البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تغيير السياسات و ليس تغيير الوجوه

كاتب المقال محمود طرشوبي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10253


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أصبحت ثورة الشباب المصري مفترق طرق بالنسبة للتاريخ المصري المعاصر، و من الطبيعي أن العقل المصري سوف تتغير طريقة تفكيره في المرحلة القادمة، و ستصبح رؤيته لحل مشكلاته و أزماته في السنوات القادمة سوف تتسم بطرق جديدة لمعالجاتها.

و لكننا وجدنا أطيافا من الشعب المصري مازالت تصر علي الطريقة المعتادة في التفكير، و سيطرة فكر الهزيمة و الإستضعاف عليه.و مازالت تنشد رضا الملك و الحاشية، و تتنظر عودته منتصراً، و مازالت تري في الأفق و لو إحتمال بسيط لعودة الحاشية المقالة و حتي المحالة منها علي النيابة. أننا لا نستطيع أن ننكر إن هناك مجموعة كبيرة من المنتفعين من وجود النظام السابق و من الفساد المستشري تحت سمع و بصر الأجهزة الرقابية الفاسدة، إن المتابعة السطحية لأحوال مصر خلال السنوات السابقة سوف يجد أن البلد كانت تتجه نحو الهاوية علي كل المستويات، سواء الإقتصادي منها أو الإجتماعي أو حتي علي مستوي السياسة الخارجية.

إننا لا نعفي أنفسنا الآن من سوء الأوضاع التي حدثت خلال سنوات حكم رجال الأعمال، و للحق قد قام كثيرا من الغيورين علي هذا البلد بمحاولات كثيرة لمعالجات هذه المشاكل و الناتجة جميعها في تصوري الشخصي عن فقدان الحرية السياسية في المجتمع المصري، و تحويل مصر إلي سجن كبير يتحكم فيه ضابط شرطة علي درجة وزير داخلية و تحاولت كل المشاكل المصرية إلي جهات أمنية للتعامل معها مما جعل مصر مؤسسة أمنية بدلا من أن تكون دولة مؤسسات.إلا أن النظام كان له أعين لا يبصر بها، وآذان لا يسمع بها، وقلب لا يعقل بها.

و بالرغم من كل التغيير التي شهدته البلاد في الفترة السابقة سواء علي المستوي العام بالنسبة لتنحي الرئيس القابع فوق رؤس العباد منذ ثلاثين عاماً، أو تغيير الوزارة و تواري حزب الفاسد المسمي بالحزب الوطني، أو علي المستوي الشخصي و حدوث هزة كبيرة داخل الشخصية المصرية و بدأ الشعب المصري يطالب بحريته المسلوبة منذ إعلان الجمهورية المزعومة في 1954. إلا إن هذه المكاسب هي لا تعدو أن تكون مكاسب وهمية فالشعب الذي قام يوم 25 يناير لم يقوم لتغيير وجوه و لكن قام لتغيير سياسات.

إنهم يريدون خداعنا، فيصورن المشكلة في الحكومة وهو يعلمون، أن الحكومة لم تكن تستطيع إبرام أمر دون إيعاز من رأس النظام، ويصورن المشكلة في الحزب الحاكم، و الحزب الحاكم ما هو إلا تجميعٌ لمرتزقة من الناس يرون في الحزب الحاكم طريقةً لأكل أموال الناس بالباطل، ومرتعاً للفساد والرّشى، لا يجمعهم جامع إلا سهولة صيد المنافع المُحرّمة، فإذا رأوها أصبحت تحرقهم إن فعلوا تفرّقوا لا يلوون على شيء، وها أنتم ترون الحكومة والحزب برجالهم الذين كانوا يُعدّون بالملايين لم يظهر لهم أثر عندما زمجر الناس على الظلم والظالمين!

إن رأس الأفعى في السياسات الأمنية التي كان يدير رأس النظام بها الدولة، و التي مازالت مستمرة سواء في جهاز أمن الدولة التي لا تخفي المعلومات إنه يعمل في الخفاء صحيح لا يتصرف بقوته السابقة من البطش و التنكيل و لكنه في مرحلة تجميع معلومات و إنتظار لكي تعود البلاد إلي حالتها و تبدأ مرحلة جديدة من البطش و التنكيل تحت مسمي محاربة الإرهاب أما باقي الأجهزة الأمنية فلم تتوقف عن العمل، إن الثورة لم تقوم لكي تستمر مصر الفرعونية موجودة تحت مسمي جديد و لكن لكي تعيش مصر في مساواة مع بني البشر في العالم من الحرية و العيش بكرامة فوق أرض النيل.

إن المشروع الحادث في مصر الآن ليس هو تغيير سياسات بل هو فقط تغيير وجوه، إن المتابعة الشديدة من قبل الدولة الحليفة لما يحدث في مصر لا يجعلني أبدا أصدق إنها ستترك التغيير في مصر يحدث دون تدخل قوي من جانبها، و من لا يريد أن يصدقني قليقرأ الصحف الحكومية ليعرف إنها مرحلة مؤقته في عمر مصر، ستخرج منها لكي تحتل من جديد بعصابه جديدة ستكون قبلتها مثل السابقة إسرائيل و أمريكا.

أن فلول النظام السابق توارت قط أمام السيل الجارف من الثورة لكنهم يعملون بنشاط و دأب لكي يأخذوا دورهم الجديد في النظام القادم، و هذا ما يخشي عليه علي الثورة المصرية.
الكلام يدور داخل العقول الفكرية الآن عن الثورة المضادة و أنا لا أري هذا تماماً، فمن يتجرأ و الثورة ما زالت في عنفوانها أن يقول بغير ما يقول الثوار فهذا يعرض نفسه لكتابه شهادة و فاته و هو علي قيد الحياة، و لكن ما أظنه يحدث هو الإنتظار حتي تمر الفترة الحالية لكي يظهر النظام السابق من جديد بنفس سيرته القذارة، و لذلك يجب من الآن قطع دابر كل فلول النظام السابق و المتمثل في :
1- الحزب الوطني، 2 – جهاز أمن الدولة ، 3 - المجلس القومي للمرأة، 4 - مؤسسة الرئاسة.
فلابد من حل كل هذه المؤسسات فتواجدها داخل نظام الحكم في مصر يعجل بنهاية قريبة لثورة 25 يناير، مما يجعلنا نستمر في ثورتنا إلي أن يتم إلغاء هذه المؤسسات العفنه و سأفصل الحديث لماذا هذه المؤسسات تحديداً و دورها في فساد ة الحياة الإقتصادية و السياسية في مصر في الفترة السابقة.
اللهم أحفظ مصر و اجعله أمناً مطمئناً،،


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-02-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الانتخابات في مصر : ثورة الشباب الصامتة
  معركة باب المندب : بين الطائفية و الإنتصار الزائف
  حروب طواحين الهواء
  في 25 يناير : محاكمة النظام السابق
  مصر : في كل عامً ثورة !
  مبارك و إسرائيل
  تغيير السياسات و ليس تغيير الوجوه
  نداء إلى دعاة الفتنة : كفوا أقلامكم عنا
  حتمية الإسلام و نهاية الحضارة الغربية
  الحرب الشرسة على الاسلا م بين صمت الحكومات و عجز الشعوب
  هل يتساوى داعى الفضيلة و داعى الرذيلة ؟
  عاكف و الإخوان و أوهام الأكاديميين
  ناجح ابراهيم من الإسلام المسلح إلى الإسلام الدعوي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، د.محمد فتحي عبد العال، د - مصطفى فهمي، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صالح النعامي ، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، سامر أبو رمان ، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني، حسن عثمان، سلام الشماع، سعود السبعاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، فتحي العابد، محمود سلطان، مصطفي زهران، د - المنجي الكعبي، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، عواطف منصور، علي الكاش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، محمد يحي، عراق المطيري، صلاح الحريري، يحيي البوليني، الهادي المثلوثي، الهيثم زعفان، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، عمر غازي، صفاء العراقي، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، د - الضاوي خوالدية، فتحي الزغل، صلاح المختار، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، العادل السمعلي، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، رافد العزاوي، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد بشير، مجدى داود، إياد محمود حسين ، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، كريم السليتي، طلال قسومي، صفاء العربي، أحمد النعيمي، أبو سمية، د - عادل رضا، رمضان حينوني، سلوى المغربي، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، د. عادل محمد عايش الأسطل، صباح الموسوي ، مراد قميزة، نادية سعد، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ، محمد الطرابلسي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، أحمد ملحم، عمار غيلوفي، د- هاني ابوالفتوح، كريم فارق، يزيد بن الحسين، عبد الله الفقير، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة