البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الصومال الصومال... قبل فوات الأوان

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7439 samir@kwcpolls.net


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كانت محاضرة مؤثرة بالفعل تلك التي سمعناها من السفير المتجول للحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية الدكتور عبدي عواله جامع في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤخرا، حيث كان الحضور في أغلبه من أبناء وبنات الصومال، جاؤوا ربما من كل أنحاء الإمارات لسماع مستقبل بلدهم السياسي كما يراه ذلك المحاضر المرهف القلب، الذي بكى و أبكى معه العديد من الحاضرين.

لم يتكلم المحاضر عن مستقبل الصومال بتقنيات الدراسات المستقبلية ـ كما توقع بعضنا ـ، ولكن تكلم بعاطفة الإحساس والتوجس والقلق من المستقبل السياسي والعسكري، والتوقع لزيادة أعداد القتلى والمشردين لهذا الشعب المسلم، الذي لم يهنأ بحياة مستقرة منذ أكثر من ثمانية عشر عاما، إلا في مرحلة العصر الذهبي، عندما قادت المحاكم الإسلامية الصومال في ظل الشريعة الإسلامية لمدة ستة شهور في عام 2006.

عندما تكلمت في هذا اللقاء عن فكرة كنت قد كتبتها من قبل في مقال سابق، بالاستفادة من علم فض النزاعات بأدواته وتقنياته ومراحله وابتكاراته ومواضيعه الدقيقة، ومن علم استطلاعات الرأي من حيث توظيفه في حل النزاع، و استخدامه في فهم مكونات ومراحل الصراع المختلفة في الصومال، كم رأيت توق أخواننا الصوماليين لسماع أي فكرة حتى لو كانت جديدة أو صعبة التطبيق، بل وحتى توجيه دعوة مفتوحة لتطبيق أي فكرة من شأنها المساهمة في الخروج من الوضع المأسوي الصومالي .

كم شعرت حينها بحجم التحدي والمسؤولية الملقاة على عاتقنا، أفرادا وجماعات وهيئات خيرية ودعوية وغيرها، للمساهمة في تقديم أي مقترح من شأنه المساهمة في حقن الدماء في الصومال، ومن ذلك الحين وأنا أتابع بكل أسى التطورات على الساحة الصومالية، التي تدل على تعقد المشهد يوما بعد يوم، فحالة الاقتتال الداخلي والاشتباكات والقتل والتدمير والتشريد تزداد، وربما ستتمخض مفاجآت كبيرة عن انتهاء مهلة الخمسة أيام القادمة التي أعطتها حركة شباب المجاهدين للحكومة الصومالية.

بالرغم من ازدياد المشهد الصومالي سوءا، وتداخله القبلي والديني، والتوازنات السياسية الحالية، والاستقطابات الإقليمية والدولية، إلا أن الصومال يحتاج إلى الدعم في تحقيق الأمن والاستقرار، بدلا من الاستمرار في تأجيج الموقف وتأليب طرف على آخر، والدوران في نفس المكان، والاعتقاد بأن الحل بالقوة والسلاح هو الحل الوحيد عند كلا الطرفين. ويبقى لنموذج الصراع الصومالي ميزته عن كل النزاعات في بلاد المسلمين؛ فشعبه وطوائفه المتحاربة متفقة على تطبيق الشريعة الإسلامية، فالجميع يريد الإسلام وأحكامه، وأعتقد أن الفشل في تحقيق الاستقرار والسلام في الصومال سيبقى جرحا في مسار العمل الإسلامي، وتفويتا لفرصة أخرى من فرص بناء كيان إسلامي في هذه المعمورة.

في ظل هذا الوضع تقدر كل المبادرات في المصالحة من الجهات المخلصة والحريصة والمشهود لها بحرصها، بل وبجهادها في مجال تطبيق الشريعة، وعلى هذه الجهات أن تستثمر ـ بالإضافة إلى رصيدها الجهادي وتاريخها النضالي- أن تستثمر وتسهم في إيصال الجماعات إلى حالة النضج للسلام (Ripe Moment ) - كما تسمى في علم فض النزاعات — حتى عند الجماعات التي تُصنف أنها مستعصية للوصول إلى هذه المرحلة، هذه المرحلة التي تقربنا منها تطورات طبيعية في مراحل الصراع مثل تغيرات في القيادة السياسية، أو عدم توازن القوى، أو تطورات في البيئية الدولية، أو أن يسهم طرف ثالث وسيط في إنشائها، وهنا ـ باعتقادي ـ يكمن دور هذه الجهات الوسيطة في إنهاء الصراع في التقريب ومن ثم استثمار هذه الحالة لإقناع الجماعات المتحاربة في الكف عن القتال والانتقال إلى مرحلة السلام، وبنفس الوقت تأييد تطبيق الشريعة، وإيجاد آلية متفق عليها لهذا الهدف السامي.

لا ينبغي للمخلصين المطالبين بتطبيق الشريعة تبسيط تحقيق هذا الهدف بمجرد القضاء على شيخ شريف في ظل نظام دولي تتحرك فيه البوارج الأمريكية من الخليج لإنقاذ أنظمتها الموالية، وربما ليس أمامنا خيار بالقضاء على تدخل قوى الشر المجاورة و العالمية بالصومال، واختبار مصداقية شيخ شريف عمليا في تطبيق الشريعة غير خيار الحلول السلمية.

------------
ينشر بالتوازي مع موقعي: السبيل الاردني، والعصر السعودي

------------

سامر أبو رمان

المدير التنفيذي /مركز عالم المعرفة للتنمية البشرية
مدير المشاريع / مركز عالم المعرفة لاستطلاعات الرأي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الصومال، حرب أهلية، فصائل صومالية، حركات جهادية، تنظيمات جهادية، شباب المجاهدين، الحكومة الإتحادية الصومالية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-07-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، كريم فارق، سامح لطف الله، صفاء العربي، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، منجي باكير، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد شمام ، محمود سلطان، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - المنجي الكعبي، صباح الموسوي ، محمد أحمد عزوز، محمد عمر غرس الله، د - الضاوي خوالدية، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، محمد الياسين، نادية سعد، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، رضا الدبّابي، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، فهمي شراب، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، تونسي، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، عمر غازي، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، حاتم الصولي، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، رافع القارصي، صلاح الحريري، أنس الشابي، يحيي البوليني، د. صلاح عودة الله ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، أحمد الحباسي، فتحي الزغل، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، مصطفي زهران، عمار غيلوفي، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، علي الكاش، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، د - صالح المازقي، صلاح المختار، مراد قميزة، د - عادل رضا، سعود السبعاني، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، أشرف إبراهيم حجاج، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فوزي مسعود ، مجدى داود، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة