يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من طبيعة الدول الاستعمارية أن تسعى الى الهيمنة والسيطرة، ولأن الادارة الاميركية زعيمة العالم الامبريالي فيما يطلق عليه بالاستعمار الجديد، وبحكم فلسفتها النفعية، فهي تسير على نفس الطريق الذي سار عليه الاستعمار القديم، وخاصة أن الفلسفة الاميركية تتمثل في أن ليس هناك سياسة ثابتة، وانما هناك مصالح ثابتة، والسياسة هي في خدمة هذه المصالح .
في الوطن العربي والعالم الاسلامي اليوم، أمثلة صارخة على التبعية للامبريالية الاميركية في العراق والسلطة الفلسطينية وغيرها في بلادنا العربية، وفي افغانستان والباكستان وغيرها في الدول الاسلامية، وهذه النماذج تجهد في خدمة تنفيذ التعليمات الاميريكية، لأنها هي من جاءت بها الى مقاليد السلطة الفاقدة للسياسة، والتي لا تمثل ارادة الجماهير والشعوب التي تجثم على صدورها، ومما يلاحظ على هذه النماذج انها ممعنة في الفساد والفشل السياسي وتحقيق الامن، على الرغم من تشدق راعيها وسيدها في واشنطن بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان .
النموذج الباكستاني صارخ لأبعد الحدود، لان باكستان دولة في حكم الاستقلال والسيادة، ولكنها تمعن في تنفيذ أوامر البيت الأبيض وفي التبعية لسياسة واشنطن، تساوى فيها حكم العسكر وحكم المدنيين، ومع ذلك تمعن أميركا في اذلالها، فليس هناك من اذلال أشد على باكستان من أن تقوم الادارة الاميركية في تزويد الهند بالمعدات والأسلحة الاميركية في معاهدة دفاع مشترك، تسمح بتزويد الهند بالمعدات والاسلحة الاميركية المتطورة، خاصة وأن الهند تمثل العدو اللدود لباكستان، وما بينهما من مشاكل ما زالت ملتهبة، مثل الارهاب والمياه وكشمير، بالرغم من أن باكستان تقوم بتنفيذ سياسة امبريالية اميركية فيما تسميه واشنطن بالحرب على الارهاب، والذي يأتي على قتل وتشريد جماهير الشعب الباكستاني بأيدي الجيش الباكستاني نفسه .
الاميركان لا يلامون في السعي لتحقيق أهدافهم السياسية سواء أكانت بطرق مشروعة أو غير مشروعة، قانونية أوأخلاقية ولا يرضى عنها المجتمع الدولي أم لا، وانما الصغار التابعين الاذلاء في العراق وافغانستان وباكستان هم المعنيون في النتائج المدمرة، جراء ممارساتهم في حق جماهير شعوب البلاد التي ابتليت بهيمنة أميركا، وتنصيب ازلامها عليهم، ومع ذلك فان مصير هؤلاء إذلال أميركا لهم حالما ينتهي الدور الذي يكلفون به، ويلقى بهم في حاويات القمامة .
أليس هو مصير كل عميل وخائن ارتضى لنفسه أن يكون رخيصاً ؟، واليس منطق اميركا في التعامل معهم هو تعبير عن منطق كل الاستعماريين مع عبيدهم وخدمهم ؟ .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: