جاسم الرصيف
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6431 jarraseef@jarraseef.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بحكم ممارسته المهنية لبيع ( السبح ) والخردوات في شوارع دمشق، ولاعيب في هذا، ولكنها مطعّمة بنكهة تقية حزب الدعوة الأيراني أصلا وفصلا، مازال نوري أو جواد المالكي موهوما بأن كل شئ يخضع للمساومة بين نقيضين : خيانة الوطن والولاء للوطن.
* * *
واذا كان فعل المعارضة، عن إختلاف صادق ونظيف في الرؤى، مشروعا على دلالة استمرارية وجود معارضين عراقيين لكل الأنظمة التي حكمت العراق، قبل الإحتلال، غادروا نحو مناف كتبتها لهم أقدارهم، فالولاء للوطن ظل قيمة عند كثرة منهم على ثابت : أنهم لم يتواطأوا ضد بلدهم مع أجنبي حتى لو كان من ذات البلد الذي أقام فيه.. بل أن هؤلاء كانوا، ومازالوا، من أوائل الرافضين لإحتلال العراق، حالهم حال أي مقاوم وطني حمل السلاح دفاعا عن أرضه وعرضه.
الفرق اذن بين معارض وطني حقيقي وبين معارض يحمل في روحه خراب المساومة على كل القيم : أن الأخير يمتلك الإستعداد لبيع كل، وأكرر مفردة ( كل ّ )، القيم تماما كما فعلت ( المعارضة القديمة ) في دخولها مع دبابات إحتلال وتحولت الى ( حكومة ) فاقدة لشرعيتها منذ لحظة ميلادها الأولى في معامل المخابرات الأجنبية على حد ّ باطل جاء ( مبنيا على باطل ) فاقد لكل القيم : أخلاقية ودينية وإجتماعية.
* * *
لو سأل المرء أي أمريكي صريح عن رأية ( بنجوم ) المضبعة الخضراء لأجاب الأخير أنهم جزء من مشروع بوش الذي أقرف غالبية الأمريكيين قبل غيرهم، بل وقد يلمح المرء إحتقارا واضحا، أو مكتوما، لهؤلاء على حقيقة معرفة الأمريكيين بأنهم أول من مهدوا لأكاذيب بوش ال ( 935 )، التي أودت بكل الخسائر الأمريكية اللاحقة، مادية وبشرية، والتي فاقت كل التوقعات بفضل ظهور المقاومة الوطنية العراقية.
ولكن ؟!
مازال نوري، جواد، المالكي يظن نفسه قادرا على بيع ( السبح ) على شكل أكاذيب التحسن الأمني وقدرة جيش ( ملاّ فسيفس ) على حماية المضبعة الخضراء وفروعها المحاصرة في معظم مدن العراق، ناسيا أو متناسيا، ان الأمريكيين باتوا يهتمون بالتطورات في العراق أكثر من ذي قبل، وباتوا يفهمون ألعاب بائع السبح الذي باع العراق مرتين :
مرّة لأحمق أمريكي !!
ومرة لخبيث لئيم أيراني !!.
باتت لعبة بائع الولاءات المتجول مضحكة في أميركا حتى لأشد المتحمسين لإحتلال العراق، على دلالة أن الأمريكيين باتوا يحاولون مدّ قنوات إتصال مع بعض أطراف المقاومة العراقية لعلهم يحصلون على بعض امكاسب طويلة الأمد.
* * *
المفارقة المضحكة للأمريكان قبل غيرهم : أن بائع الولاءات المتجولة زار نصب جنديهم المجهول، والجانب المضحك أن لا أحدا، من العراقيين أو من الأمريكان، رأى المذكور زائرا لنصب الجندي العراقي المجهول، ولا أحد من الطرفين رآه زائرا لعائلة عراقية، لاعلاقة بالإحتلال، ليؤاسيها في فقدان واحد من أكثر من مليون شهيد ذهبوا نتيجة لمجرد أكاذيب قدمها هذا وجماعته تمهيدا لعشعشة تجار الحروب على حقول النفط العراقية، غير مهتمين لابحياة العراقيين ولابحياة الأمريكان في آن.
كثرة من الأمريكان، فضلا عن كثرة من العراقيين، مازالت تتذكر وقفة التلميذ الذليل أمام معلمه الولي الفقيه الأيراني، كما تعلم كثرة من الطرفين أن بائع الولاءات المتجول هذا لايستطيع التنقل الإ ّ بطائرة طاقمها أيراني، لأنه يعرف الاّ أمان له في العراق قطعا مادام قد ولّي على العراق بموجب باطل إحتلال لم يؤسس لغير باطل تفتيت الشعب العراقي، ووحدة أرضه، وكاد بأعماله الإجرامية يفتت حتى الشعب الأمريكي الذي تورطت قيادته السياسية والعسكرية بالتعامل مع مجرد بائعي ولاء متجولين.
* * *
وتعميقا لظاهرة الغباء، وليس التغابي، أعلن بائع السبح والولاءات من واشنطن أن من يريد تعاطي ( المصالحة الوطنية ) من العراقيين أن ينضم تحت رايته !! وتلك قد أضحكت الأمريكان قبل غيرهم مرة أخرى، لأنهم لم يسمعوا قائدا بريطانيا يقدم لهم دعوة مماثلة في أيام حربهم ضد بريطانيا لتحرير أميركا !!.
ولله في أمر باعة الولاءات المتجولين شؤون أولها مضحك..
وآخرها مبك بكل تأكيد !!.
************
ينشر بالتوازي مع جريدة أخبار الخليج . العدد 11449 الثلاثاء 28 يوليو 2009
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: