البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الصين وذبح المسلمين في تركستان الشرقية

كاتب المقال وكالة نبأ   
 المشاهدات: 8807



يتعرض المسلمون في إقليم تركستان الشرقية أو ما يعرف بإقليم شينغيانغ لمذابح متواصلة علي أيدي الحكومة الشيوعية الصينية، وتطالعنا الأنباء بشكل دائم عن صدامات في الشوارع يستشهد فيها العشرات من المسلمين في هذه المنطقة برصاص قوات الأمن لاخضاع هذه الأقليم -الذي كان لقرون طويلة دولة اسلامية مستقلة - الي الحكم الصيني .
ما هي حقيقة ما يحدث؟ وما هي خلفيات هذه الصدامات التي لا تتوقف؟
هذا ما يكشفه التقرير التالي:
تمتعت بلاد تركستان بالاستقلال الكامل منذ فجر التاريخ قبل الإسلام وبعده وظلت هذه البلاد في أكثر الأحيان متماسكة الواحدة سياسيا واقتصاديا مستقلة حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. والجزء الغربي من تركستان تم احتلاله تدريجيا من قبل حكام الروس في عام 1865 ومن ثم عرفت تلك المناطق بتركستان الغربية وبعد قيام اتحاد الجمهوريات الاشتراكية الروسية في عام 1922 قسمت هذه البلاد إلى خمسة جمهوريات التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية المستقلة في آسيا الوسطي وأما الجزء الشرقي من تركستان فقد غزاه حكام من سلالة منجو الصينية في عام 1876 م وتبع ذلك الغزو أن أصبحت تلك المناطق تعرف باسم شنجانغ معناه ( المستعمرة الجديدة ).


1 ـ دخول الإسلام:


بعد أن انتهى المسلمون العرب من فتح بلاد فارس وخراسان فقاموا بأربعة فتوحات على تركستان الغربية في سنة 94 هـ ثم اتجه الجيش العربي المسلم تحت قيادة قتيبة بن مسلم الباهلى نحو الشرق حتى وصلوا إلى كاشغر عاصمة تركستان الشرقية وفتحوها في سنة 95هـ . وفي نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي الأول في القرن الثالث للهجرة وفي سنة 232 هـ تشرف الخاقان سلطان ستوق بغراخان (مؤسس الدولة القارا خانية) بالدخول في الإسلام وتبعه أبناءه وكبار رجال الدولة. ومنذ ذلك اليوم أصبح الإسلام دينا رسميا للدولة وتمت ترجمة القرآن الكريم وأقيمت المساجد بدلا من المعابد وتم بناء 300 مسجد في مدينة كاشغر وحدها وهكذا أنعم الله سبحانه وتعالى على تركستان الشرقية وأهلها بنعمة الإسلام وصدق الإيمان وكان للكثير من أبنائها شرف في التاريخ الإسلامي لقيامهم بأداء واجبهم في نشر الرسالة السماوية والاشتراك في الفتوحات الإسلامية وظهر العلماء والمتفقهون الذين اجتهدوا في دينهم وبرعوا في علومهم وتركوا للمكتبة الإسلامية ذخيرة غنية من المؤلفات العظيمة وكان مئات الطلبة المسلمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يأتون إلى كاشغر للدراسة الإسلامية.

ومنذ ذلك الحين أهل تركستان الشرقية كلها مسلمون وبقيت تركستان دولة مستقلة إسلامية حوالي تسعة قرون. ونظرا لبنيتها الجغرافية وسكانها وتاريخها وقيمها الثقافية وعقيدتها فإن تركستان الشرقية جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي.


2 ـ الموقع:
تقع تركستان الشرقية في وسط آسيا الوسطى وتحدها من الشمال جمهورية روسيا ومن الغرب جمهوريات الإسلامية المستقلة ومن الجنوب باكستان وكشمير والتبت ومن الشرق الصين الشعبية ومن الشمال الشرق منغوليا الشعبية.

3 ـ المساحة:
تبلغ مساحة تركستان الشرقية 1.828.417 كيلومتر مربع وهي بذلك تشكل خمس مساحة الصين كلها بما فيها مستعمرات الصين الشعبية ثل التبت ومنغوليا الداخلية. ومساحة الصحراء فيها 650 ألف كيلومتر مربع وأما مساحة الغابات 91 ألف كيلومتر مربع.

4 ـ السكان:
من القضايا المثيرة للجدل في تركستان الشرقية هو تعدد السكان فيها. لم يسبق أن اتفق الجميع حيال تلك القضية ولكن طبقا لآخر الإحصائيات الصينية بموجب إحصاء عام 1990 م فإن تعداد السكان في تركستان الشرقية من الأصل التركي المسلم 9.23 مليون نسمة, إلا أن هناك جهات مستقلة قدرت تعداد السكان من الأصل التركي المسلم بـ 25 مليون نسمة.

5 ـ اللغة:
اللغة التركستانية فهي التركية بلهجاتها المختلفة ويستعمل الحروف العربية في الكتابة.

6 ـ الجبال والأنهار والمدن:
تحسب أرض تركستان الشرقية من أبعد أماكن إلى البحر ويوجد فيها أربعون نهرا و 12 بحيرة وتضم أراضيها ثلاثة من أكبر خمسة سلاسل جبال موجودة في قارة آسيا ويوجد فيها 16 مدينة كبيرة و 126 بلدة واكثر من ثلاثة آلاف قرية كبيرة يحكمها الصينيون الشيوعيون.

7 ـ نبذة تاريخية:


قامت بين المسلمين التركستانين وبين حكام منجو الصينية معارك دامية في عام 1759 م فراح ضحيتها أكثر من مليون مسلم وفرضوا سيطرتهم على تركستان الشرقية حتى عام 1862 م وقد شهدت تلك الفترة تمرد شعب تركستان الشرقية ضد إحتلال المنجو 42 مرة وفي آخر تمرد عام 1863 م نجح الشعب التركي المسلم في طرد حكام منجو من وطنهم وأقاموا دولة مستقلة إسلامية تحت زعامة يعقوب بك الذي إستمر حكمه 16 عاما ولكن نظرا للتوسع الروسي خلال عهد التسارست فقد تخوف البريطانيون وقوع تركستان الشرقية تحت الإحتلال الروسي فقدموا النصيحة والأموال لحكام منجو الصينية بإحتلال تركستان الشرقية مرة ثانية واستطاعت الجيوش الصينية الضخمة بقيادة الجنرال زوزونغ تانغ مهاجمتها واحتلاها مرة أخرى في عام 1876 ومنذ ذلك التاريخ تم تسمية تركستان الشرقية باسم شنجيانغ XINJIANG وفي 18 نوفمبر 1884 ضمت داخل حدود إمبراطورية المنجو وأصبحت تابعة لها.

بعد تولى الحكومة الوطنية الصينية مقاليد السلطة في الصين عام 1911 حاول شعب تركستان الشرقية التحرر من الإحتلال الأجنبي فقاموا بعدة ثورات ونجحوا مرتين الأولى في عام 1933 والثانية في عام 1944 حيث تمكنوا من إقامة دولة مستقلة إسلامية في تركستان الشرقية إلا أن تلك الدويلة المستقلة لم يكتب لها الإستمرار حيث أن موسكو لم تتردد في كلا المرتين في إرسال قواتها البرية والجوية والقيام بكل ما من شأنه للقضاء على هذه الجمهورية الفتية لأنهم كانوا يعرفون أن تركستان الشرقية ستكون دعما لشقيقاتها في آسيا الوسطى في كفاحها للتخلص من ربقة الشيوعية وقتل الصينيون بعد سقوط الحكومتين أكثرمن مليون مسلم.


8 ـ حكم الصين الشيوعي:


بدأت الصين الشعبية إحتلال تركستان الشرقية بمذابح رهيبة وفرضت حكمها بعد مجازر دموية فظيعة وكان ما فعلت في البلاد أن هرعت إلى بعض الترتيبات لإزالة الإسلام من النفوس ومواصلة حكمها للبلاد ومارسوا أبشع أنواع الظلم والإضطهاد وقسمت البلاد إلى 450 كوميون (معسكر العمل الإجباري) ليعمل فيها العمال والفلاحون المسلمون وهم يشكلون 98 % من عدد السكان وقد مات الكثيرون في هذه المعسكرات وألغيت الملكية خاصة وصودرت كل ثروات المسلمين بما في ذلك حلى النساء وجعل طعام الناس جماعية ومنع الطبخ في البيوت وتم تفريق الأزواج بحجة أن فيه ضياع الوقت وكان يعطي للمتزوج لقاء زوجته عدة دقائق بعد كل أسبوعين وكانت تمنح للمرأة إجازة لثلاثة أيام فقط للولادة. ولما رأى الشيوعيون أن الدين الإسلامي هو أكبر عائق أمامهم فعملوا تحت مسمى الإصلاح الثقافي ضد الإسلام الاجراءات التالية:

أ ـ الإعلان رسميا بأن الإسلام خارج على القانون ويعاقب كل من يعمل به.

ب ـ منع تعليم الدين وإقامة العبادات وبدء تدريس الإلحاد في المدارس.

ج ـ إغلاق أكثر من 28 ألف مساجد و 18 ألف مدارس دينية واستخدام المباني الإسلامية مثل المساجد والمدارس في أعمال تتتافى مع قيم الإسلام.

د ـ تفتيش كل البيوت وجمع أكثر من 730 ألف من الكتب الدينية والمخطوطات الإسلامية وإجبار رجال الدين العلماء بإحراقها في الميادين العامة.

هـ ـ إلقاء المحاضرات في كل أرجاء البلاد بهدف ( عدم إثبات وجود الله ).

و ـ إلصاق الملصقات واليافطات المعادية للدين الإسلامي على جدران كل المدن والقرى ونمازج ما تحمله هذه الملصقات واليافطات ( الدين الإسلامي أفيون ), ( الإسلام في خدمة الإستعمار ), ( الإسلام إختراع أغنياء العرب ), الإسلام ضد العلم ).

قد تسببت هذه الحملة الظالمة على الإسلام في قيام ثورات عديدة فلم يكن يمر شهر واحد إلا وثورة تحتدم ضد الشيوعية دفاعا عن دينهم وكان يسقط عشرات الشهداء يوميا.

حـ ـ وكان حظ المرأة في تركستان الشرقية من هذه السياسة الإجرامية كبيرا, فقد أجبرت على أن تقص شعرها ولا تضع غطاء على رأسها. وأن ترتدى القصير من الملابس وإلا تتعرض للإعتقال.

وتحت مسمى الإصلاح الإقتصادي الإجماعي دمج الشيوعيون 96.6 % من الشعب المسلم وخاف الناس من التكلم حتى في بيوتهم خوفا من وجود الجاسوسية بينهم بل بلغ الأمر حدا أنه إذا تقابل صديق بصديقه في الطريق أن يجافيه ولا يلقى عليه السلام خوفا من الجواسيس والعقاب وهناك الكثير ذاق مرارة الإعتقال والسجن المؤبد مقابل أن إشاعة يطلقها أحد العملاء على إثنين تواجدا معا في مكان وإتهامهما بمعادات الشيوعية, أما إذا كانوا ثلاثة اجتمعوا معا فيمكن أن يطلق عليهم أنهم يعدون لتمرد او يخططون لثورة.

أعلنت الحكومة الشيوعية سياسية قطع صلة مسلمي تركستان الشرقية بالإسلام والمسلمين عموما فمنعت خروج المسلمين إلى خارج البلاد كما منعت دخول أي أجنبي وفوق ذلك كل من كان له اقارب في الخارج كان يعذب حتى يسجن بتهمة أنه جاسوس وله الإرتباط في الخارج.

لم يسلم الشيوعيون الصينيون جثث القادة من رجال الدين والسياسة الذي أعدموهم إلى أصحابها وإنما قطعوا هذه الجثث قطعا وعرضوها في الشوارع بقصد إرهاب الشعب وتخويفه.

منعت الحكومة الشيوعية إقامة الصلاة وصوم رمضان وبقية أركان الإسلام وقراءة الكتب الدينية والقرآن والصحف الأجنبية وكذلك الإستماع إلى إذاعات الدول الاسلامية ومنعت من إستضافة الضيوف ومساعدة أسر المعتقلين ومن الحزن على الأقارب المنفذ فيهم حكم الإعدام ومن إحترام الميت ومن إقامة مراسم للأفراح أو للجنائز ــ ومنعت أيضا أكل المأكولات باللحم والسمن ولبس الملابس الحريرية أو الصوفية وإخفاء النقود أو الأشياء القيمة في المنازل. وأجبرت الشيوعية على التحدث عن ماوسى تونغ بوصفه ( الإله الحي ) وعلى القبول بما تقول له الشيوعية دون قيد أو شرط.

نتيجة لتلك المعاناة وحتى يدافع المسلمون عن وطنهم والمحافظة على دينهم وهويتهم القومية قام شعب تركستان الشرقية بـ 45 ثورة تمر ضد الشيوعيين في الفترة من عام 1949 إلى 1968 م. أعدم منهم مايقارب 360 ألف مسلم من تركستان الشرقية وقفوا في وجه الشيوعيين مدافعين عن حقوقهم الشرعية. ونجح أكثر من 200 ألف في الهجرة إلى الدول المجاورة بينما إعتقل ونقل 500 الف منهم إلى 19 معسكر أشغال شاقة في تركستان الشرقية.

تحدثت جريدة إبراس الأندونيسية عن سقوط 75 ألف شهيد من المسلمين الأتراك في مدينة كاشغر في عام 1966 وقد دارت هذه المذبحة الرهيبة أثناء إستقبال المسلمين لشهر رمضان.

وإذا ما دققنا في أخبار الثورات الشعبية التي يقوم بها شعب تركستان الشرقية فنجد الدافع إليها هو التمسك بدينه ولغته. ولازال يقدم شعب تركستان الشرقية ملايين الشهداء فثوراته الجماعية تقوم بين الحين والآخر ولكن مع الأسف الشديد الأخبار عن هذا الكفاح من أجل الحرية والإستقلال لم يصل بعد إلى مسمع العالم الإسلامي والرأى العام العالمي.

9 ـ مرحلة مابعد ماوسى تونغ:

بعد أن مات ماو في عام 1978 ثبت الشيوعيون أقدامهم في تركستان الشرقية, وذلك عبر القضاء على الزعماء الوطنين والعلماء ورجال الدين ورجال الأعمال بشتى الأساليب وبعد القضاء على التعاليم الإسلامية والحضارة التركية والمعالم الوطنية وبعد فرض سياسة التصيين الثقافي والتعليمي.

وتتميز هذه الفترة بتحول الشيوعيين الصينين من تطبيق سياسة الإرهاب المكشوف إلى ممارسة سياسة تطبيق الشيوعية العلمية والتصيين الثقافي.

إن مما لاشك فيه بأن أقصر طريق للقضاء على أمة من الأمم هو إتباع مختلف الوسائل لتخريب عقيدتها . تقوم الصين حاليا بإتخاذ إجراءات جديدة وإعداد برامج مدروسة, وتهدف هذه الإجراءات إلى إزالة كل المعالم الوطنية والهوية لتركستان الشرقية. ومن أبرز الممارسات الحكومية الصينية ضد الشعب التركستاني المسلم مايلي:

أولا: الإعتداء على الإنتماء الديني لشعب تركستان المسلم وذلك بالتضييق على أفراد المجتمع في ممارسة شعائر هم الدينية ومنع التعليم الديني عن أبنائهم لقطع صلة الأجيال الجديدة بهويتهم الإسلامية.

في يوم 5 أبريل 1990 م أرادوا أهل قرية بارين في منطقة آقتو في جنوب كاشغر بناء مسجد جديد في قريتهم فاعترضت السلطات الشيوعية وبدأ الإشتباك فيما بينهم وقصفت القوات الصينية تلك القرية بالمدافع والطائرات بل إزدادت وحشيتهم بإلقاء القنابل اليدوية على البيوت لإرجبار النساء والأطفال على الخروج منها فمن لم تقتله القنابل قتله رصاص الجنود الصينين وذهب ضحيتها أكثر من ستين مسلما حسب إعلان الحكومة واعتقل أكثر من ألف. وقد ألقى سونغ هان ليانغ رئيس الحزب الشيوعي للمقاطعة تقريرا عن هذه الواقعة في إجتماع اللجنة المركزية لأعضاء الحزب الشيوعي لمقاطعة شنجيانغ (تركستان الشرقية) في 21 نسيان 1990 اتخذت السلطات الصينية على أثره عدة إجراءات تم تنفيذها من تاريخ 16 سبتمبر 1990 م وتضمنت مايلي:ـ

أ ـ إجبار جميع رجال الدين على حمل تصاريح رسمية تمنح لهم على ضوء تقارير الجهات الأمنية التي تؤكد على مدى تعاونهم ومؤازرتهم لرجال السلطات والحزب الشيوعي لهم التصارح وتجدد له سنويا حسب التقارير التي ترفع عنهم.

ب ـ إرسال الأئمة ورجال الدين إلى معسكرات عمل لإعادة تأهيلهم وفق المبادئ الشيوعية وتعاليم السلطات الصينية في التعامل مع شئون المسلمين الدينية والإجتماعية.

ـ إستدعاء رجال الدين إلى المراكز الأمنية والمباحث وإجبارهم على توقيع تعهدات بالإمتناع عن تعليم أبناء المسلمين أحكام دينهم الحنيف في المنازل أو في المساجد.

ـ الإكتفاء بالمساجد القائمة بحجة أنها كثيرة وأنها تسبب إزعاجا لسكان الأحياء الجديدة وحظر إستخدام مكبرات الصوت إلا في المساجد الرئيسية في المدن المفتوحة التي يتردد إليها السياح الأجانب وأن يكون إستخدامها لصلاة العيدين وصلاة الجمعة فقط. وقد أدت هذه الإجراءات إلى إيقاف بناء 235 مسجدا وإغلاق خمسين مدرسة في كاشغر فقط.

وذكرت جريدة شنجيانغ الرسمية بعددها الصادر في 18 نوفمبر 1991 بأنه قد تم تطهير 25 ألف من رجال الدين بعد الولاء للحزب الشيوعي الصيني, كما أشارت جريدة شنجانغ الرسمية في عددها الصار بتاريخ 16 مارس 1992 أن السلطات الشيوعية أعتقلت 6400 شخصا و 182 منهم متهمين بالرجعية. وأنه أعدم 49 منهم في عام 1991 وتفيد الأنباء الموثوقة بأن حكومة الصين الشعبية زجت بآلاف من العلماء والمفكرين وحفظة القرآن الكريم في السجون. كما وقع لي بينغ رئيس الوزراء الصيني في 31 يناير 1994 قرارين بحظر النشاط الديني وخلاصته كالآتي:ـ

القرار رقم 145: يمنع جميع أماكن العبادة السرية والنشاط الديني السري التي انتشرت في الصين في السنوات الأخيرة ويتم مراقبة جميع النشاطات الدينية.

القرار رقم 144: الأجانب لا يصرح لهم بإنشاء مؤسسات أو هيئات دينية نتحكم في النشاطات الدينية والمراكز الثقافية أو مدارس دينية بهدف النشاط الديني. كما يمنع الأجانب من الإتصال برجال الدين المحليين أو تعيينهم أو تحريفهم على النشاط الديني بين الشعب الصيني.

ومن الجدير بالذكر هنا أن كل من يزور مقاطعة غانسو وننغشيا الذاتية الحكم ومقاطعة وشنجيانغ الذاتية الحكم (تركستان الشرقية) فيلاحظ الفارق في النشاط الإسلامي مثل التعليم الديني ونشر الكتب والدعوة الإسلامية بين مقاطعتين يحكمهما الصين الشعبية بنظام ودستور واحد ولا يعني هذا أن المسلمين الصينيين الذين يعرفون باسم قومية خوي لا يجدون من إضطهاد ولكن معاناتهم مختلقة والواقع أن هناك أحداث كثيرة التي تؤكد أن الإضطهاد الديني يصيب الجميع بدون إستثناء ولكن شدته وألوانه يختلف عما يحدث في تركستان الشرقية لأن المسلمين التركستانيين يختلفون عنصرا وثقافة ولغة عن غيرهم ولا يشعرون بالإنتماء إلى الصينين فيتعرضون شتى أساليب القمع والإضطهاد بهدف الإذابة والإستئصال.

ثانيا:ـ منع أفراد الشعب التركستاني من ممارسة حقوقهم الإنساية المشروعة كالتعليم وحرية التعبير إلى جانب الإعتداء على تلك الحقوق بالمطاردة والإعتقال بل والقتل.

وإذا كان التعليم الإسلامي لا يسمح له بالانتشار بين مسلمي تركستان. فالتعليم الفني لم يكن أفضل منه. مجلة النشرة الإقتصادية لشرق الأقصى التي تصدر في هونغ كونغ فقد أشارت في عددها الصادر بتاريخ 29/1/1985 بأن نسبة المسلمين الأتراك تصل إلى 60 % في تركستان الشرقية ولكن نسبتهم في المدارس الإبتدائية 52.9 % وفي المدارس الثانوية 31.5 % من إجمالي الطلاب وأما الجامعات والمعاهد العلمية فلا يدخلها إلا 10 % من طلاب المسلمين خريجي الثانوية العامة ولا يزيد نسبتهم فيها عن 40 % ولا يزيد نسبة الأساتذة الجامعيين التركستانيين عن 26 % من جملة أساتذة الجامعات في تركستان الشرقية وهذا ما أدى إلى انخفاض نسبة المتعلمين إلى 94 شخص في كل ألف شخص. كما أن الجميع الكتب التي تدرس في المعاهد العليا والفنية فهي باللغة الصينية. هذا ويعاني خريجو المدارس المحلية الصعوبات أثناء تأدية اختبارات المعاهد التعليمية لكون اوراق أسئلة الإمتحانات باللغة الصينية حيث يمكنهم فيما بعد دخول المعاهد العليا دون مواجهة مشاكل لغوية إلا أن الطلاب المسلمين بعد تخرجهم من المعاهد العليا يواجهون صعوبات في التحدث بصورة صحيحة بلغتهم الأم. فهم يلجأون إلى استخدام الكلمات الصينية في حديثهم كما أنهم ينسون عاداتهم وتقاليدهم ويسلكون المسلك الصيني مما يسبب ردة فعل سلبية بين أبناء جلدتهم.

كما أن وضع المدارس التي تستخدم اللغة الصينية يفوق بكثير من وضع المدارس التي تستخدم اللغة المحلية ووضع المدارس المحلية نموذج للإهمال المتعمد. واللغات الأجنبية المحلية مثل الإنجليزية واليابانية فتدرس في المدارس الصينية فقط واما المحلية فإنها لا تملك حتى قيمة مدفاءة لوضعها في الفصل الدراسي أثناء فصل الشتاء.

وفي كل عام يسافر اللآلاف من الطلاب من مختلف المناطق إلى المدن الرئيسية في تركستان الشرقية أملا في تحصيل علمي عالي. وعلى الرغم من أن معظم هؤلاء ممن يعانون شدة الفاقة والفقر فليس هناك بيوت للطلبة ولا يستطيعون استجار غرف للسكن هذا عدا أن الحكومة الصينية لا تمد لهم بيد المساعدة وبالتالي فإن 97 % من الطلبة المسلمون, العاملون على الثانوية, لا يستطيعون إكمال تعليمهم العالي. وقليل جدا منهم ممن يستطيع إكمال دراسته العليا يعين بعد تخرجه على وظيفة تناسب مؤهلاته, أما الباقون فيرغمون على شغل وظائف مهنية (عمالية) وبالتالي فإنهم بفقدون إهتمامهم بالدراسة.

والمهاجرون الصينيون هم الأغلبية في الجامعات والمعاهد وهم رؤساء الهيئات العلمية والتقنية ومؤسسات التخطيط والإنتاج والإستثمار في تركستان بل هم أساتذة التاريخ التركستاني والإسلامي واللغة التركستانية. وسياستهم هي استعباد المسلمين التركستانين من مواقع المسئولية والعمل وتضييق فرص التعليم داخليا وخارجيا. وفي الوقت الذي يوجد فيه حوالي خمسين ألف طالب صيني في أمريكا وأوروبا لا يوجد بينهم مائة طالب تركستاني مسلم. وفوق ذلك تمنع الحكومة الصينية الطلاب التركستانيين من السفر خارج البلاد بقصد التعليم الإسلامي أو غير الإسلامي والطلاب الذين يدرسون حاليا قد جاءوا لزيارة أقاربهم أو لأهداف أخرى غير التعليم.
.

ثالثا: مصادرة ثروات تركستان الشرقية وحرمان أهلها الأصليين من خيرات بلادهم وفرض حياة الفقر والعوز عليهم وإهمال التنمية الإقتصادية والإجتماعية للبلاد.

على الرغم من الثروات الطبيعية التي تكتزها أراضي تركستان الشرقية إلا ان شعب التركي المسلم يعيش فيها في مستوى سيئ جدا, ويعيش أكثر من 80 % منهم فيما دون مستوى الفقر حيث يبلغ الدخل السنوي للفرد بما يعادل 50 دولار أمريكي كما ان برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يسمح للشعب التركي المسلم بالعمل في التجارة إنما وضع بهدف إبعاد أبناء تركستان الشرقية عن شغل الوظائف المكتبية فأولى فرص الأعمال التجارية الخاصة كانت من نصيب الصينيين الذين عمهم الرخاء سريعا فالصينيون لم يحتكروا المناصب الرسمية فقط من السلطة النقوذ بل أن المراكز في معظم القطاعات من نصيبهم بالإضافة إلى المواقع الحساسة في شتى المجالات. هذا ومن بين 200 ألف عامل صناعي في العاصمة أورومجى لا يتعدى عدد المسلمين 10% أما في مصنع للجرارات قرب أورومجى فمن بين 2100 عامل يوجد 13 عامل فقط من المسلمين.

كما أنه لا توجد هناك بطالة بين الصينيين في تركستان الشرقية بعكس المسلمين الأتراك الذين ترتفع لديهم نسبة البطالة بصورة كبيرة جدا.


رابعاً : خداع العالم بإقامة حكم ذاتي صوري لتركستان الشرقية لا يمثل إرادة الشعب ويتمتع بسلطة وطنية،بل يديره الصينيون وينفذ الموظفون التركستانيون السياسة الموضوعة بالإكراه.

في الوقت الراهن تعرف تركستان لشرقية بأنها الإقليم ذو الاستقلال الذاتي ولكن في الحقيقة الشعب التركي المسلم هناك لا يتمتع بأي استقلال ذاتي، كما أن 90 % من المراكز الحساسة في تركستان الشرقية يشغلها صينيون و أصبح المواطنون التركستانيون لا يملكون من شئون بلادهم ومجتمعهم شيئاً فالصيني المهاجر إليها أياً كان صفته فهو الذي يتولى تصريف الأمور فمثال ذلك اللجنة الشرفة على اللجنة الحزبية الإقليمية والتي تضم 15 عضواً ( أربعة منهم من التركستانين والباقون صينيون ) أما اللجنة المركزية الإقليمية للحزب الشيوعي فتضم 56 عضواً ( 18 من المسلمين التركستانيين و 2 من المسلمين الصينيين والباقون من الصينين ) وهكذا فإن مقولة الحكم الذاتي إدعاء بجانب الواقع.

لا يوجد المساواة بين الشعب التركي المسلم و بين الصينين أبداً وأدنى مثال لذلك لو تتازوع صيني مع تركستاني مسلم فإن العقاب عادة يكون من نصيب التركستانى وإذا كان رئيس الشرطة وغيرهم من التركستانيين فإنهم يتجنبون إنزال العقوبة علي الصيني الذي يتنازع مع التركساني حتى لا يتهموا بأنهم متطرفون ( قوميون ).

و أذا ما أن رئيس مجلس إدارة أو مدير أو رئيس قسم من التركستانيين المسلمين اتخذ قرارا لصالح أبناء جلدته وكان ذلك القرار ليس في صالح الصينيين يبعد المسئول من منصبه.

خامساً :إغراق تركستان الشرقية بالمهاجرين الصينيين و إحلالهم في أماكن سكن و عمل أهل البلد الأصليين مما أدى إلى انتشار البطالة بينهم و تقلص الفرص التعليمية لهم.

ومع أن المسلمين التركستانيين يعلمون أن عدد المهاجرين الصينيين الآن يزيد عن عشرين مليون نسمة إلا أن السلطات الرسمية تحاول جاهدة على إخفاء الرقم الصحيح.

وكان هو يوبانغ سكرتير عام الحزب الشيوعي الصيني قد صرح بأن منطقة شنجيانغ بإمكانها إستيعاب 200 مليون مستوطن صيني بكل سهولة إن الشعب التركي المسلم في تركستان الشرقية متخوف من كونه سيندثر نتيجة ذلك الهدد الهائل من الصينيين وبالتالي فإنهم سيفقدون هويتهم القومية.

لقد حولت الحكومة الشيوعية تركستان الشرقية إلى معسكرات للأعمال الشاقة ، فمعظم المدانين من المساجين الصينيين يحكم عليهم بالأعمال الشاقة في تركستان الشرقية ويوجد الآن في البلاد 19 معسكر للأعمال الشاقة جميعها تحت الإشراف المباشر لوزارة الأمن العام، هذا بالإضافة إلى أن المسجون الذي ينهى فترة عقوبته في معسكر الأعمال الشاقة لا يسمح له بالعودة لبلده فلا يجد بدا من استيطان تركستان الشرقية.

أدى استيطان هؤلاء الخارجين علي القانون إلى ارتفاع نسبة الجريمة في تركستان بصورة حادة. فقد ذكرت التقارير في السنوات الأخيرة عن ازدياد الاعتداءات الصينية على المسلمين الأتراك بما في ذلك السرقة والاغتصاب و الخطف.

سادساً : القيام بتنفيذ التفجيرات النووية في الأراضي التركستانية مما نتج عنه إفساد البينة بالسموم و نشر الإمراض بين أفراد الشعب التركستاني.

بالرغم من الموقف الدولي لإيقاف التفجيرات النووية والنداءات فإن الصين أصرت على تنفيذ تجربتها النووية التي قدرت قوتها ما بين 10 ـ 40 كيلو طن من مادة تى. إن.تى في موقع التجارب النووية بمنطقة لوب نور قي تركستان الشرقية في يوم الجمعة 10/ 6/1994 م.

فمنذ عام 1964 أجرت بكين 35 تجربة نووية في أراضي تركستان الشرقية دون اتخاذ أي تدبير من شأنها حماية المدنيين من أخطار التلوث النووي. وقد أثرت هذه التجارب تأثيراً مدمرا على المحاصيل الزراعية وعلى الإنجاب وفي عام 1990م مات أكثر من 800 تركستاني مسلم بأمراض غير معروفة. في التقرير السري لرئيس حكومة مقاطعة شنجانغ في أوائل عام 1988 م أكد ولادة عشرين ألف طفل مشوه. وفي نفس العام 1988 نسبت منظمة الصحة العالمية في تقريرها فوق 3961 شخص مصاب بمرض مجهول في منطقة خوتن فقط. وهكذا وردت التقارير عن تزايد حالات الإصابة بسرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الكبد وغير ذلك من الأمراض الخطيرة فمثال ذلك عدد الشباب المصابين بشلل الأطراف بلغ أكثر من 5000 شخص في كاشغر فقط فيما بين يوليو 1990, و من المعروف أن إهمال الحكومة الصينية لهو أمر مقصود لإستنصال الوجود الإسلامي.

سابعا: إجبار أفراد الشعب التركستاني المسلم على تنفيذ سياسة تحديد النسل وممارسة أقصى العقوبات للمخالفين لهذه السياسة التي تهدف إلى خلخة التركيب الديمغرافي للسكان الاصليين لتركستان الشرقية.

تعترف حكومة الصين الشعبية بقلة الكثافة في تركستان الشرقية وتعمل على نقل ملايين الصينيين من داخل الصين إليها وسياستها تهدف الي توطين مائتي مليون صيني فيها خلال الأعوام القادمة. والمسلمون كلهم حسب الإحصاء الرسمي وغير الرسمي لا يزيد عددهم عن عشرين مليون نسمة ومع ذلك فالحكم الشيوعي يستخدم كافة الإجراءات الوحشية لمحاربة تزايد عدد المسلمين التركستانيين ومنها ما يلي:

في عام 1991 قدرت الإحصائية الحكومية بأن عدد سكان بلدة ينكي حصار حوالي مائتي ألف نسمة وأن عدد النساء اللاتي بلغن سن الحمل 35 ألف إمرأة فقامت السلطات الحكومية الشيوعية بإجبار النساء على مايلي:ـ

9360 امرأة استخدمن اللولب.
4200 امرأة ربط مبايضهن.
9530 امرأة أسقط جنينهن.
7420 امرأة أخذن حقن منع الحمل.
1070 امرأة توفين بسب الإجهاض الإجباري.
1493 امرأة خضعن لتجارب منع الحمل.

والنتيجة أن من تم السماح لهن من النساء بالحمل أقل من ألفين ومن حرم منهن من الحمل أكثر من 33 ألف امرأة وتفيد التعليمات الحكومية بأن المنطقة التي يبلغ سكانها 180 ألف نسمة لايسمح بتزايد سكانها عن أربعة آلاف نسمة في السنة وبشرط ألا يزيد عدد السكان الكلي عن 190 ألف نسمة خلال 3 سنوات.

وفي عام 1992 بلغ عدد الرجال والنساء الذين فرض عليهم منع الحمل 27900 شخصا وتم اسقاط جنين 7100 امرأة في ولاية خوتن. وقد أدت هذه الإجراءات إلى انخفاض عدد المواليد إلى 19700 مولود أي بنقص 11739 مولود عن عام 1991.

أما الأسرة التي تتهرب عن الإلتزام بنظام تحديد النسل فتتعرض إلى العقوبات التي نصت عليها المادة 44 من نظام تحديد النسل الذي وقعه رئيس المقاطعة في 7 أبريل 1992 وهي كالآتي:ـ

1 ـ موظف الدولة يدفع غرامة مالية من 3000 إلى 10000 يوان سنويا.
2 ـ الموظف المدني يدفع غرامة مالية من 10000 إلى 20000 يوان سنويا.
3 ـ المزارع والراعي يدفع مايساوي مدخوله في العام الماضي وقد يضاعف إلى عشر أمثاله.

أما شواهد المآسي الشخصية التي يرويها الأفراد عن معاناتهم الذاتية فتوضح مدى الوحشية التي يعانيها الإنسان مما يمارس ضده من ظلم لا مثيل له ونماذجها كالآتي:ـ

1 ـ يفيد أحد الأطباء العاملين في مستشفى كرم باغ في مدينة كاشغر بأن أكثر من عشرة ولادات تتم في المستشفى المذكورة يوميا تم فيها قتل الجنين بعد ولادته مباشرة بضربة أو كتمان نفسه وتحقن الأم بحقنة منع الحمل بدون اشعارها بذلك ولا تتمكن من رؤية مولودها لأنهم يفيدونها بأن الجنين ولد ميتا, ثم تشحن هذه الأجنة إلى معامل في بكين وشنغهاي.

2 ـ في 14/2/1993 م وفي القرية رقم 6 من بلدة قوما وضعت السيدة دولت خان مولودها الرابع وباعت كل ممتلكاتها لدفع الغرامة المالية حتى تحتفظ بالطفل ولكنها في اليوم السادس أجبرت على اجراء عملية ربط المبيض ثم ماتت بعد ذلك بثلاثة أيام.

ثامنا: ومن وسائل التذويب التي يتبعها الصينيون في تركستان الشرقية منذ سنين طويلة تشجيع الزواج بين التركستانيين والصينيين ويكافأ كل تركستاني بتزوج من صينية بمبلغ يعادل أربعمائة دولار يدفع له فور ابراز قسيمة الزواج. ويعتبر هذا المبلغ كبير إذا قيس بالراتب الذي يتقاضاه الموظف هناك. وحسب وكالة الإستعلامات الخارجية فإن الشباب التركستانيين العاملين في القرى النائية إذا تزوجوا بالصينيات يحصلون على عمل براتب مغرى في المدن. في حين يمنع المسلم العامل في القرية من مجرد القيام بقصد الإقامة في تلك المدن. أما الشاب التركستاني المتزوج بالصينية فإنه يكافأ بألف دولار إضافة إلى عمله الجديد في المدينة. والمولود من هذين الزوجين يحظى برعاية الحزب الشيوعي ويسجل في النفوس على أنه من الأقليات الصينية وتقول الوكالة في نشرتها بأن التركستانيين يقاطعون كل من يتزوج بصينية من بين أبناء جلدتهم, ويطردونهم من مجالسهم وقد وضع الصينيون شروطا جزائية قاسية لمن يريد تطليق الزوجة الصينية ومن هذه الشروط دفع نفقة الزوجة المطلقة وتقدر بألفي دولار كحد أدنى. ومن النادر أن تجد إنسانا يستطيع دفع مثل هذه النفقة ولذلك فإن كثير من هؤلاء الشباب يقدمون على الإنتحار وهذا نوع آخر من أنواع حرب الإبادة ضد المسلمين التركستانيين.



