحلال، أو أني سأبحث في علاقة الدين بالسياسة في إطار الجدل القائم حاليًا حول دور الإخوان المسلمين والسلفيين في الحياة السياسية، وموجة الأحزاب الجديدة التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة، ولكني هنا بصدد تقديم ملخص لدراسة بدأت منذ فترة في إعدادها، وتتناول تجارب الدول المتقدمة في الممارسات الديمقراطية، وعلاقة الدين بالأحزاب والحياة السياسية فيها، هذا المقال هو إهداء لكل من يبحث عن الحقيقة، بعيدًا عن التناول الصاخب لبعض وسائل الإعلام، وكذلك بعيدًا عن العواطف التي قد تدفع صاحبها أحيانًا للانسياق وراء شعارات رنانة، ما أهدف إليه هو فهم تجارب الآخرين، من خلال الإجابة عن مجموعة من التساؤلات، حول أعداد الأحزاب التي تشارك في الانتخابات، ومعايير تأسيس الأحزاب، وإمكانية قيام أحزاب ذات خلفية دينية.
ربما لا يعرف الكثيرون منا في بريطانيا سوى حزبي العمال والمحافظين، ربما عرف البعض حزب الديمقراطيين الأحرار بعد الانتخابات الأخيرة التي حقق فيها الأخير نجاحات ملحوظة، وبالتالي ظلت الصورة الذهنية المهيمنة لدينا أن الناخب البريطاني مخير بين حزبين أو ثلاثة فقط، ولكن المفاجأة هنا أن عدد الأحزاب الرسمية التي تخوض الانتخابات في بريطانيا هي 378 حزبًا، تمثل كافة الأفكار والأطر السياسية، صحيح أن عدد الأحزاب الممثلة في المجالس النيابية الحالية هو 10 أحزاب، ولكن هذا لا يمنع حق أي مجموعة من الأفراد في تأسيس حزب جديد بمجرد استيفاء النماذج المطلوبة، والمتطلبات العامة التي حددتها لجنة الانتخابات وفقًا للقانون رقم 2000.
أما المفاجأة الثانية فهي وجود ثلاثة أحزاب مسيحية في بريطانيا، وهي الحزب الديمقراطي المسيحي، والحزب المسيحي، والتحالف الشعبي المسيحي، عند إلقاء نظرة أكثر عمقًا على واقع تلك الأحزاب، نجد أن الشعار الرسمي للحزب الديمقراطي المسيحي البريطاني هو: (لننشر القيم المسيحية) كما تحتوي وثيقة المبادئ الأساسية للحزب على سبعة أهداف، أولها هو نشر التعاليم المسيحية داخل البلاد وخارجها، والثاني: هو ضمان عودة مرشحي الحزب المؤمنين بالمسيحية إلى المجالس التشريعية بانجلترا وأوروبا، والثالث: هو الضغط من أجل دعم مرشحي الأحزاب الأخرى المؤمنين بالقيم المسيحية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأهداف التي تهدف إلى الحفاظ على الخصوصية الإنجليزية مثل: الحفاظ على عملة البلاد "الجنيه الإسترليني"، وعدم الدخول في منطقة "اليورو"، وبالرغم من الخطاب الديني الواضح الذي يدغدغ مشاعر المواطن الإنجليزي، إلا أنه لا يوجد أي تمثيل لهذه الأحزاب في المجالس النيابية، كما يلاحظ عدم وجود أي حروب بين العلمانيين والليبراليين من جهة وبين تلك الأحزاب المسيحية من جهة أخرى، فالساحة السياسية مفتوحة للجميع، وصندوق الانتخابات هو الحكم، وهو الدليل على شعبية أي حزب، ومدى مخاطبته لواقع المجتمع.
الأحزاب الدينية المسيحية التي تتبنى نفس الأيديولوجية تنتشر حول العالم، ولك أن تعلم بأن هناك 167 حزبًا مسيحيًا، لها تواجد رسمي في 81 دولة ذات أغلبية مسيحية، وكل هذه الأحزاب تتفق في هدف عام يتلخص في (العمل على تطبيق التعاليم المسيحية في الحياة العامة)، وهناك بالفعل بعض الشخصيات التي قادت الأحزاب المسيحية وتمكنت من الوصول للحكم، مثل المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا، و"جوليو أندريوتي" رئيس وزراء إيطاليا السابق، و"فولفغانغ شوسيل" المستشار النمساوي السابق، بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى.
الكنيسة الإنجليزية دائمًا ما تلعب دورًا مهمًا في الحياة السياسية ببريطانيا، ففي انتخابات العام الماضي قامت 35 شخصية مؤثرة من الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية، بتوقيع وثيقة "إعلان الضمير" والتي تم نشرها على نطاق واسع أثناء الانتخابات، حيث تدعو السياسيين إلى حماية حق المسيحيين، وإلى التصرف وفقًا للضمير المسيحي، كما تدعو الناخب الإنجليزي للتصويت لمن يسعى للحفاظ على مبادئ المسيحية، مع رفض كل من يخالف تلك المبادئ، أو يسعى لتقييد حرية التعبير عن المعتقدات المسيحية ، أو مظاهر العبادة والطاعة، وهذه الوثيقة تماثل إلى حد كبير مثيلتها التي تم إعلانها في الولايات المتحدة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ولاقت دعم أكثر من 400 ألف شخصية أمريكية، وكان لها دور مؤثر في توجيه الناخب الأمريكي نحو التصويت للحزب الجمهوري.
عندما نتحدث حول علاقة الدين بالسياسة في الواقع المصري فلا يجب أن ننظر لذلك بمعزل عن تجارب الدول التي سبقتنا في الممارسات الديمقراطية، حيث عرفت تلك البلدان أن الأساس في الممارسة السياسية هو قبول المجتمع لما يحمله الحزب من فكر أو أيديولوجية، وبالتالي فلا يوجد خطر من أي حزب حتى لو قام على خلفية دينية، ما دام أنه لا يفرق بين المواطنين، ويلتزم بتعاليم الدستور والقانون، ويبقى الصندوق الانتخابي هو الفيصل بين الأحزاب المتنافسة، فلا يوجد تفضيل لحزب على آخر، إلا بمدى تغلغله وتأثيره الحقيقي في المجتمع، وإمكانياته في إقناع الناخب ببرنامجه، ثم تنفيذ ذلك البرنامج عند وصوله للحكم، حتى يتمكن من الاستمرار فيه، أما استخدام الدين كفزاعة لتخويف المجتمع من أي تيار سياسي، فهذه ممارسة شاذة تنفرد بها الحالة المصرية، دعونا نتخلص من كل تلك القيود والمخاوف، ونحن لا زلنا في هذه المرحلة الانتقالية.
ولكن ما هي علاقة الدين بالسياسة في الواقع الأمريكي، وما هي الضوابط التي وضعتها مختلف الدول الديمقراطية، لضمان عدم المساس والتجريح بالأديان في الحملات الانتخابية التي تضم أحزابًا ذات خلفية دينية؟ هذا ما سوف نتناوله بمزيد من التفصيل في الأسبوع القادم إن شاء الله.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
19-04-2011 / 19:54:43 محمدي
أسباب متعددة لكي تمكن القصرين من مقاطعة الإنتخبات القادمة
أسباب متعددة لكي تمكن القصرين من مقاطعة الإنتخبات القادمة
يا شباب القصرين أنتم من كنتم في أوائل الثائرين ؟ أهذا صحيح أم لا ؟ إذا كان هذا هو الأصح فماذا أعطتكم الثورة و لماذا فعلتم الثورة ؟ ألن تعدوا الشهداء بأن دمهم غالي و لن يذهب هباء؟ أين أنتم من مجلس حماية الثورة ؟ وهل أنتم ممثلون كما يجب أن تكون القصرين ممثلة؟ هل القصرين موجودة علي مستوي الوزراء و الولاة و المعتمدون و الرؤساء المديرون العامون و رؤساء المصالح و اللجان المبعوثة من ترف الحكومة ؟ وهل القصرين متواجدة ضمن أصحاب القرار؟ ألن يطردوكم من القصبة 1 و شارع الحبيب بورقيبة و القصبة 3 و يصفونكم بالشلايك و الهمال؟ ألن تقولوا إن عدتم عدنا ؟ ألإنتخبات علي الطريق وأقرت ليوم 24 جويلية ماذا 2011. ما أنتم فاعلون؟هل سيجتمع الشباب و يقرر؟ ثم ماذا سيقرر!!! الحكومة غير معنية و القناصة قتلة الشهداء محل نقطة استفهام ؟ واللذين طالبوا بحقوقهم في شارع الحبيب بورقيبة و منعوا من القصبة حكموا وربما استحقوا المحاكمة هذا ولا أعرف إلا أنه كان علي جناح السرعة .أليست هذه المعايير مزدوجة؟ القصرين في آخر القائمة وحين ما يتكلمون عليها وقليل ما ينطقون بها كأنما هي تستجديهم و ينضرون إليها بالمسكنة والمسكينة حتي ضننت أنها تابعة إلي دولة أخري. أينسون أن المدن الساحلية بنيت علي حساب الوليات المحرومة و منها القصرين وبسواعد أبنائهم ! أما قيلا يوما ما في إحدى معاهد القصرين : إذا أنتم تريدون التحصل علي الشهائد العليا فمن سيجمع الزيتون و يبني النزل و يهئ الطرقات و يرعى الماشية و يقلع الحلفاء ؟ و كان هذا علي ما أضن في أواسط السبعينات من عهد بورقيبة . بعد تلك التساؤلات العديدة أأكد مرة أخري علي إنني ضد الجهويات و لست لا أنا ولا القصرين و لا شبابها بالجهويين و لكن ما كتبته هو التعريف بما هو واقع علي الأرض و أندد به وأرفضه كليا جملة و تفصيلا لكوني تونسي ومن أجل تونس أعيش وأحييا والقصرين هي رواري تونس كما قالها أحد ولاتها سابقا.و أكتفيى بهذا القدر مضيفا إليه إقتراح مقاطعة الإنتخبات القادمة لأن القصرين باقية كما هي لنفس الأسباب التي ذكرت في أواسط السبعينات و كانت إرادت بورقيبة وبعده الرئيس المخلوع.
ابن القصرين :قعيد محمدي 19 جويلية 2011
12-04-2011 / 09:33:13 ابو زيد
رد على علمانيي تونس
مقال ممتاز لعله يكون ردا على علمانيي تونس، الذين يتخذون النموذج الفرنسي لللعلمانية مرجعا، وهو أكثر النماذج الغربية تطرفا في رفضها للدين
علمانيو تونس لايكفيهم اتخاذ العلمانية مرجعا، وانما يريدون ربطنا بفرنسا تحديدا من خلال فرض التصور الفرنسي والتجربة الفرنسية، إنها التبعية المركبة
19-04-2011 / 19:54:43 محمدي