النشاطات الإسلامية السرية:


لا يوجد في تركستان الشرقية عالماً دينياً إلا وسجن على الأقل عشر سنوات ويزيد عدد العلماء الذين اعتقلوا عن 54 ألف وكثير منهم عذبوا وماتوا في السجون. والعلماء عندما أطلقوا من السجون تأكدوا أن السلطات الشيوعية لا تسمح لهم بتدريس العلوم الإسلامية علنا فبذلوا جهودهم وفتحوا المدارس السرية وهناك الآن يوجد مئات المدارس يدرسون فيها آلاف الطلاب والطالبات ومئات الطلاب قد حفظوا القرآن الكريم. ولكن هؤلاء الطلاب يدرسون وهم جالسون على التراب الأبيض لضعف حالات المسلمين إقتصاديا ولا يأكلون طعاماً مطبوخاً إلا مرة واحدة بعد كل ثلاثة أيام وهؤلاء الطلاب يدخلون المدرسة ( بيت الأشخاص في القرى ) ويحملون معهم قوتهم الذي يكفى لهم لمدة أسبوعين وهي عبارة عن الخبز الجاف فقط و الأستاذ أيضا معهم ولا يخرج من باب المدرسة أحد خارج الباب لخمسة عشر يوما كاملا لا الأستاذ ولا الطالب وجيرانهم لا يعرفون شيئا عنهم لأنهم لا يجاهرون بأصواتهم خوفا من الحكومة.


ولا يوجد هناك صلة في تركستان الشرقية مع المسلمين والهيئات الإسلامية في العالم الإسلامي لأن العلماء والرجال الحركيون لا يسمح لهم بالخروج من تركستان الشرقية وكما لا يوجد هناك أي حركة اسلامية بطريقة رسمية بل الحركات الإسلامية كلها سرية ومع الأسف الشديد بعض الهيئات والجمعيات الإسلامية إذا أرادت مساعد المسلمين في الصين يأتون بمبلغ كبير من أموال المسلمين يضعونها أمام الجمعية الإسلامية الصينية وهي جهاز حكومي لتنفيذ سياسة الدولة الشيوعية ولمراقبة الأنشطة الإسلامية.


الخلاصة:


إن الحكم الصيني الشيوعي يسعى بكل جهده وأساليبه على تصيين الشعب التركستاني المسلم بالتهجير الصيني البوذي المكثف وتشجع الزواج المختلط بين المسلمين والصينيين. ويحارب الوجود التركستاني الإسلامي بإجراء التجارب النووية في البلاد وفرض تحديد النسل بالتعقيم الإجباري وقتل الأجنة والأطفال وتشجيع انتشار المخدرات بين الشباب المسلم وفوق ذلك نشر الجهل والأمية والفقر والبطالة بحرمان المسلمين من العمل وأبنائهم من العمل والإنتاج في بلادهم الغنية التي تمتص خيراتها السلطات الصينية بدون أن يكون لها مردود لأهلها الأصليين وعلاوة على ذلك تعمل حكومة الصين الشعبية على تزوير الحقائق التي تؤكد أن التركستانيين شعب ذو صفات ومميزات لغوية وعرقية واجتماعية وتاريخية خاصة لا ترتبط بالعنصر الصيني ولم تكن في يوم من الأيام جزءا من أرض الصين إلا نتيجة الغزو والإحتلال العسكري وتدعي بقولها أن أرض (تركستان الشرقية) كانت جزء لا يتجزء من الصين وتهدف كل محاولاتها على طمس الهوية الإسلامية و ابتلاعها ومحو حقيقتها وقطع جذور الإسلام لجزء عزيز من بلاد المسلمين.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تركستان الشرقية، الصين، ذبح المسلمين، شينغيانغ، محاربة الإسلام، الأقليات، مجزرة، الأقليات المسلمة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-07-2009   islamicnews.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، ياسين أحمد، د- محمد رحال، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، كريم السليتي، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، محمد العيادي، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، سليمان أحمد أبو ستة، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، صفاء العراقي، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، حسن الطرابلسي، مراد قميزة، فتحي العابد، د - محمد بن موسى الشريف ، سعود السبعاني، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، أشرف إبراهيم حجاج، يزيد بن الحسين، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، سلام الشماع، مصطفي زهران، أبو سمية، الهادي المثلوثي، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، مجدى داود، رمضان حينوني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، سلوى المغربي، رافع القارصي، حسن عثمان، منجي باكير، محمد شمام ، محمود طرشوبي، محمد الطرابلسي، أنس الشابي، محمد يحي، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، سيد السباعي، عمار غيلوفي، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، د - الضاوي خوالدية، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، محمود فاروق سيد شعبان، صباح الموسوي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمر غازي، د- محمود علي عريقات، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، صالح النعامي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، علي الكاش، فهمي شراب، فوزي مسعود ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة